عبدالله آل عبدالله يندد بأستعمار الجنوب لحضرموت.. عجبا!!!

[الديس الشرقية]

المكلا اليوم
عبدالله آل عبدالله

لا السعيدة سعيدة ولاشفنا فيها السعادة وكما يقول المثل الحضرمي إنتي كما ختش وأختش كماش ، وما الفرق بينها وبين اليمنيه الا دعاء السفر ، ويظهر أن الإخوه اليمنيين إستمرأوا وتعودوا إطلاق الأسماء على عواهنها ،أسماء لاتدل على مسماها إطلاقاً ، فكما هو حالهم في تسمية يمنهم باليمن السعيد الذي لم تُرى فيه سعاده لا من فوقه ولامن تحته ولامن بين يديه ولامن خلفه ،اصبحوا يطلقون السعادة على كل ماهو يمني .من قناة السعيدة الى طيران السعيدة الى قات السعيد وهو نوع من القات الذي يبحر بِعِلْجِه إلى شواطي الكاريبي.
لم نسمع في غابر الأيام ولا في يومنا سعادة في اليمن من بعد انهيار دولتهم السبأية ، ولم يطلق احدا من المؤرخين اوالمستشرقين او العرب على ذلك الجزء في اقصى جنوب غرب جزيرة العرب باليمن السعيد ، ولاندري من اين اتوا بذلك المسمى ،لاشك ان هذا لايخصنا فكل إنسان حر في قول مايريد ولكن مايجعلنا نقول ذلك هو التزوير في الحقائق التاريخيه ، فما تم إطلاقه من مسى ( السعيدة ) كان على ارض اللبنان والبخور الا وهي حضرموت حيث اطلق عليها المؤرخون والمستشرقون (العربية السعيده ) وليس اليمن السعيد كما يدعي اليمنيون في يمننة كل ماهو حضرمي اصيل .
بدأت السعادة الحقيقية حين حلقت أرواحنا فوق ذلك االمنظر الجميل على ربوع ارضنا الحضرمية ، ليس هناك حدود جوية ملموسة بين الدول ولكن ذلك شعور طبيعي عند الانسان في موعده مع الحبيب.لم نشعر ذلك الشعور الروحي والتلقائي والفطري إلى بعد خروجنا من الحدود اليمنية ودخولنا الأرض الحضرمية .
عبق التاريخ كان يأتينا من خلال ذلك البخار الذي يدخل علينا من فتحات التهوية ونراه اسفلنا من خلال تلك النوافذ الصغيرة في تلك الهضاب الرائعة والأودية التي وكأنها شرايين حياة لايستطيع الإنسان الحضرمي العيش من دونها .
أرض الوطن
هبطنا على ذلك المدرج اليتيم الذي عندما يراه الزائر ويرى تلك الغرف التي تحتضنها جوانبه يعتقد انه ينزل في قرية صغيرة نائية وليس في عاصمة لدولة حضرمية لم ولن تشبع كتب التاريخ والحاضر من الحديث عنها . لم يعرف ذلك الزائر ان السعيدة التي أقلته والبلاد التي اقلعته وأهلها ينهبون خيرات هذه البلاد الطيبة وسيتبيحون ارضها وعرضها ويعيثون فيها فساداً.
تناسيت كل ما جرى خلال الإثنتي عشرة ساعة، تحاشيت النظر إلى ما حولي في تلك الغرفة الكئيبة التي تحتضن القادمين وذلك كي لا أنغص فرحتي ، نظرت أمامي لأشاهد ذلك الوجه الحضرمي البشوش الذي تعنَّى لإستقبالي، عرفني وعرفته رغم إننا لم نشاهد بعضنا إلا من خلال وسائل التواصل ، أسرعت بنا السيارة وكأنها تريد ان تخرجني من ذلك المنظر لتقول لي حضرموت أعظم وأجمل من تلك الغرف البدئية المتسخه التي لاتمثلها ، إنما هي صورة بشعة من صور المحتل سيأتي يوم ويزول وتزل معه كل سيئاته .
