صلاح السقلدي : الجنوب وتعز (عروة) لا فكاك لوثاقها

[شيبوب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر الجزيرة

الجنوب وتعز (عروة) لا فكاك لوثاقها
صلاح السقلدي

الثلاثاء 13 سبتمبر 2011 11:33 صباحاً

صلاح السقلدي

لا نعرف لماذا يتطوع البعض وان كان دون قصد لخدمة الأسرة الحاكمة بصنعاء ومن دار في فلكها حينما يطرقون موضوعا يزكم الأنوف ويثير الاشمئزاز بالأنفس بتعرضهم لأبناء الجنوب في عدن من خلال البحث عن الجذور والتفتيش بجينات أصول أهلها وساكنيها ،أهو قادم من تعز أو الهند أو الصومال... فماذا أبقى هؤلاء السذج لعصابة الحكم بصنعاء لتثير الفتن والضغائن بين أبناء الجنوب في عدن وغير عدن بعد ان أسدرت هذه العصابة بغيها وهي تمعن بذلك العمل الوقح وتستثمر خلافات أبناء الجنوب لمصلحتها منذ أكثر من عقد ونيف لأغراض سياسية مقيتة، ما كان لها تنجح لولا أن وجدت الأرض الخصبة لتبذر فيه شجرة زقومها، فكما يقاللا يمكن لأحد أن يمتطي ظهرك إلا بقدر انحناءك له؟.


ليست هذه قضيتنا ولن تكون قضيتنا على هذه الشاكلة،ومن ينحدر بهذه الهوة السحيقة فهو يضرب الجنوب في صميمه ويضره أيما ضرر من حيث قدر انه يخدمه ان كان قدر ذلك فعلا، فهذا المسلك هو ضرب من التطرف يسيء للقضية الجنوبية بكل الأحوال ويعطي خدمة دون مقابل للخصوم. فالتطرف كما يقولون هو حب الشيء إلى درجة الإساءة له، فمن كان يحب الجنوب ويخلص له فلا يقتله بحبه الجامح .

- سبعون عاما بالضبط مرت على زيارة زعيم الهند ومحررها(المهاتما غاندي ) لحاضرة الجنوب (عدن) حين زارها بشهر سبتمبر أيلول 1931م في طريقه إلى لندن لحضور اجتماعا بخصوص بلاده القابعة حينها هي وعدن تحت الاحتلال البريطاني،فحسب عدد من المصادر التاريخية الحديثة فقد ألقى المهاتما الذي كان حينها أسمه يدوي بكل أرجاء الأرض كرائد للنضال السلمي العالمي بوجه الاستعمار كلمة في مدينة الشيخ عثمان برفقة الراحل محمد علي لقمان بعد جولة له بكريتر وبعض أحياء المدينة أشاد فيها بتاريخ عدن كمدينة عظيمة تآلف سكانها فيما بينهم عبر العصور بمختلف أديانهم وأعراقهم وألوانهم ومذاهبهم، ووصفها المهاتما بــ(القلعة).

نسرد هذه الواقعة لنستأنس بهذا النوع من النضال الراقي الذي يعلمنا ارفع معاني الشموخ بأبسط أدواته بوجه قوى الاحتلال والطغيان وهيمنة الاستبداد ولنتيقن من خلال ذلك إن قوة الحق فوق حق القوة مهما بغى وطغى وتجبر وتأمر العتاة والظلمة، فضلا عن تعلمنا درس بليغا من دروس مدرسة النضال الغاندي العظيم مفاده ان نسائم المحبة والألفة قادرة على إطفاء نيران الضغائن وحرائق الأحقاد الذي يحرص أعداء الإنسانية على إذكاء جذوتها.

نعلم جيدا ان سلطة الفتنة بصنعاء وعبر (صنمها) وباقي الأذناب قد شرخت أعماق أعماقنا وبذرت للأسف في النفوس بذور الانفصال في عهد التوحد الجغرافي المشئوم وظلت غائبة في زمن الانفصال الجغرافي الجميل، وأتت شرر نيرانها هذه السلطةعلى كل ما هو جميل بهذا الجنوب (أرضنا الطيبة)، ولكن بالمقابل ينبغي ألا نجعل هذه النيران تأتي على أعضاء جسدنا الجنوبي وألا نوقدها بكتاباتنا وخطابتنا لأن ألسنة نيرانها لن تبقي ولن تذر لن شيئا، وهذه صرخة نوجهها الى الجميع بان يكونوا على مستوى التحدي الذي يواجه الجنوب وان لا يجعلوا لقوى البغي الاستبدادية وقوى الاحتلال (الأسرية) تعبث بالجنوب أكثر مما قد عبثت به من قبل.

