شهيد من قبيلة المسعود ابين زنجبار ؟؟؟

[الشنفره]

جرحى ومعتقلون إثر احتجاجات لطالبي التجنيد

? الحديدة- عبدالحفيظ الحطامي/أبين- منصور بلعيدي:[08/04/2008] شهدت مدينة زنجبار عاصمة أبين صباح الأحد الماضي مظاهرة احتجاجية امتداداً للسخط الذي تعيشه محافظات الضالع ولحج بسبب عدم التحاق مجموعة من الشباب بسلك التجنيد.
وهاجم المحتجون أفراد الأمن المركزي بالحجارة، وعند مدخل المدينة أجبر الشباب المحتجون السيارات والحافلات على التوقف وأدت الأحداث إلى بعض الإصابات في صفوف المتظاهرين أحدهم إصابته خطيرة.
وفي السوق الرئيسي لمدينة زنجبار استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وانتشرت الأطقم العسكرية في كافة مداخلها وتم إغلاق المدينة وضواحيها لأكثر من ساعتين حيث قطع الطريق العام الواصل بين عدن وأبين، وشوهدت السيارات والحافلات تتكدس على مشارف المدينة. كما نتج عن المصادمات جرح أربعة أشخاص هم: عباد شيخ أحمد، سالم سعيد سالم، رشاد عبدالله بالإضافة إلى ما يقرب من خمسة عشر أصيبوا بحالات اختناق نقلوا على إثرها إلى المستشفى. من جهتها أدانت أحزاب اللقاء المشترك بأبين استخدام السلطة للقوة في مواجهة الفعاليات الاحتجاجية السلمية.
وأدان المشترك تحويل المحافظة إلى حالة طوارئ غير معلنة من خلال خروج الدبابات إلى شوارع زنجبار ترافقها الأطقم العسكرية والأسلحة المساندة واستخدام الرصاص الحي مما أدى إلى إصابة اثنين أحدهم إصابته خطيرة وما زال يرقد في مستشفى الرازي العام من أبناء مودية والآخر من باتيس إصابة طفيفة في قدمه واعتقال آخرين.
وأكد البيان: بأن تعاطي السلطة مع الأحداث بهكذا تصرف يعد جريمة قانونية، وإدارة البلد بالأزمات ومظهرا للغطرسة تجاه مواطنين عزل، وطالبت في بيانها بالإفراج الفوري عن المعتقلين ومعالجة الجرحى ورفع المظاهر العسكرية من الشوارع وإلغاء حالة الطوارئ غير المعلنة..
من جهة ثانية، محمد سعد الشاب القادم من الجعفرية - ريمة- يصرخ بمرارة: الوظيفة للمواطنين جميعا وإلا من له فلوس وظهر ووساطة وبطاقة مؤتمر؟ وفي الاتجاه الآخر يناشد أبناء ريمة النازحون جوعا وعطشا من قراهم: لقد أكلنا أعلاف البقر وشربنا المياه الملوثة نتيجة الفقر والقحط والجفاف ولا حتى مشروع مياه أو حملة إغاثة للمنكوبين الذين هجر بعضهم المنازل وغادر إلى مدينة الحديدة والمنصورية وبيت الفقيه بحثا عن الماء والغذاء.
