2018-08-29, 11:53 AM | #1 |
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2011-03-21
المشاركات: 228
|
الهاتف المحمول نعمة ام نقمة؟؟؟
ن الحمد لله، نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد... فلماذا هذا الموضوع: قد يستغرب كثيرون ممن يَقْرَءُون العنوان، فيقول بعضهم متعجبًا: ما هذا الموضوع؟ ويقول آَخَرون: إن هذا الموضوع من القشور، ومن الأمور الهينة، وهل قضايا الأمة انتهت وعالجناها كلها حتى لم يبق سوى الكلام عن الهاتف (المحمول)؟ أجيبكم أحبتي في الله: اعْلَمُوا أن أمور الدين لا تنقسم إلى قشر ولب، بل يجب علينا بوصفنا مسلمين أن نتحدث عن كل القضايا التي تهم المسلمين، وخاصة الأمور المستحدثة من التقدم التكنولوجي، ومن هذه الأمور أمر الهاتف عامة، وأمر الهاتف المحمول خاصة. والذي دعاني أن أتحرك وتنهض همتي لكتابة تلك الكلمات، التي أسأل الله أن ينفع بها ويجعلها لوجهه خالصة، أن كثيرًا من المسلمين أَسَاءُوا استخدام نعم الله، واستعملوها استعمالاً خاطئًا قد يؤدي إلى غضب الله عليهم وزوال تلك النعم من أَيْدِيهِمْ، ومن أكبر تلك النعم نعمة الهاتف عامة، والهاتف المحمول خاصة، وهذه المخالفات وقعت من عوام الناس، وخواصهم على السواء -إلا من رحم ربي- حتى وصل الأمر إلى أن نغمات الأغاني دخلت مساجدنا، بل لم يسلم منها حتى الحرم المكي والحرم المدني، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأنا أتساءل: أفي أطهر بقاع الأرض المساجد، يجهل الناس حقوق رب العالمين؟! فقلت لنفسي: لن أصمت، بل سأتحدث وأؤدي حق ربي عليّ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن أمرٌ بمعروفٍ بالمعروف، ونهي عن منكر بغير منكر، فكانت هذه الكلمات التي أردت أن أوضح بها مساوئ استخدام الهاتف عامة، والهاتف المحمول خاصة، وكيف يكون نقمة على صاحبه، مع توضيح الاستخدامات الإيجابية للهاتف المحمول، وكيف يكون نعمة على صاحبه، وواجبنا تجاه نعم الله عامة، والهاتف المحمول خاصة، مراعيًا وصول الكلمات لعامة الناس وخواصهم بأسلوب سهل بعيد عن التعقيد والغموض، مع كونه أسلوبًا عمليًا وليس نظريًا، فأسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد، إنه ولي ذلك والقادر عليه. إن الهاتف عامة، والمحمول خاصة، سلاح ذو حدين، يستخدم للخير أو للشر، حاله في ذلك حال كثير من المصالح العامة الأخرى، فاستخداماتها تابعة لنيات المستخدم، إن كانت خيرًا فخير، وإن كانت شرًا فشر، والهاتف له خدمات منافعها جمة وعطاؤها غزير، وهو مصدر لخير وعلم ومعرفة وهداية وصلة وتطور لأمم، وهو في الوقت نفسه قد يكون مصدرًا لشرٍ عظيم لمن أصر على سوء استخدامه، فإذا أدركنا ذلك وجب علينا أن نقرر: أي الاستخدامين سنختار؟ بل قل: بم ستجيب عن هذا السؤال في آخر الرسالة: هل هاتفك المحمول نعمة أو نقمة؟ في الحقيقة إن للهاتف المحمول مساوئَ كثيرةً تجعله نقمة على صاحبه لا نعمة له، وهذه المساوئ والأضرار ناتجة عن سُوء استخدامه منها الأضرار: (الدينية- الاجتماعية- الاقتصادية- الصحية- ...