أنا اليمني سيِّد الحضارمة
نعم حضرموت أعظم واجمل رغم اربعينيتها التي تصل فيها الحرارة إلى أعلى درجاتها، حضرموت أجمل واعظم من التشوهات التي نراها أمامنا على تلك الهضاب والروابي الرائعة والجبال التي يزيدها الزمن علواً وشموخاً ، تشوهات من بناء عشوائي وشواهد بيضاء تشوه تلك اللوحات الرائعة لتقول هي الأخرى كل شيء في حضرموت تم نهبه وتمت السيطرة عليه وتم توزيعه ، حتى حصن الغويزي الذي كان يقف شامخا يرحب بزوار تلك المدينة العتيقه ، أصبح مهانا ً ذليلاً لايُرى من بين تلك الأكوام العشوائية التي يطلق عليها منازل ، إختلط الفرح بالحزن فرحة الوطن وحزن تدميره خلال المسير من الريان وحتى فوة عبر تلك الحواجز التي يقف فيها الجندي اليمني المحتل وهو يُوقف المارة من السيارات ويتفحص وجوههم الحضرمية ليقول لهم انا سيدكم هنا لن تستطيعون الذهاب إلى بيوتكم ولن ترون أهليكم إلى بترخيص مني ، أنا اليمني السيد على حضرموت واهلها ولدي كل الصلاحيات لأوقفكم وأفتشكم وأنظر إليكم بإحتقار وأهينكم وأنهاكم وآمركم وابتزكم كماَ وكيفما أريد .
الأيام الأولى في العاصمة الحضرمية
بعد لقاء الأهل والأحبة وبعد قضاء قسط من الراحة من عناء تلك الرحلة المآساة كان على رأس الأجندة بعض الزيارات الهامه،ومنها وأهمها زيارة الأخوان الأعزاء في العصبة الحضرمية وعلى رأسهم سعادة الدكتور عبدالله باحاج، لم يكونوا على علم بوجودي في حضرموت لذا كانت المفآجأة رائعة بالنسبة لي ولهم ،معظم قيادة العصبة في حضرموت كانت موجودة ،كان اللقاء حضرمياً وطنياً أستغل جُله عن حضرموت وهمومها ومعاناتها مع الاحتلال ومع من يريد إستبداله بإحتلال أخر وواجبات أبنائها . أدهشتني الروابط الأخوية والوطنية الرائعة بين الأعضاء وإصرارهم وتحديهم على الإستمرار في هذه القضية العظيمة التي لن تنتهي إلا بحصول هذا الشعب العظيم على إستقلاله بحق تقرير مصيره وكان ذلك اللقاء بمثابة تجديد عهد بيننا جميعاً.
أكرموني في اليوم التالي بحفل عشاء كبير أصر عليه الدكتور عبدالله حفظه الله ، دعوا إليه عدد من الشخصيات العلمية والإقتصادية والقبلية والأعضاء والأنصار وتحول ذلك الحفل إلى ندوة تحدث فيها الجميع .كانت حضرموت هي حديثنا في الترحيب وفي النقاش وعلى موائد العشاء . أينكم أيها العاقون من كل ذلك .
طِرَحْ دِي معَكْ
وٌجِّهت إلي دعوة من بعض الإخوة الكرام بينهم المحاميين ورؤساء منظمات حقوقية وغيرهم للسمر على ضفاف الخُور ، تحركت من فوة حتى وصلنا بجوار ( الهويبر) فإذا بنقطة تفتيش تابعة للإحتلال اليمني الجنوبي رجالها حضارمة للأسف ،أوقفوا سيارتنا وامروا السائق بإنزال زجاج السيارة ،قال أحدهم بلهجه حضرمية جميله شوهتها المعاني والمقاصد وبإستحياء كون هذه لم تكن عادة حضرمية وكأنه يتدرب عليها (طرَحْ دِي معَكْ ) فهمنا القصد وسألناه ( ليش) قال عشان ليلة الزحف إلى عدن ، قلنا له مامعنا شي نطرحه ولوطرحنا بتعطينا سند قبض سكت وتركنا ، قلنا لاحول ولاقوة إلا بالله اي مصيبة تعيشها حضرموت وشعبها الأبي ، هل وصل الحال لهذا الإنفلات ، هل نحن في المكلا او في سيسيليا (صقلية) اوباليرموالإيطالية مع الفارق في الشكل والهندام.