فان إخواننا أبناء الحجرية وشرجب وشرعب والصلو والأعروق والمقاطرة والقبيطة ممن قد تجغرفت أحياء وشوارع عدن في قلوبهم لم ولن يكونوا يما من الأيام على الضفة المقابلة للخصومة للجنوب،مثلما تجغرفت بقلوب أبناء يافع وحضرموت وأبين وعتق وطور الباحة وكذا المنحدرين من أصول مسلمة أخرى – فالجميع قد شكلوا منذ عشرات السنين نسيجا جنوبيا متماسك، وعروة لا فكاك لوثاقها منذ مئات عشرات بل قل مئات السنين- وغيرها من أصقاع الجنوب الجريح ،نقول انه لم يكن احد ممن ذكرناهم هم خصومنا كما يحاول البعض ألهائنا عن قضيتنا الأصل ،قضية الجنوب العادلة الذي هي قطعا أكبر من تكون قضية تفتش عن اصل جذر الإنسان وعن هويته ومنشأه،والله المستعان.

ستظل حاضرة الجنوب (عدن) كما كانت فاتحة القلب مشرعة الأذرع لكل من يقصدها مسالما لا ناهبا ولا غازيا، ستظل مرحبة بالجميع مثلما رحبت باحرار صنعاء بالقرن الفارط واستقبلت غاندي والزعيم المصري سعد زغلول لاجئاُ وحتى رئيس وزراء بريطانيا نفسها (ونستون تشرشل )إبـّان الحرب العالمية الثانية وهو بوجه فوهات مدافع هتلر بأربعينات القرن العشرين.

بقي أن نقول ان ما دفعنا مكرهين ان نخوض بهذا الموضوع المقرف هو كثرة الكاتبات الحادة بل والجارحة التي طغت على السطح بالآونة الأخيرة وفي هذه الظروف الاستثنائية التي تعصف بالجنوب ، والتي لا نشك أبدا أن كثيرا من أصحاب هذه الكتابات والتصريحات يفعلون ذلك بدافع حب الجنوب والقلق على مستقبله،ولكن من الزاوية التي يعتقدون أن الرؤية مناسبة منها، وهي بالتأكيد ليست كذلك.
* وقديما قالت العرب في ديوانها:
( كن أرضاً لينبت فيك وردٌ× فإن الورد منبته الترابُ)
[email protected]

يا ســقلدي راجع حسابك في الوطن == اهل اليمن لاتربطنا بهم ولا منا ينتـــمون
راجع التاريخ وكل من حل في عدن == اهل القباطي والشرجبي هم مســتوطنون

الانجليزي في حكمه في ذاك الزمن == ماكان يقبلهم ولافي المدارس يدرســــون
ونحن تقبلناهم واحتضناهم بالشجن == وتمســكنوا وتمكنوا وهم علينا يتآمرون

طمســوا هويتنا واستبدلوها باليمن == وقتلوا رجالاتنا دي هم للهوية مخلصون
وتوالت الأحداث وزرعوا كل الفتن == هم بيننا كما المســكين وهم اكبر ماكرون

كم من شهيد اليوم تساقط في عدن == ولا سمعنا بأحد منهم في عدن يتساقطون
يا ســـقلدي لاتكررها راجع وافتهن == والله لا نســــمح لتكرارهم مهما يكــــــون

[جنوب احرار]

اذا كان ولابد منه ياجنوبين متحجررين
فان على الحجرين السكوت بعدن او بالجنوب عليهم ان يخرصو فقط
واذا كان لهم حقوق فهيا في صنعاء ولاتوجد لهم بالجنوب ولافي عدن اي شي لهم
فعليهم ان يخرصو ولايحق لهم الكلام او المطالبه من الجنوب بشي
اما المتعاونين والمرتزقه فلهم كلام تاني
عجبي

[اوراس شمسان]

اشكر الاخ صلاح السقلدي على شجاعته لكتابته هذا المقال الذي يعتبره كثير من قصيري النظر انه ضد الجنوب

اؤيد مضمون المقال بقوة كونه اقتصر على ابناء عدن الذين ترجع اصولهم ل تعز او اصول مسلمة اخرى ولم يقصد السقلدي ابناء تعز