إلخ)، والإسلام عامة يشمل كل هذه الجوانب؛ لأن الإسلام أَتَى لينظم حياة الفرد والمجتمع كلها بغير إفراط أو تفريط بين جوانب الدين والحياة، قال تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام:38]. أولا: المخالفات الدينية (الشرعية) أبدأ بأهم مخالفة من وجهة نظري لهذا الجهاز المحمول، وهي من أهم ما دعاني لكتابة هذه الرسالة، ألا وهي: 1- عدم تعظيم شعائر الله وحرماته: إن من أكثر ما يحزنني ويُدمي قلبي من كثير ممن يحملون هذا المحمول هو انْبِعَاث أصوات الأغاني والرنات في أثناء الصلاة في المسجد، حتى وصل الأمر إلى أن أئمة المساجدِ أَصْبَحُوا ينبهون قبل كل صلاة على إغلاق المحمول، وألصقت الملصقات الصغيرة والكبيرة لهذا الأمر، ولكن لا مجيب! فتجد الواحد منهم يقف في الصلاة ثم يرن هاتفه المحمول بصوت عالٍ بنغمات خليعة راقصة وأغانٍ صاخبة -وإنا لله وإنا إليه راجعون- وأنا أحدثك حديثًا من القلب إلى القلب، يا أخي اصدقني القول: لو ذهبت لتقابل مسئولا مهمًا، وعندك موعد معه، فكيف سيكون استعدادك لهذا اللقاء؟ كيف سيكون حالك في أثناء المقابلة؟ أجيبك: ستكون في أشد الحرص على إظهار أفضل ما لديك له، والتودد إليه، وعدم مضايقته، ولو كان الأمر يتعلق بمصلحة لك، فإنك قد تُغلق هاتفك عندما تقابله حتى لا يقطع أحد حديثك المهم معه، أليس كذلك؟ وهل الأمر وصل لهذه الأهمية لدرجة أنك لا تستطيع أن تُغلق المحمول وأنت تناجي ربك، هل الصفقة ستضيع، أو الأولاد، أو الأموال، أو التجارة، أو...؟ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة:24]. قال المفسرون: أي إن كانت هذه الأشياء أحسنَ في نفوسكم وأقرب إلى قلوبكم من طاعة الله وطاعة رسوله ومن الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق، فانتظروا حتى يحكم الله فيكم، وهو العذاب العاجل، أو العقاب الآجل. بل سأسألك سؤالا آخر: هل تجرؤ أن تُخرج جهازك المحمول وهو يرن بتلك الأغاني والنغمات في الصلاة، وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجانبك في الصف الذي تصلى فيه؟ وماذا ستظن أنه يفعل بك؟ بل هل تستطيع أن تُخرجه من جيبك ونغمات الراقصين والراقصات تنبعث منه، وبجانبك أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم؟ أين حياؤك يا أخي؟ وماذا سيكون حالك في ذلك الموقف؟ ماذا ستقول لنبيك؟ ويا لها من مصيبة عندما تستشعر بقلبك وكيانك أن الله يراك ويسمعك، ماذا ستقول لربك؟ وقد خرجت من الخشوع في الصلاة وأخرجت غيرك من خشوعه، بل صرفت وجهك عن مولاك والتفت عنه إلى جهازك، وهو سبحانه الذي يقول في الحديث القدسي: "قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ"، أين أنت من قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32 ]. إن كنت ممن لا يُغلقون المحمول قبل الصلاة، أو كنت ممن ينبعث من جهازهم أصوات الأغاني، والرنات، والموسيقى في أثناء الصلاة فاتهم نفسك بعدم التقوى، بل أخشى عليك أن تقع تحت ذم المولى عز وجل لمن لا يُعظم أمر الصلاة؛ فقد قال تعالى: ﴿ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [المائدة:58]، وأختم بقوله تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح:13]، أي ما لكم لا تخافون لله عظمته وكبرياءه وهو القاهر فوق عباده، وهذا استفهام قصده التوبيخ والتعجب من عدم التعظيم والإجلال لله. وخطورة الأمر تكمن في أن الإسلام حرَص على أن تكون صلاةُ المسلم كاملةَ الخشوع بعيدةً عما يلهي عنها ويؤدي إلى الانشغال بغيرها عنها. فالنبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في المسجد، فسمع الصحابة