الامتحان الصعب لقيادات الحراك .. بقلم المناضل الجنوبي العميد محمد صالح طماح

[الكاش]

بسم الله الرحمن الرحيم

الامتحان الصعب لقيادات الحراك


إن قيادات الحراك اليوم أمام إمتحان صعب واختبار حقيقي لمصداقيتها وإخلاصها وقدرتها على قيادات شعب الجنوب التواق للحرية والخلاص والذي لن يتحقق ذلك إلى بوحدة وتماسك الجنوبيين صفا واحد ويدا واحدة و يتحقق في نفس الوقت بقدرة هذه القيادات على الترفع عن الصغائر والأنانية وحب الذات والتخلص من مدرسة وعقلية الماضي القديمة والجديدة وذلك عن طريق وضع مصلحة الجنوب فوق كل اعتبار وتغليب المصلحة الجنوبية على المصالح الذاتية الضيقة التي أضرت بتجربتنا الماضية ولازالت تلاحقنا وتعرقل وتنخر في الجسد الجنوبي الواحد التي لا تريد للجراحات أن تلتئم ولا للصفوف أن تتحد.

أن القيادات التي لا تستطيع إن تكبر وتترفع بحجم وكبر الجنوب وقضيته العادلة ومعانات وتضحيات هذا الشعب لا تستحق هذه القيادة أن تقود أو أن نطلق عليهم قاده ولا يحق لهم أن يدعوا القيادة والريادية والوصاية لان القائد الحقيقي هو الذي يضحي ويخدم شعبه بدون منه أو ينتظر الثمن وهو الذي تتبناه الجماهير وتحبه .
نقول لهذه القيادات إذا كنتم اليوم وانتم مطلوبين ومطاردين في الداخل والخارج وفي هذه الظروف الصعبة العصيبة لا تستطيعون إن توحدوا الناس وتوحدوا جهود وطاقات ونضال الجنوبيين وإيجاد برنامج ورؤية يعمل على ضوئها الكل ويحتكم لها ، وإذا كنتم غير قادرين على أيجاد إدارة موحدة وعمل موحد وهيئات موحدة والانتقال بعملنا الإعلامي والدبلوماسي خطوات إلى الأمام فلا اعتقد أن تصلحوا لشيء أخر مع العلم إن شعب الجنوب والشارع الجنوبي واحد وموحد في شعاراته ونضاله وتضحياته وفي تقديم الشهداء يومياً فهم الذين لا يعرفون مثل هذه المكونات والتقسيمات فهل سمعتم شهيداً تاجي وأخر اشتراكي ابدأ أنهم شهداء الجنوب .
أقولها وبصراحة وبمرارة دون الإساءة لأحد أذا لم تستطيع هذه القيادات ان تتوحد إمام هجمة عدو شرس لا يفرق ولا يميز بين الجنوبيين فأنها لاتصلح في الوقت الذي اصبح الجنوب كله مستهدف أرضا وشعبا وما محاصرة وقصف وتجويع مناطق الجنوب لأكبر دليل ذلك ..
إذا لم تعمل هذه القيادات على توحيد نضال شعب الجنوب وان تظل هذه القيادات سبب رئيسي في إن لا نتوحد فان هذه القيادات لا يمكن أن نثق فيها أو نركن عليها غداً أو إن تبني دولة الجنوب القادمة أو حتى إن تتفق عليها لأنها أذا لم تتفق وهي مطلوبة مطاردة ونحن في حالة حرب لا اعتقد غداً في السلم والرخاء وعلى مقربة من أطماع وكراسي السلطة إن تتفق وتتوحد ولا نثق أنها لأتقاتل بين الجنوبيين ولنا في دروس الفصائل المتعددة في أفغانستان والعراق والصومال وفلسطين دروس وعبر مريرة تجعلنا نخاف من تكرار المشهد في ظل توافق مشهد وفكر وتباين هذه المكونات وبوادرها التي تلوح في الأفق من تخوين والإلغاء هذه المكونات لبعضها البعض .
أن من حقنا من حق هذا الشعب من حق أسر الشهداء من حق الذين يعانون في الأسر من حق القرى التي تقصف من حق هذا الشعب الذي تنتهك كرامته ويذل ويهان من حقنا جمعا أن نسأل ونتساءل لماذا لا تريد بعض هذه القيادات أن نوحد جهودنا ونرص صفوفنا ونداوي جراحنا وننظم الإمكانيات والطاقات .... لماذا يريدوننا أن نظل ممزقين مبعثرين الإمكانيات والإرادة ..لماذا لا يردوننا ننتقل للعمل المؤسسي المنظم والذي أذا تم وتحقق ذلك سيدفع بعملنا ونضالنا خطوات إلى الإمام وستقرب المسافات وتقطع الأسلاك الشائكة التي تعرقل وتؤجل مسيرته الحرية والنصر ..

