دعاة الوحدة وضياع الطريق

[السلام عليكم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إياد محمد الشعيبي

قلت يوما بهذا السياق:

(( إن ثورة التغيير الذاتي ، والتي هي أساس التغيير الشامل لم تنطلق بعد ، لأننا أصلا لم ندرك حقيقة ذواتنا ، بل لم نقدر حتى كرامة أنفسنا ، نتوه بين ترهات أحلامنا وشخبطات أوراقنا ، نمضي بين جدل السياسة وتمتمات القات ، نهرب إلى النار من النار ، ونصب بقايا الزيت عليه ، نستنشق الدخان فداءا للبترول ، ونغطي أجسادنا من برد الخريف بتلك الثلوج المتساقطة على الرؤوس..

سكوتنا المنعتق من روح الحق ، وهمسنا المنضوي بين زوايا أربعة ، وخوفنا الملعون من لعنة الحاكم ..

بعدنا عن الله .. عن الدين .. عن الحق .. عن الالتزام ..عن الإنصاف حتى بين من نرعاهم من أبنائنا وبناتنا ، لا زلنا في طور الغرابة والجهل نحيا بين قمع وديكتاتورية وتسلط على مستويات حكمنا الذاتي في مجتمعاتنا المغلفة بخيوط العنكبوت..

نحن كالخرفان نجري وراء بقايا وريقات الجزار وصولا بنا إلى مذبح النهاية والخلاص .. أو أننا كالحجارة ربما صلبة لكنها لا تتحرك إلا إذا غمرتها الفيضانات والسيول..

كم أعجب أحيانا لأمرنا !! هل صارت قلوبنا لينة حد الارتخاء ؟ أم أن حكمتنا المعهودة عبر التاريخ حكمت علينا بالبقاء على الشقاء ؟ أم أن إيماننا بالعذاب والبؤس قد رسخ لدينا معاني الصبر ولو على الباطل والإذلال والامتهان..

سنقتطع لكم أيها الحكام من جلودنا.. من بيوتنا .. بل واضربونا على ظهورنا فنحن عبيدكم كما تشاءون ، سنعمى لأجل أن تبصرون ، وسنبكي لكي تفرحون ، وسنشقى لكي تنعمون ، فأنتم الأولون ونحن الآخرون.. وأنتم السابقون ونحن اللاحقون ..

لن تخيفنا هربجات المناضلين ، ولن تنطلي علينا إدعاءات المظلومين ، ولا كيد الحاسدين ، فنحن ورائكم سائرين وعلى نهجكم ماضين ، ولو خضتم بنا بحار الجوع والفقر والتخلف لخضناها معكم ولا نبالي ، ولو جريتمونا إلى مقابر الهلاك والإعدام لقلنا لكم سمعا وطاعة ، فإننا معكم إلى الجحيم .. إلى الجحيم..

ماذا يريد المتبجحون الذين أسموا أنفسهم معارضة ؟ هل يريدون أن يكفوا أيدي القدر عن مصيرنا المحتوم ؟ أم يريدون بلوغ القمر ورفعنا إلى النجوم؟
هيهات .. هيهات .. فنحن لن نتعدى نواميس الكون ، ولن نرضى بأن نجري وراء حلمكم المفتون ، فرغيف مطحون ، وماء مأسون ، وجوع في بطون ، وفقر وجنون ، وخضوع وسكون خيرٌ لنا مما تدعون..

ماذا تريدون؟؟! مشاريع واستثمار ، وبناءٌ وإعمار ، وزهور وأشجار ، وبراري وبحار بين أنعمها تعيشون؟

ماذا تريدون؟ ! ضربنا المتمردين وزمرة الانفصال ، وقمعنا المتظاهرين برصاص طوال ، وألجمنا كل كاتب وناقد وصحفي تعدى المجال ! ، فبأي آلاء ربكما تكذبون..؟

قصور وأبراج ، وأراض ذات فجاج ، ومعادن وزجاج ، وبنوك وخراج ، وخيول ونعاج ، ألا تدل على رشد من يحكمون..؟!

ديمقراطية وانتخابات ، و وزارات وهيئات ، وأحزاب وشتات ، وضحايا وفتات، وفساد وقات.. ألا تكفي أيها المرجفون؟

امضوا حكامنا ففيكم الأمل ومنكم الألم ، وأنتم الداء ومنكم الدواء .. فهنيئا لنا بكم وبؤسا لكم بنا.. ليس لشيء ولكن لأننا..
جبنـــــــــــــــــــــــــــــــــاء..! ))


ويبدو أن أبناء الجنوب اليوم قد كسروا هذا الحاجز وأدركوا أهمية هذا التغيير..

شكرا لقلمك أبا عامر

هناك خطوط تقاطع بين موضوعك وموضوع الاخ ابو عامر

موضوعك حام حول الحمى التي دخلها ابو عامر ... وتقريبا الهدف النهائي كان واحد ...

اطيب تحياتي لك