متى يفّيق الرّفاق ويعلنون الفراق؟؟

[مدفع الجنوب]

متى يفّيق الرّفاق ويعلنون الفراق؟؟ (الإثنين 09 مارس - آذار 2009)


بقلم: عمر سالم عبدالله بن هلابي

الطيف - خاص

تابعنا باهتمام خلال اليومين الماضيين بصورة مكثفة وعلى غير العادة، اجتماعات اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، الذي لم نكن في يوم من الأيام نتوقع له بتكوينه الحالي، أن يرقى الى أن يكون حزباً وطنياً جنوباً وفي مستوى المسؤولية التاريخية والأخلاقية. ولكن نظراً للظروف الاستثنائية التي يمر بها الجنوب، و ورود بعض التسريبات لمواقف بعض أعضاء اللجنة المركزية من الجنوبيين، تلك التسريبات وغيرها من المواقف لأولئك الأحرار، هي التي أحيت الأمل لدينا بصحوة وطنية جنوبية في اطار الحزب وأن كانت متأخرة، الا أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لتحقيقها على قاعدة أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي مطلقاً.
ولكن يا فرحة ماتمت، فقد تأكد لنا ولغيرنا اليوم، أن الطبع يغلب التطبع، خاصة وبعد صدور البيان المسخ، والذي أسموه بالبيان الختامي، فهو لا يعبر عن إرادة شعب الجنوب او القضية الجنوبية، ولا يمت بصل لنا من قريب أو بعيد، بل انه بهذه الصيغة يعطي انطباع بانه ليس منا ولا نحن منه وبالتالي لا يعني أبناء الجنوب أطلاقاً، وقد تخلى الحزب الاشتراكي عن مسؤولية الاخلاقية فمن الطبيعي والمنطقي ان يتخلى عنه التاريخ (ويطلقه شعبنا بالثلاث). ليس هذا وحسب، بل أن المتابع لأعمال الدورة السابعة للجنة المركزية، لن يصعب عليه أن يكتشف أن هذه الدورة بالذات قد رتبت وصيغة أطروحاتها وكتبت كلماتها، لدس السم في العسل لأبناء الجنوب، فمن المسمى (الوفاء لعدن) الى البيان الختامي بدءً بالتسريبات وأنتهاءً بالصياغة والأخراج، فجميعها تصب في خدمة الهدف المرسوم لها بدقة من قبل النظام والطابور الخامس داخل الحزب الأشتراكي، وهو الإنقضاض على الحراك الجنوبي والقضاء على القضية الجنوبية.

ولا غرابة أن نراهم قد قادوا أعمال اللجنة وقراراتها بتناسق مدروس، منذ الكلمة الإفتتاحية لمنظر المدرسة الشرجبية، الدكتور ياسين الشرجبي، الى البيان الختامي للصراري وأعوانه... والدلائل كثيرة فمن قول الدكتور ياسين في الكلمة الإفتتاحية: (تكتسب هذه الدورة أهميتها أولاً لأنها تنعقد في عدن، وعدن في ذاكرة حزبنا ومناضليه هي سفر التكوين الذي يحكي قصة الحلم العظيم للرعيل الأول من مناضلي حزبنا والحركة الوطنية، وهم يتصدرون المنازلة التاريخية من أجل عدن حرة ومستقلة، وقاطرة حضارية لجنوب ممزق الأوصال غارق في التخلف تحاصره المشاريع الاستعمارية والمحدقة به من كل صوب)، فماذا يريد الدكتور ياسين بهذا الطرح والكلمات المنمقة التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ؟ هل صدق نفسه ذلك الخرّف المتفلسف وغره الغرور، بأنه يستطيع بفلسفته الحُجرية المنشأ والفكر، أن يعبرها علينا مثلما داءب في الماضي القذر... فهو اذاً جاهل... أفلم يعلم بأن الأول تحول وأن جنوب القرن الحادي والعشرين، ليس جنوب الستينات من القرن الماضي.. فقد إكتشفنا كل خدع وأساليب حزب (خينا)، ولن تنطلي علينا حيلهم وأساليبهم القذرة بعد اليوم.. بل أننا أصبحنا نكتشف جهلهم وسطحية تفكيرهم، عندما نسمع أو نقراء أطروحاتهم المتذاكية حد السخرية، والتي لا تستند الى أي أسس تاريخية أو ثقافية أو سياسية، فليست الا عبارة عن مايتلقونه في مقايل القات، وما تنضح به نفسياتهم المريضة بالدونية، التي يشعرون بها فيبثوا حقدهم على كل ذي أصل وتاريخ راسخ رسوخ الجبال... تلك الدونية وذلك الحقد الأعمى، هو مادفعهم لأن يرددوا مايملىء عليهم، دون علم أو دراية لمعانيه، أو دراية بمحتواه ومدى تطابق ذلك مع الواقع والتاريخ، الذي يدشدقون بمعرفتهم به، تاركين لأنفسهم الإستسلام للوهم، الذي يعيشون فيه ومن صور لهم من الدخلاء، بأنهم قد أصبحوا من علية القوم، وأن لا جذور ولا أصول الا ماغرسوه فيهم، ونسي هؤلاء واؤلئك، أن الجذور تنبت من عمق الأرض والتاريخ، ولا يمكن زرعها كما يتوهمون، تلك الأوهام هي التي أوصلتهم لأن يقولوا: (من أجل عدن حرة ومستقلة، وقاطرة حضارية لجنوب ممزق الأوصال غارق في التخلف)، فهل ينكر الدكتور ياسين، بأن عدن هي حاضرة الجنوب العربي وعاصمته الأبدية، أم أنه يجهل أو يتجاهل أن النسيج الأجتماعي لعاصمة أي دولة، هو خليط لكل مكونات ذلك الشعب بجميع فئاته ومناطقة بالاضافة الى أهلها الأصليين.. وهل نسي أو تناسي أن رموز الحضارة العدنية هم خليط من ذلك النسيج الأجتماعي المترابط عبر العصور، من كل الجنوب من المهرة وحضرموت شرقاً الي باب المندب غرباً، ألم يقراء عن رموز الفكر والثقافة والسياسة ورواد الصحافة والتنوير، بل وحتى الجمعيات والنقابات العمالية، التي كان للجنوبيين الريادة في تأسيسها في جزيرة العرب، وهذة من الحقائق التي لا يستطيع هو أو غيره أنكارها، فقد شهد بها لهم العالم منذ رحلتي الشتاء والصيف الى العصر الحديث، ولا يحتاجون لشهادة من مثل الدكتور ياسين... وما عسانا أن نقول هنا إلا:
اذا جأتك مذمة من ناقص— فهي الشهادة لي بأني كامل
والكمال الله وحده .
هذا ما جادت به قريحة تلامذة الحجرية وأتباع الشرجبي وحاملي مباخره.

