الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-08-19, 02:00 AM   #121
اسد الشرق الخليفي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-28
المشاركات: 704
افتراضي




محاضرة بالعامية ، ولكنها رائعة ، وخطيرة

- 1 -

حتى نحتفظ بهدف هذه (( الدراسة )) حيا في الأذهان .. فإنه يتوجب علينا العودة بين الحين والاخر (( لتذكر )) البواعث التي قضت بتقديمها .

ذلك أننا لم نكتبها _ أي هذه الدراسة _ تحت تأثير مشاعر (( خسيسة أو خبيثة )) كما يقول عمار أو زيفان .. ولكننا نعتقد بأنها تؤدي واجبا في تنوير قطاعات هامة من الشعب . بواقع التطورات التي سادت الجنوب العربي من عام
1964 (( تاريخ إنطلاق العنف تحت إشراف المخابرات المصرية )) وحتى عام 1968 . حين إعلان إستقلاله .. ووصول الجبهة القومية إلى الحكم .. وتكريس نفسها السلطة الشرعية الوحيدة في الجنوب العربي ..

ولما كنا نقول بأن الحكومة القائمة في الجنوب العربي حكومة غير شرعية وأن الجبهة القومية ليست سوى جماعة عدوة للشعب .. فقد تحتم علينا أن نقوم بعرض وتبويب الحيثيات التي ينهض عليها إعتقادنا .

وهكذا فقد أعتبرنا الأحداث التي أتخذت من الجنوب العربي مسرحا لها من عام 1964 وحتى عام 1968 أعتبرنا هذه الأحداث صيغة غير صحيحة للتعبير عن أشواقنا في الحرية .. وهي لم تكن تحقق أهدافنا رغم أنها تقول ذلك .. وإذن فهي (( سنوات الشدة )) لم يكن لها من وجهة نظرنا مايبررها .. رغم أن كثرة من شعبنا قد أستجابت لها تحت تأثير الإغراء تارة .. وتحت تأثير حسن الظن أخرى .. وتحت تأثير (( المصالح الشخصية )) ثالثة ..

وأنا أعرف أن هذا الكلام قد قيل بصيغ شتى .. والجديد فيه هي كلمة (( المصالح الشخصية )) .. وهو تعبير أستخدمه أنا لأول مرة في كل ما كتبت ..

فكيف نفهم الدلالات المنطقية .. والشكل الواقعي (( للمصالح الشخصية )) .

يقول (( اللواء عزت سليمان )) وهو رجل بعيد الأثر في تخطيط السياسة المصرية في اليمن و الجنوب العربي .. عندما كان أحدنا يشكو إليه من (( تفاهة الشخصيات )) التي تقوم المخابرات المصرية بإبرازها وإظهارها في دائرة الضوء .. يقول :

المحاضرة الرائعة

(( أحطان ايه .. واصنج ايه .. دول كلهم مايسووش نيكلة .. أنا فاهم الكلام ده كويس .. وقيمتهم كلها تكمن في أنهم كلهم فاهمين انه بلانا ماحدش حيكون سأل فيهم .. أو حاسس بوجودهم .. ووقت ما تطلع معاي أشيل أي واحد فيهم بالجزمة .. ))

(( يعني احنا ما ندورش على الزعماء .. احنا نخلقهم ( !! ) أجيب لك واحد من الشارع .. وانفخ فيه .. وأغرقه بالأضواء .. وأعمله هالات .. لما يصير أد البلد .. ولما يكون عارف مركزه كويس .. وعارف كان ايه .. وعملناه ايه .. مايعارضش .. مايجيش وقت يقول ما يعجبنيش كده .. عايز ده .. ))

(( أنا فاهم سيكلوجية المواطن العربي .. وأنا أبني سياستي على أساس الفهم ده .. المواطن العربي مش بتاع منطق .. مش بتاع أفكر دا .. بتاع عواطف ..وشعارات )) .

(( واذا عرفت ازاي تدخل عواطفه .. عرفت كيف تسيطر عليه .. قله أنا خدامك والعن أبوه .. ما يسأل .. قله انت بطل انته فلته .. ووديه في داهية .. مايهموش .. ))

(( المواطن العربي راجل أناني .. دي مش من عندي دي حقيقة .. ماعندوش الولاء الطبيعي للامة .. لان معنى الامة عائم في نفسه .. هو تعود ان يواجه الحياة على مسئوليته .. ويحل مشاكله بجهده الخاص .. واذا كنت قادر
(( تنفعه )) يبيع لك بلد .. بس لازم تديله منطق معقول .. وكل منطق معقول .. على شان يسوغ اللي يعمله .. ))

ثم المشكلة مهياش الانجليز .. الانجليز حيخرج حيخرج من الجنوب .. المشكلة مين اللي يجي بعديه .. انته عارف احنا صرفنا صرفنا دم قلبنا في اليمن .. وضحينا بالاف الرجالة .. على شان الثورة اليمنية .. وعلى شان الثورة المصرية .. كمان .. لانه احنا لازم يكون موقفنا هجومي على طول .. لو قعدنا .. ندافع عن نفسنا هنا في مصر .. حنموت حانتخنق علشان نحمي نفسنا لازم ننظف المنطقة العربية من الجيوب اللي يمكن ان تنطلق منها أعمال التآمر على مصر .. اذا كنت عايز تحمي الثورة .. لازم تنشرها مش تقعد تدافع عنها .. الدفاع غلط .. هاجم وسيب التانين يدافعوا .. المجتمع ونظام الحكم تهاجمه بفكرة جديدة .. وتفضل تقول انه ماشي غلط ولازم يغير نفسه .. يبدأ على طول يتفكك .. وينهار .. لانه ينقسم .. فيه ناس بتقول آه .. صح احنا ماشين غلط .. فيه ناس بتقول لا .. كده صح .. وتبدأ الخناقة .. تبدأ الثورة ..

(( كل ده يحصل وانته قاعد .. ما عملتش ولا حاجة غير انك تقوم بتأييد الجماعة اللي خارج الحكم .. ضد الحاكمين .. بعد أن تكون أديتهم شعارات التغيير وتقول دول مضطهدين .. دول مش عارف ايه .. والرأي العام .. دائما مع الغلبان ... )) .

(( بصراحة احنا مش عاوزين (( شتورا )) تتكرر ثاني .. وهيا مش حاتتكرر .. لانه كان درس .. مش حانسيب حد يلتقط نفسه على شان يهاجمنا .. ويحصل منطلقات في العالم العربي )) .

(( الجنوب لو سبناه .. حاتجي السعودية وتأخذه علينا .. يعني حاتقوم فيه دولة تابعة للسعودية .. أو حاجة زي كده .. وتجي أمريكا .. ))

(( تقول شعب الجنوب مالوش مصلحة .. أقول لك كلام فارغ .. اللي يحدد المصلحة هو الحاكم .. الشعب دائما ستار للحاجات دي .. تنقال باسمه .. ولكنها في الواقع .. تفكير الحكومة .. وعمل الحكومة وما فيش حكومة في العالم تقول انها ضد الشعب .. أمريكا تقول انها تخدم الشعب الامريكي ، الصين برضه تقول حاجة زي كده واحنا على شان نضمن شعب الجنوب لازم تقوم فيه حكومة نعملها بأيدينا .. قبل ما يعملها غيرنا .. ))

السياسة انك تعمل حسابك ان المعركة اللي حانخوضها في واحة سيوه .. نخوضها في الجزائر .. والمعركة اللي حانخوضها في القصير او عند مدخل السويس لازم نخوضها .. في الحديدة .. وعدن .. وجدة .. والمعركة اللي حانخوضها .. في القنيطرة لازم نخوضها في دمشق .. وعمان .. وتل ابيب )) ..

(( فون روبنتروب ( وزير خارجية هتلر ) .. يقول هاجم .. من حيث تخشى أن تهاجم .. ودي قاعدة ذهبية .. حتى لو كان يهاجمك في أخلاقك .. وانته فاهم انه نظيف في الناحية دي .. لازم تقول للناس دا ماعندوش أخلاق .. دا ابن كلب .. دا حرامي .. دا نصاب .. )) .

واخيرا .. أنتم يهمكم ايه .. عايزين ايه .. ادخلوا الجبهة .. اقطعوا صلتكم بالسعودية .. واحنا حانعمل اللي أنتم عايزينه .. الاصنج مش مشكلة .. ولا قحطان .. وانتم مش حاتخسروا .. احنا سمعتنا في الجنوب أحسن منها في كل مناطق العالم العربي .. والانجليز تعبان خالص .. وأنا واثق انه حايسلم في النهاية .. لان كل الأوراق .. اللي بيده حرقناها .. الاتحاد حرقناه .. السلاطين حرقناهم .. وانتم _ بيني وبينك _ سمعتكم زي الزفت في الجنوب .. فهمنا الشعب ان دول (( عملاء )) ما ينفعوش .. والسعودية مهما عملت .. مش حاتقدر تعمل لكم حاجة .. السعودية يا دوب تحوش عن نفسها )) .. (( الأوراق الاحتياطي مع الانجليز احترقت .. لو يطلع السماء .. ويسلم الحكم جماعة احنا مش راضين عليهم .. حايسقطوا على طول .. ما فيش غير طريق واحد .. يوصل الى روما .. مش كل الطرق .. والطريق ده .. احنا قاعدين عليه .. لازم تدخلوا الكلام دا في مخكم .. وتخلوه هناك على طول )) .

(( وقدامكم أسبوع فكروا وانا دائما في الخدمة .. ولي الشرف ان استقبلكم في أي وقت .. )) .

(( أدي اللاستاذ .. رقم التليفون يا عبدالسلام )) .
- 2 -

هل هذا كاف لإعفائي .. من وضع تعريف لكلمتي (( المصلحة الشخصية )) حسنا .. المصلحة .. الشخصية .. هي نفس هذا اللحن الرائع الذي سمعتموه .. بالعامية .. وعيبه الوحيد .. _ عيب التعريف أنه يعطي في شكل (( دروس خصوصية )) على أرفع المستويات ..

المصلحة الشخصية حسب هذه القاعدة .. رجال لا تعوقهم الوساوس الخلقية على بناء أنفسهم والوصول إلى أهدافهم .. المصلحة الشخصية .. أن تكون الأخلاق .. الدين .. الوطنية .. مجرد (( حلة تنكرية )) ترتديها لإخفاء حقيقة نواياك .. وواقع أفعالك ..