جرحى ومصابون باختناق وعشرون معتقلا لا تهمة لهم سوى أنهم احتجوا على اختراق الدستور والقانون والعدالة والمواطنة التي صار سحقها شيئا روتينيا وبرنامجا حكوميا في هذه البلاد.. مشهد الخميس في شارع جمال أمام معسكر الأمن المركزي بمدينة الحديدة والذي دارت صوره الدامية بين قوات الأمن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والعصي لتفريق المئات من المتظاهرين العزل من أبناء ريمة الذين قدموا يحملون أحلام الخطابات الرسمية وإعلانات الصحف والتلفزيون عن تسجيلهم في الأمن والجيش فإذا بهم في مواجهة غير مخطط لها إلا من طرف واحد، بحسب نبيل الأحمدي: احتجينا بحسب الدستور والقانون على رفض لجنة قبول المجندين مما اضطر المئات منهم للجوء إلى الشارع تعبيرا عن غضبهم مما أسموه التلاعب بدرجات القبول ومماطلة اللجنة لهم وتدخل المحسوبية والوساطات ودفع الأموال الباهظة للجنة ممن يقدرون على ذلك بحسب متظاهرين التقتهم الأهالي.. وكان معظمنا من الطلاب وخريجي الثانويات والشباب العاطلين ولا أحد أعطانا اعتبار، لا معيار للقبول سوى «الزلط» والقرابة والمحسوبية والمناطقية ومن له بطاقة حزبية وتوصيات حتى هؤلاء جميعهم دفعوا والفقراء ليس لهم طريق إلا الشرب من البحر.
محمد سعيد -الجعفرية- قال «هم يضحكوا علينا إحنا القرويين جئنا بعد ما قالوا لنا المؤتمر بايسجلكم في المعسكرات وبعض زملائنا حملوا رسائل من المؤتمر إلا أننا فوجئنا بمماطلة اللجان لنا من يوم لآخر وقد تعبنا، ما بش معانا ما نأكله في المدينة».
جمال خريج ثانوية.. عثرنا عليه مضروبا خلف رأسه، صاح فينا «أين الدولة اللي يتغنوا بها في التلفزيون جالسين يبيعوا ويشتروا في درجات قبول التوظيف هناك من سجل بـ50 ألف وهناك من سجل بـ100 ألف والفقراء أين يروحوا، البحر!؟
يلتقط جمال أنفاسه متحسسا الضربة خلف رأسه.. «آباءنا العسكر بقوا عسكر بلا رتب وناس تعسكروا قبل أمس وقد معاهم الرتب والمرافقين».
عبده علي يغسل وجهه من آثار الغازات المسيلة للدموع، يمسح عيونه عله يستوضح طريقا غير الطريق التي قابل فيها مسيلات الدموع.. يطفش وجهه بالماء للمرة الأخيرة ويقول «شوفوا لنا حل من هذه البلاد.. يقولوا لنا وظائف وفتحنا لكم معسكرات وسنفتح مصانع وأعمال وأراضي وفي الأخير يسجلوا أصحابهم وأقاربهم سلموهم الدولة.. وأبناء المحافظات الفقيرة لهم الضرب لمجرد أنهم يئنون ويصرخون فقط، ومن يحمل القذيفة والرشاش في وجه الدولة يعطوه ما يريد.. ناس في هذه البلاد يتوظفوا وناس ينضربوا».
يحاول أن يفضي إلى الصحافة بما حدث له في لهجة بدا الغرض منها التخفيف عن نفسه «ضربونا بالقنابل يا أخي ونحن نبحث عن حقنا في التجنيد نشتي نخدم الوطن وندافع عنه»، بصق دما من فمه وهو يفرك عينيه بالماء البارد للتخلص من آثار القنابل المسيلة للدموع التي ألقيت عليه وعلى زملائه المحتجين «ضربونا بالعصى وواجهونا بالقنابل هذا كل ما عرفناه بعد أن صرنا محافظة قلنا شناخد حقوقنا كله طلع كذب.. جئت على أمل أن يقبلوني عسكري لكن كل شيء هناك مشيرا إلى المعسكر يذهب لمن عنده وساطة وزلط ورسالة من المؤتمر حتى الذين معهم رسائل دفعوا مبالغ.. وحين طالبنا بنصيب المحافظة واجهونا بقنابل مسيلة للدموع والعصيان، البعض تجندوا بدون شوشرة ولا مظاهرات.
