هل سيكون للمصالحة الفلسطينية أثرها الايجابي على القضية الجنوبية ؟

[عبدالحكيم الدهشلي]

كما هو معروف للجميع ان الاحتلال الصهيوني لفلسطين عمل على تمزيق الفلسطينين وجعلهم يقتلون بعضهم بعضأ ..,ويتوهون في صراعاتهم المختلقة وينسون هدفهم الذي يناضلون من اجله في بداية الامروهو تحرير الارض من الاحتلال الصهيوني ...وصفات الاحتلال واحدة في اي زمان ومكان تعمل على زرع الفتنة وتغذية الصراعات والانقسامات لتستوطن بآمن وتفرض هيمنتها على كل شبر من الارض التي احتلتها وبحماية محلية من اصحاب الارض قد تكون تلك الحماية بقصد او بغير قصد وهذه هي السياسة الاستعمارية (فرق تسد)... هذه السياسة قديمة ومكشوفة الاهداف والننوايا وما عاد تنطلي على الشعوب المستعمرة في العالم اجمع باستثنأ الشعوب الاقل ثقافة ووعي ...والتي لازالت تعيش في الازمنة الغابرة ولا تعيش في القرن ال 21 وبمختلف تطوراته العلمية والسياسية ,,,الخ¡
فالشعب الفلسطيني مرر عليه الاحتلال هذه السياسة وكان ضحية نفسه وتجرع الويلات والمأسي القاسية نتيجة الانقسامات والصراعات الداخلية ...ولم تعي القيادات الفلسطينية خطورة ذلك مسبقأ حيث كان يفضل البعض منهم الاحتلال على اخواته وبني جلدته والذين يعانون من الاحتلال مثلما يعانونه هم ,..ولم يفكروا بانه من الغبأ ان كل فصيل يعمل لوحده دون الفصائل الاخرى وهذا هو المستحيل ان يحقق هذا الفصيل اوذاك الهدف بمفرده وكأن الامر متعلق بفصيل دون اخر وهذه هي المأساة ...وبعد صراع طويل اثبت الواقع انه لايمكن التحرر من الاستعمار الا باجماع وطني وبمصالحة وطنية وبتوحيد الجهود صوب الهدف الوطني وهو التحرير فبدون ذلك الاصتفاف الوطني مستحيل الحرية .
ونحن ابنأ الجنوب وضعنا لايختلف كثيرأ عن وضع الاشقاء الفلسطينين من حيث ممارسات الاحتلال وسياساته الاستيطانية وكذا من حيث بدء التباينات والخلافات والتي قد تؤدي الى الانقسامات العنيفة التناحرية ...فهل تشفع لنا المصالحة الفلسطينية باصلاح انفسنا وبدعو ةالجميع الى مؤتمر وطني للخروج برؤية موحدة ومسؤلة تخدم الجنوب وتطلعات ابنائه ؟
لاشك بأن جميع ابنأ الجنوب همهم واحد ومعاناتهم واحدة وهدفهم واحد ...والكل يفكر بالطرق والوسائل التي تجمع كل شرائح ومكونات المجتمع الجنوبي وبمختلف انتمأتهم السياسية والحزبية لوضع الحلول الكفيلة التي توصل ابنأ الجنوب لهدفهم المنشود .... ولهذا على جميع ابنأ الجنوب ان يكثفوا من مناشاداتهم لكل المعنيين بالامر للاسراع بعقد المؤتمر الوطني الجنوبي وذلك لما له من أهمية بالغة وخصوصأ في هذه المرحلة الهامة والحاسمة وفي ظل المتغيرات المتسارعة الراهنة ...وقبل ان يتنفس نظام الاحتلال واعوانه ويدس سمومه من جديد في الجسد الجنوبي ويستفحل الخلاف ويصبح الممكن غير ممكن .