لماذا اؤيد مضمون المقال؟ لسببين

الاول: من منطلق ديني إسلامي وانساني واخلاقي فإن الناس بغض النظر عن اعراقهم واصولهم يمكنهم التعايش في منطقة ما واختلاف الاصول يكون عامل ايجابي واثرا ثقافي تصهرهم الثاقفة الجمعية للمجتمع لتكوين ثقافة مشتركة تتمثل باللهجة والعادات ..الخ

الثاني: من منطلق مصلحة مادية انسانية لعدن خاصة والجنوب عامة
يطول شرح هذا الموضوع كيف ان تجنب البحث في الجينات عامل يخدم الجنوب ولكن لتوصيل الفكرة ساورد سلبيات البحث في الجينات لكي يصل العكس:
1. البحث في الجينات سيعني تخلينا عن القيم الحضارية الدينية الإنسانية الحديثة للشعوب المتقدمة
2. البحث في الجينات وتعميم الاخطاء على شرائح كاملة بسبب اخطاء فردية سيعني تمزق النسيج الإجتماعي لعدن خاصة
3. من يعتقد ان هذا الموضوع يخدمه سياسيا فهو يفكر بنظر قريب ولا يدرك ابعاد واضرار هذا السلوك وانعكاسه على مصلحة الجنوب العليا
4. من يفتش في الجينات يخالف البرنامج السياسي للحراك الجنوبي الذي اعتبر اي شخص سكن الجنوب قبل 90 هو جنوبي جنوبي مثله مثل اي جنوبي آخر
5. التفتيش في الجينات سينعمكس سلبا على صورة الحراك الذي يعتبر حركة حاملة للقضية الجنوبية وبالتالي سلبا على الجنوب حيث ان هذا الموضوع يلقى رفضا جنوبيا عدنيا حتى من العدنيين ذو الاصول القديمة جدا وهذا يعني خسارة الحراك للشعبية في عدن من الجنوبيين والعدنيين ذوو الاصول القديمة فكيف بالاصول الحديثة
6. انكار عدنيتهم يعني انك تستعدي شريحة كبيرة موجودة على الارض وبدلا من اتكسبها استعديتها رغم ان فيها نسبة كبيرة مع الحراك وولاءها مطلق للجنوب مثلها مثل الشرائح الجنوبية الاخرى لذا فان هذا السلوك يضيف اعداء جدد للحراك بدلا من العدو الرئيسي وهو نظام العربية اليمنية
7. التفتيش في الاعراق سينسحب على الشرائح العدنية والجنوبية الاخرى ولن يكون بمقدور احد التحكم بها او تحديد من هو الاصل اذ ان العدني الذي سكن عدن قبل 200 سنة سياتي من هو قبله ليقول له انه مش عدني وهكذا بالنسبة للجنوب سياتي يوم ليقول على سبيل المثال الحضرمي القديم من الحقب الغابرة للحضارم السادة (من اصول عراقية ) او الحضارم اليفع ( من اصول يافعية) او الحضارم الكثيري والعوبثاني ..الخ (من اصول همدانية) او النقيب والعقربي من (اصول خولانية) اوة اليافعي المطري من "بني مطر" وهلم جرا...سينكر عليهم حضرميتهم...وهكذا سندخل في معكرة داخلية جنوبية متخلفة بعيده كل البعد عن القيم الحضارية الدينية والقيم الانسانية الحديثة المدنية

الذي يجمع الجنوبيين ليس العرق وليس اللهجة وليس اللون بل هي قيم وقواسم مشتركة ومتمثلة ب :
1. مكان العيش المشترك بغض النظر عن تفاوت سنوات الوفود للمكان فهو اصبح مكان وماوى ومسقط رأس للجميع
2. الدين والمذهب المشترك "الشافعية " الذي يشترك فيه 99% من ابناء الجنوب مما يعني تجاوز اي عصبية دينية كما هو حاصل في كثير من البلدان ومع ذلك يجب احترام اي اقلية من المذاهب الاخرى او الديانات الاخرى
3. الدولة المشتركة التي تمثلت باليمن الديمقراطية حيث انه الجميع اشتركوا بنفس المصير لهذه الدولة حلوها ومرها
4. المدنية وتقبل النظام والقانون وعدم الإرتهان للقبيلة والشيخ : وهي الميزة المهمة والتي تجعل من جميع الجنوبيين يتعايشون بسهولة في ظل دولة نظام وقانون وعدالة ومساواة وسبق وكان الجنوبيين كذلك حتى ان قبائل شبوة التي تبدو متعصبة بعض الشيء تعتبر قبائل متمدنة وقابلة لحكم القانون وهي تعتبر مدنية جدا اذا ما قورنت بالقبائل الشمالية التي لم تعرف النظام طوال قرون.



