عن "الإصلاح" وتياراته الإسلامية بعد استقلال الجنوب ..! وهيب الحاجب

صقر الجزيرة · 2012-01-18, 08:30 PM

عن "الإصلاح" وتياراته الإسلامية بعد استقلال الجنوب ..!
وهيب الحاجب

الأربعاء 18 يناير 2012 06:40 مساءً

صفحة وهيب الحاجب

اقرأ للكاتب "أنصار الشريعة" .. إلى شبوة ..!
لهذا .. فشلت "الثورة" ونجح "الحراك" !
الفيدرالية احتلالٌ ثانٍ للجنوب ..!
عدن تحت رحمة "حميد الأحمر" .. !!
وهيب الحاجب

جميلٌ وصحيٌّ أن يكونَ للحركة الإسلامية والتيار الديني وجود حقيقي في صفوف الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط أو تقرير المصير على طريق استعادة الدولة في الجنوب ، والأهم من ذلك أن تكون لهذه التيارات والمكونات كيان أو كيانات سياسية فاعلة في هذه المرحلة ، ثم رؤية سياسية مستقلة تعمل من أجلها وفقا للدستور الجنوبي بعد الاستقلال .

لكنَّ الأخطر هو أن تستمر أو تبقى هذه الكيانات (الأحزاب) في تبعيتها لخدمة رؤى واتجاهات قاداتها في الشمال لاسيما التيارات المنبثقة عن حزب "الإصلاح" ؛ فنكون بذلك كررنا سيناريو "الجبهة الوطنية" التي كان للكثيرين من المحسوبين عليها "الفضل" في اختراق مؤسسات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .

بمعنى أوضح أن مثل هذه التيارات والحركات ستبدأ _طبيعيا_ بالتكوّن مع اقتراب حسم الشعب الجنوبي قضيته وتقرير مصيره ، بغض النظر عن الوسيلة أو الظروف والعوامل المؤدية إلى ذلك ، فتتكون حركات وكيانات من هذا النوع ، وربما غيره ، وبدعم شمالي أيقن أخيرا أن الجنوب لامحالة ستنفك من قبضته وهيمنته لتعود لأهلها ؛ بيد إن هذه القوى الشمالية (الداعمة) تحاول في اللحظات الأخيرة زرع ما تعتقد أنه سيكون (سفيرا) لمطامعها وأطماعها ونزعاتها حيال الدولة الجنوبية المرتقبة ، وهذا _طبعا_ لم آت به من خيال أو عاطفة بقدر ما هو نابع من واقع جنوبي بدأت فعلا تتشكل وتبرز فيه مثل هذه الاتجاهات ، بل وتظهر علنا إلى المعترك السياسي على الصعيد الجنوبي ؛ فحركة "النهضة للتغير السلمي" التي أُعلنت ككيان سياسي في معظم محافظات الجنوب .

لا أجازف إن قلت إنها واحدة من تلكم التيارات المدعومة من "الإصلاح" الحزب الإسلامي الحاقد الأكبر على شعب الجنوب والخاسر الأول من إعادة الدولة في الجنوب ، بل من تحرير أرض الجنوب بكل مقوماتها وثرواتها من قبضة الشمال ونفوذ مشائخه وحاكميه .

"حركة النهضة للتغيير" التي نحترمها ونشجع على قيامها وغيرها كتيارات واتجاهات إسلامية أو سياسية خالصة الجنوبية .. لم تكن لتتشكل أو تظهر في عملها علنا لولا الدعم المادي و"اللوجستي" من حزب الإصلاح الذي استشعر خطورة الوضع الراهن والمتغيرات الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الوضع اليمني شمالا وجنوبا واستلهمت أيضا تحركات القيادات الجنوبية في الخارج وما ستؤول إليه ؛ كمؤتمر القاهرة الذي كان لحركة "النهضة" حضور فاعل فيه من خلال رؤيتها السياسية المقدمة للمؤتمر ، والتي تمثلت بتمسك الحركة بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه عن طريق استفتاء شعبي ؛ وهذا ما يشير جليا إلى أن للحركة ، أو بالأحرى (من يحركها) وهو دون أدنى شك الإصلاح ومن يصالحه ضد الجنوب .

لهم اتجاهات وقناعات فرضت عليهم لدعم طروحات (الاستفتاء) في حال قويت شوكة الحراك الجنوبي وأوشكت ساعات فك الارتباط ..! لكن هذه القوى المعادية لمشروع الدولة الجنوبية شرعت فعلا بالتخطيط السليم _وربما الناجح_ لمرحلة الاستفتاء التي أسلفت أن الاحتكام إليها سيكون مفروضا (عليها) كورقة أخيرة لمحاولة إبقاء الجنوب فرعا خاضعا للأصل في الشمال . فبوادر "التخطيط السليم" والاستراتيجي يبدو الآن واضحا من خلال ثلاث خطوات تكتيكية واستراتيجية تتمثل في:

اهتمام تلك التيارات بمسألة "الاستفتاء" على اعتبار أن "فك الارتباط" ليس مطلب الجنوبيين كلهم _حسب ترويجها_ وبالتالي فهي تسعى إلى تشجيع الشعب الجنوبي واقناع الجماهير بالاحتكام للاستفتاء ؛ ليس لشيء وإنما لضمان خوض هذه المغارة قبل فرض أو ترجيح حلول أخرى تخشاها .

