وجه الشبه بين الرئيس البيض والرئيس عبدربه منصور - تسويق الوهم

[د.عيدروس صالح يافعي]

بالعوده الى ما جرى في العام 1990م والطريقه التي اعلنت بها الوحده من خلال اتفاق في النفق بين الاخ الرئيس البيض والرئيس صالح والتي بموجب هذا الاتفاق تم اعلان الوحده المشؤومه وبيع الجنوب ارضاً وانساناً وهويه من دون مراعاة للنتائج الكارثيه التي سيدفعها الجنوب نتيجة هذا الاتفاق المشؤوم ومن دون استشارة شعب الجنوب ووضعه امام محاسن ومخاطر هذا الاتفاق قبل اعلانه واعتماده واكتفى الاخ الرئيس البيض بموافقة فئه وشله صغيره في قيادة الحزب واعتبارهم ممثلين ومقررين لشعب الجنوب ومصيره ومستقبله واكتفت هذه الشله بظمانات كتابيه وقعها الرئيس صالح تظمن من وجهة نظرهم حق الجنوب والشمال المظلوم من العبث وذلك من خلال موافقة الشمال على اعلان دوله جديده يسودها العدل والمواطنه المتساويه ونظام ديمقراطي حديث من خلال التعدد الحزبي والتبادل السلمي للسلطه وبناء جيش وطني حديث لا يخضع للقبيله وانما ولاءه للوطن الجديد والدوله الوطنيه الفتيه الجديده التي لا تنتمي للماضي ابداً ولن يؤخذ من النظامين السابقين الا ما هو افضل وجميل وكان الاتفاق يحتوي على افضل الجمل والتعابير التي صورت الدوله الجديده التي سوف تعلن من القصر الجمهوري في عدن وكأنها سويسرا الشرق الاوسط وسكانها ليسوا بائعي الكدم والقات وشيوخها تجار السلاح والموت والثأرات وانما سكانها اناس يلبسون البدلات الانيقه ويرتادون المسارح الراقيه ويمارسون لعب الغولف وركوب الخيل, هكذا صوروا لنا دولة الوحده التي اتفقوا عليها ودونوا اتفاقهم بصفحه ونصف واعلنوا لشعبنا اتفاقهم الذي صور لنا العاصمه صنعاء باريس الشرق وعدن العاصمه التجاريه والاقتصاديه والمنطقه الحره ( هونج كونج ) الجزيره العربيه وهكذا خدعوا شعبنا واستغلوا حبه للوحده والحريه والانفتاح فادخلوه عش الدبابير وجحر الثعابين الذي لم يستطع الخروج منه حتى اللحظه ففقدنا وطنا وهويتنا وكرامتنا ودولتنا واعادونا قروناً الى الوراء واصبحنا بعد 23عاماً من اتفاقهم الملعون نبحث عن عدن البسيطه التي عشنا فيها وعرفناها ولم نعد نريد منهم عدن - هونج كونج كما وعدونا ونريد استعادة حياتنا البسيطه البريئه التي تربينا عليها واكل الزعقا وشرب الشاي امام منازلنا ومع جيراننا بأمن وآمان ولم نعد نريد حياة الترف والرفاهيه ولعب الغولف وركوب الخيل كما وعدونا في دولتهم الجديده, نريد حكومه بسيطه ورئيس من العامه لا يزعجنا موكبه ولا حراسته ومجلس نواب من اوساطنا من دون زيطه وزنبليطه باسم الديمقراطيه اعضاءه ناس بسطا تعودنا عليهم يلبسون ما نلبس ويأكلون ما نأكل ولا يمتلكون ميزات ماليه وحوافز وسفريات وسيارات وحشم وخدم كما عودتنا دولتهم الجديده.ما نحن فيه هو بسبب الانفراد بالقرار والاكتفا بفئه عينها الحاكم تتحدث نيابة عنا وتقرر مصيرنا وتجاهلت بقية افراد الشعب ونخبه السياسيه فأوصلتنا هذه العقليه الى ما نحن عليه.
وعندما نقارن ما جرى ويجري في صنعاء منذ مجيء الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي والطريقه التي يدار بها ما يسمى الحوار الوطني وكيف تم التحضيير له وبالذات ما يخص القضيه الجنوبيه وممثليها فسوف نجد ان التاريخ يعيد نفسه فالاخطأ التي ارتكبها الرئيس البيض وزملاءه في عام 1990م ودخولهم الوحده قبل ترتيب البيت الجنوبي والاتفاق على شكل واسس الوحده واعتمادهم حينها على الوعود البراقه التي وعدت بها صنعاء شريكها الجنوب ورأت انه لا حاجه للمصالحه او موافقة بقية القوى الجنوبيه التي لم تكن في السلطه عند اعلان الوحده,نجد الاخ الرئيس منصور يعيد نفس الاخطاء التي ارتكبها الرئيس البيض ويعمل جاهداً على اقناع بعض الجنوبيين الذين دعمهم وعينهم ليكونوا ممثلين ومتحدثين ومقررين وموقعين نيابة عن شعب الجنوب لما سمي بوثيقة الظمانات والحلول للقضيه الجنوبيه واذا ما تمعنا في هذه الظمانات فأننا سوف نجدها نفس الظمانات التي تعهد بها الرئيس اليمني السابق وحلفاه من القوى النافذه في صنعاء للرئيس البيض في العام 1990م مع تغيير في الشكل والمسميات تتماشا والظرف الراهن لكنها لا تختلف في المظمون وهي وعود وظمانات وشعارات شبعنا من سماعها منذ العام 1962م وهي دوله جديده عادله خاليه من الظلم والاستبداد والحروب دوله يتساوى فيها المواطنون ويسودها الرخا والتسامح مع اعتذار علني للجنوب عن ما تعرض له في العشرون السنه الماضيه وان تطلب الامر فلا مانع من عقر بعض الاثوار على ابوب عدن كحسن النيه وطي صفحة الماضي.فهنيئاً لشعب الجنوب دخوله وانتماءه لدولة اليمن الجديده التي سوف تتتغير فيها التركيبه السكانيه ليصبح ممثلي ابين ولحج وشبوه وعدن وحضرموت والمهره من شرعب ودمث وعبس وعنس وتهامه وعندها يخرج ما تبقى من ابناء الجنوب في حراك جنوبي جديد ويظهر الرئيس منصور بعد اعتكاف لسنوات ليقود هذا الحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب وطرد الاحتلال المتخلف وهكذا يستمر مسلسل العبث بمصيرنا ومستقبلنا من قبل رؤسائنا الذين يجرون وراء السحاب ويصدقون الاوهام التي يصدرها لهم عتاولة صنعاء الذين لا يجيدون غير المكر والخداع.