حضرموت المحطة التالية لمسرحية تنظيم القاعده

[علي بارجاش]

بقلم : احمد سالم بلفقيه

لقد بدأت الحكومة اليمنية المحتلة للتراب والأرض الجنوبية والغاصبة لثروات الجنوب منذ أكثر من عام تقريبا بمحاصرة المدن الجنوبية الصامدة وقد بدأت بمدينة الذئاب الحمر مدينة ردفان الشموخ وقلبه النابض مدينة الحبيلين الأبية والعصية على كل معتدى أثيم ..وتلى تلك المدينة بمحافظة لحج الضالع المحافظة حاليا وفق تعديلات الاحتلال الجديدة وعملت على حصار وضرب شعب ومدن وقرى الضالع وسفك الدماء الجنوبية الطاهرة بالضالع ولحج ومن ثم بلاد الصبيحة وطور الباحة الذين قدموا أروع صور النضال في التعامل مع المحتل اليمني ولازال الجميع يسطرون أروع اللوحات الثورية في سبيل طرد الغاصب المحتل..وفق منهجية مخطط لها من قبل جلاوزة النظام وبتعاون أزلام الاحتلال والمتعاونين معهم من العملاء وضعفاء النفوس بجنوبنا المحتل وقد تكللت تلك المواجهات أن تحولت إلى أعراس النصر سواء من خلال فعاليات تشجيع الشهداء وعرض الصور التي هزت ضمير العالم في معانيها المتتالية المقدمة من خلال مسيرة حركتنا الثورية في رسالتها للعالم الحر والتي خلقت لنا المساحات في برامج قنوات العالم المختلفة ونشراتها من العربية حتى لغات العالم المختلفة فقد كنا وبال على اليمنيين وعلى أدارتهم حتى صار اليمن الخطر الداهم والوبال على العالم أجمع..وما الحوثي إلا ثمرة من ثمار الهامش الجنوبي الذي منح لليمنيين نتيجة للهامش التوحيدي ما قبل عام 1994م ونتيجة لخلقهم الإختلالات في مناطق اليمن واللعب بالتركيبة الاجتماعية والمذهبية ومنها خلق منهج دماج السلفي بصعدة الزيدية.

1- لقد أنتقل الصراع عبر المدن والمحافظات الجنوبية لمحافظاتنا الغربية وصولا إلى أبين وقد بدأ ذلك بزنجبار ومن ثم بجعار التي أعلنوها إمارة أسلامية للمجاهد السلفي خالد عبدالنبي المحسوب فكرة على تيار القاعدة والذي أسقط مدينة جعار بأربعين عنصر من عناصر المجاهدين السلفيين الفكر الجديد الذي وصلنا عبر المؤسسات الرسمية وبتمويل حكومي مستمر ولازال مستمر منذ ما قبل 1994م وهم موظفين حكوميين حتى الوقت الحالي.
2- من خلال سعي حكومة الاحتلال في خلق حالة إعلامية رسمية ممولة عبر شبكات قنواتها الإعلامية المقرؤة والمرئية والمسموعة وعبر عملائها الممولين بالمال الجنوبي المنهوب عبر المدن العربية والأوروبية والعالمية لخلق حالة من الخلط والمغالطات لتعمية الرأي العام العالمي عما هو جاري في الجنوب الثائر لنيل استقلاله من خلال طرد المحتل اليمني وبين ما يسعى إليه نظام الاحتلال اليمني بأن المقاومة الجنوبية ما هي إلا صيغة من صيغ التطرف الديني المتمثل في بعض أوجه القاعدة وأن الحراك السياسي هو حالة متحالفة مع القاعدة وفكرها أنه الكذب والسفه السياسي الرسمي.

3- الحقيقة هو أن الجنوب لم يكن يوما فيه أحدا يفكر بتفكير القاعدة وثقافة التطرف الإسلامي، فالجنوب هو معروف بمدرسته المدنية الحضرية الحضرمية المشهورة عبر العالم باعتدالها وتوسطها وهي الطاغية في مناطق شرق أفريقيا وجنوب وشرق آسيا وهي التي أكتسحت تلك المناطق لكونها تمثل مدرسة الحكمة والموعظة الحسنة وكذا كما يقولون باللهجة الدارجة (مدرسة القفله..أدب خير من بهار علم ..البهار هو 300رطل..وهي من الموازين والقفله =1/16من الرطل..أي مدرسة التواضع ومدرسة حسن الخلق) فمن أين جاء هذا الفكر الشاذ على منطقتنا..لقد جاء بعد عام الوحدة 1990م عبر البوابة اليمنية الرسمية المتمثلة في أدرتها الحاكمة وقد حارب هذا الفكر المتطرف الجنوب في موطنه أبان كل الحروب والمواجهات حتى صار المنهج المذهبي الرسمي لحكومة سنحان وحاشد هذا المذهب وهو ما يقولونه رسميا بأنهم سنة وبأنهم من المناطق اليمنية الشمالية..ولكن هذه الازدواجية لن تكون الحصانة لهم من رياح التغيير.
4- لقد مرت منهجية وثقافة التطرف اليمني الرسمي لهذه الحكومة من خلال محاصرة وضرب مدن الجنوب الغربية أبتداءا لمدن الضالع وردفان والصبيحة ومرورا بعدن خورمكسر منطقة الشهيد المغدور به خورمكسر الدرويش ولم تستطيع لصق تهمة التطرف عليهم والإرهاب أو نعتهم بالفكر الجهادي السلفي.