تريدون مصاريف الزحف لعدن أفرشوا في احد الشوارع أوبجوار المساجد " وأركزوا "علم اليمن الجنوبي الذي اصبح يشوه كل شيء في حضرموت ، وأكتبوا لوحة يامحسنين نريد ان نزحف لعدن عاصمتنا الأبدية لنجدد لهم العهد بتبيعة حضرموت لهم ارضا وشعبا ،
اين بامعلم وباعوم من هذه الأساليب التي اصبحت تشوه صورة الشباب الحضرمي وتهين حضرموت سواءً بهذا الإسلوب الهمجي أوبإدعاء تبعية حضرموت لليمن الجنوبي عدن وماحولها من قرى ، وتبعية الشعب الحضرمي للشعب اليمني الجنوبي ، كيف يريدون التخلص من إحتلال ويستبدلونه بإحتلال أخر كان أشد وأقسى على حضرموت وشعبها خصوصا في إهانة إنسانيته ،،
إنا لله وإنا إليه راجعون واصلنا المسير فإذا بنا نجد نقطة أخرى تابعة للزحف لعدن عند جولة بن عزون وكانت هذه النقاط مسببة إزدحام شديد كان سببا في تأخيرنا عن الموعد حوالي مايقارب النصف ساعة.
الباطنيــــــــــــــــــــــة
وصلنا قهوة الباطنية ! على خور المكلا حيث الدعوة ،وقد أوصاني احد الزملاء بضرورة طعم الشاي في الباطنية ،، إستقبلنا الإخوة الأفاضل بترحاب كبير البعض قد حصل لي شرف مقابلتهم والبعض كنت متشوقا لهم ،
الباطنية !! لماذا نسميها الباطنية !! والباطنية إسم لأحد أحياء مصر القديمة التي تشتهر بالجريمة وأوكار الرذيلة ، كنت طيلة اللقاء وهاجسي ينتقل بين الفينة والأخرى للتفكير في ذلك ، لماذا حضرموت اصبحت تستورد حتى أسماء قهاويها ،أنعجز عن الحصول على إسم يليق بمقهى في ذلك المكان . أم أننا تعودنا إستيراد كل شيء ، إستيراد هويتنا وإستيراد من يحكمنا وإستيراد أحزابنا ، كالإشتراكي والأخوان المصري والناصري والبعثي ،أي حال "يامثقفي" حضرموت وياسياسيها ويا من أراد القدر ان تكونوا ادواتاً خبيثة بيد اليمنيين شماليين كانوا او جنوبيين أي حال رذيل وصلتم إليه. أين الغيره اليس الوطن في نظركم عرض .
خور المكلا ،،، ما اروع المكان ولكن عندما تمعنت فيه تمنيت أن تعود العيقه كما كانت على الأقل كنا سنستمتع بذلك الشاطي الصغير الجميل بعد أن اصبحت المكلا بلا شواطئ . كل شيء فيه قذر وكل شيء فيه لايرقى لأن يكون مكانا للترويح عن النفس وتنفس للمواطن المليء بالهموم والكوارث، شاهدته في بداياته وكان أكثر من رائعا رغم بعض التحفظات في تجميله بصورة أفضل ، أما هذه المرة فلاشك ان العيقه افضل منه .
كان جميلاً عندما كان أحد أبناء المحتل اليمني يدير حضرموت أما وبعد أن إستلمه أبناءها واخص بذلك الخنبشي واخيرا الديني اصبح ذلك المكان الجميل مدمرا ومرتعا لكل القاذورت والروائح الكريهه ، وكأن المحتل أتى بهم كأدوات تخريب لا أدوات بناء وترتيب.حسبنا الله فيهم جميعاً.
حتى المقهى بشكله وأدواته لايستحق ان يكون في ذلك المكان على الإطلاق .
