كيفية تكون الدكتاتورية .. تحليل .. الوطن العربي

[عرين الاسود]

عندما استقلت الدول العربية ظلت هناك دول يحكمها اسر وأفراد وأخرى استندت إلى شخصية الزعيم الأوحد .. زعيم وطني تقدمي تحبه الجماهير وتؤيده ويعمل ما يعتقد أنه في صالحها وعندما غفلت الشعوب وعلى حين غرة تبدلت هناك أمور وظهرت أخطار حدقت بالشعوب وبالزعامة من كل صوب ظلت تتسع في الخفاء وفي الليل البهيم شيئا فشيئا حتى وقع ما وقع .. لم ولن تهدأ العاصفة .

فالزعيم بشر غير معصوم ويمكن أن يخطئ , بل إن احتمالات الخطأ تتزايد بتأكيد سلطته وشعبيته وفي ظل مثل هذا النظام حيث لا تتعدد الاتجاهات السياسية وحيث لا يسمح بأي رأي معارض , يصبح الزعيم حبيس مجموعة صغيرة تحيط به ويرى الأمور من خلالها , ثم تنمو في ظله فئة تحترف تمثيل الشعب والدفاع عن الثورة والسلطة والحكم بأي شكل كان وتتحول أسسها إلى الولاء الشخصي للحاكم وأسرته , وفي نفس الوقت تستغل وضعها السياسي في اكتساب مزايا ذاتية , وتظهر طبقة جديدة .. لكن أخطر ما في هذا النظام هو السلبية التي يفرضها عمليا على الشعوب .. فهي فقط مدعوة للتعبير عن التأييد والمساندة وتمجيد الحاكم بالوصوف العالية والرفيعة والبطولات .

إن ما تحققه الشعوب من مكاسب ليس يعملها ونضالها وكفاحها المستمر وإنما تفضلا من الحاكم وهي بالتدريج ألفت الاتكال على الزعيم في حل كل شئ وفقدت دورها الإيجابي ومبادراتها الخلاقة ؛ لأنها محرومة من تنظيماتها الجماهيرية الديمقراطية الحرة والتي تعطيها الحركة الفاعلة فأصيبت بمظهرها الشكلي مثل : ( حرية الرأي - والاحترام الكامل لحقوق الإنسان ) ليس هذا فحسب . بل تتعرض معه البلاد لاحتمالات الكوارث نتيجة لما يقع في الحاكم من الأخطاء والتشبث بالسلطة .

الاحتمالات في الكوارث كثيرة منها الإنقلابات والإغتيالات والموت الطبيعي واردة في حق كل حاكم فتتعرض التجارب للتآكل والإنهيار الكامل وهذا ما حدث ويحدث للشعوب والإنظمة عندما أرادت أن تثأر لكرامتها .. وتشهد بهذا الوقائع .