في الخطوة الثانية ، التي لم تبد ملامحها بعد ، ستبدأ هذه القوى بالتعبئة الشعبية والتغلغل إلى مكونات المجتمع الجنوبي للإقناع بـ(أهمية) البقاء في إطار (الدولة الواحدة) مع وعود بإصلاحات ترضي الجنوبيين ، وكذا ستسعى إلى تفعيل قواعدها في الجنوب ومدها بالمال لكسب ما ومن تقدر عليه .

أما في الخطوة الثالثة فستسعى القيادة المركزية للإصلاح والطامعين بالجنوب ثانية إلى دعم هذه التيارات والتنظيمات سياسيا وماديا وعسكريا إذا اقتضى الأمر ، بغية تقويتها وجعلها تعتمد على نفسها كجماعات أو كأحزاب سياسية تخدم أجندة شمالية بحتة على غرار "الجبهة" وأخوتها !

أمام هذا ستغدو الجنوب ومستقبل شعبها بوضع غاية في الخطورة ودقة في الحساسية ، وستكون على عاتق الحراك الجنوبي وقياداته المسؤولية الكبرى والأمانة السياسية والأخلاقية إزاء الشعب المنهك ، ولن يكون بمقدور "الحراك" أن يؤدى هذه المسؤولية كاملة دون أن (يغربل) مكوناته و(يصحصح) تكويناته .. أما حركة "النهضة" التي أرمز بها هنا إلى كل التيارات والتنظيمات الإسلامية المعتدلة فمرحبٌ بها ، وأتمنى _أنا شخصيا_ أن تصل إلى حكم الدولة الجنوبية القادمة شريطة أن يكون انتماؤها وولاؤها السياسي جنوبيا خالصا لا يتعدى "كرش" ولا يتجاوز "براميل الشريجة" !

[email protected]

