إذاعة صوت أميريكا في تقرير عن الفقر في اليمن

[Ganoob67]

في الوقت الذي ينمو فيه الاقتصاد اليمني يتعمق الفقر

هايذر موردوك, صنعاء – اليمن
20 أبريل 2010



رسميا الاقتصاد في اليمن ينموا و لكن بشكل غير رسمي تبدوا البلاد محاصرة في دوامة الهبوط الاقتصادي الكارثية.

في شوارع صنعاء ، يتفاقم الغضب من ارتفاع الاسعار تقريبا بنفس السرعة التي ترتفغ بها الاسعار. ففي الأشهر القليلة الماضية ، إزدادت أسعار القمح والسكر إلى أكثر من الضعف كما يقال ، وغاز الطهي يعاني نقص دائم في الإمدادات و يمكن أن تكلفته وصلت إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل بضعة أشهر.

وعلى الرغم من أن البنك المركزي تنبأ بنمو اقتصادي بما يصل الى ثمانية في المئة في عام 2010 ، و لكن بالنسبة للمواطن العادي في اليمن فإن الفكرة القائلة بأن اقتصاد بلدهم ينمو أمر مثير للضحك.


ارتفاع الأسعار:

ابراهيم مصلح آلفرازي يبيع الوجبات الخفيفة والسجائر والأغذية المعلبة بمتجره في صنعاء. ويقول أن بعض المواد الموجودة في متجره قد ارتفعت أسعارها بما يصل الى 50 في المئة في الاشهر الاخيرة. في صيف عام 2005 ، أثار ارتفاع الأسعار في اليمن أعمال شغب قتل فيها العشرات وجرح المئات. شابان لقيا حتفيهما في الفوضى خارج متجره ، يقول محمد الفرازي. اذا لم تتحسن الامور قريبا ، فإنه يعتقد ان اعمال الشغب سوف تندلع مرة أخرى.

ولكن و حتى بحسابات بسيطة فإن الاقتصاد ايلمني ينموا. صادرات النفط تسد نحو 70 في المئة من خزائن الحكومة. وعلى الرغم من أن امدادات النفط المعروفة بدأت تجف ، فقد بدأت اليمن بتصدير الغاز الطبيعي المسال. و هو المشروع الذي تبلغ قيمته أكثر من 4 مليارات دولار على مدى خمس سنوات و ينظر إليه من قبل الحكومة باعتباره المنقذ الاقتصادي.

لكن الاقتصاديون يقولون ان عائدات اليمن من الطاقة وحدها لن تساعد الناس العاديين. أستاذ الإقتصاد بجامعة صنعاء طه الفصيلي يقول أن قطاع الطاقة قد يكون طوق النجاة ، ولكن اليمن بحاجة الى تنويع اقتصادها اذا ارادت النمو بطريقة من شأنها تمويل خزانة الحكومة وخدمة الشعب.

واضاف "لكني أعتقد أيضا أننا ينبغي أن نهتم بالزراعة والصيد و كذا الصناعة ، والتي تضمن الديمومة للاقتصاد ، ومن المؤسف أننا لم نستفد من النفط أو الغاز" ، كما قال.

الفصيلي يقول ان ارتفاع الأسعار هو نتيجة لانخفاض قيمة العملة المحلية. وقد خسر الريال اليمني 20 في المئة من قيمته مقابل الدولار في الاشهر الاخيرة. تنويع الاقتصاد ، كما يقول الفصيلي ، من شأنه أن يساعد أيضا على انتاج المزيد في البلد وشراء أقل و كذا الحد من الآثار المترتبة على تدهور العملة اليمنية. في الوقت الراهن ، اليمن يستورد معظم إحتياجاته.


الفقر المدقع:

وحيث إن تكلفة كل الأشياء ترتفع ، أصبح الفقر المدقع في اليمن أكثر انتشارا. الملايين من الناس يجدون بالكاد ما يكفي لإبقائهم على قيد الحياة و يتردد أن البطالة قد تصل الى 40 في المئة في بلد يعيش نصف سكانه على أقل من 2 دولار يوميا حيث يحتشد السكان المحليون حول مخيمات اللاجئين النائية و يحاولون الدخول إليها. المخيمات ، والتي أقيمت كملجأ للفارين من الحروب فقط ، يمكنها أن تقدم لهم على الأقل بعض الطعام والمأوى.

وبينما زادت المساعدات الدولية لمكافحة الإرهاب في اليمن في الأشهر الأخيرة ، تقول منظمات المساعدات الإنسانية أن أموالها بدأت تنفد. و يقول مسؤولون يمنيون ان التمويل الدولي لا يكفي تقريبا لمكافحة الفقر الذي يعتبرونه تهديدا أمنيا حقيقيا في اليمن.


تهديد الارهاب:

ولكن خطر الإرهاب ، وفقا لرئيس الوزراء اليمني السابق عبد الكريم الارياني ، يسبب الغضب في شوارع صنعاء على قدم المساواة مع دوامة الهبوط الاقتصادي.

"الاستثمار محدود جدا... جدا بسبب الوضع الامني" و قال "السياحة هي تقريبا صفر. بعض الفنادق مغلقة. النمو الاقتصادي هو تنبؤ فقط، وأنا أعتقد أن نموا بنسبة ثمانية في المئة هو ضرب من الخيال."

و اليمن تصارع فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية ، و كذا الحركة الانفصالية الجنوبية ، وتحاول انهاء حرب مشتعلة منذ ست سنوات في الشمال ، والحكومات الغربية تحذر مواطنيها من البقاء في هذا البلد مما يتسبب في تخويف السياح والمستثمرين. يقول الارياني أن التحذيرات تضر بلاده ، و أن مدن اليمن الرئيسية وتقريبا جميع الطرق آمنة و تحت سيطرة الحكومة المركزية.

لكنه يقول أن الآفاق الاقتصادية في اليمن لهذا العام سيئة، والبلد سيكون محظوظا لو حقق نموا بمعدل النصف مما يتوقعه البنك المركزي. وإذا بلغ النمو أربعة في المئة ، كما يقول ، فإنه سيكون "منجم ذهب".


http://www1.voanews.com/english/news/middle-east/As-Yemeni-Economy-Grows-Poverty-Deepens-91598384.html