لا لاستعادة الدولة بل لبنا الدولة ألحديثه

[صقر المشألي]

أتمنى العودة لطفولتي لربيع شبابي وسنوات دراستي الجامعية..أتمنى إن انظر للمراءه وارى وجهي الأول الخالي من تجاعيد الكهولة أتمنى أشيا كثيرة مرة فيني أتمناها تعود ولكنها لا يمكن إن تعود وكيف تعود وقد قضي زمنها وصارت جزئيه من الماضي
إن التمني والأمل هو من الأولويات الحياتية وبدون ذلك يصبح الإنسان في حالة موت غير معلن
إذن يا إخواني التمني مشروع وجائز في حال يكون زمن الشي المرجو بلوغه لم ينقضي إي انه في دائرة الحاضر أو المستقبل إما إن يكون الشي المراد بلوغه هو استعادة لشي من دائرة الماضي وعاده إحيائه فذلك هو المستحيل يعينه عد ما كان مرتبط بالموروث المادي والمعنوي للامه ..
إن قول استعادة ألدولة قول منقوص وغير دقيق كونه تطلع لأمر مستحيل فالدولة التي تنهار أو تسقط لا يمكن استعادتها لذا فالتمسك بشعار تحرير الجنوب وإقامة الدولة الجنوبية المستقلة على أرضه هو ا القول والشعار الأصح وما دونه فهوا خاطئ
إننا نرفع شعار خيالي تراجعي لاستعادة دولة ميتة وبغير قصد أعطينا أمل لعتا ولت الحزب القدامى بدور قادم في حال أحيا تلك الدولة الميتة.. ولما لا.. طالما وروح وفكر وجسد تلك من ننوي استعادتها هما أعضاء الحزب الاشتراكي والحزب الاشتراكي نفسه الذي أنشاه واسماه فتاح مؤسسه في البداية حزب طليعي من طراز جديد لم يكرس مهامه الأولى لترسيخ مبادئ الماركسية التي يفترض انه أنشى من اجلها بقدر ما كان طرازه الجديد هو طمس معالم وطن وليد وألاحقه في تبعية وطن أخر مختلف عنه وبعيد فنجح في محو وطمس معالمه، ووطئ بعنف على موروثه الثقافي فلن نسمع إبان حكمه للجنوب إن قام برعاية بعثه أثريه.. لم نسمع باكتشاف اثري حتى لا يصبح مطالب بتشكيل ملامح دولته العصرية المزمع بنائها من مؤشرات ومقومات ثقافة وحضارة ذلك الوطن المسمى باتحاد سلطنات الجنوب العربي فأبعدنا أو بالأصح هجرنا قسراً كشعب جنوبي عن التاريخ وحاول تهجيرنا أيضا من الجغرافيا بعد إن كان ولقد حسم أمره بالستينات وحدد رؤيته على إن تكون تلك الملامح من طراز جديد بعيده كل البعد عن مؤشرات وملامح الوطن والشعب الجنوبي الحقيقة
لذا لا تحلموا وتطالبوا بدولة ضياعنا السابقة فاستعادتها استحالة ولكن استعادة بعض أدواتها ومقوماتها ممكن إن يكون جائز وما محمد غالب والعشرات من أمثاله إلا مؤشر او ملمح من ملامح ثقافة وعقلية تلك الدولة الفاشلة المبرمجة على طراز فتاح الجديد باليمننه
لذا فنحن سنبني دوله وكلا وألف كلا إن نطالب باستعادة من كان سبب طمس ووئد هويتنا فنحن شعب له جذوره الحضارية الضاربة في عمق التاريخ وانه بإذن الله لغادر على بنا الدولة العصرية الحديثة التي تستمد ملامحها وهويتها من ملامح وحضارة ألامه الجنوبية والشعب الجنوبي الأصيل