ألحراك الجنوبي..بعد ان صار الوطن قبراً والوحدة فيداًوسراباً والصمت كفراً

[طيف الجنوب]

ألحراك الجنوبي..بعد ان صار الوطن قبراً والوحدة فيداًوسراباً والصمت كفراً

شبكة الطيف - بقلم : محمدالحيمدي

...لم يكن الجنوب صباح الوحدة أرضاً مشاعة أو بلداً خراباً, بل كان مؤسسا ت عامرة وقطاعاً عاماً سائداً وثقافة مؤصلة وأصيلة وشعباً تسوده المواطنة المتساوية والتنافس الشريف في سبيل كل عمل وطني شريف يخدم الوطن والمواطن.
والحراك الجنوبي اليوم ما كان ليكون لولا أن صار الوطن الجنوبي قبراً والوحدة فيداً وسراباً والصمت كفراً.

لقد بلغت الوحدة سن الرشد ولم تبرح السلطة سن الطفولة من دون أن تملك براءتها..عشرون عاماً مضت من عمر الوحدة والوطن الجنوبي يزداد فيها خراباً بقدر ازدياد ثراء قوى الفساد من المتربعين على عرش السلطة,وعم الإحباط والتذمر واليأس نفوس نفوس البسطاء بل معظم أبناء الجنوب ان لم نقل جميعهم بقدر ما عم الغرور والعجرفة والعدوانية أصحاب الفيد.

ما من شك في أن الخراب لم يعف بيتاً من بيوت البسطاء وغير البسطاء <اي حتى القيادات الجنوبية>في كل قرية من قرى الجنوب ولم تسام منه نفس بريئة سواء أكانت فوق تراب الوطن أم تحته؟,حيث انتزعت منه مكتسبات كان حققها بيده وعرقه وخُبر نفعها فأهداها للوطن <الموحد> على أساس أن يظل هو يعمرها لتعمره ويصونها لتصونه ويثبت كفاءته فيها لتتثبت كفايتها له ولكل بسطاء اليمن قبل صعاليكه ومصاصي دمائه.

كان لديه قطاع عام يحتكر التجارة الخارجية ويضمن استقرار الأسعار في السلع الغذائية خاصة مراعياً الكفاية الشرائية للبسطاء ومتوسط مداخيلهم فهو أمر لايعني فقط خلق استقرار معيشي لعامة الشعب -بل أكثرمن ذلك- يعني تمكين البسطاء خاصة من تحقيق مطالب عقولهم وصون أرواحهم من فساد الدنيا.

ثم جاء من يحرم على هؤلاء احتكار خبزهم ويحلله للسماسرة والفاسدين الذين يزداد ثراؤهم بقدر ما يزداد جوع الناس وأنينهم.
كانت في الجنوب نظام تعليم إلزامي ومجاني يجعل الطالب منذ الوهلة الأولى يحس أنه ابن الوطن يعيش على حسابه ويتأهل له ولايتأثر بظروف أسرته ولا يعيقه معيق عن تحقيق طموحاته , ومع هذا النظام التعليمي المجاني طبيب مجاني يجهل كل مواطن يحس بانه يتعالج بأنامل الوطن لا بأ نامل النقود , التي قد لا تتوافر لديه أو لدى ذويه وأهله فيمد لها كرامته متسولا ذليلاً وقد لا يجدها فيموت!!!.
وكان في الجنوب قانون لحماية الأسرة-على الأقل- من المراهقة المتأخرة في الأسرة فحسب بل وفي السلطة الحاكمة نفسها .

فإذا أضفنا إلى ذلك كله طر الآلاف من اعمالهم أو إقصاءهم من السلطة وحجب وسلب حقوقهم الوظيفية أو عرقلتهم عن الحصول عليها واستحواذ المتنفذين على منازلهم وعلى أراضيهم وتعطيل وجه من وجوه الحياة بل كل اوجه الحياة التي تعودوا عليها طيلة حياتهم , ولايغرّنك شموخ البنيان الأسمنتي وانتشار الفنادق ومحلات التجميل والإناء الفاخر , فلا يملك منه البسطاء سوى الأحساس بقصر قا ما تهم وقلة ثمن المبادئ الوطنية التي جبلوا عليها, ولم تمكنهم من شراء أبسطه.

الحراك الجنوبي إذن ليس ترفاً أو نزقاً سياسياً عقيماً أو تمزيقاً للوطن بقدر ماهو انتزاع حقوق هؤلاء البسطاء من مغتصبيها , إنه وبكل تأكيد نتيجة حتمية لما سلف واشياء اخرى كثيرة لم يمكننا الحيز لذكرها هنا ..انه خطوة الضرورة لإعادة السيف إلى غمده والحق لاصحابه والامور لنصابها ووضع الحروف فوق النقط ..لإعادة ترميم ما خربته الوحدة في الجنوب إنساناً وارضاً وتاريخاً وثروة وهوية وغيرها الكثير.