يجهرون بالقراءة، فكشف الستر، وقال: "أَلاَ إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ؛ فَلاَ يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلاَ يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ أَوْ قَالَ: فِي الصَّلاَةِ" [صحيح الجامع (2639)]. نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم ينهي الناس أن يشغل بعضهم بعضًا عن الصلاة بالصلاة، أو بقراءة القرآن، فلم يرض أن تكون صلاة أحد أو قراءته مؤثرة في صلاة أحد، فما بالك بما يُحدثه المحمول في صلاة الناس؟ ولكن كيف يمكن التغلب على هذه المخالفة؟ للتغلب على هذه المخالفة قبل الصلاة: عليك بغلق هاتفك، والتحقق من ذلك، وليكن شعارك: "سأغلق المحمول وأتصل برب العالمين"، أما إذا كنت من رجال الأعمال الذين يخشون ضياع الصفقات وهم في الصلاة، أو لأنهم ينتظرون مكالمة مهمة فاجعل هاتفك على (صامت)، وهذه خاصية متوفرة في الهواتف المحمولة[1]. أما التغلب على تلك المخالفة في الصلاة: فإذا حدث ونسيت إغلاق هاتفك المحمول، ثم رَنّ وأنت تصلى فأخرجه وأغلقه تمامًا، فكثير من المصلين ممن يحدث لهم هذا الفعل يترك الجهاز يرن دون إغلاقه؛ ظنًّا منه أن ذلك مبطل للصلاة، والأمر ليس كذلك؛ بل الصواب إخراجه وإغلاقه بسرعة حتى لا يزيد في شغل المصلين عن خشوعهم، لأنه يجوز الحركة اليسيرة في الصلاة لمصلحتها، وهل هناك أكبر من مصلحة إغلاق هذا الجهاز؟ بالطبع لا. 2- سماع الأغاني ومشاهدة الـ(فيديوكليب): هنا لنا وقـفة، لقد بدأ سيل وطوفان طافح من الأغاني في وسائل المواصلات العامة، والشوارع، والمصالح الحكومية والخاصة، وفي وسائل الإعلام المختلفة، وفي كل مكان إلا ما رحم ربي، لقد انتشرت هذه المخالفة بطريقة تدعو إلى الاشمئزاز، وإحدى وسائل انتشار تلك المخالفة الهاتف المحمول، لذلك لخصت لكم إخواني في الله، ولكل من أصيب ببلاء الأغاني أدلة تحريم الأغاني والمعازف والملاهي، لعل الله أن يشرح صدركم بها: 1- القرآن الكريم: قد أنزل الله تحريم الغناء في سورة النجم، وفي سورة لقمان، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [لقمان: 6]. قال ابن عباس رضي الله عنه: (لهو الحديث) الغناء، أو الزمر والطبل، أو الباطل، أو الشرك، أو ما ألهى عن الله تعالى، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: هو والله الغناء، وجاء أيضًا عن عبد الله بن عباس في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ﴾ [النجم: 61] أن السمود هو: اللهو بالغناء. 2- السنة النبوية: قال صلى الله عليه وسلم: "لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ -يَعْنِى الْفَقِيرَ- لِحَاجَةٍ فَيَقُولُوا: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" [البخاري (5268)]. والمراد بالمعازف في الحديث: آلات اللهو والطرب، يقول ابن قدامة وغيره: آلة اللهو كالطنبور، والمزمار، والشبابة، آلة للمعصية بالإجماع. 3- إجماع الصحابة: لقد اتفق الأئمة من الصحابة على تحريم ذلك، ولهذا لم يُنقل عن أحد منهم القول بجوازه، بل قد نصوا على التحريم؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (الغناء ينبت النفاق في القلب كما بنبت الماء البقل)، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه مرَّ عليه قوم محرمون وفيهم رجلُ يتغنىَّ، فقال: (ألا لا سمع الله لكم، ألا لا سمع الله لكم)، وفي الأدب المفرد للبخاري أن ابن عمر رضي الله عنه مر بجارية صغيرة تغني، فقال: (لو ترك الشيطان أحدًا ترك هذه)، وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها دخلت على مغن وهو يتغنى، ويحرك رأسه، وله شعرٌ طويل، فقالت: (أُفٍ! شيطان! أخرجوه، أخرجوه). 