ازدحم الشبان القرويون وبأسى يقسم أحدهم أنه لا يملك قيمة الروتي في هذا اليوم ماطلونا من يوم لآخر وفي الأخير ضربونا ويشير إلى زميله أحمد المجروح في مؤخرة رأسه: والله والله ما عندنا شيئ والبعض كانوا يسجلوا ولا أحد يكلمهم ولا يعترض عليهم لقد باعوا نصيبنا لمن يقدر على كسر يد الدولة للأقوياء وأبناء القبائل القوية أما نحن فو الله لو يقتلونا عن بكرة أبينا ما أحد يسأل عنا.. أنا في المؤتمر وقلت لهم والله معي رسالة لكن ما فيش فايدة.. ليس كل من عنده بطاقة مؤتمر صرفوا له هناك وساطات واتصالات ومفاوضات تدور من وراء ظهورنا ونحن لا ندري نحن قرويون ما نعرف اللف والدوران حقهم.
أما جمال القحوي فكان يصيح: أين المسئولين أين النواب الذين انتخبناهم يأتوا يشوفوا ريمة وأبناء ريمة محاصرين بالجوع والعطش في قراهم وأبناءهم هنا يضربون بالهراوات والعصي والقنابل ؟ أين محافظ ريمة أين المجلس المحلي أين المشايخ قولوا لهم نحن مواطنون من الدرجة صفر.
وفي تعليقه على القمع الذي طال شباباً عزل، وصف مفضل إسماعيل غالب عضو مجلس النواب (عن إحدى دوائر محافظة ريمة) أن ما حدث كان مؤسفا واستغرب لجوء الدولة إلى استخدام القوة لقمع شباب عاطلين وطلاب يحلمون بخدمة هذا الوطن والدفاع عنه متسائلا أي عدالة ومواطنة هذه حين تنتزع حقوق محافظة لحساب محافظة أخرى ذات نفوذ وينهب حق مواطن دون مواطن آخر سوى أن هذا أو ذاك يمتلك نفوذاً وذو قدرة على ابتزاز الدولة.. بينما يصير المسالمون في هذه البلاد ضحية، ولا شك أن هذا الأمر يؤدي إلى احتقان في المحافظات وسيتحول بعض الشباب جراء ذلك إلى قنابل موقوتة إذا لم يعطوا حقهم في الحقوق كغيرهم من الشباب في محافظات أخرى وطالب الدولة بأن تتعامل مع محافظة ريمة كمحافظة مثل بقية محافظات الجمهورية حيث لا تزال هذه المحافظة منذ نشأتها منتقصة الحقوق..
ثمة كارثة تحدق بسكان االريف وتطحن سكان هذه المحافظة الريفية حيث تنزح مئات الأسر بصمت عن قراها عطشا وجوعا إلى مدينة الحديدة والمنصورية وبيت الفقيه بحثا عن الماء والقوت الضروري.. كما هو حال عزل بني القحوي والحوادل والجعفرية وسفاكة وحين التقينا بعض من نزحوا حدثونا عن كارثة حقيقية حيث يصعب على العديد من الأسر الفقيرة الحصول على المياه الصالحة للشرب.. وناشدوا الدولة إسعافهم بوايتات الماء وخاصة العزل والقرى المنكوبة والتي لا يقدر سكانها على إيجاد قيمة القوت الضروري ناهيك عن تحمل تبعات نقل المياه.. ويمضي أحمد على حسن، وقاسم ناصر وأحمد مرشد ومهدي محمد علي وعلي يوسف محمد ومحمد سعد عبد الله وهؤلاء معظمهم أرباب أسر نزحت إلى الحديدة قادمة من عزلة سفاكة لتسكن مع أقاربها بينما الأسر التي ليس لها أقارب تنزح إلى القفار والأحياء المهمشة، كل ذلك بحثا عن الماء.. ويمضي هؤلاء في حديثهم: الناس هنا أكلوا حتى أعلاف البقر طحنوا أعلافها مع ما بقي من طعام وأكلوه الناس في فقر وجوع وعطش.