دعوة للتصويت /دعوة للأخوة قيادة وأعضاء حزب الرابطة من شعب الجنوب (محمد عباس ناجي )

[مكيراس ابين]

بسم الله الرحمن الرحيم
شبكة الطيف ـ بقلم : محمد عباس ناجي
الأستاذ المناضل/ عبد الرحمن الجفري ـ رئيس حزب الرابطة المحترم
الأخوة قيادات وأعضاء حزب الرابطة المحترمون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أحد يستطيع يدون تاريخ الجنوب الحديث دون أن يذكر الدور الوطني البارز الذي لعبه حزبكم منذ تأسيسه في مطلع عام 1950م ثم في مراحل تحقيق الاستقلال الوطني الأول. والشخصيات التي تربت في هذا الحزب وأصبحت أعلام كبيرة في تاريخ الجنوب, وما أكثرها.

في عام 1994م وقف هذا الحزب ضد حرب احتلال الجنوب. لأنه كان يعي العواقب التي تترتب على هذا الفعل غير الأخلاقي وغير الحضاري. ومنذ انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي قبل أربعة أعوام كثير من مناضلي ومناضلات حزب الرابطة كانوا ومازالوا في مقدمة صفوف الحراك واقفون إلى جانب قضية شعبهم. وإن كان احدهم مع الأسف بعد خروجه من الوطن أصبح يقوم بما كان غير مأمول منه, ومع ذلك نسأل الله له بالهداية وأن يعيده إلى جادة الصواب. إنه سميع مجيب.

من جانبها قيادة حزب الرابطة حاولت خلال هذه السنوات الماضية تقديم عدد من المبادرات ابتدأت بمبادرة إقامة حكم محلي كامل الصلاحيات. ثم نظام الدولة الفدرالية متعددة الأقاليم, والدولة الفدرالية بإقليمين (جنوب وشمال) وأحدث المبادرات رسالتكم الموجة في 22 سبتمبر 2010م إلى اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك. والتي قدمتم فيها كثير من الحلول.

إن شعب الجنوب وقواه السياسية التي تخوض النضال في ميادين النضال السلمي اليومي وفي مقدمتها مجلس الحراك السلمي بقدر اختلافه مع جوانب كثيرة من رؤاكم. فأنه يقدر بجزيل العرفان مواقفكم التي كانت منذ وقت مبكر رافضة لسياسة الضم والإلحاق والتهميش والقتل والاعتقالات التي تقوم بها سلطات صنعاء ضد مناضلي شعبنا. وكذا المساندة لحق هذا الشعب في التعبير عن حقوقه ومطالبه بطرق سلمية.

واليوم وبعد أن قدمتم كل هذه المبادرات وثبت لكم بالملموس أن سلطات صنعاء رفضت ومازالت رافضه للاستجابة لصوت العقل. بل أنها دخلت في تصرفاتها وممارساتها مرحلة الاستكبار. لأنها تعتقد أن الاستجابة لصوت العقل قد يعرضها للمحاسبة عما قامت وتقوم به في الجنوب من قتل وإذلال وتعذيب للإنسان ونهب للثروات وتدمير للتاريخ والثقافة...الخ في اعتقادنا أنكم اليوم مطالبون إلى مراجعة مواقفكم من هذه السلطات التي رفضت حتى إشراككم في ما يسمى بالحوار مع أنكم حزبا هو الأقدم في الساحة وليس حزبا مفرخا كما هو حال معظم من تطلق عليها سلطات صنعاء أحزابا. فهناك بالمقابل شعب الجنوب الذي كان ومازال يعتبركم جزءا منه ومن تاريخه في الماضي والحاضر والمستقبل يرحب بكم أن تكونوا شريكا أساسيا في نضاله اليوم.
وكي تكون هذه الدعوة حاملة لطابع الجدية والمصداقية فقد أجريت اتصالا بعدد من قادة مجلس الحراك السلمي وكان ردهم بالإجماع مرحبا وإيجابيا, ومع ذلك سوف انقل إليكم رد أحد أعضاء المجلس الأعلى بالنص(( أبلغ الأستاذ عبد الرحمن الجفري أن أذاننا صاغية.. قلوبنا محبة.. عقولنا منفتحة.. نؤمن بان الجنوب ملك كل أبنائه.. هم متساوون في بناءه وقيادته.. أملنا بناء دولة ديمقراطية فيدرالية يستظل الجميع فيها تحت راية الدستور والقانون.. ليس عندنا خطوط حمراء أو سوداء إلا ديننا الإسلامي الحنيف وكرامة الإنسان الجنوبي هما مقدسين ولا نسمح المساس بهما )).

وحتى تكون الأمور واضحة, وحتى لا يأتي الرد متأخرا. كان علينا أن نبين أنها وفي هذه الفترة تجرى الحوارات الواسعة في الجنوب للتحضير لعقد المؤتمر الوطني العام للحراك السلمي الجنوبي.. هذا المؤتمر الذي سيضع السياسات العامة للفترة المقبلة ويحدد شكل توحيد بعض القوى الجنوبية في كيان سياسي واحد وشكل التحالفات مع القوى الأخرى التي تريد الإبقاء على كيانها السياسي مستقلا. لكنها تلتقي مع بقية القوى السياسية في الهدف المشترك. ونأمل منكم أن تكونوا شركاء فاعلون في هذه الحوارات.
إن الرد على هذه الدعوة متروكا لكم, ولكن هي دعوة سوف يسجلها التاريخ. ورفضها أو السكوت عنها بالنسبة لمجلس الحراك السلمي لا يعني أن يقابلها التشكيك أو التخوين. فهذه مصطلحات مرفوضة, فشعار مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب واستعادة دولته هو (( كل مواطني ومواطنات الجنوب مناضلون .. من ليس معنا اليوم سيكون معنا غداً)).
يوفقكم الله لما يحبه ويرضاه ولما فيه مصلحة شعبكم الجنوبي
المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي ـ 23 سبتمبر 2010م