الدولة الجنوبية الفيدرالية المخرج العملي للازمات الجنوبية المزمنة

[الرأي العام]

نحن الآن بحاجة الى افكار تؤدي الى توافق جنوبي للوصول الى تحرير الجنوب
لا يمكن لنا الحديث والانشغال بأمور لا تشكل أولوية في هذه اللحظة بقدر ما هي
استحقاقات ومترتبات تخضع لمؤسسات الدولة القادمة - إذا تحققت - ويقررها شعب الجنوب ،
وأنا من حيث المبدأ اوافق على هذا التصور ، وقد ورد أيضا في البرنامج السياسي
لمجلس الحراك الاعلى وهناك أوراق كثيرة طرحت تتضمن هذه الصيغة .
وفي كل الاحوال تعرض الحراك الجنوبي وهو في أوج ثورته في الاعوام 2008 الى 2009
الى ضغوطات شديدة لطرح برنامجة السياسي حتى تتحدد من خلاله ملامح وهوية الدولة المنشودة
وإزالة كل الهواجس التي تدور بأذهان الكثير من ابناء الجنوب ويكون بالتالي دافعا لأنضمام
المترددين والصامتين الى الثورة الجنوبية ، لكن وللاسف الشديد سارت الامور على نحو عكسي
إذ تشظت القيادات وتناسلت فرق وأقوام ثم جاءت ثورة اليمن ضد النظام لتزيد حال الحراك سوءاً على سوء
وكأن بنا نعود الى البدايات الاولى للحراك والمطلوب اليوم البحث عن ارضية مشتركة لابناء الجنوب
لاستعادة الروح والزخم الشعبي ووحدة القيادات ، وبذلك اصبح الحديث عن دولة الجنوب فيدرالية او غيره
غير ذي معنى وتناول لقضايا ليست حاضرة في ظل ظروف سيئة وزمن أسوأ .
اتذكر هنا قصة الذين يتنازعون على كيف يتقاسموا جلد الدب قبل اصطياده ، فانشغلوا بالجدال والحوار
فذهب الدب بعيدا سليما آمنا ، وفلت بجلده ، فلا نالوا الدب ولا جلده .
تحيتي