اتمنى من الجميع ان يعرفوا انهم محاسبون امام الله ولتعلموا ان القلم مسئولية عليكم بتقوى الله واعلموا انه يوم القيامة لن يدخل الجنة جنوبي والنار شمالي "دحباشي" ...كفاية عنصرية ترفعوا عن السقوط في وحلها ولا تكرروا اخطاءهم فنتساوى بالاخلاق الدنيئة ..علينا ان نعرف ان الجنوب لن يرجع الا اذا كنا نؤمن بالله قولا وفعلا ونحمل القيم الدينية والانسانية في اقوالنا وافعالنا ... تاكدوا بان الله سينصرنا طالما وان قلوبنا طيبة ونوايانا صادقة ..عندما تحترم نفسك اولا سيحترمك الآخر حتى لو كان عدوك

عندما تعادي شخص عليك ان تخاصمه بشرف ولا تفاجر بالخصومة خاصمه بعيدا عن القذف والسب واللعن ..فالسب والشتم واللعن لن يرجع الجنوب ...

وفي الاخير

نحن بحاجة الى ثورة اخلاقية وقيمية وخطاب مدني وافعال حضارية رفيعة متلازمة جنبا الى جنب مع ثورتنا السلمية او المسلحة ان شئتم

حينما نكون كذلك تاكدوا بان الجنوب سينتصر

[حفيد سالمين]

أشكر الأخ العولقي لقد قال الحقيقة وهي كالشمس في كبد السماءنحن نبحث عن أي قشة لنلقي عليها فشلنا وغباءناوكل شئ نحن مجرد ضحايا أوأضحوكة بمعنى أصح أفيقوا أيها القوم فأبناء تعز وإب ومناطق كثيرة كان حلمهم بنصر الجنوب وكان أملهم فينا ولم يكونوا هم من قرر الوحدة وأيضاً كانوا ضد هذا القرار لكون الكثيرون منهم وخاصة من كانوا في الجنوب يخافون من الأنتقام من النظام في صنعاء وكان اّخر دفاع معهم صمود الجنوب ووقوفة في وجه الهجمة الشمالية ولكن نحن في عقود ماضية كنا كذلك ولكن بقرار الوحدة أضعنا كل المكاسب ودمرنا كل شئ على الجميع فأتركوا التباكي والنواح لستم ضحايا بل أنتم المشكلة

[ابو ثاير]

اتركو السقلدي يتكلم وكانة جنوبي ونا اعرف ان السقالدة اصلهم وفصلهم شماليين
بس مشكلتنا نحن الجنوبيين طيبيين لانبحث عن النسب

[عبدالعزيز ألحدي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ثاير

اتركو السقلدي يتكلم وكانة جنوبي ونا اعرف ان السقالدة اصلهم وفصلهم شماليين
بس مشكلتنا نحن الجنوبيين طيبيين لانبحث عن النسب

طيب أنت ممكن تظهر للعلن كي نتأكد من فصلك ؟


هل ستجرؤ ؟


سلامي ـ ـ

[حمير الواد]

لقد عانى ويعاني شعب الجنوب العربي وسيظل كذلك طالما وفيه من لم يستطع التمييز بين الالوان ....
والمسألة ليست في اخلاق ابناء الجنوب والذي اعتقد بانه لا يوجد شعب قدم ما قدموه وما عرفوا به من قبول الاخر وتقبله والسماح لهذا الاخر بمشاركة ابناء البلد الاصليين في كل شيء ودون منة او ...
المسالة في ان هناك ثقافة غرست في اذهان شريحة معينة وهي ثقافة التبعيه والاستيراد من الخارج "معلب" والى الان لم تستطع هذه الشريحة ان تنفك او تفك ارتباطها باي شيء يمت بصله لليمن واحزابه وناسه ومشاكله وعاداته وتقاليده .. ومصر على عدم الاعتراف بالذات الجنوبية والشخصية الجنوبية المستقلة خصوصا بعد ان بان المستور وظهر زيف مشاريع الوهم وانكشفت الاقنعت ولكن ومع هذا فالبعض مصمم على ان اي شيء يخص شعب الجنوب العربي يجب ان يكون مرتبط باليمن واليمننة وابناء اليمن وانه ان اراد احدا من ابناء الجنوب انتقاد او كشف ما كان يدبر للجنوب ارضا وانسانا قامت القيامة وانتفضت الذاكرة الممغنطة والمخدرة بالوهم والتحنيط اليمني طويل الامد وكانه واجب مقدس على البعض في الدفاع عن فعل وفعل وفعل وشارك وساهم وبكل الطرق الاخلاقيه والغير اخلاقيه شارك وساهم وساعد في قتل اطفال الجنوب ونسائه وشبابه وشيوخه ماضيا وحاضرا وسيظل كذلك الى اخر الدهر شئنا ام ابينا .... الا ان يقضي الله امرا كان مفعولا .....!!