ومن الجلي أن هناك رجالا بمقدورهم تحقيق مصالحهم الشخصية بوسائل قويمة .. وبطرق غير ضارة بالغير .. وهناك طائفة من الرجال يؤثرون أن يهرقوا دمائهم .. ويحملون الأذى .. والقدح والتثريب .. على ان يكونوا مطايا . وأدوات .. وهؤلاء تميزهم بنفس السهولة التي تميز بها الفرق بين ( القائد )
و (( القواد )) .

والقادة (( قطع نادر )) لا يتوالدون في مناخ الرذيلة (( الإنسانية إنهم في نفس الندرة التي كان عليها الأنبياء في عصور الظلام )) ..

والقائد يدعو الناس .. إلى التقشف .. والصبر .. ومجالدة المكروة .. وركوب الصعب من الأمور .. ولهذا فإنه لا يأوي في مدرسته إلا القلة .. ولا يصيخ السمع إليه إلا القليل .. ولا تشق دعوته طريقها إلى النصر إلا بجهاد كبير .. ومشقات شاقة .. وقديما قال الأدباء .. (( ما أسهل الهدم .. وأصعب البناء )) .




- 3 -

كم هو شاق .. على أني أضطر في مل مقال إلى (( تقريع المخابرات المصرية .. )) .. ونحن لا زلنا نعيش (( إستراحة الخرطوم )) .. والمخابرات المصرية جزء من جهاز دولة عربية علم الله انا نكن لأهلها .. وشعبها .. ودعاة الخير والحق من رجالها ودا لا يفنى وحبا خالدا لا يموت . وهناك رجال نالهم الكثير من الأذى والتحقير على يد هذه المخابرات العجيبة .. يهبون الان لكف (( لساني )) عنها .. زجري عن التعرض لها .. وأعدهم خيرا .. ثم ما أن أبدأ بالكتابة .. وأتناول أي شيء يخص الجنوب العربي . وكل جهدي ودمي أبذله لفائدة الجنوب _ .. حتى يلوح ظل المخابرات المصرية أمامي .. يسد على المنافذ .. ويعلق ويغلق كل الأبواب ..

حقيقة أن كل ما نراه الآن في بلادنا من ترد الأحوال .. وكل ما رأيناه في الماضي في ( سنوات الشدة ) .. كل الأخطاء .. كل الجرائم .. كل الأرواح البريئة التي ذهبت .. بل كل حرة جنوبية تبيع عرضها الآن في عدن .. وأي مكان آخر لأنها فقدت عائلها .. زوجها .. شقيقها .. والدها .. وقد فقدنا منهم الكثير .. يجب أن يكون مفهوما أن المخابرات المصرية هي التي وضعت مأساتها .. وخلقت الشروط الموضوعية لسقوطها وملأت الجنوب العربي أسلحة للقتل .. وصرفت أموالا للقتلة .. و أوجدت لهم ( شعارات خلابة ) وجعلت هذه الأمور ( نضالا ضد الإستعمار ) وإنجاز لمهمات التحرير الوطني .. والثورة الإجتماعية ..

اقطاعية .. زراعيون اجراء .. برجوازية .. عمال فقراء .. طبقة رأسمالية مستغلة _ بكسر الغين _ طبقة عمالية مستغلة _ بفتحها _ وقالت لنا بمئات الوسائل .. وفي آلاف الخطب .. والنشرات عبر كل أجهزة التبليغ ( صحافة .. إذاعة .. تلفزة أن هذه تناقضات إجتماعية رهيبة لا سبيل إلى تصفيتها إلا بالعنف .. بإعتبار أن الديالكتيك المادي للتاريخ يقول بأن صراع التناقضات مطلق .. وأن أي طبقة إجتماعية لا تستطيع أن تحقق صعودها في سلم الرقي الإنساني إلا بتصفية الطبقة الفوقية التي تغلق منافذ الصعود .. وتجعل منه شيئا مستحيلا .. أحيانا بقوة القانون .. وأحيانا بقوة الجيش والشرطة .. ) .

وطبعا في الجنوب العربي لا شيء من هذا كله .. فالمجتمع لم يتشكل تشكلا ماديا بعد بحكم تخلفه .. ولكن .. التكرار الفلسفي العقيم .. التكرار .. لهذا الكلام جعل الكثيرين يعتقدون أن الرأسمالية هذه العبارة عن قوم تحتل رأس عقبة الصويغرة )) . ولا تسمح لقوافل الفقراء بأن تتخطى قاع الوادي بتاتا .. وكل من يصعد إليها تجبره على خلع ملابسه والعودة ثانية إلى المسيال .

إن الدماء التي أريقت في الجنوب العربي .. والتخريب الفضيع الذي نال من حياته الإقتصاديه والإجتماعية .. لم يحدث بإمكانيات قحطان الشعبي .. أو عبدالله الاصنج .. أو فلان أو فلتان من الأشباه والنظائر .. إنهم رجال منا نعرفهم .. وقد خبزناهم وعجناهم وبلوناهم في أخلاقهم .. و وطنيتهم .. وعرفنا عنهم ضعف ما يعرفون عن أنفسهم .

وكما أن السرور .. هو السرور دائما فقحطان اليوم هو نفس قحطان الذي دل المخابرات البريطانية _ وكان عضوا قياديا في الرابطة _ عام 1958 م . على أن هناك شحنة أسلحة قادمة من السعودية للمناضلين ضد الإستعمار في يافع والعوالق بقيادة محمد بن عيدروس .. ومحمد بن بوبكر بن فريد .. وهو نفس قحطان الذي حرف أوامر المناضل علي عبدالكريم للجيش اللحجي .. بأن ينسحب إلى الصبيحة ( منطقة حصينة في لحج يسهل الإختفاء عن الطائرات .. والدفاع برجال أقل ضد الهجوم البري ) وبدلا من ذلك أبلغ قحطان الجيش بأن أوامر علي عبدالكريم هي أن ينسحب إلى اليمن ( !! ) حيث جرد هناك من أسلحته .. ومنع من تنظيم الغارات المسلحة على بريطانيا التي غزن لحج بالدبابات وبكتيبة مشاة بريطانية ...

وقحطان ( نصير المزارعين اليوم ) هو نفس قحطان الذي سرق أموال ( لجنة الإنعاش الزراعي في لحج ) .. عندما كان ضابطا زراعيا هناك وهرب بها إلى مصر مدعيا ان بريطانيا تطارده .. في حين أستمر يتسلم مرتبه الثابت من المخابرات البريطانية حتى عام 1961 . حتى أكتشفت قيادة الرابطة خيانته .. وفصلته من الحزب نهائيا .. وفقد أهميته لدى بريطانيا كعميل مندس في الحركة الوطنية و أحتضنته المخابرات المصرية بعد أن تخلت عنه بريطانيا . لأنه لم يعد مهما ..

فهل يجوز بعد هذا كله .. أن أجعل قحطان محور تفكيري .. بإعتباره قائد التنظيم الذي أكتسب الشرعية بالقتال كما يقول ..؟..

كل ما أستطاع أن يفعله لنا هذا الرجل هو أنه أداة لإفتراس كل نبيل وطيب في بلادنا .. ولم يكن قحطان فاعلا .. ولكنه أداة الفعل ..

- 5 -

معالم الهدف

ليس الماضي شيئا إذا قيس بما يتوجب علينا أن نحتمله من مشقة وجهد .. ونضال .. لإجتثاث الشرور .. والضغائن .. والأحقاد التي بذروها في تربة بلادنا .. فحتى نسترد اجماعنا الذي فقدناه .. ونهتدي طريقنا السواء بعد هذا الضلال البعيد الذي دفعتنا إليه ( المخابرات المصرية ) تحت راية قحطان الشعبي .. وعبدالله الاصنج .. وحتى تكون بلادنا وطنا للجميع .. أمنا لكل خائف .. وعدلا لكل مظلوم .. وقوتا لكل جائع .. وكساء لكل عار .. ودفئا لكل مقرور .. وعملا لكل عاطل .. وعزة لكل مستذل ، ومنبرا لكل داعية ، لله ، للحق .

حتى يتحقق هذا كله .. وفكرة تحقيقه تعذبني تزيد آلام غربتي . حتى بين أهلي وذوي ... يتوجب علينا أن نتحمل المشقة في صبر .. ونناضل في ثبات .. ونهدي الناس السواء .. بالمنطق .. ونجندهم في سبيل ربهم .. قومهم ، وطنهم ، وندلهم طريقهم بنور الله الذي لا ينفذ .. ونسلحهم بالإيمان .. ونبصرهم مغبة الهاوية التي يدفهم إليها .. المرتدون عن سبيل الله .. الخائنون لتراث الأباء .. والأجداد .. الوالغون في الدماء .. الداعون للخراب .. الناشرون للرعب والدمار ..

وهذا كله .. هو هدف هذه (( الدراسة )) الذي يجب أن نعود إلى تذكره والتذكير به .. وإبقائه حيا في الأذهان .. وثابتا في عقل و وجدان .




عبدالله الجابري


من كتاب الجنوب العربي قي سنوات الشدة


( يتبع )





اسد الشرق الخليفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-19, 05:04 PM   #122
عيون النمر
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-13
المشاركات: 57
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي مشاهدة المشاركة
[color="navy"]



يقول (( اللواء عزت سليمان )) وهو رجل بعيد الأثر في تخطيط السياسة المصرية في اليمن و الجنوب العربي .. عندما كان أحدنا يشكو إليه من (( تفاهة الشخصيات )) التي تقوم المخابرات المصرية بإبرازها وإظهارها في دائرة الضوء .. يقول :

المحاضرة الرائعة

(( أحطان ايه .. واصنج ايه .. دول كلهم مايسووش نيكلة .. أنا فاهم الكلام ده كويس .. وقيمتهم كلها تكمن في أنهم كلهم فاهمين انه بلانا ماحدش حيكون سأل فيهم .. أو حاسس بوجودهم .. ووقت ما تطلع معاي أشيل أي واحد فيهم بالجزمة .. ))

(( يعني احنا ما ندورش على الزعماء .. احنا نخلقهم ( !! ) أجيب لك واحد من الشارع .. وانفخ فيه .. وأغرقه بالأضواء .. وأعمله هالات .. لما يصير أد البلد .. ولما يكون عارف مركزه كويس .. وعارف كان ايه .. وعملناه ايه .. مايعارضش .. مايجيش وقت يقول ما يعجبنيش كده .. عايز ده .. ))







قويييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييية اوي ياسي عزت سليمان






عيون النمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-19, 07:11 PM   #123
اجيال الجنوب العربي
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-26
المشاركات: 96
افتراضي



بالفعل قوية جدا واهانه مابعدها اهانة من مسئول المخابرات المصرية اللواء عزت سليمان ، ولكن يستاهلون الباحثين عن السلطة والانتهازييين
اجيال الجنوب العربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-20, 02:49 AM   #124
بقايا الماضي
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2010-10-30
المشاركات: 43
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي مشاهدة المشاركة
[color="navy"]


محاضرة بالعامية ، ولكنها رائعة ، وخطيرة

- 1 -

حتى نحتفظ بهدف هذه (( الدراسة )) حيا في الأذهان .. فإنه يتوجب علينا العودة بين الحين والاخر (( لتذكر )) البواعث التي قضت بتقديمها .