بحثت عن الأستاذ والأخ سند بايعشوت وعن شخصيات أخرى في ذلك المكان حيث قيل لي أنه صاحب مركاز فيه للأسف لم أجده ولم أتمكن من زيارته في مكتبه لضيق الوقت لكن أعده بذلك في المرة القادمة .
صلاة الجمعة في مسجد الشيخ أحمد ياسين بربوة المهندسين
ما أروع ذلك المكان وأعتقد ان تلك الربوة من أفضل الأماكن في المكلا من ناحية الهندسة المدنية التي جرت عليها ( حسب الموجود) وجمال مبانيها رغم وجود بعض العشوائيات في التخطيط ، ولكن مايشوهها فعلاً وجود مباني الأمن القومي للإحتلال في أجمل أماكنها وعلى مساحة تحتل الواجه البحرية في أجمل وأعلى روابيها. كل شيء فيها مباع !! وقد بحثت عن ارض لتكون مقراً لشيخوختي فلم أجد إلا شراءً من مالك سابق بأضعاف مضاعفه لثمنها الحقيقي .
كنا نستمع للخطبة وكان المسجد رغم سعة مساحته مليئاً بالمصلين ،الجمع يعيش في جو روحاني فإذا بثلاثة مسلحين يدخلون علينا أحدهم جلس بالقرب مني وأخر امامه وآخر في مكان قريب ، مسلحين بآليات الكلاشنكوف والمسدسات وبلباس مدني ، روائحهم مزعجه اشكالهم مخيفة لم يأتون لصلاة ولكن لحراسة مصلي يريد المغفرة !
سألت عنهم بعد خروجنا من المسجد قالوا هؤلاء حراس لأحد المسئولين السابقين يسكن في هذه المنطقة حيث استولى على أراضي فيها وباع منها وبنى من حصيلة البيع ، وهناك مثلهم حراساً لمسئولين قيل لي لم تشاهدهم كانوا في المؤخرة .
المصلين يضعون عمائمهم او نظاراتهم اوجوالتهم امامهم وهؤلاء وضعوا آلياتهم !! ياله من رجس شيطاني يدخل بيت الله في يوم كريم.
لماذا يصلي هذا المسئول المخبول ،فإن كان خائفاً على نفسه وهو في بيت الله وفي عبادة الله وفي كنف الله وحراسته فخوفه إذن من الله وليس من عدؤ يتربص به او مظلوماً يريد أن ينتقم منه ،كان الأجدر به البقاء في بيته بين حراسه الذين يحرسونه من أجله .
عجبا على هؤلاء يصلون ولايفقهون ماهي الصلاة وماهي العبادة ، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي . بينما هؤلاء يآتون كل الموبقات من فحشاء ومنكرٍ وبغي ثم يأتونبرجسهم ليرعبوا عباد الله في بيته .
توجهنا عصر ذلك اليوم إلى سيئون بشوق كبير إلى الغناء وما ادراك ما لغناء فآخر زيارتي لها كان في آخر عهد للإحتلال اليمني الجنوبي ،عهد الإشتراكية الخبيثة التي إحتلت و دمرت حضرموت ولازالت تصالي منها حتى يومنا هذا فهي الحلقة الأولى من سلسلة الجرائم التي نعيش فيها .ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .

[رعد الجنوب العربي]

ال عبدالله قبيلة كبيرة في يافع ومنهم عضو مجلس النواب علي محمد ال عبدالله اليافعي من مكتب اليزيدي ويمكن لهم أمتداد في حضرموت وهذا جائز بحكم أن سكان حضرموت أغلبهم حميريون ويافعيون وفيهم من قبائل عدنان ومنهم العوامر والأشراف السادة .. لكن نحن أسمنا الجنوب العربي وليس الجنوب اليمني ياعبداللة ال عبداللة .. نحن أتحاد الجنوب العربي ومنة المحميات الغربية والشرقية ومنها سلطنة القعيطي . والمهرة لا تهرف بما لا تعرف هذا كلام حميد الأحمر والدحابيش ولا تصطاد في الماء العكر . اليمن الجنوبي أطلقة علينا بو يمن عام 1967م