وعجبي من امة ضحكت من جهلها الامم....!!!!!

[ابوحتم الشعيبي]

اخي صلاح انت هامة جنوبية شامخة لاتكترث لما يقولة هولاء000

[طائر الاشجان]

أخي الكريم / السقلدي ..

علمتنا التجربة الأقسى من الحجر ، والأمر من الصبر مع جيراننا أن نكون على يقظة تُجنبُ أبناءنا وأجيالنا اللاحقة مغبة الوقوع في براثن الغدر والخيانة نتيجة طيب النوايا ودوافع حسن الظن ، ورسخت في نفوسنا القناعة بوجوب الحيطة والحذر ، وفي مثل هذه الدعوة المثالية التي تجنح إلى المحبة والسلم ، وتدعو إلى القبول بالآخر شريكاً في المواطنة لا بد من التأمل في الأبعاد الآتي ذكرها :

أولاً : في أواخر خمسينيات القرن الماضي تشكلت جمعية ( عدن للعدنيين ) وأصبح كل مواليد عدن من أصول آسيوية وأفريقية يطالبون في إطار هذه الجمعية باحتكار عدن كوطن قومي لهم باعتبارهم يشكلون عرقيات متجانسة ، وكونهم يؤلفون جنسية عدنية تذوب فيها جنسياتهم الأصلية ، وأن حاجة الإستعمار إليهم كانت أكثر من حاجته إلى أبناء الجنوب ، ولهذا استقدمهم من مستعمراته في شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا ، وأسس لهم موطناً تناسلوا فيه ، وأصبحوا في عزلةٍ عن جذورهم ، حتى أنهم أتقنوا اللغة العربية وأصبحت اللغة الأم لأبنائهم ، ومنهم من اعتنق الإسلام ، وتخلى عن نصرانيته أو وثنيته ، كما لعب العنصر التاريخي دوره في الإنتماء بجانب العقيدة واللغة وجغرافية المكان . وهذه الدعوة برغم كونها تندرج تحت مفهوم الجحود ونكران الجميل ، فقد تعامل معها الجنوبيون بصبر وحكمة ، ووضعت الأمور في نصابها تلقائياً عندما تعرض المستعمر نفسه لحرب التحرير التي دامت أربع سنوات أدرك الجميع خلالها أن الوطن أكبر من الوساوس الشيطانية ، وأن أبناءَهُ هم من يصنعون القرار ، وليس لغيرهم الأهلية إلا بالقدر الذي تسمح به المصلحة العليا والأهداف المصيرية للأرض والإنسان ، وتعايش الجميع بمفهوم الإحتواء ، فنحن جميعاً يضمنا هذا البيت المسمى وطن ، ونحن في كنفهِ أسرة واحدة ، وهو بين أضلعنا الهوى السرمدي .

ثانياً : في فترة زمنية تمتد إلى بدايات القرن الماضي كانت عدن تمثل ازدهاراً منقطع النظير ، وقبلة للتجارة الدولية بحكم المضيق الحيوي " باب المندب " وما يمثله من أهمية في الملاحة البحرية بعد قناة السويس ، وطبيعي أن تشهد عدن تدفق أفواج بشرية من اليمنيين المطحونين بين شقي رحى الإمامة ، وكانوا يجدون متنفساً في الجنوب من خلال حملة الإغتراب في مدنهِ وريفه ، ويمارسون مهناً حرة تساعدهم على اكتساب معايشهم ومنهم من استوطن فيها مستفيداً من حرية العيش في الجنوب إبان عهد الإستعمار ( على عكس ما يروج له البعض من أن الإستعمار عمل على تشطير اليمن ) .
هذه الجموع الغفيرة من النازحين اليمنيين شملتهم ذات المعاملة من قبل الجنوبيين ، فهم لم يشكلوا جمعية يمنية على غرار جمعية العدنيين ، ولكنهم شكلوا سياسة ذكية ذهبت بالجنوب والجنوبيين إلى هوةٍ سحيقة بما فيهم عدن والعدنيين .
ولم يرفع جنوبي واحد شعار معاقبة أي يمني أو قل مجازاً " شمالي " بدعوى أنه ينتسب إلى من أضاعوا الجنوب أرضاً وإنسانا . فما زلنا نعتبرهم بجانب إخوتنا الوافدين ممنوحي الحق الكامل في المواطنة متساوية الحقوق ، إن هذا لهو الدليل الذي يجب على كل مُنصف أن يضعه في الميزان ، كيف أن الجنوبيين على هذا القدر من الرقي والحضارة إنسانياً وفكرياً وقومياً .