ذلك أننا لم نكتبها _ أي هذه الدراسة _ تحت تأثير مشاعر (( خسيسة أو خبيثة )) كما يقول عمار أو زيفان .. ولكننا نعتقد بأنها تؤدي واجبا في تنوير قطاعات هامة من الشعب . بواقع التطورات التي سادت الجنوب العربي من عام
1964 (( تاريخ إنطلاق العنف تحت إشراف المخابرات المصرية )) وحتى عام 1968 . حين إعلان إستقلاله .. ووصول الجبهة القومية إلى الحكم .. وتكريس نفسها السلطة الشرعية الوحيدة في الجنوب العربي ..

ولما كنا نقول بأن الحكومة القائمة في الجنوب العربي حكومة غير شرعية وأن الجبهة القومية ليست سوى جماعة عدوة للشعب .. فقد تحتم علينا أن نقوم بعرض وتبويب الحيثيات التي ينهض عليها إعتقادنا .

وهكذا فقد أعتبرنا الأحداث التي أتخذت من الجنوب العربي مسرحا لها من عام 1964 وحتى عام 1968 أعتبرنا هذه الأحداث صيغة غير صحيحة للتعبير عن أشواقنا في الحرية .. وهي لم تكن تحقق أهدافنا رغم أنها تقول ذلك .. وإذن فهي (( سنوات الشدة )) لم يكن لها من وجهة نظرنا مايبررها .. رغم أن كثرة من شعبنا قد أستجابت لها تحت تأثير الإغراء تارة .. وتحت تأثير حسن الظن أخرى .. وتحت تأثير (( المصالح الشخصية )) ثالثة ..

وأنا أعرف أن هذا الكلام قد قيل بصيغ شتى .. والجديد فيه هي كلمة (( المصالح الشخصية )) .. وهو تعبير أستخدمه أنا لأول مرة في كل ما كتبت ..

فكيف نفهم الدلالات المنطقية .. والشكل الواقعي (( للمصالح الشخصية )) .

يقول (( اللواء عزت سليمان )) وهو رجل بعيد الأثر في تخطيط السياسة المصرية في اليمن و الجنوب العربي .. عندما كان أحدنا يشكو إليه من (( تفاهة الشخصيات )) التي تقوم المخابرات المصرية بإبرازها وإظهارها في دائرة الضوء .. يقول :

المحاضرة الرائعة

(( أحطان ايه .. واصنج ايه .. دول كلهم مايسووش نيكلة .. أنا فاهم الكلام ده كويس .. وقيمتهم كلها تكمن في أنهم كلهم فاهمين انه بلانا ماحدش حيكون سأل فيهم .. أو حاسس بوجودهم .. ووقت ما تطلع معاي أشيل أي واحد فيهم بالجزمة .. ))(( يعني احنا ما ندورش على الزعماء .. احنا نخلقهم ( !! ) أجيب لك واحد من الشارع .. وانفخ فيه .. وأغرقه بالأضواء .. وأعمله هالات .. لما يصير أد البلد .. ولما يكون عارف مركزه كويس .. وعارف كان ايه .. وعملناه ايه .. مايعارضش .. مايجيش وقت يقول ما يعجبنيش كده .. عايز ده .. ))






بالجزمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟





اعزكم الله واكرمكم

هذه الاخوة العربية ووحدة النضال القومي العربي ههههههههههههههههههههههههههههه قد ايش كنا هبل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟







بقايا الماضي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-20, 07:19 PM   #125
اسد الشرق الخليفي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-28
المشاركات: 704
افتراضي




أسباب إنهيار اتحاد الجنوب العربي



ربما كان من الصواب القول أن بعض تنظيمات الجبهة القومية لديها من الأسباب ما يدعوها إلى الإعتقاد بأنها أحرزت إنتصارا عسكريا على بريطانيا .. وتسلمت السلطة في الجنوب العربي بعد كفاح دام أربع سنوات . والمنتصر عادة يمنح إهتماما أقل للعناصر الموضوعية اللي يكون يكون إنتصاره نتيجة من نتائجها .

وهؤلاء الذين يمكن أن يخالجهم هذا الشعور هم الذين يقرأون ويكتبون .. ولكنهم لا يفكرون .. لقد تلقوا على أيدي أساتذتهم .. التربية الضرورية التي تجعلهم يؤمنون بأن الوسيلة المناسبة لتصفية الإختلافات مع خصومهم هي الإحتكام إلى (( الرصاص )) .

ولئن كنا نحن نرى الأمور بنسبة من الوضوح أكبر ونمتلك حدود رؤية أوسع .. فإن (( المتعصب )) يواجهنا على الطرف الاخر مسلحا بوجهة نظر جاهزة ) لا تقبل المناقشة .. ولا تخضع لحكم العقل .. وحتى المصلحة الوطنية العليا .. فإنها تأتي في المرتبة الأخيرة من قائمة إهتماماته فالمهم والعاجل في رأي (( المتعصب )) هو إنجاح فكرته . وتحطيم القوى الإجتماعية والسياسية التي تعترض طريقه .. حتى ولو ترتب على هذا تدمير أسباب التقدم على أرضه .. وإرجاعها إلى الوراء عشرات السنين .. وهو يتغلب على هذه الصعوبة النظرية بفكرة ثابتها تلقنها : تقول ان ماتدمره الحرب شيء يمكن تعويضه .. ولكن ما لا يعوض هو أن تضيع عليه فرصة الوصول إلى الحكم .

يقول أرنست شي جيفارا المواطن الأرجنتيني الذي أصبح الان رجلا مشهورا محترما في منظور كل الشيوعيين في العالم .. والتي أضحت بعض كتائب الحرس الشعبي تحمل إسمه في الجنوب العربي . يقول :

(( .. وتستخدم العصابات عمليات التخريب لشل جيوش بكاملها .. ووقف الصناعة .. وجعل الناس بلا عمل . وبلا نور . وكهراء . وماء . ومواصلات مما يشجعهم على الخروج إلى الشارع .. ))

(( وإذا تحقق هذا كله .. فأن معنويات العدو وقواته في الجبهة الأمامية لا بد وأن تنهار في حين تبدأ المظاهرات والإضرابات ضده في المدن .. وعندئذ يصبح عرضة للإنهيار النهائي )) .

ومن المقطوع به أن المواطن العادي إذ يقرأ هذا (( النص )) سيقول يا للشيطان أين سحر البلاغة التي تخلق الرجل المتعصب .. المؤمن النموذجي .

وهذا سؤال معقول .. ولكن في (( التكتيك الشيوعي )) لا شيء من هذا كله .. فهناك دائما خطوات عملية محددة .. واضحة تبين السبل التي يتوجب إعتمادها والعمل طبقا لها لتقويض دعائم الإستقرار في أي بلد .. وإسقاط الحكومة القائمة بعد إنهاكها بشتى الوسائل .. وإجبارها على تبذير مواردها .. في مقاومة العصابات ..

وقادة العصابات عادة يتقنون أساليب الدعاية والإستفادة من أي خطأ ترتكبه الحكومة .. أو في الواقع من كل خطوة تخطوها .. أثناء مقاومتها للعصابات .. فإذا أعلنت مثلا حظر التجول في منطقة معينة بسبب وقوع بعض الحوادث فيها ولغرض تمكين الشرطة والجيش من نفتيش الأماكن المشبوهة ... وإستجواب بعض ممن تحوم حولهم الشكوك .. فأن منشورات العصابات تطلق صرخة مدوية في كل الشوارع .. أن الحكومة الكذا والكيت .. تسجن الشعب .. تعكر صفوه .. إلخ .. !

وإذا طلبت مثلا من كل شخص يرغب في الإنتقال من منطقة إلى أخرى .. أن يحدد دواعي إنتقاله لمفوض الأمن في المنطقة التي يريد الإنتقال منها .. ويقدم نفسه لمفوض الأمن في المنطقة التي يفد إليها .. فإن العصابات تعلن اليوم التالي .. تحصى على الشعب أنفاسه ..

وإذا أحتجزت الحكومة عدة أشخاص لإستجوابهم تعلن قيادة العصابات .. هذا ليس عدلا .. هذه أحكام كيفية .. وإعتقال إعتباطي .. وعودة إلى شرائع الغاب .. بعبارة أخرى أن العصابات تحيط الحكومة بشروط الإثم .. وتقول لها لا تأثم ..

والغرض النهائي هو (( شل )) قدرة الحكومة على الحركة خشية أن تتهم بتشديد قبضتها على الأعناق .. وبالفعل إذا كان رجال الحكومة يفتقرون إلى الرغبة في العمل .. وإذا كانت درجة ملاحقتهم للعصابات تتسم بالوهن .. فإن كل خطوة تخطوها الحكومة تنقلب ضدها .. ولا يلبث بعض موظفيها الصغار أن يشعروا باليأس من إمكان عمل شيء لإنقاذ الموقف .. ويتجاهلون النشاط العلني لرجال العصابات في مناطقهم .. لا لشيء .. إلا لأن الأجهزة الفوقية لا تقدم لهم الحماية الكافية .. ولا تضع تحت تصرفهم إمكانيات تعينهم على أداء واجبهم .