4- اتفاق الأئمة الأربعة: قال الإمام أحمد رحمه الله لما سُئل عن الغناء: (يُنبت النفاق في القلب، لا يعجبني)، وقال الإمام مالك رحمه الله: (إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق)، وقال أبو حنيفة رحمه الله: (وأما الغناء فهو محرّم عند سائر الأديان)، ورد شهادة المغنّي الأئمةُ من أتباع مذهبهِ، وقال الإمام الشافعي رحمه الله: (الغناء لهوٌ مكروه، ويشبه الباطل والمحال)، وقد نص في كتابه: أدب القضاء، وفي كتابه الأم على (أن المغنّي ترد شهادته). 5- إجماع أهل العلم: لا يزال العلماء على مرِّ العصور ينقلون إجماع السلف والخلف على تحريم الغناء وآلات اللهو والطرب، فمن نظر إليهم في كل قرن وجد أنهم يتتابعون على نقل الإجماع مقرين له، ولا نعلم قرنًا من القرون خلا من عالمٍ ينقل إجماع العلماء على تحريم الغناء والمعازف. إخواني في الله! لقد أطلتُ عليكم في هذه المخالفة كثيرًا، ولكن هي تستحق أكثر من ذلك بسبب ما نراه من انتشارها انتشار النار في الهشيم بين شبابنا وأخواتنا، ولم يسلم منها آباؤنا وأمهاتنا، ﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ﴾ [يونس: 32]. مسألة هامة: ويدخل في الحرمة الرنات التي توجد على هذا الهاتف، ويتم وضعها للانتظار، أو للتنبيه عن وجود مكالمة فهناك من يضع الأغاني أو نغمات الأغاني أو الأغاني المجسمة على هاتفه، فإن حكم هذه النغمات أو الأغاني المجسمة هو الحرمة بإجماع أهـل العلم سواء جاءت مع الجوال أو ألفّها صاحبه، لعموم الأدلة في تحـريم الموسـيقى والأجـراس، وقد قال أهل العلم في ذلك: وضـع نغمات الهاتـف الجوال على الأصوات الموسيقية منكر ومحرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليَكُونَنّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَام يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِير وَالْخَمْر وَالْمَعَازِف" [البخاري (5590)]، وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين: أولهما: قوله: (يستحلون) فإنه صريح في أن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة. ثانيها: قرن المعازف مع المقطوع بحرمته وهو الزنا والخمر، ولو لم تكن محرمة لما قرنها معها (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف)، قال شيخ الإسلام ابن تيميه: فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، التي هـي آلات اللهو عنـد أهـل اللغة، وآلات اللهو هي آلات المـوسيقى، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها. [مجموع الفتاوى (11/535)]. وقد سُئلت اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية عن حكم النغـمات الموسيقية في الجوال فأجابت بما يلي: (لا يجوز استعمال النغمات الموسيقية في الهواتف أو غيرها من الأجهزة؛ لأن استماع الآلات الموسيقية محرم كما دلت عليه الأدلة الشرعية، ويُسْتَغْنَى عنها باستعمال الجرس العادي). [مجلة الدعوة ع 1795 ص 