با الفيديو :عميد جنوبي بالحوار يكشف عن مساع حكومية لتسليم شبوه للقاعدة

[صقر الجزيرة]

تقرير : هل بات الجنوب على موعد مع فوضى ( جديدة )




ارتفعت خلال الأيام القليلة الماضية حالة التوتر في عدة مدن جنوبية مع اقتراب موعد نهاية مؤتمر سياسي وطني عقد في العاصمة اليمنية صنعاء وهدف لوضع حلول لعدد من المشاكل التي يعاني منها اليمن وبينها قضية الجنوب وهي القضية المحورية في اليمن .



يحبس الجنوبيون أنفاسهم وسط حالة من الترقب وتزايد التهديدات الإرهابية التي تنفذها جماعات مسلحة تتهم بأنها موالية لقيادات سياسية بارزة في صنعاء حيث ظلت حالة الترابط بين الطرفين وثيقة منذ العام 1992 وحتى اليوم .



الأسبوع الماضي قتل العشرات في هجمات متفرقة استهدفت مواقع أمنية وأخرى عسكرية في جنوب اليمن حيث لاتزال الأوضاع الأمنية هشة رغم محاولة قوات أمنية وأخرى من لجان شعبية ضبط الأمور فيها عقب انسحاب مفاجئ للجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة من عدة بلدات ومدن جنوبية كانت تسيطر عليها منذ العام 2011 وحتى منتصف العام 2012 .



تدفع حركة احتجاجات شعبية متواصلة تشهدها مدن الجنوب كافة منذ العام 2007 وحتى اليوم مطالب سياسية جنوبية شعبية بينها مطلب الاستقلال عن الشمال الذي توحد معه الجنوب في العام 1990 إلى الواجهة خصوصا مع اقتراب مؤتمر الحوار اليمني من اختتام أعماله في اليمن .



بات الجنوبيون يشعرون وبحسب تصريحات متتالية لقيادات سياسية بارزة منهم ان قوى سياسية متعددة في شمال تضع لهم عدد من الخيارات السياسية المرة بينها خيار سياسي يتمثل في تقسيم اليمن إلى خمسة أقاليم أو الاستعداد لمواجهة فوضى محتملة تقوم بها الجماعات المسلحة في الجنوب .



وفي المقابل يحاول الجنوبيون الإمساك بزمام الأمور رغم عدم تملكهم أي قوة سياسية أو اقتصادية محسوبة يمكن لها ان تحسم الكثير من الأمور .



تحاول جماعات باتت تعرف باللجان الشعبية شكلت في محافظة أبين في العام 2011 وتوسعت لاحقا لتشمل محافظات جنوبية أخرى ان تستعد لمواجهة قادم سيء للغاية رغم شكاوى متعددة من قلة دعم حكومي لها بدأ يتناقص خلال الفترة القادمة .



يثبت تصاعد هجمات نفذتها الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة خلال الأيام القليلة الماضية ويتوقع لها ان تتعاظم لاحقا ان هذه الهجمات والتحركات ربما تكون على صلة بقيادات عسكرية وقوى نفوذ شمالية حيث أنها ارتبطت بالاقتراب من توقيع تفاهمات سياسية في صنعاء حول قضية الجنوب .



اتهمت القيادات الجنوبية هذه الجماعات وأطراف شمالية عدة بأنها تسعى لإغراق الجنوب في الفوضى ردا على مطالب الجنوبيين بتضمين مؤتمر الحوار اليمني مبدأ حق تقرير المصير .



في بيان صادر عن قيادات جنوبية أسست لما بات يعرف بتيار القاهرة قالت هذه القيادات ان هنالك مخطط سياسي يهدف إلى احداث حالة من الفراغ والفوضى العارمة في الجنوب لإبعاد الانظار عن الاستحقاقات السياسية التي يطالب بها الجنوبيين في مؤتمر الحوار .



ليست هذه المرة الاولى التي يحذر فيها الجنوبيين من خطورة مايتعرضون له ، في العام 2011 اصدروا تحذيرات عدة من مخططات عدة يتعرضون لها لكن عدد من المدن الجنوبية سقطت بيد هذه الجماعات .

اضطر عشرات الآلاف من أهالي مدن عدة بمحافظة أبين إلى مغادرة مساكنهم وذلك في ابشع نزوح شهده الجنوب طوال تاريخه .



لشهور طويلة ظل عشرات الآلاف من أهالي أبين نازحين في عدة مدن أخرى وسط ظروف مأسوية ، لكن هذه التجربة مثلت درس قاس للسكان المحليين الذين باتوا يتوعدون أي مهاجمين بأنهم لن يغادروا مساكنهم .



يرى كثيرون ان الاخطار التي تواجه الجنوب اليوم تتوجب وحدة صف سياسية جنوبية لمواجهة كل هذه التحديات لكن التحركات السياسية الجنوبية لايبدو أنها حققت الكثير على هذا المستوى .



تعاني الحركة الوطنية الجنوبية (الحراك الجنوبي) التي تتمتع بحضور سياسي وشعبي واسع النطاق من حالة من التمزق جراء الخلافات السياسية المتعددة بين اقطابها .



كان يمكن لوحدة سياسية اذا توافقت عليها الحركة الوطنية الجنوبية ان تتمكن من صد الكثير من المخاطر التي يعاني منها الجنوب اليوم لكن الكثير من الخلافات السياسية اعاقت الكثير من التحركات .



مع اقتراب مؤتمر الحوار اليمني من انتهاء موعده تصر الأطراف السياسية اليمنية على ان تجعل من الجنوب مسرحا للصراع السياسي الدائر يث تهدف هذه القوى إلى رفع حالة التوتر في الجنوب بهدف تحقيق مكاسب على صعيد التفاوض مع الأطراف السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار اليمني .



يمنح التلويح باغراق الجنوب في الفوضى وتسليم عدة مدن وبلدات إلى تنظيم القاعدة قوى النفوذ السياسية في صنعاء فرصة الضغط على الأطراف الجنوبية المشاركة في مؤتمر الحوار اليمني مقابل انتزاع تنازلات ، ستكون المعادلة كالتالي :

اصرار الجنوبيين على نظام فيدرالي من إقليمين يقابله حالة من الفوضى وانتشار المسلحين وسقوط بلدات عدة بيد جماعات مسلحة تدعي بانتمائها لتنظيم القاعدة والخيار الثاني هو قبول الجنوبيين بخيار الأقاليم المتعددة الأمر الذي ستقابله حالة من الهدوء وتراجع الجماعات المسلحة إلى مخابئها في جميع المناطق الجنوبية .