حان الوقت ليتطلع المحاميين الجنوبيين ورجال القانون بواجباتهم لمؤازرة شعب الجنوب

[اسدالجنوب]

لقد حان الوقت ليتطلع المحاميين الجنوبيين ورجال القانون بواجباتهم التي ينبغي القيام بها لمؤازرة شعب الجنوب لاستعادة دولته
بقلم: المحامي/ عبد ربه سهيل سالم العولقي

لقد حان الوقت أن يخرج المحامون ورجال القانون من جلابيب الصمت بعد أن خرج الجنوبيين بمختلف شرائحهم ومشاربهم السياسية في مليونيات متتالية ليطلعوا العالم على قرار الجنوبيين النابع من إرادة ذلك الشعب الذي جثم على أرضه الاحتلال الغاشم من حرب 94م الذي استباحوا فيه الأخضر واليابس ومارسوا أبشع أساليب الاحتلال ضد الجنوبيين وعملوا على محاولة طمس الهوية والإقصاء والذل والتهميش.

ولم يكن حراك اليوم مشابهاً لقرار فك الارتباط المعلن من قبل القيادة الجنوبية حينها والذي صدر عن اقتناع بعدم وجود بارق الأمل في وحدة قتلتها العناصر الإجرامية التي كانت ولازالت تتبوأ قيادة حكم العصابة في الجمهورية العربية اليمنية بعد ولادتها عن سبق إصرار وترصد ونقض العهود والمواثيق.

حيث ظل الجنوبيين تحت وطئه الاحتلال العسكري الغاشم المفعل إقليمياً ودولياً وتخاذل المجتمع الدولي عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن رقم (924) (931) لعام 94م الأمر الذي جعل قوات الاحتلال اليمني تعيث في الأرض فساداً.

إلا أن الشعب الجنوبي رغم كل عوامل القهر والاستبداد والتنكيل والإذلال والقتل والسلب والإقصاء والتهميش وظلوا بإذن الله تعالى يمارسون أرقى أساليب الحراك السلمي حتى يتمكنوا من استعادة دولتهم الجنوبية باعتبارها دولة كانت عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي وذات سيادة وكانت من أرقى الدول في احترام المواثيق الدولية وإرادة الشعب.

فحراك اليوم الذي شمل مختلف شرائح المجتمع الجنوبي قد عزز واكد مصداقية القرار الحكيم المعلن في 94م من فك الارتباط بعد حرب همجية رعناء شنتها حكومة الاحتلال اليمني على الجنوبيين أرضاً وإنساناً وكشفت عن الوجه القبيح لحكام صنعاء الذي يشكلون عصابة رموز قبلية مهيمنة على إرادة الشعب.

فخروج عدة مليونيات في مناسبات عديدة في العاصمة عدن وحضرموت التاريخ حيث كانت المليونيات الأخيرة التي سطرها أبناء الجنوب يوم 18 مارس 2013م بعدن وحضرموت تحت شعار (القرار قرارانا) وهو الشعب ولا غير الشعب في مواجهة بما يسمى مؤتمر الحوار اليمني والذي لا يعني للجنوبيين كشعب ودولة وهذا شأن يمني محظ بخلافات حكام الحروب والتآمر في صنعاء.
تلك المليونيات كشف حجم التآمر اليمني الذي أضفى عليه المجتمع الإقليمي والدولي صبغة غير مشروعة وهذا ما يثبت بأن هناك قوى إقليمية ودولية تعمل ما وراء الكواليس لتفعيل نفوذ حكومة الاحتلال اليمني وبجه آخر لعملة واحدة لغرض إجهاد حق الشعب الجنوبي ومحاولة عرقلة حقه الشرعي في استعادة دولته حيث كان جديراً بدول الإقليم وعلى وجه الخصوص مجلس التعاون الخليجي أن تتطلع بمسؤولياتها وأن تحافظ على حق الشعب الجنوبي كشعب حضاري يحترم إرادات الشعوب ويحافظ على امنها واستقرارها وخصوصيات أنظمة حكمها إلا أنه وبكل أسف لقد سخرت وسائل الإعلام لدول الإقليم لتزييف الحقائق والامتناع عن نقل مليونيات الحراك الجنوبي العارمة إلا أنها قد سخرت وسائل الإعلام لخدمة حكومة الاحتلال الجنوبي اليمني دون أن تدرك بأن الشعب الجنوبي رقم صعب وإرادتهم لم تقهر بعون الله بعد أن حسم الجنوبيين قرارهم لاستعادة دولتهم دولة النظام والقانون دولة المؤسسات.

وعلى المجتمع الدولي أن يدرك بأن الخذلان المبطن للقضية الجنوبية من قبل مجلس الأمن الدولي قد أصبح وصمة عار في وجه الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي تتجاهل شعب جرار حسم أمره بقرار استعادة دولته بالوسائل السلمية الراقية التي تواجه من قبل قوات الاحتلال بالمصفحات والأطقم في مواجهة الصدور العارية الداعية للحرية ولاستعادة الدولة.

فالاستقلال قد انتزعناه من أعظم دولة في العالم وهي عضواً دائم في مجلس المن ورغم عظمتها وقوتها إلا أنها قد تنازعت أمام رغبة الشعب الجنوبي ومنحته الاستقلال.
فلا نطالب السوم سوى إعادة دولتنا المعترف بها دولياً والتي كانت عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي.