42]. وأما من (يضع نغمة الأذان أو تكبيرة العيد أو القرآن الكريم)، فقد أجاب بعض أهل العلم: (إذا كانت هذه النغمة موسيقى فهي حرام، بل أشد حرمة من الموسيقى العادية؛ لأن ألفاظ الأذان والتكبير من ذكر الله عز وجل، وخلطها بالموسيقى قبيح وشنيع، وقديمًا شنع العلماء على منحرفي الصوفية حين خلطوا الذكر بالرقص والمعازف، واعتقدوا ذلك قربة، وإذا لم تكن هذه النغمات موسيقى، أو مصاحبة لها، فلا حرج فيها. [وراجع فتوى 5282 اللجنة الدائمة للإفتاء]. وهناك من أهل العلم من يرى عدم جواز استخدام آيات من القرآن والأذان في رنين المحمول أو رسائله حتى لو لم يكن ذلك مصحوبًا بموسيقى؛ قال: لأن الأذان وآيات القرآن من ذكر الله، وذكر الله يجب أن يصان ويكرّم ويجعل فيما شرع له، فالأذان شرع للإعلام بدخول وقت الصلاة، وآيات القرآن إنما تتلى للاستماع والانتفاع بها على الوجه الشرعي الذي من أجله أُنزلت، واستعمال صوت الأذان أو تلاوة القرآن لأجل التنبيه على المكالمات بدلاً عن الأجراس في الهاتف الجوال أو غيره مما ينافي ما شرع له مثل هذا الذكر، إضافة إلى أن هذا الفعل فيه امتهان لهذا الذكر؛ إذ قد ينطلق صوت الأذان أو آيات القرآن في أماكن قضاء الحاجة أو في موضع ينافي احترام ما فيه ذكر الله؛ كأن يكون جالسًا على جهاز الهاتف، أو قد ينطلق هذا الصوت في المسجد فيؤدي إلى التشويش على المصلين، وكل هذه الحالات تقع كثيرًا ممن يحمل جهاز الهاتف الجوال، لذا فإن جعل صوت الأذان أو تلاوة آيات القرآن منبهًا بدلاً من الأجراس لا يجوز، أما جعل صوت الأذان في الساعات المنبهة التي تنبه على دخول وقت الصلاة كصلاة الفجر فلا بأس به؛ لأن هذا لا ينافي ما شرع له الأذان وليس فيه امتهان لذكر الله، والله أعلم. انتهى. إذن خلاصة هذه المسألة: أنه يمكن الاستغناء عن هذه النغمات المحرمة بضبط الهاتف على نغمة الجرس المعتادة، أو غيرها من الأناشيد والأدعية غير المصحوبة بموسيقى، والأولى أن لا يضبط جرس هاتفه على آية قرآنية خشية أن يكون في هذا نوع امتهان للقرآن الكريم، والله تعالى أعلم. نصيحة لأصحاب محلات الجوال: يقدمها أ.د عبد الله بن محمد الطيار (وكيل وزارة الشؤون الإسلامية بالسعودية سابقًا) يقول: فليعلم أصحاب محلات الجوال أن الموسيقى محرمة بالجوال وغيره؛ لكنها أعظم حرمة إذا كانت بالجوال؛ لأن في ذلك أذية للناس حيث يسمعونها إذا تم الاتصال على الجوال، وهذا داخل في أذية المؤمنين، ومن آذى المؤمنين فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا، ويشتد الإثم إذا كان صاحب المحل يضع النغمة، ويساعد الشاب على الإثم والعدوان، وهذا من التعاون على الأمر المحرم، وقد نهانا الله تعالى عن ذلك فقال: ﴿ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، و هـؤلاء إذا كانوا يأخذون أجرة على ذلك فهذا كسب خبيث محرم، ونـوع من أكل المال بالباطل، وقد نهانا الله تعالى عن ذلك فقال: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ [البقرة: 188]، ولـيعلم هـؤلاء أن طيب المطعم من أسباب إجابة الدعاء، وأن الكسب الخبيث مانع من إجابة الدعاء؛ ذكر صلى الله عليه وسلم "الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَـرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ" رواه مسلم، نسأل الله أن يجعلنا من المتعاونين على الخير، إنه ولي ذلك، والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد. انتهي وأما بالنسبة لمشاهدة هذه الأغاني المصورة أو ما يسمى بالـ(فيديوكليب): فإن الأمر يزاد حرمة، ولم لا؟