2012-01-18, 08:30 PM	#1
صقر الجزيرة قلـــــم ماســــي تاريخ التسجيل: 2010-05-25 المشاركات: 17,893	عن "الإصلاح" وتياراته الإسلامية بعد استقلال الجنوب ..! وهيب الحاجب عن "الإصلاح" وتياراته الإسلامية بعد استقلال الجنوب ..! وهيب الحاجب الأربعاء 18 يناير 2012 06:40 مساءً صفحة وهيب الحاجب اقرأ للكاتب "أنصار الشريعة" .. إلى شبوة ..! لهذا .. فشلت "الثورة" ونجح "الحراك" ! الفيدرالية احتلالٌ ثانٍ للجنوب ..! عدن تحت رحمة "حميد الأحمر" .. !! وهيب الحاجب جميلٌ وصحيٌّ أن يكونَ للحركة الإسلامية والتيار الديني وجود حقيقي في صفوف الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط أو تقرير المصير على طريق استعادة الدولة في الجنوب ، والأهم من ذلك أن تكون لهذه التيارات والمكونات كيان أو كيانات سياسية فاعلة في هذه المرحلة ، ثم رؤية سياسية مستقلة تعمل من أجلها وفقا للدستور الجنوبي بعد الاستقلال . لكنَّ الأخطر هو أن تستمر أو تبقى هذه الكيانات (الأحزاب) في تبعيتها لخدمة رؤى واتجاهات قاداتها في الشمال لاسيما التيارات المنبثقة عن حزب "الإصلاح" ؛ فنكون بذلك كررنا سيناريو "الجبهة الوطنية" التي كان للكثيرين من المحسوبين عليها "الفضل" في اختراق مؤسسات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية . بمعنى أوضح أن مثل هذه التيارات والحركات ستبدأ _طبيعيا_ بالتكوّن مع اقتراب حسم الشعب الجنوبي قضيته وتقرير مصيره ، بغض النظر عن الوسيلة أو الظروف والعوامل المؤدية إلى ذلك ، فتتكون حركات وكيانات من هذا النوع ، وربما غيره ، وبدعم شمالي أيقن أخيرا أن الجنوب لامحالة ستنفك من قبضته وهيمنته لتعود لأهلها ؛ بيد إن هذه القوى الشمالية (الداعمة) تحاول في اللحظات الأخيرة زرع ما تعتقد أنه سيكون (سفيرا) لمطامعها وأطماعها ونزعاتها حيال الدولة الجنوبية المرتقبة ، وهذا _طبعا_ لم آت به من خيال أو عاطفة بقدر ما هو نابع من واقع جنوبي بدأت فعلا تتشكل وتبرز فيه مثل هذه الاتجاهات ، بل وتظهر علنا إلى المعترك السياسي على الصعيد الجنوبي ؛ فحركة "النهضة للتغير السلمي" التي أُعلنت ككيان سياسي في معظم محافظات الجنوب . لا أجازف إن قلت إنها واحدة من تلكم التيارات المدعومة من "الإصلاح" الحزب الإسلامي الحاقد الأكبر على شعب الجنوب والخاسر الأول من إعادة الدولة في الجنوب ، بل من تحرير أرض الجنوب بكل مقوماتها وثرواتها من قبضة الشمال ونفوذ مشائخه وحاكميه . "حركة النهضة للتغيير" التي نحترمها ونشجع على قيامها وغيرها كتيارات واتجاهات إسلامية أو سياسية خالصة الجنوبية .. لم تكن لتتشكل أو تظهر في عملها علنا لولا الدعم المادي و"اللوجستي" من حزب الإصلاح الذي استشعر خطورة الوضع الراهن والمتغيرات الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الوضع اليمني شمالا وجنوبا واستلهمت أيضا تحركات القيادات الجنوبية في الخارج وما ستؤول إليه ؛ كمؤتمر القاهرة الذي كان لحركة "النهضة" حضور فاعل فيه من خلال رؤيتها السياسية المقدمة للمؤتمر ، والتي تمثلت بتمسك الحركة بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه عن طريق استفتاء شعبي ؛ وهذا ما يشير جليا إلى أن للحركة ، أو بالأحرى (من يحركها) وهو دون أدنى شك الإصلاح ومن يصالحه ضد الجنوب . لهم اتجاهات وقناعات فرضت عليهم لدعم طروحات (الاستفتاء) في حال قويت شوكة الحراك الجنوبي وأوشكت ساعات فك الارتباط ..! لكن هذه القوى المعادية لمشروع الدولة الجنوبية شرعت فعلا بالتخطيط السليم _وربما الناجح_ لمرحلة الاستفتاء التي أسلفت أن الاحتكام إليها سيكون مفروضا (عليها) كورقة أخيرة لمحاولة إبقاء الجنوب فرعا خاضعا للأصل في الشمال . فبوادر "التخطيط السليم" والاستراتيجي يبدو الآن واضحا من خلال ثلاث خطوات تكتيكية واستراتيجية تتمثل في: اهتمام تلك التيارات بمسألة "الاستفتاء" على اعتبار أن "فك الارتباط" ليس مطلب الجنوبيين كلهم _حسب ترويجها_ وبالتالي فهي تسعى إلى تشجيع الشعب الجنوبي واقناع الجماهير بالاحتكام للاستفتاء ؛ ليس لشيء وإنما لضمان خوض هذه المغارة قبل فرض أو ترجيح حلول أخرى تخشاها . في الخطوة الثانية ، التي لم تبد ملامحها بعد ، ستبدأ هذه القوى بالتعبئة الشعبية والتغلغل إلى مكونات المجتمع الجنوبي للإقناع بـ(أهمية) البقاء في إطار (الدولة الواحدة) مع وعود بإصلاحات ترضي الجنوبيين ، وكذا ستسعى إلى تفعيل قواعدها في الجنوب ومدها بالمال لكسب ما ومن تقدر عليه . أما في الخطوة الثالثة فستسعى القيادة المركزية للإصلاح والطامعين بالجنوب ثانية إلى دعم هذه التيارات والتنظيمات سياسيا وماديا وعسكريا إذا اقتضى الأمر ، بغية تقويتها وجعلها تعتمد على نفسها كجماعات أو كأحزاب سياسية تخدم أجندة شمالية بحتة على غرار "الجبهة" وأخوتها ! أمام هذا ستغدو الجنوب ومستقبل شعبها بوضع غاية في الخطورة ودقة في الحساسية ، وستكون على عاتق الحراك الجنوبي وقياداته المسؤولية الكبرى والأمانة السياسية والأخلاقية إزاء الشعب المنهك ، ولن يكون بمقدور "الحراك" أن يؤدى هذه المسؤولية كاملة دون أن (يغربل) مكوناته و(يصحصح) تكويناته .. أما حركة "النهضة" التي أرمز بها هنا إلى كل التيارات والتنظيمات الإسلامية المعتدلة فمرحبٌ بها ، وأتمنى _أنا شخصيا_ أن تصل إلى حكم الدولة الجنوبية القادمة شريطة أن يكون انتماؤها وولاؤها السياسي جنوبيا خالصا لا يتعدى "كرش" ولا يتجاوز "براميل الشريجة" ! [email protected]