يقول كرين برنتون (( انه لاتوجد حكومة في العالم يمكن أن تسقط ، وهي لازالت تسيطر على قواتها المسلحة .. ورجال الأمن فيها .. وإدارتها المدنية تعمل بنفس حيادها السابق .. وولائها للحكومة . ))

وهذا صحيح إلى حد كبير .. فهناك دولا كثيرة لم يحصد فيها الشيوعيون ودعاة التقويض غير الخيبة المرة .. والهزائم المتعاقبة .. وأبرز هذه الدول اليونان .. الملايو ( ماليزيا ) .. اندونيسيا .. بوليفيا .. وصحيح أن الشيوعيين عادوا إلى الظهور في بعض هذه المناطق ولكنهم عادوا وقد بالغوا في تنكرهم حتى لا يستطيع تبينهم إلا بصعوبة بالغة ..

ولا أستطيع مع الأسف أن أهتدي (( بالنصوص المختارة )) في كل متن .. لأن المصادر غير موجودة .. وإن وجدت فهي تكلف مالا .. لا أملكه ..

ولكن القاعدة التي أردنا إستخلاصها .. أوشكت أن تكتمل .. وهي أن المجتمع المتماسك عادة لا يمكن تقويضه .. والحكومة القوية المسيطرة سيطرة حقيقية .. على قواتها المسلحة .. وجهاز أمنها الداخلي لن تسقط فريسة للشيوعيين .. ودعاة التقويض .. بل في جميع الحالات مستكلمة لهذه الشروط .. أستطاعت أن تصمد في وجه أعمال التخريب .. والتقويض من الداخل .. وأن تتغلب على الشيوعيين .. وجيفارا نفسه يعرف ذلك .. فما نجح فيه مع (( باتيستا )) في كوبا .. وجعل منه أسطورة في منظور أتباعه .. هو نفسه الذي دعاه ليلقى مصرعه في بوليفيا .. وقد كانت الأمور هناك مختلفة كما يبدو .. وكان البوليفيون يملكون مثلا عليا جعلتهم يحسنون الذود عنها .


- 2 -

وفي الجنوب العربي حقق التقويض نتائج باهرة .. ووصل الشيوعيون إلى الحكم .. وهم الان يؤلفون الأغاني .. التي تشيد بأمجادهم .. وتنسج حولهم الهالات ..

وأثناء المسيرة التي قطعوها للوصول إلى السلطة أضطروا إلى تدمير كل شيء .. حتى الشعب ذبحوا من أفراده المئات على مل أن يصار إلى إنجاب أحسن منهم في المستقبل ... ( !! )

ولم تكن الدولة الإستعمارية ( بريطانا ) أكثر من عنصر إثارة لرجل الشارع والتغرير به .. أما هدفهم النهائي فهو تقويض السلطة المحلية ... وتصفية الحركة الوطنية التحررية .. ودعاة التمثيل النيابي .. والديمقراطية السياسية .. والحكم الوطني المستند إلى تراث شعب الجنوب العربي .. كجزء من الأمة العربية المسلمة .

وقد نجحوا لأسباب أجملناها من قبل ( هنا ) بأن اتحاد الجنوب العربي . لم يكن أكثر من ناد لا يعرف أعضاؤه الأهداف الحقيقية لعضويتهم فيه .. ولذلك فعندما كان يعترض للهجمات الدعائية من الخارج والتقويض من الداخل .. لم يجد الأعضاء أسبابا معقولة تدعوهم للدفاع عنه بحماس يتناسب وحجم الخطر الذي كان يتعرض له ..

كانت تنقصهم _ أعني حكام الإتحاد _ وحدة الرأي .. ووحدة الصف .. ووحدة أسلوب المواجهة .. وتنقصهم كذلك الجدارة الطبيعية في الحاكم .. والأهلية الضرورية لمزاولة مهام الحكم .. وتصريف شئونه ..

وكانوا كذلك يتحاسدون فيما بينهم .. ويتبادلون عدم الثقة .. ويلتمس كل منهم - عن سوء تقدير - وسائل وقاية لنفسه .. وليس للجنوب العربي .. كشعب .. وأرض .. ودولة . ومعتقد .

وكان النقص الفاضح في تكوين الإتحاد .. وفي دستوره وبروز اللكنة الإستعمارية في لهجة أجهزته .. وعلى ألسنة المسئولين فيه من العوامل التي أدت إلى حرمانه من الولاء الشعبي وإمتناع القوى الجنوبية الشعيبة من مساندته ..

وكان الشيوعيون مسلحون بوجهة نظر متعصبة هي ( شيوعيتهم ) .

وكانت أجهزة إعلام متفوقة كرست نفسها لخدمتهم وترويج أفكارهم .. والتبشير بجنتهم ..وكانوا يملكون جهاز عنف متطور وفعال .. يستطيع العمل لحسابهم ..

ومن النظرة الأولى لنا إختلال واضح في ميزان القوى لمصلحة الشيوعيين ودعاة التقويض ..

أ - وجود إستعماري في الجنوب يصفي نفسه .. ولا توجد لدبه دوافع جدية لمقاومة الإرهاب .. لأنه لا يستهدفه .. فهو راحل .

ب - حكومة مشبوهة ( الاتحاد ) .. لا تعمل شيئا .. ولا تريد لأحد أن يعمل .. لا هي ( أسد شجاع .. ولا ثعلب ذليل ) كما يقول المثل الحضرمي .

ج - وأقلية منظمة حسنة التدريب من الشيوعيين نجحت في التغرير بالكثيرين وحملهم على الإلتفاف حولها .. لأنهم فقط يريدون التخلص من هذا الإتحاد الرديء .. والتعجيل بالرحيل البريطاني من المنطقة .

وفي ذلك الوقت بالطبع .. كان شعب الجنوب العربي يتكلم .. ولكنه لم يجد من يسمع صوته .. أو يحاول على الأقل الإستماع إليه ..

كانت القطاعات العظمى من شعب الجنوب العربي ترى الأحوال وهي تزاد سوءا .. دون أن يكون بمقدورها أن تفعل شيئا .. فهي تحتاج إلى الكثير لتصبح قادرة على العمل .. ولم يكن القليل من هذا الكثير المطلوب موجودا .. وإلا لكان بمقدورنا أن نصنع من الليمونة الحامضة شرابا حلوا كما ينصح بذلك ( كارنيجي ) ..


- 3 -

بهذا الفصل .. نكون قد عرضنا كل الأسباب والعوامل التي ساعدت
(( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني )) على الوصول إلى سدة الحكم في الجنوب العربي ..

عرضنا كل شيء بما في ذلك ضعف وسائلنا في المقاومة عرضناه .. لأنه سبب يجب علينا إستيعابه جيدا إذا عن لنا يوما أن نستفيد من التجارب .. وتمحيص كل جوانب القوة والضعف في أساليب عملنا .. وطرق تفكيرنا .. لنكون على ثقة من الإنتصار في الجولة القادمة .

والثقة في النصر تجعل المرء محاربا جيدا .. في معظم الحالات _ لا في جميعها _ ولكن التزود بالعناصر الموضوعية للنصر تجعل النتائج مضمونة .

وفي كل هدف عظيم يحتاج إلى جهد عظيم .. ليصبح الوصول إليه ممكنا .. وإذا كان هدفنا إنقاذ الجنوب العربي وتصحيح مسيرته في دولة الإستقلال وإزالة التشويه الذي لحق بوجهه العربي المسلم .. فإن هذا الهدف يدعونا إلى التعصب من أجله .. والسخاء بالنفس في سبيل الوصول إليه ..



عبدالله الجابري


من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

1964 - 1968

( يتبع )
اسد الشرق الخليفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-21, 11:29 PM   #126
اسد الشرق الخليفي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-28
المشاركات: 704
افتراضي




الثورة المضادة ، أو الملهاة

لقد أنتهت الرحلة (( عبر سنوات الشدة )) وآن لنا أن نثمن حاصلها ونربط النتائج بالمقدمات .. وقد بدأت المعالجة _ كما تذكرون _ كرد على دعاوى
(( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) بأنها (( أكتسبت الشرعية في الحكم بالقتال ضد الإستعمار )) ..

وفي مطلع تناولنا للمشكلة قلنا أن هذه الحكومة غير شرعية .. وأن علينا التأهب لتصفيتها لئلا يؤدي إستمرارها في الحكم إلى تفاقم الأحوال القائمة في الجنوب العربي . وترديها نحو الأسوأ ( كل عام ترذلون ) ..

وإذا كانت البعرة تدل حقا على البعير .. ومن المقدمات يمكن إستخلاص النتائج . فإن الجبهة القومية . هي أداة إغتصاب لحق الشعب . وإغتيال لأمانيه . قدمت الدليل خلال سبعة أشهر من حكمها على أنها داعية (( إنهيار عامل وشامل )) لشعب الجنوب العربي في كل جوانب حياته الإجتماعية ، والإقتصادية ، والسياسية . (( والخلقية )) .

وقد قصصنا عليكم ، وقدمنا الأدلة الموضوعية للوصول إلى ذهن المطلع
(( بالحقائق .. ولا شيء غير الحقائق )) .. وقرأنا معا تاريخ الجبهة القومية .. كيف نشأت ؟ . متى كان ذلك . ؟ ولأي غرض ؟ .. ومن الذي قاتلته ؟ .. ما هدف رجالها .. ؟ ما نوع عقائدهم ؟ .. وفندنا كذالك دعاواهم بشرعية وجودهم في الحكم .. ومن السياق نفسه أعني من سياق الوقائع .. عثرنا على الأدلة . بأن
(( تنظيم الجبهة القومية )) .. ليس أكثر من أقلية متآمرة .. نالت دعما خارجيا .. لتفجر صراعا مسلحا في الجنوب العربي .. وبالتالي إكتساب نقطة وثوب جديدة في جزيرة العرب توصلا إلى الأهداف الأكثر حيوية في هذه الجزيرة .

وبصورة عامة فإن (( الشيوعية )) خلال السنوات الثمان الماضية أحدثت تغييرات في بعض تكتيكاتها .. وأدخلت تحسينات مهمة على وسائل عملها .. ومن ضمن هذا التجديد في (( الإستراتيجية )) (( التسلل )) إلى الصفوف الأمامية في حركات التحرر الوطني المناهضة للإستعمار .. وتحويل وجهتها من
(( ثورات تحررية وطنية )) إلى ثورات شيوعية ماركسية ..

