بالفيديو" صدى عدن" تثبت حقيقة المحاكمات التي يتعرض لها أطفال في سجون اللجان الشعبية بلودر

[الفجر الباسم]

بالفيديو" صدى عدن" تثبت حقيقة المحاكمات التي يتعرض لها أطفال في سجون اللجان الشعبية بلودر


23 جمادى الثانية 1435هـ - 23 ابريل 2014 م 10:00 عدد القرائات 1224



( صدى عدن ) خاص :
جُهز علي الصمدي 15عاما للإعدام بعد قراءة الحكم الصادر بحقه أمام عدد من أعضاء اللجان الشعبية بلودر، صعد الطفل على خشب مكتبي ليقابل المشنقة التي وضعت حول رقبته،بدا كما لو أنه مستعد للموت ،وفي الوقت الذي كان يسمع فيها نص الحكم ، كانت عيناه تدمع، وجسمه يرتجف من الخوف، يحاول أن ينطق كلمة واحدة،ويقف لسانه عاجزا عن ذلك .
دقائق فقط وتنتهي حياة الصمدي، هذه هي الصلاة الأخيرة التي سيصليها (علي ) وهذه الوصية التي أمر بكتابتها ويداه ترتجف وفيها : اعتذر لوالديه وطلب منهما مسامحته على كل شيء، وقبل أن يصعد الطفل للمواجهة المشنقة، كان المكان مجهزاً لعملية الإعدام النفسية قبل الجسدية، كل الصور والمشاهد الأخيرة التي كان يشاهدها الصمدي وجدت ليظهر الأمر على أنه إعدام حقيقي وليس مجرد مسرحية أبطالها أعضاء في اللجان الشعبية الذي يحاولون الحصول على المعلومة بهذا الأسلوب.
كل هذه الطقوس بحسب لعضو في اللجان الشعبية -رفض التعامل مع مثل هكذا إجراءات-هي لكسب الوقت وانتزاع اعترافات جديدة،من المتهمين الذي يقعون في قبضة اللجان الشعبية.
تمر الدقائق ببط شديد، المكان الذي يقام فيه عادة حكم الإعدام أشبه بمكان مسرحي ،لم يعد لدى الصمدي ما يقوله فيما يثير جدل بين أوساط اللجان بين معارض ومؤيد للشنق الوهمي الذي يعذب به المتهم بطريقة استفزازية، فجأة تقوم اللجان بإنزال الطفل وإعادته إلى السجن ليعيش طقوس أخرى داخل حفرة تحت الأرض تستخدمها اللجان كمكان لوضع السجناء.
تمر أيام، ويجهز الصمدي لمحاكمة جديدة، يعيش فيها نفس طقوس المحاكمة الأولى وفي كل مرة يعتقد أنها المرة الأخيرة التي سيرى فيها النور، وهكذا يفعل بالأطفال الآخرين والأشخاص الذين يتم القبض عليهم بحجة الانتماء للتنظيم المعروف بــ "أنصار الشريعة" - تنظيم يدين بالولاء لقيادات شمالية وتموله قطر- ويستهدف هذا التنظيم عملية اغتيال القيادات الجنوبية التي تهدد تواجد عائلة الأحمر ويقول نشطاء إنه ضمن الورق التي تحركها صنعاء لإضعاف الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال .
شخص ممن حضروا عملية الشنق والمحاكمة الوهمية التي يتعرض لها الأطفال كطريقة من طرق التعذيب التي تستخدمها اللجان، أكد على أن الطفل الصمدي أقر بعدد من الأسماء التي ينتمي أصحابها للقاعدة، وزاد الشاهد :اللجان تعرف الأسماء ،جيداً وهم يومياً يسرحون ويمرحون بالمدينة ، ومنهم أقارب لأشخاص يعملون لدى اللجان الشعبية .ولكن اللجان لم تحرك ساكناً ، ولم تصدر أي أوامر للقبض عليهم ، وتكتفي بتعذيب الأطفال وممارسة تلك الأعمال وهي غير مخولة بذلك.
محاكمات خارج القانون
محاكمات وتعذيب خارج القانون ، وأشخاص نصبوا أنفسهم بدلاً عن الدولة ، وبعد أن تعطل دور القضاء في لودر ، وباتت اللجان الشعبية هي من تتولى كل الأمور هناك، وبدلاً من أن تكون نموذج أفضل من الدولة ، ومن أنصار الشريعة الذي سبق لهم إنشاء مثل هذه المعتقلات والمحاكم ، وأقدمت على تنفيذ أحكام خارج القانون - خلال الفترة الماضية قطعت أياد متهمين بسرقة ، وصلب أشخاص آخرون -وجاءت اللجان لتمارس دوراً ترفضه كافة القوانين والأحكام وفضلاً عن هذا ، فقد قدمت اللجان نفسها بصورة أقبح من الصورة التي كان أنصار الشريعة قد رسمتها أمام الناس في أبين .