أما كتبت البورجي وزعرانه، أمثال الصراري وأتباعه، فقد قالوا فيما قالوا: (إن اللجنة المركزية توجه التحية والتقدير لمنظمات الحزب وأعضائه، وتثمن عالياً التضحيات الكبيرة التي قدمها الاشتراكيون والاشتراكيات، وهم يؤدون أدوارهم الكفاحية بشرف في إنجاح فعاليات الحراك وتجسيدهم لخط الحزب في تبني القضية الجنوبية )... ومن هنا فإننا نقول لهؤلاء المتسلقين والزعران أن الحراك السلمي الجنوبي عصي على الترويض أو التركيع أوالقبول بالمتسلقين والدخلاء، لأنه حراك أمة وشعب عرف ماذا يريد ولن ينحرف قطاره، الذي تحرك عن مساره أو يتوقف حتى يصل الى محطته الأخيرة، مظفراً بالنصر المؤزر، ويعلن دولته المستقلة وذات السيادة على كامل التراب الوطني للجنوب العربي التاريخي، شاء من شاء وأبئ من أبئ.

وأن كان ذلك الحراك قد أحتضن تلك الآفات، التي يتحدث عنها الصراري فليعلم هو وغيره أن الشعب في الجنوب وحراكه السلمي قد أحتضن اولئك الأحرار من أبناء الجنوب، ممن أختاروا أن يقفوا الى جانب شعبهم وقضيته العادلة، كأخوة وأباء وأبناء شركاء في الوطن، وكان ولا زال لهم المكان والمقام المناسب لتاريخهم وتضحياتهم بشخوصهم وعلى قاعدة التصالح والتسامح الجنوبية، التي أطلقها الشرفاء من أبناء الجنوب من جمعية ردفان الثورة في 13 يناير 2006م، كأخوة لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وهذا ما أكده جميعهم في أكثر من مناسبة ومسيرة أو مهرجان، ولم ولن يجرؤا على الإعلان بأنهم ينفذون أجندة أو سياسة حزبية أو مناطقية أو غيرها، لأنهم يعلمون بأن الشعب في الجنوب اليوم يرفض التقسيمات الحزبية أو المناطقية، وأننا جميعاً في حزبنا الكبير وهو الجنوب.. فكلنا أخوة كأسنان المشط ولا فرق بين حزبي أو مستقل، الا بالعمل من أجل الوطن وكلنا نكمل بعضنا البعض.

ومن هنا فإننا وكل الشرفاء من أبناء الجنوب، نقول لاولئك الأخوة الأحرار من أعضاء اللجنة المركزية، بل وكل أعضاء وكوادر الحزب الأشتراكي وغيره من الأحزاب اليمنية، أنهم مطالبون اليوم وأكثر من أي وقت مضى، وبعد هذا الفجور والكذب والأدعاء السافل، أن يسموا الأشياء بأسمائها ويضعوا النقاط على الحروف، دون خوف أو وجل فقد حطم شعب الجنوب بقيادة الأحرار من ابنائه حاجز الخوف في خور مكسر في 7 يوليو 2007م.

وفي الختام نؤكد على مقولة الشهيد البطل سالم ربيع علي (سالمين) حين قال: (إذا تم تشكيل الحزب، سيكون حزباً (أرقش) وسيغرق البلد في تناقضات لا نعرف لها بداية أو نهاية).

وسنظل ننتظر ونتساءل متى يفيق الرفاق ويعلنون الفراق ؟؟