وعن طريق هذا (( الإنقلاب )) في الإستراتيجية حدثت تحولات جذرية لصالح
(( الشيوعية )) في المجتمعات المتخلفة .. والبلدان التي كانت خاضعة لنير الحكم الإستعماري .. بمعنى آخر أن (( الشيوعية )) من حيث هي (( عقيدة توسعية )) أحرزت قطعا بعض الإنتصارات الأولية المحسومة من أجزاء تبنيها النهائي لحركات الكفاح ضد الإستعمار .. وأستطاعت تصعيد الرصيد الشعبي
(( لعملائها )) بإعتبارهم دعاة أكثر أساليب النضال تطرفا .

وأظنكم تذكرون المواقف الشائنة للحزب الشيوعي الجزائري .. الذي ظل يعارض (( الثورة الجزائرية المجيدة )) ويندد بأبطالها .. ويصمهم بالبرجوازية والخيانة للوطن الأم ( فرنسا !! ) .. ويضع في طريقهم كل العوائق والمثبطات على أرض الجزائر نفسها .. حتى عام ( 1960 ) .. وعندما أصبحت الثورة على مشارف إنتصارها النهائي .. أعلن إنتسابه إليها .. ليصبح رجاله غداة الإستقلال أكثر إنتشارا في ( جهاز الثورة ) وخصوصا أجهزة ( الفكر و الإعلام . والجيش ) ..

وإلى قبل عام ( 1960 ) كان الجزائريون يموتون بالمئات .. ويسخون بالألوف من شبابهم .. في سبيل الغاية الكبرى (( التحرر وإبراز الوجه العربي المسلم لشعب الجزائر )) .. وكان الشيوعيون الجزائريون .. يسكرون في حانات باريس .. على حساب ( موريس توريز ) رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي
( مات الآن ) ويصدرون البيانات تصم الثوار بالخيانة .. والبرجوازية .. وعقوق الوطن الأم ( !! ) .

وبالطبع فإن الشيوعية _ كما نرى _ أضحت _ منذ 51 عاما
(( وجودا دوليا )) له ثقله في العالم .. وله مصالحه .. فهي ليست مجرد عقيدة تشق طريقها بالحق الطيب وحده .. ولكنها ( دولة تنشر عقيدتها بالعنف ) .. وتقوم بتوفير أسبابه لرجالها ( المال والسلاح والتدريب والتكتيك ) ..

وسر التحول في موقف الحزب الشيوعي الجزائري وإنتسابه في الساعة الثالثة والعشرين إلى ثورة الجزائر الظافرة .. هو كما قلنا إستجابة طوعية
(( للإستراتيجية )) السوفياتية الجديدة ...

ففي التقدير (( العقائدي )) الذي قدمه (( ميخائيل سوسلوف )) فيلسوف الحزب الشيوعي السوفياتي .. تأكيد على عدة أمور حيوية هي كما يأتي :
• أ - ان وجود الرادع النووي مع الرأسمالية في العالم ( الولايات المتحدة وبريطانيا ) .. يجعل من المستحيل عمليا ونظريا القضاء على الرأسمالية . وتغليب الإشتراكية بالقوة المسلحة .. لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إشعال حرب حرارية نووية ، تؤدي إلى القضاء على (( الأساس الحضاري )) الموجود للجنس البشري .. وبالمقابل فإن الرادع النووي الذي تمتلكه القوى الإشتراكية
(( الشيوعية )) يؤمن صيانة دائمة وردع للقوى الرأسمالية من التفكير في إشعال الحرب ..
• ب - وإذن فمن الوجهة السياسية يكون ممكننا وعمليا القبول
( بالتعايش السلمي ) مع الأنظمة الرأسمالية ... بإعتبار أن القضاء على هذه الأنظمة سيؤدي كذلك إلى تدمير متبادل .. وتعطيل للقوى الشيوعية المتصاعدة .. وإفناء للجنس البشري كله .
• ج - ان التعايش السلمي مع توفير (( الرادع )) من التفكير في الحرب يعني كذلك إطلاق يد كل القوى التقدمية في العالم لتقوم بتقليص مساحة الوجود الرأسمالي .. والإستعماري ومحاصرته نهائيا في معاقله الرئيسية
( أميركا وغرب أوربا ) .
• د - وعليه فإن حركات التحرر الوطني والنضال القائم ضد الإستعمار في افريفيا وآسيا .. يشكلان أملا مزدهرا في الجسم الإستعماري الرأسمالي .. وحرمان له من مراكز خاماته .. وسواق تصريف منتجاته . وهي التحليل النهائي عملية إضعاف للبنية الإستعمارية الرأسمالية .. وتعريضها للتوتر .. والإنهاك .
ومن إندفاع الإستعمار في المقاومة ضد وجوده .. وإمتيازاته في المناطق التي يسيطر عليها .. ومن تأييدنا التام والمطلق لكفاح هذه الشعوب ضده .. ومع اليقين التام بأن حركات التحرر الوطني ستبلغ النصر في النهاية وستجبر الإستعمار على التسليم والرحيل .. فإن النتائج المتوقعة هي تصاعد باهر لقوى التقدم وتقديم للطلائع الماركسية في كل مكان من تعزيز مواقعها .. بحكم تصدرها ( !! ) لأعمال المقاومة البطولية ضد الغزاة والمستعمرين والرأسماليين الأجانب !
• هـ - ومع أنه يفترض أن الطلائع (( الماركسية اللينية )) ستعمل عادة ضمن شعوب لا يزال الدين يحكم وينظم ويسيطر على الكثير من مشاعرها وإتجاهاتها .. فإنه يتوجب (( على الماركسية )) أن تلقي بهذه القضية خلف ظهرها تماما (( فالدين لم يعد ظاهرة صراعية في العالم ! )) .. ان منطلقات الصراع وحوافزه .. تتمثل في المطالب اليومية لإنسان القرن العشرين .. في الطرق المرصوفة جيدا .. وفي وفرة السلع الإستهلاكية .. وتوفير العلاج والعمل للناس .. وهذا مانعد دائما بتحقيقه .. وما يتوجب على الطلائع الماركسية أن تجعل منه حجر الزاوية في دعايتها .. ومحور جدالها مع الجماهير الغفيرة التي تعمل معها .
إن للشيوعيين كما نرى عقول تفكر جيدا .. وتحسن كيف تضع الخطط ذات المفعول الثابت .. والطويل المدى .. ( اني أكتب معتمدا على الذاكرة لعدم توفر المراجع ) .. وبوسع المرء دون مشقة بالغة أن يلمس كيف يندفع المئات من الناس في طول العالم وعرضه للهجوم على مجتمعاتهم .. وتخريب بلدانهم .. وإشهار السلاح ضد أخوتهم في الدم والأرض .. والمعتقد .. لخدمة الإستراتيجية الشيوعية السوفياتية .. والآن الصينية أيضا ..
وما كان هذا ليحدث لو لم يوجد رجال لهم هذا القدر من الإحاطة والتأثير على الوجدان الإنساني مثل (( سوسلوف )) ..

وإذن (( فالجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) تمثل الصيغة المحلية التي يطرح بها الوجود الدولي الشيوعي نفسه في جزيرة العرب . أكثر مما هي طلائع الإنطلاق والتجديد في حياة الأمة العربية المعاصرة .. ان الإتجاه الأخير تمثله قوى أصيلة نابعة من صميم الجنوب العربي مستوحية أهدافه في نضالها .. هذه القوى لازالت للآن تتلمس طريقها إلى عقول وقلوب الجماهير في الجنوب العربي .. التي تعرض وجدانها للتلويث .. وأهداف نضالها ضد الإستعمار للتشويه على يد (( الأقلية الماركسية العميلة )) .

وصفوة القول .. أو النتيجة بالإجمال هي أن (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) من صفحات تاريخها .. ومن وقائع سلوكها اليومي .. وطرائق تعاملها مع شعبنا خلال سبعة أشهر من حكمها .. تقدم أدلة لا تحصى على أنها
(( نضالا وفكرة )) شيء دخيل في حياة شعبنا .. وأداة إفساد لكل جميل وجليل في حياة هذا الشعب ..

وبالطبع فإن المرء إذا أغتصب ما ليس له .. بالقوة مثلا ... فإن (( الحفاظ )) على هذا الشيء المغتصب يكلف من الطاقة أكثر مما يكلف من الجهد حين وقوع عملية الإغتصاب ..

ومهما بلغت قبضة المغتصب من الشدة ، فإن الوهن يتسرب إليها بمرور الوقت .. فالحكومة المكروهة ، لا تستطيع أن تحتفظ بوجودها .. وعلاقاتها في حالة توتر دائم مع المجتمع الذي تحكمه .. إن هذا يناقض طبائع الأشياء ..

لذلك فأن الأقليات التي تصل إلى (( السلطة )) بالإرهاب .. والتآمر مضطرة إلى خلق عناصر صراع جانبية لغرض إمتصاص النقمة وتحويل وجهتها ..

وهذا ما يحدث اليوم في الجنوب العربي .. إذن (( الملهاة )) اليوم في الجنوب العربي إسمها (( الثورة المضادة )) .. ورغم العرض المستمر لهذه الملهاة .. فإن الناس عافتها . إذا لم يقدم دليل واحد على وجودها .. ومع إتساع حدود الرؤية أما جماهير شعب الشعب في الجنوب العربي .. بدأت عوامل الإنهيار تتسارع _ وقد كانت أسبابها قديمة كامنة _ وتلاحق بعضها بعضا .. بحيث أصبح من العصي على (( الجبهة القومية )) وهي مجرد ( أقلية مكروهة عميلة ) أن تتقي كل أسباب إنهيارها .. الوشيك المحتوم .




عبدالله الجابري


من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

1964 - 1968

( يتبع )




اسد الشرق الخليفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-23, 01:19 AM   #127
اسد الشرق الخليفي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-28
المشاركات: 704
افتراضي




التحول البريطاني


- 1 -

عدد قليل من الناس ، هم الذين يعرفون أن المخابرات البريطانية لم تكن أحسن توفيقا من المخابرات المصرية فيما يتعلق بنتائج عملها في الجنوب العربي .. فكلتا المنظمتين منيتا بالفشل سواء في أسلوب عملها أو في الأهداف التي توختها كل منهما من وراء التدخل في الجنوب العربي ..