تبدأ قصة الطفل الصمدي بعد وصولة مدينة لودر قادماً من البيضاء ، وهناك كانت العناصر الإرهابية قد نجحت في استقطابه بعد ترغيبه ودفع الأموال له ووعظه دينياً وعما سيلقاه من ثواب عند لله .
غادر الصمدي مدينة البيضاء القريبة من لودر بــ 40 كيلو متر من أجل زيارة إحد أقاربه ،وتمكنت العناصر الإرهابية من إقناعه بحمل العبوة ناسفة إلى المدينة ليضعها في هدف رسمته له تلك العناصر ، وقبل أن ينفذ الصمدي هذه المهمة ، شاهد والده العبوة الناسفة معه ، وذهب بالعبوة وبالطفل إلى اللجان الشعبية ، ومن هنا بدأت حكاية الطفل التي لم تنتهي حتى هذه اللحظة .
مارس أعضاء اللجان الشعبية أسوأ أنواع التعذيب النفسي والجسدي ضد الطفل من أجل انتزاع اعترافات عن أسماء من أرسلوه ومن أعطاه العبوة الناسفة، ويظهر شريط فيديو تحصلت عليه "صدى عدن
على محاكمة الصمدي وهو معلق ويعيش لحظاته الأخيرة .
وكان الصمدي يستمع بإنصات وخوف لأحد أعضاء اللجنة وهو يقرأ الحكم الصادر بحقه "الإعدام" بالصوت العالي بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة "أنصار الشريعة" وكأن الأمر يبدو وكأن داخل محكمة حقيقة، لم يتوقع الطفل ألذي احضر من سجن تحت الأرض ‘إلى مقر اللجان الشعبية يستخدم لمثل هذه الأعمال والمحاكمات ، بعد قضاءه مدة سنة ونصف في السجن منذ أن اتهم بالتورط بالعمل لدى القاعدة.
ومن أسماء الأطفال التي تحصلت عليهم الصحيفة هم كالتالي " عبدالله توفيق 17 عام ،أصيل حسين عقيل وناصر محمد المرافعي ، جميعهم مارسوا ضدهم ، كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي مثل التعذيب باستخدام الكهرباء ، الجلد ، والمحاكمات .
وأفادت معلومات موثوقة بأن الشخص الذي يصدر الأحكام ويدير عملية المحاكمات حاصل على شهادة الابتدائية ويعمل في بيع الأسماك ، كما تحتفظ الصحيفة بأسماء قيادات اللجان التي تشرف على هذه العمليات ونرمز لهم بالحروف التالية " ف. غ " . "ص. ع " . "و "ن. ح" وغيرهم
ويفترض أن تحدث هذه الظاهرة بحق الأطفال ثورة عارمة ضد هذه الممارسات التي تستخدمها اللجان الشعبية، والتي من شأنها أن تزيد من نسبة ارتفاع عدد الأطفال الذين سيتم استقطابهم للقاعدة بسبب هذه التصرفات التي تسيء للجان الشعبية.
كما يفترض بالدولة أن وجدت أن تعمل على تفعيل دور القضاء في المناطق التي سيطرتها القاعدة وتم تحريرها، لما لذلك من أهمية قصوى، قبل أن تتدهور الأوضاع وتغرق المنطقة في مشاكل لا تنتهي.
استهدفت القاعدة خلال السنوات الماضية العديد من الأطفال وجندتهم لخدمة مصالحها في الوقت الذي كان يفترض أن تعمل فيه اللجان الشعبية على إعادة من غررت بهم القاعدة إلى حادة الصواب بطرق وأساليب علمية نفسية من منظور أن الأطفال هم الجلاد والضحية في آن واحد إلا أن اللجان الشعبية أخذت تنهج أسلوب العنف الذي ربما يولد ردة الفعل ويزيد من ثورة العنف والسخط ضد المجتمع والوطن .


رابط الفيديو

[الفجر الباسم]

المصدر
http://www.sadaaden.com/read-news/168866