أطفال المعجلة
صبيحة يوم 17 ديسمبر 2009 شن الطيران الحربي غارة جوية عنيفة على
أطفال المعجلة محافظة ابين وراح ضحيتها 44 شهيد
23 طفلا منهم ... .
هاجت قرى ومدن الجنوب تضامنا وتعاطفا مع أهلهم بينما صمت العالم العربي والإسلامي صمتا رهيباً وكأن أطفال الجنوب ليس بشرا .
الطفلة فاطمة احمد ناصر في السابعة من عمرها
فاطمة يا حرفنا
المشنوق بهتاناً على ثغر القصيدة....
فاطمة يا
جرحنا المفتوح....
يا مشكاة نور أُطفئت بيد بليدة.....
فاطمة.....يا فاطمة.....يا فاطمة
لازال يعللني الذهول
كيف غبت!!!؟؟؟
بينما بالأمس كنت هاهنا
كفراشة بين الحقول
فاطمة....يا بنت سبع سنين......
ألعابك من الخيطان والعيدان لازالت هناك.........
إنها ثكلى ببطن الوأد في حزن مدامعُها سيول
مشتاقةٌ لأنامل الطهر الفريدة.....
من بعد ما قد صرت يا فاطمة الزهراء مجرد خبراً
تقتاته الأفواه من صدر الجريدة
يا طفلةَ المرعى ......
قتلناك؟؟؟؟؟؟ محالاً!!!!!!!
بل قتلتينا.....ذبحتينا..... فضحتينا....
وصرت جرحنا المفتوح من أقصى ربى المهرة
إلى أقصى عدن السعيدة
.................................................. ............................
هل كنتِ تدري أن هذا اليوم يا فاطمة الزهراء هو اليوم الأخير...
يوماً قضيتيه مع أغنامك العجفاء..
مضى يومٌ قصير............
ورجعتِ ألقيتي عصاكِ قبل أن
تلقي السماء جلبابها الأسود على اليوم الأخير
.................................................. ..........................
بالمساء في غرفة بأساء على جدرانها رسمُ الأسى
التقت إخوانها الستة إما هداها الدهر أو بلاها العناء
التقوا حول كُسيراتٍ من الخبز مبللةٍ بما سمُي مجازاً
لبناً ضعفيهِ ماء
ثم أوئ السبعة الأطفال
كانت فاطمة أكبرهم سناً إلى ابخس حصير
يستجيروا بلحافٍ لم يجرهم من عذاب الزمهرير
آه ما أقسى الشتاء في قرية أنت من الجوع..
فمن فيها فقير
أسلمت أجفانها لنوم والأحلام اطهر كازمية
كان اكبر حلمها قلماً وكراسه كجارتها صفيه
إنما أن لها هذا فبغيتها عصيه
.......
والروى مابين جفنيها كأزهار نديه
انفجر في لحظة حقد الوحوش الهمجية
لدويه.....................................
فاقت الدنيا وما فاقت عيون الكازميه
صار ليل المعجلة كله سعيرْ....
هذه أشلاء فاطمة على الساحة تطيرْ...
رجلها صارت هنالك في الحضيره.....
تحت أشلاء الشويهات وأشلاء الحميرْ
يا الهي..!!!... أدميتنا سحقناها فما عدنا نفرق
بين أقدامك يا فاطمة الزهراء وأقدام الحميرْ
قلبك طار إلى الأعلى ليمطر دمك فوق شُجيرات بقت واقفةٌ...
تروي لنا الفصل الأخير...
وستبقى ما بقي الدهر واقفةٌ وباسقةٌ
إلى أن تلتقي بغصونك في ذالك اليوم الكبيرْ
ما روي من دمك باق ويكبر
وسيثمر ثمراً ليس له في هذه الدنيا نظيرْ
فاستريحي فاطمة... فلقد رحلتي وإسترحتي
وتركتي لي وللأمة أكملها عذاباً الضميرْ
.................................................. ..................................
كلنا جئنا نتاجر بدمك يا فاطمة..... جئناك بدواً وحضرْ
ورئيت ابن أبي سفيان....
في جمعٍ يزمجر رافعاً جلبابك الأخضر...
كما كان مع جلباب عثمان
وما جاء طالباً ثأراً لعثمان.... ولكن.....
الولايةَ ثارهُ فيمن ثأر
كلنا جئنا نتاجر بدمك يا فاطمة..... جئناك بدواً وحضرْ
واتى فرعون يلبس ثوب موسى....
واتى هتلر بجلباب عمرْ
ووقفنا فوق أشلائك يا فاطمة الزهراء...
صرخنا وهتفنا ..سوف نثار من أعادينا
وما احدٌ ثأرْ
كيف نثأر من أيادينا التي اغتالت عيونك تحت أضواء القمرْ
اصرخي في وجه من جأؤك من بحر وبرْ
اصرخي في وجه دمع كاذب مثل المطرْ
اصرخي في وجه بسمة نصر للوهم انتصرْ
اصرخي من تحت جذع شجيرةٌّ ثكلى وقولي:
كلكم بدمي مدانون جميعاً...
كلكم والأرض شاهدةٌ ... حجارٌ وشجرْ...
كلكم بدمي مدانون جميعاً....
كل من حضروا
ومن هربوا
ومن طلعوا
ومن نزلوا
ومن سجدوا
ومن كفروا
ومن صمتوا
ومن صرخوا
ومن خطبوا على أشلا فمي .......
وتشدقوا....
عن فتح مكة......
وبلاد الهند والسند.....
وتاريخ علي....
وعمرْ
كلكم بدمي مدانون جميعاً.........
كلكم بدمي مدانون جميعاً........
كلكم بدمي مدانون جميعاً........
أن تكونوا من تميمٍ أو تكونوا من مضرْ.
للشاعر محمد سالم الأحمدي
تجمبع حضرمي الجنوب