، وقد اجتمع في الأمر نوعان من الزنا، وهما: زنا العينين وزنا الأذنين، وهذا ليس كلامي بل كلام الصادق المصدوق؛ ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ صلى الله عليه وسلم: "كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَى مُـدْرِكٌ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ؛ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاِسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلاَمُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْـبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُـصَدِّقُ ذَلِـكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ" رواه مسلم (2657)، فما بالك بمن جعل هذا الجهاز سبيلًا لمشاهدة أفلام الجنس والعري. 3- إيذاء الآخرين: وحدث ولا حرج عن الإيذاء الذي يُحدثه هذا الجهاز للآخرين من إسماع بالغصب للأغاني والنغمات التي حرمها الله تعالى ورسوله، فتجد صاحب هذا الجهاز يسمع تلك الأغاني والرنات دون مبالاة بشعور الآخرين، يفعل ذلك في المواصلات العامة، وكأنه يقول لهم: لا بد أن تسمعوا معي هذا المنكر، وأنا أحدث من يفعل ذلك حديثًا من قلبي لعله يـصل إليه، وأقول له: يا أخي إذا كان لا يجوز إيذاء الآخـرين بصوت القرآن -أي لا يجوز لي أن أقرأ كتاب رب العالمين بصوت عال جدًا يؤدي إلى مضايقة الآخرين- فما بالك بهذه الأغاني والرنات التي بينت لك حرمتها من كتاب ربك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم؟!. ثم يا أيها الأخ الكريم، ويـا أيتها الأخت الكريمة إن نبيكما قـد قال: "لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ" [صحيح الجامع (7517)]، أي أنك يجب ألا تضر نفسك ولا تضر غيرك، وهذا الضرر يقع من أوجه عدة: • الاستماع لما حرم الله عز وجل ورسوله: وفي ذلك معصية كبيرة، وهي مخالفة أمر الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، والآيات في وعيد تلك المخالفة كثيرة أكتفي منها بقوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]. • التعدي على حقوق الآخرين وإيذاؤهم: قال صلى الله عليه وسلم -كما في صحيح مسلم(46)-: "لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ"، [البوائق: الغوائل والشرور]، ولا شك أن صوت الأغاني وما حرم الله من الشرور التي يجب أن يأمنها الآخرون منك. • نشر الفاحشة: احذر من عذاب أليم يقع عليك في الدنيا والآخرة إن ظللت تنشر تلك الفواحش؛ من رسائل إباحية، أو رنات صاخبة، أو أغان ماجنة، أو أفلام عاهرة، أو لقطات ساقطة على جهازك، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]. وإليك هذا الخبر من تقرير صادر عن رابطة الاتصالات الأمريكية بعنوان (حرب الإباحية على كاميرات المحمول) يقول: (إن حجم تجارة الملفات الإباحية والصور الخليعة عبر شبكات الهواتف الجوالة في ازدياد حتى بين الأطفال هناك، وإن ما قيمته 400 مليون دولار هو مقدار تلك السوق السوداء). [موقع إسلام ويب]. • سن سنة سيئة: وكيف لا؟ فما أكثر المقلدين اليوم! ويا ليتهم يقلدون في الخير، بل تقليد أعمى مذموم في الشر، فهذا يجد صديقه قد أحضر جهازًا بكـاميرا، ويصور به النساء في الشوارع، فيحضر هو جـهازا به اثنتان!، ويفعل مثله، وتجد الأخرى صديقتها تحمل جهازًا بنغمات مجسمة للأغاني فتحضر مثله، بل أفـضل منه وتفعل مثلها، وقد نسوا أو تناسوا أن هذا لا يجوز، أو لم يعلموا -وهذا ظني بهم؛ لأن كثيرًا من الناس يريدون فقط التذكرة!- فلعلهم اعتقدوا أن الأمر ليس بهذه الخطورة، ولكن سأُذكر هؤلاء الذين لا يعلمون خطورة الأمر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لعلهم يفيقون من هذه الغـفلة، قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: "وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا" [صحيح الجامع(6306)]. يا ألله!!! فكم من السيئات ستكون في ميزان أول من اخترع فكرة وضع الأغاني على المحمول، وشغل انتظار المكالمة بسماع مقطع من أغنية...الخ، فاحذر كل الحذر من أن تكون مفتاحا للشر! جعلنا الله وإياك من المهتدين!. • الجهر بالمعصية: وفي هذه المخالفة وعيد شديد؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافَاةٌ إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ فَيَقُولُ: يَا فُلاَنُ قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللّـَهِ عَنْهُ" رواه مسلم، وأيضًا يجب أن تعلم أنك مبتلى بسماع تلك الأغاني، فإذا كنت من المبتلين فاستتر، ولا تجاهر لعل الله أن يعفو عنك بسبب حيائك منه. • الصد عن سبيل الله: فكم من المرات كان هناك من يـريد أن يـقرأ في كتاب الله آية، أو كان يقرأ بالفعل، ولكن أصوات رناتك، وأغانيك كانت سببًا لعدم استمراره، أو عدم تركيزه، أو صده ومنعه من القراءة؟. ويزداد الأمر حرمة إذا كان في الصلاة، بسبب إخراج المصلين عن خشوعهم؛ قال الله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون:1-2]، وأيضًا لعدم تعظيم شعيرة الله، وهي الصلاة. [1] المقصود بصامت: أي بدون صوت؛ فإذا اُتصل على صاحب المحمول علم بعد الصلاة دون صدور رنين مطلقًا، وليست خاصية نغمة منخفضة أو خاصية الاهتزاز؛ لأنها تسبب نفس المشكلة على صاحب المحمول وغيره بسبب إخراجه هو من الخشوع وكذلك غيره، إذن فالأولى والأفضل إغلاق المحمول في أثناء الصلاة، وإلا فالبديل هو جعل الجهاز صامتًا
__________________
الرجاء متابعتي على ----- - - - الفيس بكhttps://m.facebook.com/bnjrhwmalshyby?refid=8 ----- تويتر https://mobile.twitter.com/hammam1989/following ------ اليوتيوب http://m.youtube.com/my_account?gl=S...lient=mv-nokia |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المحمول, الهاتف, نغمة, نقمة؟؟؟ |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شاهد الان جميع اجزاء مسلسل الكبير اوي على الهاتف المحمول | دودو ديدو | منتدى الهواتف المتحركه (الجوال) | 0 | 2015-06-30 07:41 PM |
نغمة Tone wound Turkish تركيه حزينه وحديثه جدا جرح غائر وقلب قاسي | بتول الشرق | منتدى الهواتف المتحركه (الجوال) | 0 | 2011-04-29 03:55 PM |
الحب الصادق ... هل هو نعمة ام نقمة ؟ | ابو مجدي | المنتدى الادبي | 13 | 2011-01-03 07:14 PM |
ابناء الجنوب في الخارج هل هم نعمة ام نقمة للحراك الجنوبي | صقر الجليلة | المنتدى السياسي | 13 | 2010-10-27 12:04 PM |
|