ورغم كل التحديات سيظل الحراك الجنوبي السلمي يفعل وينوع نشاطه حتى يذعن حكام حكومة الاحتلال لإرادة شعب الجنوب دون سواها مؤكدين بأن الشعب الجنوبي على استعداد لتفعيل حراكه السلمي وتنويع نشاطاته السلمية لزلزلة ضمائر المنظمات الدولية القادرة على تحجيم الصمت الدولي المطلق عبر شعوبها التواقة للحرية والاستقلال.

وعلى رجال القانون والصحفيون والمثقفون والعناصر النسائية الفاعلة مطالبون لترجمة إرادة الشعب الجنوبي في المحافل الدولية والمنظمات الدولية المختلفة وأن يسخروا أنفسهم كسفراء لهذا الشعب سواء كان في الداخل أو في الخارج.

إن خروج الشارع الجنوبي في مليونيات متعددة وبأرقى صور الحراك السلمي قد أجهض مخطط التآمر لحكومة الاحتلال من إدخال الجنوبيين في مربع العنف.

فإننا نقول لحكومة الاحتلال فاليوم لم يكن أشبه بعام 94م الذي اتخذ بعد حرب حكومة الاحتلال قرار فك الارتباط فاليوم هي إرادة شعب تترجم بحراك شعبي عارم وبصدوراً عارية ليتحمل المجتمع الدولي والإقليمي مسئوليته وتراجع دول الإقليم حساباتها بعد أن حسم الجنوبيين قرارهم بغية استعادة دولتهم أو الموت بصدوراً عارية وهو قدر الجنوبيين الذي لا مفر منه.

إن الصمت الإعلامي الإقليمي الغير مبرر وتخاذله عن الثورة الجنوبية السلمية للشعب الجنوبي قد جعلهم شركاء مع المجتمع الدولي لتكريس لاحتلال دولة الجنوب من قبل حكومة الاحتلال اليمني بصنعاء والتي تشن حرباً عدوانية ظالمة واستباحة الأرض والعرض أجهزت على مقومات الدول العصرية وعبث بمقدراتها وثرواتها وممارسة أساليب الفساد والذل والتهميش لطمس الهوية ولكن الأفظع من ذلك كله قد جعلت بعض المحافظات الجنوبية والشرقية ميادين لمسرحياتها الهزلية لإخراج مسلسل الإرهاب الذي تدرس رموزه في رئاسة حكومة الاحتلال والتي تعتبر مرتع خصب للإرهاب ما قبل الاحتلال وبعده.

لقد كشف الجنوبيين برقع ذلك المسلسل الهزلي وعزفت حكومة الاحتلال على ذلك الوتر لتوهم المجتمع الدولي والإقليمي بأن المحافظات الجنوبية تحتضن الإرهاب.

مما جعل الجنوبيين والجنوبيين وحدهم يقتلعون تلك العناصر المدسوسة وطردها بجهد شعبي وإيمان قاطع بعدم وجود تلك العناصر على أراضيها وهو الأمر الذي جعل الحراكيون أكثر قوة في حراكهم السلمي والذي استطاعوا من خلاله في تذويب خلافات الماضي التي لا تقاس بها أساليب القتل والذل والقهر والنهب التي مارستها حكومة الاحتلال ما بعد حرب صيف 94م بعد أن خذلوا الجنوبيين بعد الحرب الطاحنة من قبل المجتمع الإقليمي والدولي.

فالحراك السلمي كان سباقاً لثورات الربيع العربي وقد مارس ولازال يمارس وسيظل يمارس أرقى أساليب الحراك السلمي بإرادته الشعبية النابعة من حسم خياره في استعادة دولته مهما كان حجم التضحيات ومهما كانت التكلفة التي سيدفعها الشعب الجنوبي الذي يتعرض للقتل بالمصفحات وأطقم وكاسحات حكومة الاحتلال بغية استعادة دولته بإجماع شعبي وبإرادة شعبية وها هو الوقت قد حان أن يتطلع رجال القانون والصحافة والمثقفون والعنصر النسائي المؤهل بمسؤولياتهم وبتسخير أنفسهم بغية تحقيق رغبة شعبهم الجنوبي المسالم الذي أثقل كاهله قوافل الشهداء والجرحى وزنزانات الاحتلال في ظل صمت دولي وإقليمي مطبق.

إن رجال القانون والمثقفون ومن يتمتع بكفاءات عالية يتوجب عليهم اليوم تحمل مسئوليتهم والاصطفاف بروح الفريق لشد على أيادي قادة الحراك وتخفيف معاناتهم بعد أن خذلهم المجتمع الدولي والإقليمي في زمن القطب الواحد الأمر الذي يتطلب من الجميع إيصال لشعوب العالم صور حية لمعاناة الجنوبيين من خلال تنويع دائرة الحراك السلمي لا يقاض ضمائر الشعوب الحية بواسطة المنظمات الدولية.

إلا أننا لازلنا نعلق الأمل الكبير على مجلس التعاون الخليجي وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية (الشقيقة) وفي خادم الحرمين الشريفين الملك (عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود) والذي يعتبر علماً بارزاً من اعلام العطاء في الوطن العربي والإسلامي.

لكي يضعوا آلية لإخراج الجنوبيين وتمكينهم من دولتهم الجنوبية وإزالة شبح التوتر في المنطقة.