وفي ضوء التطورات والأوضاع القائمة حاليا فإن من اليسير القول بأن الأموال التي صرفت والجهود التي بذلت قد ذهبت الآن أدراج الرياح ..

إن الرجال الذين ربطوا مصيرهم بالمخابرات المصرية ، يبدو أن حظوظهم قد ضاعت نهائيا .. ولم يعد بمقدورهم الظهور في الصورة أمام الشعب كرجال شرفاء ..

وأما الرجال الذين ربطوا مصيرهم بالمخابرات البريطانية وهم نوعية دون في ثقافتها .. ومطامحها فإنهم يتعرضون _ للتصفية على دفعات .. ويتم ذلك عادة بدون ضجة لضعف الوشائج التي تشد بعضهم إلى البعض .. ولإفتقارهم الواضح إلى إثارة إهتمام الشارع .. وقد أمكن تصفية أبرز عناصرهم في الأشهر الأولى من الإستقلال . بعد أن أكتشف ( العهد الماركسي ) الذي وصل إلى الحكم على أكتافهم أنه سيفقد (( طهارته )) أمام الكرملين فيما لو حاول الإبقاء عليهم في واجهة حكمه ..

وفي حين يبدو من الواضح أن تركة المخابرات المصرية قد صفيت تماما .. ولم تعد قادرة على التأثير في مجرى التطورات السياسية والعسكرية المقبلة فإن بعض عملاء المخابرات البريطانية يشاركون مشاركة ثانوية في الحكم .. وخصوصا في قطاعات الجيش البعيدة عن عدن .. والموجودة في مواجهة ثوار الوحدة الوطنية .

ومع ذلك فإن المخابرات البريطانية لا زالت تتمسك ببعض الأمال في حدوث
(( ضربة قدرية )) تؤدي إلى تقوية مركز عملائها المنهار داخل جهاز الحكم الماركسي في عدن .. أو على أنقاضه وهو مطلبها الأساسي .. ومن السهل ملاحظة بعض الإنتفاضات هنا وهناك .. ولكن نوعية الرجال الذين أعتمدت عليهم المخابرات البريطانية رغم كثرتهم تبدو عند المقارنة أقل بكثير في كفائتها وجرأتها وثقافتها من الأقلية الماركسية الصلبة ..

ومن الحق أن الأقلية الماركسية في عدن تكثر من الضوضاء فيما بينها
(( كـكلاب الليل )) ولكنها سرعان ما تتحد لمواجهة أول تحرك غريب يريد أن يقاسمها السلطان الذي حصلت عليه عبر لعبة معقدة وضعتها المخابرات البريطانية .. وكانت هي أول الخاسرين فيها ..


- 2 -


أظن أن بعض القراء سيصابون بالدهشة من إستمراري في الحفاظ على إعتقاد لا يتغير .. بالدور الضخم الذي لعبته المخابرات البريطانية في توصيل الجبهة القومية إلى الحكم .. وربما يرجح لدى الأكثر وعيا من القراء أن (( أبا شمس )) هذا رجلا ساذجا .. رغم كفاءة الأسلوب الإنشائي الذي يعالج به الأمور .. ولكنه يفتقر إفتقارا واضحا إلى المقدرة على توفير عنصر الإقناع لقرائه .. وإلا فكيف يجول في ذهن القارئ _ العادي طبعا _ أن المخابرات البريطانية _ وهي عنصر مهم في حراسة النفوذ البريطاني فيما وراء البحار _ ستسهم في الدفع بجماعة ماركسية إلى الحكم .. وأي حكمة تكمن في مثل هذا السلوك .. ؟

والحقيقة أن (( لعبة تريفليان الساحرة )) في النصف الأخير من عام 1967 بدأت بالغة التعقيد .. وأحتجت شخصيا إلى الكثير من الوقت لأتمكن من هضم ما حدث .

وقد وصلت بعض الحقائق إلي متأخرة إلى حد كبير .. ولذلك فإن (( الدراسات )) التي قدمتها في هذه الصفحة عن الجنوب العربي في سنوات الشدة )) ظهرت في بعض جوانبها وخصوصا ما يختص بدور المخابرات البريطانية .. ظهرت غامضة . ومنطوية على الكثير من الإتهامات .. والقليل فقط من الوقائع ..

و ثم فإن هذا المقال يمثل مدخلا (( لدراسة تكميلية )) عن دور المخابرات البريطانية في وصول الجبهة القومية إلى الحكم ..

وقبل أن يتعين علينا الدخول في التفاصيل يتوجب علي أن أقول بأن المخابرات المصرية عندما لاحضت إنحلال الأجهزة الإتحادية ... وتفسخها بشكل ملموس .. قررت إلتقاط إسم الجبهة القومية من الشارع .. ونصحت كل عملائها في الجيش .. والشرطة .. والجهاز الإتحادي المتفسخ بالتحول إلى جانب الجبهة القومية .. ليس ليصبحوا ماركسيين بالطبع .. ولكن لغرض التنكر والعمل من خلال إسم أظهر حتى ذلك الوقت بعض المقدرة في مواجهة المخابرات المصرية . ومقاومة تيار عملائها المتزائد .

والهدف واضح .. هو القضاء على جبهة التحرير بإسم منظمة إرهابية مماثلة
(( الجبهة القومية )) .. وتطويق هذه الجبهة من الداخل بإقحام كل ممثلي المصالح البريطانية داخل تنظيمها الماركسي القديم إما للإستيلاء عليها .. أو لتفجيرها في النهاية .. وقد نفذ الجزء الأول من الخطة (( القضاء على التحرير )) بنجاح تام .. ولكن ليس لمصلحة عملاء المخابرات البريطانية كما كان الهدف .. وإنما لمصلحة الماركسيين ..

وستقدم الوقائع التي سنوردها بالتتابع هنا .. المزيد من الأدلة على الدور الضخم الذي حولت فيه المخابرات البريطانية كل عملائها بين عشية وضحاها .. إلى
(( جبهة قومية )) وأطلقت لهم حرية العمل مع الماركسيين للقضاء .. ليس فقط على (( جبهة التحرير )) وهي عميل آخر .. وإنما للقضاء على إستقلال الجنوب العربي .. وتشويه صورته .. وجعلها على الغرار القائم المفجع .. الحزين ..



- 3 -

في 6 - 7 - 1967 م عقد إجتماع في مكتب المستر (( جانج )) المعتمد البريطاني في ندينة الإتحاد ( الشعب الان ) وشهد هذا المؤتمر أهم مظاهر التحول الفعلي في السياسة البريطانية إلى جانب الجبهة القومية ..

وقد حضر هذا الإجتماع من الجانب البريطاني :

المستر جانج المعتمد البريطاني . المستر ديلي .. ضابط سياسي وعضو المخابرات المركزية .
المستر سمرفيلد ضابط سياسي وعضو المخابرات المركزية .
المستر هبربرسي ضابط سياسي وعضو المخابرات المركزية .
والكولونيل شبلن الوكيل الدائم لوزارة الدفاع الإتحادية .

( ولا حاجة للقول بأن من يطلق عليهم ضباط سياسة ) في الجنوب العربي هم عمليا ونظريا العنصر التنفيذي للسياسة البريطانية في هذه البلاد .. وهم المتحكمون في كل ضئيل وجليل من أمورها .. )

ومن الضباط العرب حضر هذا الإجتماع ..

العقيد حسين عثمان عشال قائد الجيش الحالي ..
المقدم علي عبدالله ميسري المقدم أحمد محمد بلعيد .
المقدم مهدي عشيش .
والمقدم محمد أحمد ميسري .
والمقدم سالم قطيبي .. وهذا أغتيل من قبل الحكومة في ظروف غامضة لأنه أصيب بصحوة ضمير متأخرة ..

وقد قصد من هذا الإجتماع تنوير هؤلاء الضباط العرب _ وهم زبدة من تركن إليهم المخابرات البريطانية .. لأنهم تربوا تحت إشرافها منذ أن كانوا جنودا .. قصد تنويرهم بالتحول الجديد في السياسة البريطانية .. وأبلغهم ( جانج ) أن بريطانيا بذلت كل ما في وسعها لحمل الإتحاد على التماسك .. وفشلت .. وحاولت أن تقيم حكومة إنتقالية على قاعدة عريضة .. أي تشمل كل الأطراف .. ولكن
( الإرهاب ) أحبط هذا المجهود وقال لهم جانج أن الحكومة البريطانية لا تستطيع أن تضمن مستقبلهم .. هم وكل الجيش .. والشرطة .. والجهاز المدني .. لأن السلطة التي قد تخلف البريطانيين ( جاهزة بكل مؤسساتها العسكرية والمدنية ) في تعز .. وقد أعدت كل شيء إعدادا متقنا على أيدي المخابرات المصرية بحيث يكون من المشكوك فيه أن تتعامل مع جهاز لا تطمئن إلى نواياه .. ( يقصد الجيش .. والشرطة .. والعناصر البارزة في الإدارة المدنية .. ) .

ونزل هذا الحديث نزول الصاعقة على الضباط الذين أتضحت لهم نهاية مفجعة كانوا يجهلون أبعادها حتى ذلك الوقت ، وكانت الجرعة فعالة بحيث دعت الضباط إلى طرح السؤال التقليدي .. (( وما الذي يجب عمله ؟ )) .

وهنا كان الضباط البريطانيون يأخذون الأهبة للإنتقال إلى الموضوع الأكثر إمتاعا .. والأكثر أهمية .. إلى الخطوة الحاسمة في التحول ..

أما وقد أصبحنا الان في لب المسألة فإن موعدنا الأسبوع القادم .. وسنعثر بالتأكيد على بداية مناسبة لحشد من الوقائع المذهلة .

عبدالله الجابري


من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة


1964 - 1968


( يتبع )





اسد الشرق الخليفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-23, 07:16 PM   #128
اسد الشرق الخليفي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-28
المشاركات: 704
افتراضي




حديث عن المهام ، والضباط

- 4 -

( إن حكومة صاحبة الجلالة تدرك الآن أن آمالها في الخروج من الجنوب العربي .. وفيه حكومة مستقرة .. وحازة على رضى الشعب ، قد أوشكت على الضياع .. كما أن الجهود التي بذلتها لمقاومة الإرهاب طوال السنوات الماضية أثبتت أن لا طائل تحتها .. وعلى النقيض من ذلك فإن ( الأجهزة المحلية ) التي نفترض أننا سننال منها العون لمقاومة الإرهاب قدمت الدليل هي نفسها على وقوعها تحت تأثير المنظمات الإرهابية ) .