ثالثاً : بعد حرب صيف عام 94م واحتلال الجنوب ، ركن المحتل إلى قوته العسكرية ، فعمد إلى ممارسة سياسة الفيد والغنيمة ، وحرمان الجنوبيين من مصادر أقواتهم ، وأطلق أيدي المتنفذين للسطو على أراضي الجنوب ومصادرتها ، فعاثوا في الأرض فساداً ، وكان من الطبيعي أن يتحرك أبناء الجنوب ، وهنا نتوقف قليلاً لنقول : إن المحتل وعملاً بمشورة مستشاريه الذين شعروا باقتراب الطوفان ، وأن حتمية فك الإرتباط باتت وشيكة ، بادروا إلى التوجيه بإصدار بطاقات إثبات الشخصية لمئات الألوف من مستوطنيهم في الجنوب ، تحمل دلائل على تواريخ ميلاد وأماكن جنوبية مزورة ، كل ذلك تحسباً لحملة استفتاء ربما تقترحها هيئة الأمم المتحدة لمعرفة موقف الجنوبيين من قضية فك الإرتلاط وتقرير المصير ، ويتم بذلك ترجيح كفة الرفض ، وتلك الفئة الأخيرة هي التي أفسدت الحوض ، وبات من حقنا التحفظ على فكرة الإندماج مع فئة لم تلامس الهمّ الجنوبي ، ولم تعايش وجدانه وتسمع نبضات قلبه ، وإنما جاءت لتنفيذ مهمة احتلالية ، ودق آخر مسمار في نعش قضية الجنوب ، بذات المكر والدهاء الذي درج عليه أسيادهم أولياء الشيطان . " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ، ويأبى الله إلا أن يتم نورهُ ولو كره الكافرون " . صدق الله العظيم .

تحياتي
طائر الاشجان

[habak]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الـعـولـقـي

بعض الجنوبيين هداهم الله يقدمون لبني الاحمر سلطه ومعارضه خدمه كبيره
بتحميل ابناء تعز والمناطق الوسطى اخطاء الجنوب السابقه بين اعوام 67م و94م
وكان شعب الجنوب شعب الله المختار في ارضه
ماحصل للجنوب في السابق هي اخطاء الجنوبيين قبل غيرهم وتصديقهم للشعارات القوميه
علينا ان نكون اكثر صدق مع انفسنا ولو كان الحراك منذ البدايه يعتمد المصداقيه والصراحه
لكان حالنا الان افضل لكن هانحن لازلنا مختلفين وبعيدين من تحقيق اهداف الجنوب الساميه
لاننا لانتطرق الى مشاكلنا ونعالجها بالشكل الصحيح بل نقفز سريعا لتحميل اخطائنا غيرنا

وأنا أتفق مع كل ما قلته ياعولقي وكل ذكر صلاح السقلدي في هذه المقالة هوصحيح . تضررت عدالة القضية الجنوبية بسب اللجوء الى الشعارات اعنصرية الكريهة والحفر عن الجذور وجدودية الناس . هذه العنصرية ظلم لهذه القضية. لأننا ضعفاء وهشة من تحمل المسؤولية عن الاخطاء الماضية فإننا نميل إلى إلقاء اللوم بشكل غير عادل على الآخرين. بدلا من أن نكون صريحين وصادقين مع أنفسنا أعتمدالبعض الكذب وتزوير وتحريف التاريخ بشكل لا يخدم القضية . بدأنا بالفعل على أسس ضعيفة مبنية على الكذب والخداع وبالتالي، فإن قضية الجنوب لن ترى النور أبدا.