5- حين أنتقل الفكر الأحتلالي الرسمي اليمني من مربع الضالع ولحج إلى أبين مرورا بعدن كانت الخطط قد تبلورت وتطورت ونتيجة للتباين وبعض الخصوصية نتيجة لمراحل سابقة متراكمة كان المنهج الحكومي قابل للتطبيق مستلهم من مراحل صراع الماضي وبحكم العلاقة بتلك المناطق قبيل التوحد والتي من ضمنها تم تجنيد وضخ العديد من الشباب لأفغانستان لاستخدامهم في مراحل متقدمة من الصراع اليمني مع الجنوبيين.

6- لذا فمرحلة أبين كانت لها من المميزات المختلفة عن الضالع ولحج ..فقد أعلنت إمارة جعار الإسلامية من خلال أربعين شخص ممن حاربوا معها في حربها مع الحوثي وما قبلها في حرب الوحدة وأفغانستان..وكذا الحال مع أمارة لودر الإسلامية والتي كان من التحسينات العديدة التي طرأت على المخطط اليمني المتخلف..فقد ضخت من المتطرفين الإسلاميين ومنهم العرب والعجم(الأجانب)كما تقول الرواية الرسمية.

7- أن التمثيلية الفاشلة للفلم اليمني الخاسر للغاصب المحتل قد فشل فشلا ذريعا..فشباب علي محسن من المجاهدين يستعرضون في مهرجان عسكري صوري أمام عسكر حكومة الرئيس علي عبدالله..مع حشد بعض العرب والعجم الذين لم يثبت ذلك،ولكن من السهل أيضا حشد بعض من عرب الجزيرة ومن بلاد العجم..أن النهاية خروجهم في كل المرات بعد أخلاء المدن الجنوبية في(وجه)وحماية العسكر والجيش اليمني.

8- لقد انتقلت الحالة القاعدية الرسمية من أبين إلى شبوة..والي حوطة الفقيه علي..ولكون الحوطة تمتلك بعض الخصوصيات المختلفة عن بقية مناطق شبوة العوالق والواحدي سابقا..فسكانها هم أحفاد الفقيه علي فقط لذا كان من السهل الالتفاف وإمكانية احتوائهم أسهل بكثير عن بقية المناطق فالمشايخ طبقة عندنا في الجنوب من المسالمين،والحوطة هي ثقافة جنوبية حمايتها في يسكن حواليها من القبل في ظل عدم وجود الدولة المركزية القوية(ولا تجد الحوطة في اليمن)وسكان الحوطة كلهم من الحضر الممتهنين للتجارة والثقافة التجارية وكلهم أبناء عمومة وهي وادي مغلق بها طرق للجمال والأفراد لهضبة حضرموت المعروفة وهي منطقة مغلقة بين الجبال.

9- أن الغريب في مفاهيم سلطة الاحتلال في حجة محاصرتها للمدن الجنوبية بحجة من ضختهم بداخل مدننا ومن ثم إسقاطها لمدننا لكون جماهيرها وسكانها ممن ينتمون للحالة المدنية والحضرية الرافضة لمفهوم القتال وقناعتهم النضال السلمي وبذلك نجد أن ثلة من العسكر اليمنيون يخترقون المدن الجنوبية ويعطلون أعمال مئات الآلاف من المواطنين ويدمرون المنازل والمدن ومن ثم تنتهي بانسحابهم،أي منطق هذا وأي مفهوم أدارة دولة وشعوب..تقتل المئات وتحاصر الآلاف بحجة أنفار ينتمون لها أنها لسخرية من سخريات الغاصب والمحتل اليمني..فالعالم يقيس ليس بهذا المقياس..فمن يريد أحدا فعليه بالدخول إليهم واختراقهم والإمساك بهم دون تعرض مصالح الناس للخطر هكذا تتعامل الدول.

10- نحن نعلم علم اليقين أن المحتل اليمني قد تعب من الجنوب ومشاكل الجنوب..فالجنوب قد بدأ يزلزل الأرض من تحت أقدامه في مناطقهم باليمن وليس في الجنوب فقد صاروا في قناعة بتسليم الجنوب ولكن بمشاكل يخلقونها ويصنعونها لنا فقد صرنا وبالا عليهم ولكن مشيئة الله لن يخرجوا إلا بانهيارهم فلا بديل ولا ماء يغطي وجوههم في خروجهم الآن من الجنوب لذا فغضب الرحمن عليهم فالجنوب متحرر في القريب العاجل وانهيارهم اليقين في القريب العاجل كذلك.

11- الآن وبعد الحوطة ماذا يا ترى الجنوب مقبل عليه من هذه الحكومة الغاصبة،أنها حضرموت الحلقة المقبلة لهذا المخطط اللعين من مخططات القاعدة الحكومية..أننا نحذر من إسقاط بعض مدن حضرموت من خلال ضخ بعض عناصر القاعدة الحكومية إلى حضرموت وتجميعهم من أصقاع وبلدان العالم لتنفيذ بعض مهازلهم..لهذا فأننا نقول للعالم أجمع أن الدائرة تدور على حضرموت وهي المرشحة بعد شبوة وعبر مدنها الكثيرة وقراها المترامية الأطراف من المحافظة الكبرى الحضرمية والتي تساوي مساحة اليمن مجتمعة.

12- أن العالم وكل الخيرين من المنطقة لن تنطلي عليهم هذه الخطط وهذه الألاعيب والعمل الشيطاني لذا فالحذر من حضرموت الثروة وحضرموت التاريخ فليست حضرموت الثقافة لعبة ضمن ألاعيبكم ..فستكون النهاية لكم في الداخل اليمني وليس في الجنوب الحضرمي فالمولى الرحمن الرحيم في صفنا والعالم كله من الخيرين أنصار السلم والسلام العالمي.


[email protected]