(( ورغم كل الظروف القائمة .. وهي ظروف تبعث على الأسف .. فإن حكومة صاحبة الجلالة محتفظة بتصميها على عدم ترك الجنوب العربي نهبا للفوضى .. وهي عازمة على ضمان مستقبل أصدقائها .. وتأمين القدر المستطاع من القوة لهم قبل مغادرة المنطقة .. ))

(( وشرطنا الوحيد هو أن يظهر هؤلاء الاصدقاء قدرة واضحة على العمل .. وقابلية محددة لسماع المشورة )) .

(( إن حكومة صاحبة الجلالة بعد أن لمست عجز العناصر العربية في الإتحاد .. وفي الأحزاب الرئيسية عن التعاون معها لإقامة حكومة تستند إلى قاعدة عريضة . وتمثل فيها كل الأطراف .. وذلك طبقا للمشورة الدستورية التي قدمها خبيران بريطانيان .. أضطرت إلى إحداث تبديل جذري في سياستها .. وهي ستلجأ على الغالب إلى تسليم السلطة في الجنوب العربي للفريق الذي يظهر مقدرته على تأمين الإستقرار في المنطقة .. وكف أيدي العناصر المخربة عن دفع عجلة الإنهيار والفوضى قدما )) .

(( ولا نملك إلا أن نلاحظ أن الجبهة القومية وهي خصم منافس لجبهة التحرير التي تعمل بوحي مباشر من المخابرات المصرية ، وتعوق الجهود التي تبذل للوصول إلى السلام .. نلاحظ أن الجبهة القومية أظهرت الكفاية واضحة في ردع جبهة التحرير ، وكشفت من خلال إتصالاتها خلال هذا العام ، بالبريطانيين عن ميل أقل للتطرف ، وميل أكثر نحو التفاهم والرغبة في العمل المشترك )) .

ومن خلال هذه الإتصالات بدأت حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف على آمال هذه الجبهة .. وتحاول إختبار السبل المؤدية إلى دعمها في الكفاح الذي تخوضه ضد الأحزاب الأخرى )) .

(( ودائرة المندوب السامي البريطاني في عدن تميل إلى الإعتقاد بأنه قد يكون في مقدور الجبهة القومية أن تصبح في وضع يمكنها من الدخول في مفاوضات مع الحكومة البريطانية لإستلام الحكم في أو قبل الموعد المحدد لجلاء بريطانيا عن الجنوب العربي .. أي الأول من يناير عام 1968 م )) .



- 5 -

وقد عقدت بعد هذا التاريخ بالتتابع سلسلة من المؤتمرات بين رجال الحكم البريطاني في عدن .. وعملائهم في الجيش والأمن العام والإدارة المدنية .. وتطورت هذه المؤتمرات بعد قليل .. ودخل القوميون الماركسيون طرفا ثالثا فيها وفي هذه المؤتمرات جميعا كما في هذا المؤتمر درست بعناية كل السبل .. وأعتمدت الأموال .. وأختير الأشخاص الذين سيبدأون التحرك لإحداث الإنقلاب في الجيش والإدارة لمصلحة الجبهة القومية ..

وفي هذا المؤتمر الي لازلنا بصدد الحديث عنه .. وزعت المخابرات البريطانية .. مليون وثمانمائة ألف شلن على الضباط العرب لغرض إتفاقها في تعزيز نفوذهم ضمن قطعات الجيش التي يسيطرون عليها .. والمناطق التي تتمركز قواتهم فيها ..

وهــــا هــــي الكيفية التي وزعت بها هذه الأموال
وأشخاص الذين سلمت لهم .. والأغراض التي رصدت لتحقيقها ..

*
( 000ر200 ) مائتي ألف شلن سلمت للعقيد حسين عثمان عشال ليصرفها في منطقة بيحان حيث تتمركز كتيبة من جيش الجنوب العربي تحت قيادته .. وعينت له أوجه صرف هذا المبلغ في محيط القبائل والجيش وبعض عناصر الإدارة المحلية المرتبطة بالشريف حسين الهبيلي .
*
000ر200 مائتي ألف شلن دفعت للمقدم ســالم القطيبي لحساب منطقتي الضالع وردفان .. لتحقيق نفس الأغراض التي عينت للعشال .
*
000ر200 مائتي ألف شلن دفعت للمقدم علي عبدالله ميسري لحساب منطقة دثينة .
*
000ر200 مائتي ألف شلن سلمت لجعبل أم شعوى لحساب منطقة العواذل ... والشعوى مدنيا وليس من الضباط ولكنه على صلة متينة بالمخابرات البريطانية .. وهو يعمل لحسابها ضمن تنظيم الجبهة القومية ..
*
000ر200 مائتي ألف شلن سلمت للمقدم مـهــــــدي عشيش لحساب منطقة عتق ونصاب والصعيد .
*
000ر200 مائتي ألف شلن سلمت للمقدم محمــــد أحمد بلعيد لحساب منطقة لحج والفضلي .

وفي نفس اليوم سلمت ستمائة ألف شلن لثلاثة من كبار ضباط الأمن هم عبدالهادي شهاب وصالح سبعة وصديق .. لكسب ولاء بوليس ولاية عدن .. وشرطة الإتحاد لحساب الجبهة القومية ..

وإثنان من هؤلاء الضباط هم _ شهاب وسبعة _ قد تمت تصفيتهم في نطاق سعى الماركسيين الحثيث لتحطيم كل مؤسسات الدولة القديمة .. وتصفية أصحاب العلاقة بهذه المؤسسة ..



- 6 -

والآن لنسأل أنفسنا من هم هؤلاء الضباط .. وما نوع الإتجاهات السياسية التي ينتسبون إليها .. ولنأخذ حالة بعضهم على الأقل كـنموذج ومثال ..


حسين عثمان عشال قائد الجيش الحالي

بدأ حياته موظف إستخبارات صغير في عدن .. وقد تدرب تحت إشراف المستر ديلي الضابط السياسي البريطاني وعضو المخابرات المركزية في عدن ..

وفي عام 1955 أدخلته المخابرات البريطانية في الحرس الإتحادي كضابط في الظاهر وليتولى _ سرا _ مراقبة نمو الإتجاهات التحررية في صفوف الجيش الناشيء .. وفي عام 1959 رقي إلى رتبة قائد .. وقد بعث إلى بريطانيا بعد هذا التاريخ ليأخذ دورة في الرشاشات المتوسطة .

ليس له إتجاه سياسي حتى عام 1967 م .. ومن المشكوك فيه أن يكون له مثل هذا الإتجاه الآن .. أبرز سماته أنه شخصية غير مؤثرة ..



محمد أحمد السياري ميسري

يحمل الآن رتبة ( قائد ) وهو ابن أحمد الخضر ميسري أقدم ضابط في الجنوب العربي ... والأب والإبن معا من أبرز عملاء المخابرات البريطانية في الجيش .. وقد تألق إسم الإبن كثيرا بعد الإستقلال وأتاح له مركزه كـضابط تموين في الجيش أن يرافق بعض وفود الجبهة القومية التي زارت روسيا والجزائر والعراق ..

ويعد الآن من الركائز البريطانية المهمة في الجيش .. وكانت صلته بالمخابرات البريطانية قد بدأت عن طريق والده .. وعمل جاسوسا على زملائه لحساب الكلولونيل ( فينر ) القائد البريطاني الأسبق لجيش الجنوب العربي ..

وقد أرسل إلى بريطانيا ثلاث مرات .. وأخذ دورة في عمل المخابرات .. ودورة في الرشاشات المتوسطة .. وثالثه في ( التخطيط والإستراتيجية ) ..

ليس له حتى عام 1967 إتجاه سياسي .. ولكنه نزولا على توصية المخابرات البريطانية تحول إلى العمل لفائدة الجبهة القومية في النصف الأخير من ذلك العام .. وللحق فقد عمل بحماس .. ولكن تنظيم الجبهة القومية .. يخضعه لمراقبة دقيقة حتى يحين دوره في التصفية ..



أحمد محمد بلعيد

خاله العميل المعروف أحمد الخضر ميسري .. وعن طريقه تم إلحاقه بالمخابرات البريطانية .. بدأ حياته كـجندي لاسلكي قبل 28 سنة .. وأصبح وهو لايزال يحمل رتبة ( عريف ) من أصحاب (( المخصصات السرية )) يحمل الآن رتبة قائد .. وهو من العناصر القومية في الجيش بعد أن سيطر عليه أهل دثينة .. وهو كذلك على رأس القائمة التي تثير القلق في صفوف الماركسيين .. وذلك فإنه يخضع كـباقي زملائه للمراقبة .

- 7 -

وفي القول سعة عن التفاصيل الشخصية لحياة وماضي الضباط الذين تحولوا بأمر من المخابرات البريطانية إلى جانب الجبهة القومية .. ولكن مثل هذه التفاصيل ليست ذات غنى ..

فالأكيد .. الأكيد ان ليس في هؤلاء الضباط رجلا يتميز بالنباهة والمقدرة على الإنتفاع من مركزه في الجيش للحصول على مكاسب سياسية .. كما أن التصدي لأقلية حاكمة حسنة التنظيم يدعمها وجود دولي ضخم كـدول المعسكر الشيوعي هو فوق الطاقة العادية لضابط جريء طموح .. لا بل إنه فوق طاقة جماعة من الضباط تنقصهم الثقافة .. وينقصهم الطموح والقدرة على مواجهة الجماهير .

وسنؤجل الوصول إلى أية إستنتاجات مبكرة قبل أن نعرض المزيد من الأساليب التي لجأت إليها المخابرات البريطانية في تحقيق (( تحالفها التعيد )) مع الجبهة القومية .. بمعنى آخر سنعرض السبل التي تحقق عبرها هذا التحالف قبل أن نقرر في النهاية من هو المستفيد الحقيقي منه .