لقد ملت الجماهير وبحت حناجرها مما تهتف لهذه القيادات التي ترفع صورها في كل محل وموقع شرف .. أما تلاحظون كيف يستميت الجنوبيين للدفاع عن العلم الجنوبي الذي يوحدهم وكيف أن وصل بنظام صنعاء من حقده من هذا العلم أن طبع ووزع ملايين من أعلام الوحدة ..بل ووصل الحقد على هذا العلم الجنوبي الذي يرمز لحرية ووحدة الجنوب أن قصف هذا العلم بالدبابة والمدفعية آلا يحرك هذا فينا شي ونتحرك لمواكبة شعور ونضال الجماهير هذه الجماهير التي توحده واصطفت في إطار حركت النضال السلمي بمختلف المكونات والقبائل وفي كل قرية في تحالف واصطفاف لم يشهد مثله تاريخ الجنوب وصدق المناضل الدكتور محمد حيدرة مسدوس ... القائل ...أن الجنوبيين عندهم قضية عادلة عظيمة وحية لكن مع الأسف لا توجد عندهم قيادة في مستوى وحجم هذه القضية ..

إن عدم قدرة الجنوبيين لإنتاج قياده موحدة قادرة على توحيد وقيادة الجنوبيين والتعبير عن قضيتهم العادلة تستطيع هذه القيادة أن توحد مختلف هذه المكونات على أساس رؤية موحدة وبرنامج عمل موحد والانتقال بعملنا للعمل المؤسسي المنظم من خلال هيئات واطر شرعية فاعلة قادرة على إدارة عملية الصراع ومواكبة التطورات والتحديات وإيصال قضيتنا للمحافل الدولية وعلى إتباع وابتداع أساليب نضالية راقية في مواجهة أساليب وقمع وبطش سلطة صنعاء.

إن الخطر ليس من نظام صنعاء على الرغم من محاولاته لتغذية خلافات الجنوبيين وشق الصف الجنوبي وزرع الدسائس والفتن لكن الخطر الحقيقي هو من داخلنا من خلافاتنا من أنانياتنا من تمزقنا من توجيه الجهود والعمل ضد بعضنا البعض بدلاً من تسخيرها ضد العدو الذي يستهدفنا جميعا ..

إن على الجنوبيين وقياداتهم إن يتنبهوا جيدا من خطورة الانجرار وراء تغذية الخلافات التي أذا سمحنا لها سوف تؤدي إلى عواقب لا يحمد عقباها ولنؤخذ من تجارب الماضي وتجارب غيرنا دروس وعبر نتعلم منها ...

أن تحليلنا لهذه الظاهرة وأسبابها يقودنا إلى الاستنتاجات التالية :

1 _ إرث وثقافة عقلية الماضي التي لا ترى ألا نفسها ولا تريد لا احد أن يشاركها أو يزاحمها أو يختطف عليها الأضواء وتقلب عليها مرض السلطة والوجاهة ناسية أن النضال لازال طويل ولا نعلم من يعيش لتلك اللحظة ولا يتعلمون من الذين سبقوهم أن السلطة زائلة والكراسي دوارة لا تدوم لا احد وكما قال المثل لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ..

2_بعض القيادات تعتقد انه إذا تنظم العمل عبر هيئات وقنوات رسمية ستفقد مصالحها وعملية التواصل معها وستتقيد حركتها في الاحتكام للبرنامج والعمل وفق الهيئات ناهيك عن ما يحظون فيه من دعم ودعاية وتطبيل ..

3_ الدور الذي يلعبه نظام صنعاء للعمل دون وحدة الجنوبيين وتنظيم جهودهم وإمكانياتهم لأنه يعلم أن وحدة الجنوبيين والعمل كفريق واحد سيخلق له العديد من المشاكل وسيعطي الجنوبيين قوه تفشل كل مخططاته وأعماله وممارساته القمعية والرامية للنيل من قضية أبناء الجنوب وإجهاضها والقضاء عليها ...

4_ التخوفات الموجودة عند مختلف التيارات والاتجاهات أكان من عودة حكم السلاطين أو عودة حكم الاشتراكي أو من سيطرة فصيل وإقصاء الآخرين الخ ... وكل هذه التخوفات مشروعة والتي لابد من وجود رؤية تطمئن الجميع وتبعد هذه المخاوف ولذلك فان أغناء مشروع الدستور المنشور والمنزل للنقاش هو الوثيقة التي يمكن إن توحد وتطنن الكل وتجمعهم على قاعدة الحقوق والواجبات والمواطنة المتساوية وشراكة الكل بالسلطة والثروة في ظل دولة النظام والقانون

الخلاصة :
بنبقي إن لا يفهم البعض من ما اشرنا إليه إن القضية الجنوبية مرهونة بهذا الحزب آو ذاك أو هذا القائد أو غيره أنها قضية شعب حي تتعلق بتاريخه وحريته وكرامته وأرضه ، وهي قضية عادلة تمتلك من المقومات ما يجعلها قوية صامدة وحتماً ستنتصر بهذا القيادات أو بدونها لان هذا الشعب كما صنع هذه القيادات قادر أن يصنع غيرها أذا تخلفت عنه ولم تستطيع تواكب نضاله ..

أن المطلوب اليوم من كل الجنوبيين الأحرار الشرفاء الغيورين على أرضهم وكرامتهم أن يترفعوا عن صغائر الأمور وان يكبر بحجم قضية الجنوب وان يكون عند مستوى تلك التضحيات التي يقدمها هذا الشعب الصامد يومياً لأن لأعزة لنا ولا خلاص إلا بتكاتف وتضافر الجهود وبوحدة وعزيمة المناضلين التي تتحطم عليها كل محاولات نظام صنعاء القمعي الرامية لتركيع وإذلال شعبنا والقضاء على قضيته العادلة ...

العميد محمد احمد صالح اليافعي