الى احرار الجنوب والى احرار العالم نحن ضد الارهاب

[طائر الاشجان]

أختي الفاضلة / بنت المكلا

الحديث عن أبين وما تتعرض له من تداعيات السياسة السنحانية حديثٌ ذو شجون ، فالمخطط بدأ منذ أشهر بهدف خلق حالة من الذعر والخوف في صفوف المواطنين ، وافتعال حرب طرفاها صناعة يمنية إحداهما تمثل الجيش اليمني والأخرى القاعدة بمسمى أنصار الشريعة ، في مسرحية هزلية لا تقيم وزناً لجملة الضحايا الذين سيقضون على خلفية هذا العبث ، طارق الفضلي يفهم المسرحية جيداً ويعي فصولها بحكم خبرته الطويلة مع النظام ، ولهذا يقف على الحياد ، الأرتال العسكرية والدبابات التي زحفت صوب منطقة أبين قبل اندلاع هذه المواجهات المفبركة تزامنت مع تصريحات الرئيس بالحرب من طاقة إلى طاقة ، وترديد مفردات الصوملة والعرقنة ، كما نلاحظ أن ساحة المعركة لا تخرج عن محيط المباني السكنية ، ولم نسمع عن سقوط قتلى من الجانبين إلا ما يحدث عن طريق الخطأ ، أما الضحايا المدنيين ونزوح الأسر إلى عدن فحدث ولا حرج ، مما يدل على أنها مسرحية من قبل أناس متمرسين على خوض حروب وهمية مفتعلة ، وهذه الحرب ربما تمتد رقعتها إلى مناطق أخرى مجاورة ، الجنوب كما يريدون له أن يكون بؤرة توتر على غرار ما جرى في صعدة ، مع الأخذ بفارق الحدث من حيث طبيعته واستراتيجيته ، ولهذا لا نرى في ( الشمال ) صورة مشابهة لما يجري في أبين لأن الدوافع منعدمة هناك ، لكن عتبنا يظل ماثلاً على القادة الجنوبيين الموالين للنظام ، أليس من الطبيعي أن يكون لهم دوراً فاعلاً في القيام بواجبهم ولو من باب التدخل على طريقة الشيوخ ومبادرات زعماء القبائل السائدة في يمن الخزعبلات المتوارثة ، على الأقل بما يمكنهم من الوقوف على طبيعة ما يجري وفهمه فهماً جيداً ، أم أنهم يعرفونه ولا داعي للتدخل ! وهذا يذكرني بالمقولة ( فإن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ ، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ ) ، ويبقى الأمر رهن لعبة سياسية خطرة ، الهدف من ورائها تشتيت الحراك الجنوبي ، وهو ما ألمح إليه فخامة الرئيس علي سالم البيض ، وهذا التشتيت لن يستمر طويلاً فالقضية الجنوبية لا تنتهي بمجرد التشويش على طريقة عصابات صنعاء لأن مثل هذا التشويش ربما يأتي أكله في البيئة اليمنية القبلية المتكلسة التي تتلقى الصفعة فتذعن ، وهو ما يمارسه النظام اليوم بقطع الديزل والمحروقات الأخرى ، وخلق حالة اقتصادية خانقة لكي يتوب هذا الشعب عن التمرد ، الجنوبيون يدركون أبعاد هذه السياسة فلا تنطلي عليهم ، وقد أصبحوا على درجة من اليقظة لما يحاك حولهم ، لكن المنتفعين من النظام للأسف يطوعون ضمائرهم لمصالحهم الآنية ، وهنا خيانة الذكاء لصاحبة ، فما يلوح في الأفق لا يبيح للسياسي التمادي في غفلته إلا أن يكون غبياً يتذاكى .

تحياتي
طائر الاشجان