عبدالله الجابري

من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

1964 - 1968

( يتبع )





اسد الشرق الخليفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-24, 01:38 AM   #129
يشبم
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-05
المشاركات: 1,780
افتراضي

لانهم خائنين فقد باعوا ثورة اكتوبر

في يو م 22 مايو 90
يشبم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-08-25, 04:32 PM   #130
اسد الشرق الخليفي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-28
المشاركات: 704
افتراضي




الخطة المشتركة


هل جاء التحول البريطاني ، إلى جانب الجبهة القومية ، بدون نذر موحية بإحتمال وقوعه ؟ .
وهل أخذت حكومة الإتحاد على غرة ، ولم تعط الوقت الكافي للدفاع عن نفسها ؟
إن هذين السؤالين طرحا في الوقت المناسب .
لأن الإجابة عليهما تكشف لنا بعض الجوانب الخفية في تركيب إتحاد الجنوب العربي الذي أنشأته بريطانيا عام 1959 ، وظلت حتى أوائل عام 1967 المدافع الوحيد عنه .

حسنا الجواب على هذين السؤالين هو كلا .. لم تؤخذ حكومة الإتحاد على غرة .. ولو كانت تحدوها أي رغبة في الدفاع عن نفسها لظهرت .. ولكن مثل هذه الرغبة لم تراودها على الإطلاق .. ولم يكن الإفتقار إلى الرغبة هو السبب الوحيد .. بل يمكن إضافة الإفتقار إلى القدر كسبب آخر ..

في أول زيارة قام بها المندوب السامي الجديد ( هنري تريفليان ) لحكومة الإتحاد أعلن في المجلس الأعلى بحضور جميع السلاطين والوزراء (( أنه رجل ثوري . ويحب الثوار )) !!
وقال أنه كان في العراق أثناء الإنقلابات المتعاقبة هناك ضد الحكومة .. ومع ذلك فلم يحاول إستخدام نفوذ بريطانيا للوقوف ضد هذه الإنقلابات ..
وأخيرا أبلغهم أن وصوله إلى عدن له هدف هو التعجيل بالإنسحاب البريطاني من المنطقة .. وبريطانيا لم تعد تهتم بنوع الحكومة التي ستخلفها .. كما أنها ستتخلى عن إرتباطاتها القديمة مع أصدقائها التقليدين لأن مثل هذه الإرتباطات ستفقد مدلولها بعد الإنسحاب التام من البلاد .

كان ذلك على التحديد بتاريخ 2/6/1967 م . وعلى الرغم من صراحة
(( الإنذار )) البريطاني فإنه ليس بين الوقائع التي توفرت لي مايشير إلى أية خطوات أتخذها حكام الإتحاد كـمجموع للحد من هرولة العربة التي يمتطونها نحو الهاوية .

وأغلب الظن أنهم وقد أحسوا بأن الحامي الأول للإتحاد قد تخلى عنه شرعوا كل على إنفراد وعلى مسؤوليته يبحثون عن حلفاء جدد في صفوف الحركة الوطنية ..
وتمكن بعضهم وإلى حد كبير من (( قلب سترته )) كما يقول المثل الفرنسي ..

وكان البعض من الغفلة بحيث سارع إلى فتح خزائنه ومستودعات أسلحته لرجال الجبهة القومية .. عندما أكتشف الإتجاه البريطاني المتحول إلى جانب هذه الجبهة ..
وبالطبع فإن هذه المبادرات لم تغن عنهم شيئا .. فالجبهة القومية لا تريد أن تضع صورة عهدها الجديد في نفس الإطار القديم فهذا يفقدها الكثير من العطف الشيوعي الذي بنت كل حساباتها على إكتسابه ..

هل يظهر من هذا السياق أي ميل مقصود للوم السلاطين أو تضخيم شعورهم بالذنب . ؟
إذا كانت الوقائع نفسها قد أوحت بشيء من هذا . فهو لم يكن هدفي .



- 9 -

بعد الخطوات التمهيدية .. بدأت العلاقة بين الجبهة القومية . وجهاز الإستعمار البريطاني في عدن تسير نحو التخطيط المشترك .. وبالفعل فقد عقد يوم 15/7/1967 م إجتماع موسع كبير بين معاوني المندوب السامي البريطاني . ورجال الجبهة القومية .. بقصد إعداد خطة مشتركة لمتابعة تفتيت الحكومة الإتحادية .. والقضاء على العناصر الوطنية ..

وقد حضر هذا الإجتماع عن الجانب البريطاني :

المستر ديلي : الوكيل الدائم لوزارة الأمن الداخلي الإتحادية .. وعضو المخابرات المركزية .
المستر شبلن : الوكيل الدائم لوزارة الدفاع الإتحادية وعضو المخابرات .
المستر اشورت : ضابط الإعلام المسؤول في مكتب المندوب السامي ..
المستر سمرفليد : المسؤول السياسي عن المنطقة الغربية .
المستر هبربرسي : المسؤول عن المنطقة الشرقية .
المستر برجس : رئيس المخابرات والمسؤول عن ولاية عدن .

وعن الجبهة القومية . حضر :

سيف الضالعي : وزير الخارجية الحالي .
فيصل عبداللطيف الشعبي : سكرتير القيادة العامة للجبهة القومية .
محمد علي هيثم : وزير الداخلية ..
وجعبل ام شعوى : عضو القيادة العامة .

وثلاثة أعضاء آخرين بأسماء مستعارة .

وعن الجيش حضر :

العقيد حسين عثمان عشال ، العقيد محمد سعيد يافعي ، المقدم علي عبدالله ميسري ، المقدم أحمد بلعيد ، والمقدم مهدي عشيش ، الرائد أحمد محمد السياري ، المقدم عبدالله على مجور ، العقيد أحمد بن عرب ، وعن الأمن العام . حضر
العقيد عبدالهادي شهاب ، الرائد أحمد الخضر السياري ، وهما من شرطة عدن ، العقيد عبدالله صالح سبعة .

وأسفر هذا الإجتماع عن وضع خطة مشتركة تمثلت في النقاط الآتية :

*
أولا - تزود الجبهة القومية أعضاءها العاملين ببطاقات سرية توضح إنتمائهم الحزبي .. وذلك ليسهل لهم الجيش البريطاني حركة التنقل والمرور من مراكز التفتيش بأسلحتهم ..
*
ثانيا - تتعهد الجبهة القومية بعدم إستخدام السلاح ضد الجنود البريطانيين .. وبتغطية إنسحابهم في الأسابيع الأخيرة من عدن .
*
ثالثا - تتعهد الجبهة القومية بتقديم معلومات إلى القوات البريطانية عن أسماء وأماكن أعضاء رابطة الجنوب العربي . وجبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل .. وتتعهد كذلك بالمساعدة في إعتقالهم ..
*
رابعا - وافقت بريطانيا على تزويد الجبهة القومية بأجهزة لاسلكي لتأمين الإتصال بين أعضائها في الداخل . والخارج .
*
خامسا - وافقت بريطانيا على تزويد الجبهة القومية بكمية أولية من السلاح تمكنها من العمل السريع .. على أن يتم توريد حاجاتها الرئيسية من السلاح عن طريق وكلاء التاج في لندن . وهم جماعة تبيع السلاح بالإتفاق مع وزارة الخارجية البريطانية ..
*
سادسا - أتفق الطرفان على الإسهام في ترتيب مظاهرات في جميع الولايات ضد الحكام . والسلاطين بقصد مضايقتهم وإرهابهم على أن يقود هذه المظاهرات رجال ينتسبون إلى الجبهة القومية .. وأتفق كذلك على أنه ستصدر الأوامر للجيش في هذه الولايات بعدم التعرض للمتظاهرين .. كما أتفق على أن يسافر الضباط السياسيين البريطانيين المقيمين في الولايات إلى عدن قبل حدوث هذه المظاهرات حتى لا يتمهوا بأنها عملت بوحي منهم ..
*
سابعا - كلف المستر آشورت ضابط الإعلام البريطاني في مكتب المندوب السامي بتوجيه سياسة الإعلام لصالح الجبهة القومية .. ونسب أعمال العنف إلى رجالها ..
*
ثامنا - أتفق على أنه عندما تنتهي حكومة الإتحاد فإن جميع الإلتزامات التي كانت قائمة بينها . وبين بريطانيا تعد لاغية .. ولا تعتبر الحكومة البريطانية ملزمة بأي شيء للحكومة الجديدة إلى أن يصار إلى وضع إتفاق جديد .
*
تاسعا - ستتولى الحكومة البريطانية إشعار حكام الولايات بأنها لن تكون في وضع يمكنها من نجدتهم فيما لو تعرضوا للمتاعب .. وستحثهم على الإنتقال إلى عدن حيث ستكون شروط السلامة المتاحة لهم أفضل منها في مناطقهم .. وعندما يحين موعد تسليم السلطة ستتولى ترحيلهم إلى خارج البلاد ..
*
عاشرا - تقرر أن تعقد إجتماعات دورية ( كل عشرة أيام ) بين المندوب السامي . ومعاونيه وأعضاء الجبهة القومية لقياس حجم التقدم الذي أحرز في تنفيذ هذا المخطط .. ويحتفظ المندوب السامي البريطاني بالحق في إدخال أية تعديلات أفضل في تحقيق أغراضها ..




وبدون حاجة للتحديات .. فإني على ثقة تامة بأن الحكم العميل في عدن لن يجسر قط على الإدعاء بأن هذه الوقائع غير صحيح . أو حتى غير دقيقة .. لأنه يعرف أكثر مما أعرف أن هناك من هو على إستعداد لأن يضع أصبعه في أعين المكذبين .



عبدالله الجابري

من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

1964 - 1968



( يتبع )






التعديل الأخير تم بواسطة اسد الشرق الخليفي ; 2011-08-25 الساعة 04:41 PM
اسد الشرق الخليفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديمقراطية صنعاء الكذبة الكبرى احمد الخليفي المنتدى السياسي 10 2011-08-09 08:33 AM
الوحده اليمنية الكذبة المصدقه قلعة الشموخ قسم الأخبار والمقالات السياسية المنقولة 2 2010-12-16 03:06 PM
تقولون الكذبة وتصدقونها انتم سبب ضياع الجنوب ... اميرالارض المنتدى السياسي 0 2009-12-25 04:04 PM
الكذبة الاخيره للرئيس الصالح ...؟ *الغريب* المنتدى السياسي 2 2009-12-18 09:59 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر