![]() |
![]() |
|
|
|
|
#1 |
|
مشرف
تاريخ التسجيل: 2009-05-23
المشاركات: 1,745
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب لدفع العين؟ السؤال : هل يجوز أن يتبخر المحسود بالشب من أجل دفع الحسد أو العين عنه الجواب: الحمد لله علاج السحر أو العين يكون بالرقية الشرعية ، وقد سبق في الموقع بيان ذلك كما في جواب السؤال رقم (11290) ، ورقم (11359) أما العلاج بالتبخر بالشب أو الأعشاب ، فذلك لا يجوز وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من إصابة بالعين ؟ فأجابوا : "لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر ؛ لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن والاستعانة بهم على الشفاء وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء . الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان الشيخ عبد الله بن قعود "فتاوى اللجنة الدائمة" (1/212) والله أعلم الإسلام سؤال وجواب |
|
|
|
|
|
#2 |
|
مشرف
تاريخ التسجيل: 2009-05-23
المشاركات: 1,745
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته حكم سب الميت الســؤال : والدي متوفى ووالدتي متزوجة من رجل آخر ، وكــل فترة وأخرى تقول أمامنا ونحن ثلاث أخوات بنات : الله لا يرحمه ، عمل وعمل، ونحن تقديرا لها لا نقول لها شيئا ونحن متزوجات ، وهــي لديها (9) أولاد وبنات من الرجل الآخر ، فما الحكم في هذا ،هل نرد عليها أو يعتبر عقوقا لها ؟ وهو رحمه الله كان من خير الناس صلاة وزكاة ، لكن كان يمنعها من الخروج إلا للضرورة . الجـــــواب : عــليكـــن مناصحة والدتكن وتحذيرها مـــن السباب ، لا سيما للأموات ، فإنهم أفضوا إلى ما قدموا ، فلا يذكرون إلا بخير ، ولا يجوز ذكر معايبهم ، وعلـــى والدتكن تذكر ما سلف بينها وبين زوجها المتوفى ،فإن الله يقول ( وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) البقرة237 ويقول النبي صلى الله عليه وسلم"لا تسبوا الأموات إنهم قد أفضوا إلى ما قدموا " أخرجه البخاري في صحيحه . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء الشيخ بكر أبو زيد ،الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ،الشيخ عبدالله بن غديان ، الشيخ عبدالعزيز بن باز ، الشيخ صالح الفوزان كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجموعة : 1 ، الجزء : 26 ، الصفحة : 66 ، الفتوى : 18649 ------ // ------ السؤال : هل ذكر الأشخاص الموتى بما كانوا يعملون من أعمال سيئة من ربا وغيره وانتقام الله منهم وذلك بــــأن الله عــز وجــل يمهل للظالم ولا يهمل وذكرهم والاعتبار بهم والتسخط عليهم هل ذكرهم بالاسم فيه من الغيبة أو من الحرام ؟ الجــواب : نعم ذكر الموتى بسوء أعمالهم قــد نهى عنــه الرسول عليه الصلاة والسلام فقــــال ( لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا ) ولكــن يســـأل الله لهم العفو والمغفرة فربما يستجاب دعاؤه لهم فيغفر الله لهم ويعفو عنهم وأمــــا ذكـــر مساوئهم فتذكر لا على سبيل التعيين فيقال مثلاً في التحذير عن الربا ألم تروا إلى قوم انتهكوا محارم الله وصاروا يتعاملون في الربا ثم قد فارقوا الدنيا ولم يدفن معهم شيء من أموالهم بل تركوها لغيـــرهـــم فلغيرهم الغنم وعليهم الغرم وما أشبه ذلك مما يتعظ به الأحياء وأما ذكر الإنسان بعينه فهذا لا يجوز . المصدر : موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين |
|
|
|
|
|
#3 |
|
مشرف
تاريخ التسجيل: 2009-05-23
المشاركات: 1,745
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته إهداء تلاوة القرآن الكريم للآخرين السؤال : في هذا الشهر العظيم، شهر القرآن الكريم هل يجوز أن أختم القرآن الكريم لوالدي، علماً بأنهما أميان لا يقرآن ولا يكتبان؟ وهل يجوز أن أختم القرآن لشخص يعرف القراءة والكتابة ولكن أريد إهداءه هذه الختمة؟ وهل يجوز لي أن أختم القرآن لأكثر من شخص؟ الجواب لم يرد في الكتاب العزيز ولا في السنة المطهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن صحابته الكرام ما يدل على شرعية إهداء تلاوة القرآن الكريم للوالدين ولا لغيرهما، وإنما شرع الله قراءة القرآن للانتفاع به، والاستفادة منه، وتدبر معانيه والعمل بذلك، قال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ[1]، وقال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ[2]، وقال سبحانه: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ[3]، وقال نبينا عليه الصلاة والسلام: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه))، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إنه يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما))، والمقصود أنه أنزل للعمل به وتدبره والتعبد بتلاوته والإكثار من قراءته، لا لإهدائه للأموات أو غيرهم، ولا أعلم في إهدائه للوالدين أو غيرهما أصلاً يعتمد عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك وقالوا: لا مانع من إهداء ثواب القرآن وغيره من الأعمال الصالحات، وقاسوا ذلك على الصدقة والدعاء للأموات وغيرهم، ولكن الصواب هو القول الأول؛ للحديث المذكور، وما جاء في معناه، ولو كان إهداء التلاوة مشروعاً لفعله السلف الصالح. والعبادة لا يجوز فيها القياس؛ لأنها توقيفية لا تثبت إلا بنص من كلام الله عز وجل أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم للحديث السابق وما جاء في معناه. أما الصدقة عن الأموات وغيرهم، والدعاء لهم، والحج عن الغير ممن قد حج عن نفسه، وهكذا العمرة عن الغير ممن قد اعتمر عن نفسه، وهكذا قضاء الصوم عمن مات وعليه صيام، فكل هذه العبادات قد صحت بها الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان المحجوج عنه والمعتمر عنه ميتاً أو عاجزاً لهرم أو مرض لا يرجى برؤه، والله ولي التوفيق. http://www.binbaz.org.sa/mat/2009 |
|
|
|
|
|
#4 |
|
مشرف
تاريخ التسجيل: 2009-05-23
المشاركات: 1,745
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته صلاة الاستخارة عن الغير سؤال هل يجوز أن أصلي صلاة الاستخارة لغيري، وأغيِّرصيغة الدعاء بحيث يأتي على هذا النمط "اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر هو خيرٌلها أو له في دينه أو دنياها"، وهكذا؟ الجواب لا أعلم في هذا دليلاً، إنما جاءت السنة فيمن أراد الشيء (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين ثم يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك )(1) فالسنة لمن همَّ بالأمر وأشكل عليه يستخر هو أما فلان يستخير لفلان لا أعلم له أصلاً ولكن الرجل أو المرأة كلٌ منهم يستخير لنفسه ويدعو بالدعاء الذي يعرف إذا كان مع يعرف الدعاء الوارد في الحديث يسأل ربه اللهم يسر لي الأصلح اللهم اشرح صدري للأصلح للأحب إليك، لما فيه صلاحي يدعو بالدعوات التي تناسبه والحمد لله. (1 ) قال الإمام البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي قَالَ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ " صحيح البخاري - كتاب التهجد باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى- رقم1113 المصدر: موقع الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله http://www.binbaz.org.sa/mat/15597 |
|
|
|
|
|
#5 |
|
مشرف
تاريخ التسجيل: 2009-05-23
المشاركات: 1,745
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية السؤال سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن قول بعض الناس إذا مات شخص (يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية )؟ . الجواب فأجاب بقوله: هذا لا يجوز أن يطلق على شخص بعينه ، لأن هذه شهادة بأنه من هذا الصنف . المناهي اللفظية للشيخ بن عثيمين السؤال رقم 102 http://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_16992.shtml |
|
|
|
|
|
#6 |
|
مشرف
تاريخ التسجيل: 2009-05-23
المشاركات: 1,745
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته هل قراءة القرآن بالعين قراءة؟ السؤال : هل قراءة القرآن بالعين يعتبر قراءة ويؤجر عليها؟ وهل يجوز لي ختم القرآن بهذه الطريقة؟ فأنا يحصل لي تدبر وفهم واستيعاب وتأثر أكبر عند القراءة بالعين ولا أستوعب إلا قليلاً جداً وأحياناً أبداً إذا قرأت بصوت أو بترتيل! فالمقصود من القرآن تدبره ... وهذه الحالة ليست فقط في قراءة القرآن بل حتى قراءة الكتب بل وفي الدراسة أيضا فأنا لا أستوعب المادة التي أدرسها إذا درستها بصوت ولكن يحصل عندي حفظ وفهم وتدبر أكثر عند الدراسة بدون صوت! فما توجيهك يا شيخ؟ الجواب : الحمد لله قراءة القرآن بالعين فقط دون تحريك اللسان لا تعتبر قراءة ، ولا يثاب عليها ثواب القراءة ، وإنما هي تدبر للقرآن ويؤجر عليها المسلم . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " النَّاسَ فِي الذِّكْرِ أَرْبَعُ طَبَقَاتٍ : إحْدَاهَا : الذِّكْرُ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَهُوَ الْمَأْمُورُ بِهِ . الثَّانِي : الذِّكْرُ بِالْقَلْبِ فَقَطْ ، فَإِنْ كَانَ مَعَ عَجْزِ اللِّسَانِ فَحَسَنٌ ، وَإِنْ كَانَ مَعَ قُدْرَتِهِ فَتَرْكٌ لِلْأَفْضَلِ . الثَّالِثُ : الذِّكْرُ بِاللِّسَانِ فَقَطْ ، وَهُوَ كَوْنُ لِسَانِهِ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ . الرَّابِعُ : عَدَمُ الْأَمْرَيْنِ وَهُوَ حَالُ الْخَاسِرِينَ " انتهى باختصار . "مجموع الفتاوى" (10 / 566) . فما تقومين به هو عمل صالح ، والأكمل منه أن تجمعي بين القراءة باللسان ، والتدبر بالقلب ، ولا يشترط لذلك الجهر بالقراءة ، بل يكفي تحريك اللسان ، ولو كان ذلك بدون صوت ، فاحرصي على ذلك حتى يكون ثوابك أعظم . وينبغي التنبه إلى أن هذا التدبر لا يثاب عليه الإنسان ثواب القراءة ، فما رتب من الثواب على القراءة فلابد فيه من تحريك اللسان ، ولا يكون المسلم قد ختم القرآن قراءةً حتى يحرك لسانه بالقراءة ، ولهذا اتفق العلماء على أنه يجب على المصلي أن يحرك لسانه بقراءة القرآن وبالأذكار الواجبة ، فإن لم يفعل لم تصح صلاته . قال في "مواهب الجليل" (1/317) : " قَالَ ابْنِ الْحَاجِبِ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ : وَلَا يَجُوزُ إسْرَارٌ مِنْ غَيْرِ حَرَكَةِ لِسَانٍ ; لِأَنَّهُ إذَا لَمْ يُحَرِّكْ لِسَانَهُ لَمْ يَقْرَأْ وَإِنَّمَا فَكَّرَ" انتهى . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "يجب أن يحرك لسانه بالذكر والواجب في الصلاة من القراءة ونحوها مع القدرة" انتهى والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب |
|
|
|
|
|
#7 |
|
مشرف
تاريخ التسجيل: 2009-05-23
المشاركات: 1,745
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته شراء برامج الحاسوب المنسوخة عندنا في الجزائر البرامج التي تستعمل في جهاز الكمبيوتر نشتريها من الباعة ، ونعلم أن هذه النسخ التي نشتريها ليست أصلية ، ونعلم أن بيعها أو شراءها غير جائز ؛ لأنها محفوظة الحقوق ، وللعلم لا تصلنا النسخ الأصلية حتى نشتريها ، وغير متوفرة ، فهل عدم توفرها يجيز لنا شراء النسخ غير الأصلية ؟ الحمد لله أولاً : هذه المسألة هي جزء من مسألة كبيرة تسمى بـ " الملكية الفكرية " ، وهي من المسائل التي طال الحديث حولها شرعيّاً ، بل وحتى دوليّاً ؛ نظراً للأهمية التي تترتب عليها ، فهي تشمل الملكية الصناعية التي تحفظ حقوق براءات الاختراع والاكتشافات والأسماء الصناعية ، كما تشمل الملكية الأدبية والفنية التي تشمل حقوق التأليف والتصنيف . والحقيقة أن مثل هذه المسائل النوازل تحتاج إلى دراسة شاملة لجميع الجوانب المتعلقة بها ، سواء كانت تشريعية أو تأصيلية أو اقتصادية أو غير ذلك ، فالأمر تتجاذبه أطراف مختلفة مؤثرة في الحكم ، فكان لا بد من الوقوف على هذه المؤثرات . ونحن ننقل هنا فتاوى بعض الهيئات الشرعية المتخصصة في بحث هذه الأمور النوازل : 1. قرار المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة . " الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده ، سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، أمَّا بعد : فإنَّ مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في دورته التاسعة ، المنعقدة بمبنى " رابطة العالم الإسلامي " في مكة المكرمة في الفترة من يوم السبت 12 رجب 1406هـ إلى يوم السبت 19 رجب 1406هـ ، قد نظر في موضوع حقوق التأليف لمؤلفي الكتب والبحوث والرسائل العلمية : هل هي حقوق ثابتة مملوكة لأصحابها ، وهل يجوز شرعاً الاعتياض عنها ، والتعاقد مع الناشرين عليها ، وهل يجوز لأحدٍ غير المؤلف أن ينشر كتبه وبحوثه ويبيعها دون إذنه ، على أنَّها مباحة لكلِّ أحدٍ ، أو لا يجوز ؟ وعرض على المجلس التقارير والدراسات التي هيأها في هذا الشأن بعض أعضاء المجلس ، وناقش المجلس أيضاً رأي بعض الباحثين المعاصرين ، من أنَّ المؤلِّف ليس له حقٌّ مالي مشروع فيما يؤلِّفه أو ينشره من كتب علمية ، بحجَّة أنَّ العلم لا يجوز شرعاً حجره عن الناس ، بل يجب على العلماء بذله ، ومن كتم علماً ألْجَمَهُ الله تعالى يوم القيامة بلجام من نارٍ ، فلكلِّ من وصل إلى يده بطريق مشروع نسخة من كتابٍ لأحد المؤلفين ، أن ينسخه كتابةً ، وأن ينشره ويتاجر بتمويل نشره ، وبيع نسخه كما يشاء ، وليس للمؤلف حقُّ منعه . ونظر المجلس في الرأي المقابل ، وما نشر فيه عن حقوق الابتكار ، وما يسمى الملكية الأدبية والملكية الصناعية ، من أنَّ كل مؤلِّف لكتاب أو بحث أو عمل فنيٍّ أو مخترعٍ لآلة نافعة له الحق وحده في استثمار مؤلَّفه أو اختراعه ، نشراً وإنتاجاً وبيعاً ، وأن يتنازل عنه لمن شاء بعوض أو غيره ، وبالشروط التي يوافق عليها ، وليس لأحدٍ أن ينشر الكتاب المؤلَّف أو البحث المكتوب بدون إذن صاحبه ، ولا أن يُقَلِّد الاختراع ويتاجر به دون رضى مخترعه . وانتهى المجلس بعد المناقشة المستفيضة إلى القرار التالي : أولاً : إنَّ الكتب والبحوث قبل ابتكار طرق النشر بالمطابع التي تخرج منه الآلاف المؤلَّفة من النسخ ، حين لم يكن في الماضي وسيلة لنشر الكتاب إلاَّ الاستنساخ باليد ، وقد يقضي الناسخ سنوات في استنساخ كتابٍ كبير ليخرج منه نسخة واحدة ، كان الناسخ إذ ذاك يخدم العالم المؤلِّف حينما ينسخ بقلمه نسخة أو عدَّة نسخ لولاها لبقي الكتاب على نسخة المؤلِّف الأصلية معرَّضاً للضياع الأبدي إذا تلفت النسخة الأصلية ، فلم يكن نسخ الكتاب عدواناً على المؤلِّف ، واستثماراً من الناسخ لجهود غيره وعلمه ، بل بالعكس ، كان خدمة له ، وشهرة لعلمه ، وجهوده . ثانياً : أمَّا بعد ظهور المطابع فقد أصبح الأمر معكوساً تماماً ، فقد يقضي المؤلِّف معظم عمره في تأليف كتاب نافعٍ ، وينشره ليبيعه ، فيأخذ شخصٌ آخر نسخة منه فينشرها بالوسائل الحديثة طبعاً وتصويراً ، ويبيعه مزاحماً مؤلِّفَهُ ومنافساً له ، أو يوزِّعه مجاناً ليكسب بتوزيعه شهرة ، فيضيع تعب المؤلِّف وجهوده ، ومثل ذلك يقال في المخترع . وهذا مما يثبط همم ذوي العلم والذكاء في التأليف والاختراع ، حيث يرون أنَّ جهودهم سينهبها سواهم متى ظهرت ونزلت الميدان ، ويتاجر بها منافساً لهم من لم يبذل شيئاً مما بذلوه هم في التأليف أو الابتكار . فقد تغيَّر الوضع بتغيُّر الزمن وظهور المستجدات فيه ، مما له التأثير الأساسي بين ما كان وما صار ، مما يوجب نظراً جديداً يحفظ لكل ذي جهد جهده وحقَّه . فيجب أن يعتبر للمؤلِّف والمُخْتَرِعِ حقٌّ فيما ألَّف أو ابتكر ، وهذا الحقُّ هو ملك له شرعاً ، لا يجوز لأحدٍ أن يسطو عليه دون إذنه ، وذلك بشرط أن يكون الكتاب أو البحث ليس فيه دعوة إلى منكر شرعاً ، أو بدعة أو أيِّ ضلالة تنافي شريعة الإسلام ، وإلاَّ فإنَّه حينئذٍ يجب إتلافه ، ولا يجوز نشره . وكذلك ليس للناشر الذي يتَّفق معه المؤلِّف ولا لغيره تعديل شيءٍ في مضمون الكتاب ، أو تغيير شيءٍ دون موافقة المؤلِّف ، وهذا الحقُّ يورَث عن صاحبه ، ويتقيَّد بما تقيِّده به المعاهدات الدولية والنظم والأعراف التي لا تخالف الشريعة ، والتي تنظِّم هذا الحق وتحدِّده بعد وفاة صاحبه تنظيماً وجمعاً بين حقِّه الخاصِّ والحقِّ العامِّ ؛ لأنَّ كل مؤلِّف أو مخترعٍ يستعين بأفكار ونتاج من سبقوه ، ولو في المعلومات العامة ، والوسائل القائمة قبله . أمَّا المؤلِّف أو المخترع الذي يكون مستأجراً من إحدى دور النشر ليؤلِّف لها كتاباً ، أو من إحدى المؤسسات ليخترع لها شيئاً لغاية ما : فإنَّ ما ينتجه يكون من حقِّ الجهة المستأجرة له ، ويتبع في حقِّه الشروط المتَّفق عليها بينهما ، مما تقبله قواعد التعاقد . والله ولي التوفيق ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه " انتهى . نقلا عن " فقه النوازل " للدكتور محمد بن حسين الجيزاني ( 3 / 127 – 129 ) . 2. قرار مجمع الفقه الإسلامي بجدة ، التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي . جاء في " قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي " ( 94 ) ما يلي : إنَّ مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره الخامس بالكويت ، من 1 إلى 6 جمادى الأولى 1409هـ ( الموافق 10 إلى 15 كانون الأول (ديسمبر) 1988م ، بعد اطلاعه على البحوث المقدَّمة من الأعضاء والخبراء في موضوع ( الحقوق المعنوية ) ، واستماعه للمناقشات التي دارت حوله ، قرَّر ما يلي : أولاً : الاسم التجاري ، والعنوان التجاري ، والعلامة التجارية ، والتأليف والاختراع أو الابتكار هي حقوق خاصَّةٌ لأصحابها ، أصبح لها في العرف المعاصر قيمة مالية معتبرة لتموُّل الناس لها ، وهذه الحقوق يعتدُّ بها شرعاً ، فلا يجوز الاعتداء عليها . ثانياً : يجوز التصرُّف في الاسم التجاري أو العنوان التجاري أو العلامة التجارية ، ونقل أيٍّ منها بعوض ماليٍّ إذا انتفى الغرر والتدليس والغش ، باعتبار أنَّ ذلك أصبح حقَّاً ماليّاً . ثالثاً : حقوق التأليف والاختراع أو الابتكار مصونة شرعاً ، ولأصحابها حقُّ التصرُّف فيها ، ولا يجوز الاعتداء عليها ، والله أعلم " انتهى . 3. قرار اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية . سئل علماء " اللجنة الدائمة " ( 13 / 188 ) ما يلي : أعمل في مجال الحاسب الآلي ، ومنذ أن بدأت العمل في هذا المجال أقوم بنسخ البرامج للعمل عليها ، ويتم ذلك دون أن أشتري النسخ الأصلية لهذه البرامج ، علمًا بأنه توجد على هذه البرامج عبارات تحذيرية من النسخ ، مؤداها : أن حقوق النسخ محفوظة ، تشبه عبارة ( حقوق الطبع محفوظة ) الموجودة على بعض الكتب ، وقد يكون صاحب البرنامج مسلمًا أو كافرًا ، وسؤالي هو : هل يجوز النسخ بهذه الطريقة أم لا ؟ . فأجابوا : " لا يجوز نسخ البرامج التي يمنع أصحابها نسخها ، إلا بإذنهم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( المسلمون على شروطهم ) ؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه ) ؛ وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من سبق إلى مباح فهو أحق به ) ، سواء كان صاحب هذه البرامج مسلماً أو كافراً غير حربي ؛ لأن حق الكافر غير الحربي محترم كحق المسلم ، وبالله التوفيق " انتهى . وبناء على ما سبق فلا يجوز لأحد أن ينسخ شيئاً مما حُفظت حقوق نسخه لأصحابه ، كما لا يجوز شراء شيء مما نُسخ من هذه البرامج من غير إذن أصحابها ، ومع سهولة وسائل الاتصال اليوم لم يعد هناك ما يصعب تحصيله وشراؤه ، فالبرامج الأصلية موجودة ولا بد في الوكالات الرسمية لأصحاب تلك الشركات ، كما أنها موجودة في مواقع الشركات نفسها على الإنترنت ، ويمكن بكل سهولة شراؤها وتحصيلها من تلك الأماكن . ثانياً : يرى بعض علمائنا المحققين حرمة هذا الأمر إذا كان بقصد التجارة ، وأما من اقتنى نسخة لنفسه : فالأمر جائز ، وهو قول وسط بين المانعين بالكلية ، والمبيحين بالكلية . وقد سبق في جواب السؤال رقم ( 21927 ) إجابة مختصرة لهذه المسألة عن الشيخ سعد الحميِّد ، فيها التفصيل التالي : " نسخ كتاب أو قرص بغرض المتاجرة ومضارّة صاحبه الأصلي : لا يجوز ، أما إذا نسخ الإنسان نسخة واحدة لنفسه : فنرجو ألا يكون بذلك بأس ، وتركه أولى وأحسن " انتهى . وهذه فتوى للشيخ ابن عثيمين موافقه لها : السؤال : فضيلة الشيخ ! هل يجوز نسخ برامج الحاسب الآلي مع أن الشركات تمنع ذلك والنظام ؟ وهل يعتبر ذلك احتكاراً وهي تباع بأسعار غالية ، وإذا نسخت تباع بأسعار رخيصة ؟ . فأجاب : القرآن ؟ . السائل : برامج الحاسب الآلي عموماً . الشيخ : القرآن ؟ . السائل : القرآن ، وغير القرآن ، والحديث ، وبرامج أخرى كثيرة . الشيخ : يعني : ما سجل فيه ؟ . السائل : ما سجل في الأقراص . الشيخ : أما إذا كانت الدولة مانعة : فهذا لا يجوز ؛ لأن الله أمر بطاعة ولاة الأمور ، إلا في معصية الله ، والامتناع من تسجيلها ليس من معصية الله ، وأما من جهة الشركات : فالذي أرى أن الإنسان إذا نسخها لنفسه فقط : فلا بأس ، وأما إذا نسخها للتجارة : فهذا لا يجوز ؛ لأن فيه ضرراً على الآخرين ، يشبه البيع على بيع المسلم ؛ لأنهم إذا صاروا يبيعونه بمائة ونسختَه أنت وبعته بخمسين : هذا بيع على بيع أخيك . السائل : وهل يجوز أن أشتريها بخمسين من أصحاب المحلات وهو منسوخ . الشيخ : لا يجوز ، إلا إذا قدم لك أنه مأذون له ، وأما إذا لم يقدم : فهذا تشجيع على الإثم والعدوان . السائل : إذا لم يؤذن له هو - جزاك الله خيراً - ؟ . الشيخ : وإذا كنت أيضاً لا تدري ، أحياناً الإنسان لا يدري يقف على هذا المعرض ويشتري وهو لا يدري ، هذا لا بأس به ، الذي لا يدري ليس عليه شيء . " لقاءات الباب المفتوح " ( 178 / السؤال رقم 6 ) . ولمزيد من الفائدة راجع جواب السؤال رقم (52903) . والله أعلم الإسلام سؤال وجواب |
|
|
|
|
|
#8 |
|
مشرف
تاريخ التسجيل: 2009-05-23
المشاركات: 1,745
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته لمن تكتب أعمال الطفل الذي لم يبلغ ؟ هل أعمال الطفل الذي لم يبلغ - من صلاة وحج وتلاوة تُحسب كلها لوالديه أم تحسب له هو ؟ الحمد لله أعمال الصبي الذي لم يبلغ - والمقصود أعماله الصالحة - أجرها له هو لا لوالده ولا لغيره ولكن يؤجر والده على تعليمه إياه وتوجيهه إلى الخير وإعانته عليه لما في صحيح مسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : رَفَعَتْ امْرَأَةٌ صَبِيًّا لَهَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِهَذَا حَجٌّ قَالَ نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ . رواه مسلم 2378 فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الحج للصبي ، وأن أمه مأجورة على حجّها به . وهكذا غير الوالد له أجر على ما يفعله من الخير كتعليم من لديه من الأيتام والأقارب والخدم وغيرهم من الناس لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ . " رواه مسلم في صحيحه 3509 .. ولأن ذلك من التعاون على البر والتقوى والله سبحانه يثيب على ذلك . فتاوى إسلامية لابن عثيمين /526 الاسلام سؤال وجواب |
|
|
|
|
|
#9 |
|
مشرف
تاريخ التسجيل: 2009-05-23
المشاركات: 1,745
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله بوركاته لكل إنسان قرين من الجن فما دوره؟ لكل إنسان قرين من الجن هل هناك في الإسلام شيء يسمى القرين ؟ أود أن أعرف ما إذا كان هناك قرين لي . ماذا يقول الإسلام عن هذا أم أنه لا يوجد أصلاً ؟. الحمد لله نعم ، هناك ما يسمَّى القرين ، وقد جعله الله تعالى مع كلِّ أحدٍ من الناس ، وهو الذي يدفع صاحبه للشر والمعصية ، باستثناء النبي صلى الله عليه وسلم - كما سيأتي - . قال الله تعالى : ( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ . قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ . مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ) ق/27-29 . قال ابن كثير : { قَالَ قَرِينُهُ } قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة وغيرهم : هو الشيطان الذي وُكِّل به . { رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ } أي : يقول عن الإنسان الذي قد وافى القيامةَ كافراً يتبرأ منه شيطانه ، فيقول : { رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ } أي : ما أضللتُه . { وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ } أي : بل كان هو في نفسه ضالاًّ قابلاً للباطل معانداً للحقِّ ، كما أخبر سبحانه وتعالى في الآية الأخرى في قوله { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ابراهيم/22 . وقوله تبارك وتعالى { قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ } يقول الرب عز وجل للإنسي وقرينِه من الجن وذلك أنهما يختصمان بين يدي الحق تعالى فيقول الإنسي : يا رب هذا أضلَّني عن الذِّكر بعد إذ جاءني ، ويقول الشيطان { رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ } أي : عن منهج الحق . فيقول الرب عز وجل لهما : { لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ } أي : عندي ، { وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ } أي : قد أعذرت إليكم على ألسنة الرسل ، وأنزلت الكتب ، وقامت عليكم الحجج والبينات والبراهين . { مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ } قال مجاهد : يعني : قد قضيتُ ما أنا قاض . { وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ } أي : لست أعذِّب أحداً بذنب أحدٍ ، ولكن لا أعذِّب أحداً إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه. " تفسير ابن كثير " ( 4 / 227 ) . وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن" ، قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : "وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ." وفي رواية : " … وقد وكِّل به قرينُه من الجنِّ وقرينُه من الملائكة " . رواه مسلم ( 2814 ) . وبوَّب عليه النووي بقوله : باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قريناً . قال النووي : " فأسلم " برفع الميم وفتحها ، وهما روايتان مشهورتان ، فمن رفع قال : معناه : أسلم أنا من شرِّه وفتنته ، ومَن فتح قال : إن القرين أسلم ، من الإسلام وصار مؤمناً لا يأمرني إلا بخير . واختلفوا في الأرجح منهما فقال الخطابي : الصحيح المختار الرفع ، ورجح القاضي عياض الفتح ، وهو المختار ؛ لقوله : " فلا يأمرني إلا بخير " ، واختلفوا على رواية الفتح ، قيل : أسلم بمعنى استسلم وانقاد ، وقد جاء هكذا في غير صحيح مسلم " فاستسلم " ، وقيل : معناه صار مسلماً مؤمناً ، وهذا هو الظاهر ، قال القاضي : واعلم أن الأمَّة مجتمعة على عصمة النَّبي صلَّى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه . وفي هذا الحديث : إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه ، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان . " شرح مسلم " ( 17 / 157 ، 158 ) . وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان أحدكم يصلِّي فلا يدع أحداً يمرُّ بين يديه ، فإن أبى فليقاتلْه فإن معه القرين " . رواه مسلم ( 506 ) . قال الشوكاني : قوله " فإن معه القرين " في القاموس : " القرين " : المقارن ، والصاحب ، والشيطان المقرون بالإنسان لا يفارقه ، وهو المراد هنا . " نيل الأوطار " ( 3 / 7 ) . والله أعلم . http://www.islamqa.com/ar/ref/26226 ---------- هل يجوز أن أدعو لقريني من الجن بالإسلام من المعلوم أن لكل واحد من بني آدم قريناً من الجن ، وذكر ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ليس منكم أحد إلا ومعه قرين من الجن ، فقالوا : وإياك يا رسول الله قال : وإياي ولكن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير " أو كما قال عليه الصلاة والسلام . هل يجوز أن ندعوا للجني القرين بأن يسلم ؟. الحمد لله الحديث الذي ذكرته حديث صحيح وقد رواه مسلم برقم (2714) وقد وقع الخلاف في معنى قوله (فأسلم) في هذا الحديث ، وذكر هذا الخلاف والترجيح فيه النووي في شرح هذا الحديث فقال : ( قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينه مِنْ الْجِنّ , قَالُوا : وَإِيَّاكَ ؟ قَالَ : وَإِيَّايَ إِلاَّ أَنَّ اللَّه أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرنِي إِلاَّ بِخَيْرٍ ) ( فَأَسْلَم ) بِرَفْعِ الْمِيم وَفَتْحهَا , وَهُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فَمَنْ رَفَعَ قَالَ : مَعْنَاهُ : أَسْلَمُ أَنَا مِنْ شَرّه وَفِتْنَته , وَمَنْ فَتَحَ قَالَ : إِنَّ الْقَرِين أَسْلَمَ , مِنْ الإِسْلام وَصَارَ مُؤْمِنًا لَا يَأْمُرنِي إِلَّا بِخَيْرٍ , وَاخْتَلَفُوا فِي الأَرْجَح مِنْهُمَا فَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الصَّحِيح الْمُخْتَار الرَّفْع , وَرَجَّحَ الْقَاضِي عِيَاض , الْفَتْح وَهُوَ الْمُخْتَار , لِقَوْلِهِ : " فَلا يَأْمُرنِي إِلا بِخَيْرٍ " , وَاخْتَلَفُوا عَلَى رِوَايَة الْفَتْح , قِيلَ : أَسْلَمَ بِمَعْنَى اِسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ , وَقَدْ جَاءَ هَكَذَا فِي غَيْر صَحِيح مُسْلِم ( فَاسْتَسْلَمَ ) وَقِيلَ : مَعْنَاهُ صَارَ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا , وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر) . وقال أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة 1/185 ( قيل أسلم أي آمن ، فيكون عليه السلام مختصا بإسلام قرينه وإيمانه ) ، وعلى هذا يكون إسلام القرين من خصائص النبي صلَّى الله عليه وسلَّم . وعليه فإنه لا يشرع للمسلم أن يدعو الله بإسلام قرينه ؛ لأن هذا اعتداء في الدعاء بسؤال الله ما هو من خصائصه صلى الله عليه وسلَّم ، ولأن الصحابة وهم أحرص الناس على الخير وأقرب إليه منا لم يُنقل عنهم الدعاء والتوجه لله حتى يسلم قرناؤهم من الجن ، ولا استعانوا بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلَّم لما سمعوا منه ذلك الحديث ، فهذا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهم من هم من علو الهمة لم ينقل عنهم أنهم فعلوا ذلك ولا أبناؤهم ونحن يجب علينا اتباع هدي هؤلاء الصحابة الكرام لأنهم فهموا هذا الدين من مصدره وتعلموه مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم غضًّا طرياً ، ولا يجوز لنا اتباع غير سبيلهم قال تعالى : ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) النساء / 115 . والحديث ورد في سياق تحذير الصحابة من فتنة القرين ، قال النووي : ( وَفِي هَذَا الْحَدِيث : إِشَارَة إِلَى التَّحْذِير مِنْ فِتْنَة الْقَرِين وَوَسْوَسَته وَإِغْوَائِهِ , فَأَعْلَمَنَا بِأَنَّهُ مَعَنَا لِنَحْتَرِز مِنْهُ بِحَسَبِ الإِمْكَان ) ، وهذا هو الواجب شرعا . فيكفيك إذا ما دلنا الله تعالى عليه من الدعاء كقوله : ( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) المؤمنون / 98،97 وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين في الصباح والمساء مع ما صح من أذكار عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك قراءة آية الكرسي قبل النوم والبسملة عند عمل أي شيء والاستعاذة كلما أحسست بوسوسة من الشيطان قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت / 36 أسأل الله أن يزيدك حرصاً على الخير وأن يحفظنا وإياك من الشيطان وهمزاته آمين . http://www.islamqa.com/ar/ref/23415 ---------- ما هي وظيفة القرين من الجن ؟ وهل له تأثير في الاستحاضة والمرور أمام المصلي ؟ السؤال: سمعنا عن " القرين " وأنه لا يتعدى الوسوسة ، ولكن هناك أثر كبير يبين دور " القرين " وتفلته بالأذى مثل الاستحاضة للصحابيات ، فلو كان بهنَّ مسٌّ أو عين لكان أوصاهن رسول الله وبيَّن أن بهن أذى من سحر أو مس ، ولكن اكتفى صلى الله عليه وسلم بأنها ركضة من الشيطان ، وأيضا الأثر " فإن معه القرين " ، وأيضاً الأثر لابن عمر عندما دخل إلى أهله وكانوا يضعون الخيط فوق عيونهم ، وأيضا الأثر في عمر بن الخطاب عندما كان يسحب الشيطان - وأظنه القرين - ثوبه حين صلاته ، لأن الشيطان المنفلت المنطلق لا يقرب ابن الخطاب رضي الله عنه . فما هو قولكم ، رحمكم الله وبارك الله فيكم ؟ الجواب : الحمد لله أولاً: القرين هو الشيطان الموكَّل بكل إنسان لإغوائه وإضلاله ، وقد جاء ذكر ذلك في القرآن والسنَّة الصحيحة ، وقد سبق بيان ذلك في جوابي السؤالين ( 26226 ) و ( 23415 ) فلينظرا . ثانياً: الذي يتبين من النظر في أدلة الكتاب والسنَّة أن لا عمل للقرين إلا الوسوسة والإغواء والإضلال ، وبحسب قوة إيمان العبد يضعف كيد الشيطان القرين ، وأنه ليس هناك عمل حسي آخر للشيطان ، وتنتهي مهمة هذا القرين بموت المسلم ، ولا ندري عن مصيره بعدها . سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - : ما هو القرين ؟ وهل يرافق الميت في قبره ؟ . فأجاب : القرين هو شيطان مسلَّط على الإنسان بإذن الله عز وجل ، يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف ، كما قال عز وجل : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَآءِ وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة 268 ، ولكن إذا منّ الله سبحانه وتعالى على العبد بقلب سليم صادق متجه إلى الله عز وجل مريد للآخرة ، مؤثر لها على الدنيا : فإن الله تعالى يعينه على هذا القرين حتى يعجز عن إغوائه . ولذلك ينبغي للإنسان كلما نزغه من الشيطان نزع فليستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، كما أمر الله ، قال الله تعالى : ( وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) . والمراد بنزغ الشيطان : أن يأمرك بترك الطاعة ، أو يأمرك بفعل المعصية ، فإذا أحسست من نفسك الميل إلى ترك الطاعة : فهذا من الشيطان ، أو الميل إلى فعل المعصية : فهذا من الشيطان ، فبادر بالاستعاذة بالله منه : يعذك الله عز وجل . وأما كون هذا القرين يمتد بأن يكون مع الإنسان في قبره : فلا ، فالظاهر - والله أعلم - بمجرد أن يموت الإنسان يفارقه ؛ لأن مهمته التي كان مسخراً لها قد انتهت ، إذ إن ( الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) – رواه مسلم - . " مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 17 / 427 ، 428 ) ، ويراجع أصل الكلام في " فتاوى نور على الدرب " ( شريط رقم 315 ) . ثالثاً: لا يقتصر دور إبليس وجنوده مع بني آدم على وسوسة القرين التي سبق بيانها ، وإنما لإبليس أعوان آخرون ، يقومون بوظائف مختلفة ، وكل ما ذكر في السؤال من تصرفات لإبليس وجنده ، ليس فيها ما يدل على أنها من عمل القرين الخاص الموكل بكل شخص . فالشيطان الذي يوسوس للإنسان في صلاته ليس هو القرين ، بل هو شيطان خاص لهذا الأمر ، وقد سمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم " خِنْزَب " – بفتح الخاء أو كسرها - ، وليس هو الذي يعقد على قافية المسلم قبل نومه ثلاث عُقَد – كما في الصحيحين - ، وليس هو الذي يبول في أذن من نام الليل كله حتى أصبح – كما في الصحيحين - ، وهكذا في مسائل كثيرة ، فكل أولئك جنود لإبليس – على الراجح - ابتلى الله تعالى بهم المسلمين ، وأمرهم بالاستعاذة منهم ، واتخاذهم أعداء ، وأما القرين فله الوسوسة والإغواء لا غير . رابعاً: وبناء على ما سبق ، يتبين لنا أن الاستحاضة ليست بالضرورة من فعل هذا القرين ، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر أنها من الشيطان . وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم سبب دم الاستحاضة بعدة أشياء ، وهي : 1. ( هَذَا عِرْقٌ ) رواه البخاري ( 321 ) ومسلم ( 334 ) من حديث عائشة رضي الله عنها. 2. ( هَذَا مِنْ الشَّيْطَانِ ) رواه أبو داود ( 296 ) من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها ، والحديث صححه الألباني في " صحيح أبي داود " . 3. ( رَكْضَةٌ مِنْ الشَّيْطَانِ أَوْ عِرْقٌ انْقَطَعَ أَوْ دَاءٌ عَرَضَ لَهَا ) رواه أحمد ( 45 / 602 ) من حديث عائشة رضي الله عنها ، والحديث صححه محققو المسند . 4. ( رَكْضَةٌ مِنْ الرَّحِمِ ) رواه النسائي ( 209 ) من حديث عائشة رضي الله عنها ، والحديث صححه الألباني في " صحيح النسائي " . 5. ( رَكْضَةٌ مِنْ الشَّيْطَانِ ) رواه الترمذي ( 128 ) وأبو داود ( 287 ) من حديث حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها ، والحديث حسَّنه الألباني في " صحيح أبي داود " . ولا تنافي بين الروايات ، فدم الاستحاضة يخرج من عرق انفجر في أدنى الرحم ، والمرأة المستحاضة يلبَّس عليها الأمر فتظنه حيضاً وتترك الصلاة ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم ( رَكضة من الشيطان ) وقوله ( هذا من الشيطان ) ليس فيه ما يدل على أنه من فعل القرين ؛ لما سبق بيانه من اختلاف الشياطين وأعمالهم . مع أنه قد قيل : إن المراد به ما يحصل من تلبيس الشيطان بذلك ، لا أن نفس الدم من عمل الشيطان حقيقة . ينظر : " شرح سنن أبي داود " ، للعيني ( 2 / 69 ) . خامساً: مما يصلح أن يكون من فعل القرين – احتمالاً قويّاً - هو ما ذكره الأخ السائل من دفع القرين للمقترن به ليمرَّ بين يدي المصلي ، فقد جاء النصٌّ الصحيح على هذا أنه من فعل القرين ، وهذا ليس خارجاً عمّا ذكرنا من أعمال القرين من الوسوسة والتزيين والإغواء . عن أَبِى سَعِيدٍ الخدْرِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شيء يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْ فِى نَحْرِهِ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ ). رواه البخاري ( 3100 ) ومسلم ( 505 ) . وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّى فَلاَ يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّ مَعَهُ الْقَرِينَ ) . رواه مسلم ( 506 ) . قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - : وقد اختلف في معناه : فقيل : المعنى : أن معه الشيطان المقترن به ، وهو يأمره بذلك ، وهو اختيار أبي حاتم ، وغيره ، ويدل عليه : حديث ابن عمر : ( فإن معه القرين ) . وقيل : المراد : أن فعله هذا فعل الشيطان ، فهو بذلك من شياطين الإنس ، وهو اختيار الجوزجاني ، وغيره . " فتح الباري " لابن رجب ( 2 / 676 ) . والمراد بأبي حاتم في كلام ابن رجب : هو الإمام ابن حبَّان صاحب الصحيح ، فقد بوَّب على الحديث بقوله " ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ( فَإِنّمَا هُو شَيْطَان ) أراد به : أن معه شيطاناً يدله على ذلك الفعل ، لا أن المرء المسلم يكون شيطاناً . " صحيح ابن حبان " ( 6 / 133 ) . سادساً: لم نقف على ما أورده الأخ السائل عن أن الشيطان كان يسحب ثوب عمر أثناء صلاته ، ولا نعلم لذلك أصلا ، فالله أعلم به . وأما الذي دخل على أهله فوجدهم يضعون خيطا على أعينهم ، فليس هو ابن عمر ، كما ورد في السؤال ، وإنما القصة كانت لابن مسعود مع امرأته : عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا جَاءَ مِنْ حَاجَةٍ فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ تَنَحْنَحَ وَبَزَقَ ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَهْجُمَ مِنَّا عَلَى شَيْءٍ يَكْرَهُهُ ، قَالَتْ : وَإِنَّهُ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَتَنَحْنَحَ ، وَعِنْدِي عَجُوزٌ تَرْقِينِي مِنْ الْحُمْرَةِ ، فَأَدْخَلْتُهَا تَحْتَ السَّرِيرِ ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي ، فَرَأَى فِي عُنُقِي خَيْطًا ، قَالَ : مَا هَذَا الْخَيْطُ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ خَيْطٌ أُرْقِيَ لِي فِيهِ . قَالَتْ : فَأَخَذَهُ فَقَطَعَهُ : ثُمَّ قَالَ : إِنَّ آلَ عَبْدِ اللَّهِ لَأَغْنِيَاءُ عَنْ الشِّرْكِ ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ ) . قَالَتْ : فَقُلْتُ لَهُ : لِمَ تَقُولُ هَذَا ، وَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِيهَا وَكَانَ إِذَا رَقَاهَا سَكَنَتْ ؟! قَالَ : إِنَّمَا ذَلِكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ ؛ كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ ، فَإِذَا رَقَيْتِهَا كَفَّ عَنْهَا ؛ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَذْهِبْ الْبَاسَ ، رَبَّ النَّاسِ ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي ، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ) . رواه أحمد (6/110ط الرسالة ) واللفظ له ، وأبو داود (3883) وغيرهما ، وحسنه محققو المسند ، والشيخ الألباني في المشكاة وغيرها ، ثم إنه عاد فتوسع في تخريجه ، ورجح ضعفه في "السلسلة الصحيحة" (6/471ـ رقم2972) . والقصة لا تخرج عما ذكرناه سابقا ، من أن مثل ذلك ، لا يلزم أن يكون من فعل القرين الخاص بكل امرئ ، وقد سبق الفرق بين "الشيطان" عموما ، والقرين . وأما على القول بضعف القصة ، فلا مجال للبحث فيها من أصله . http://www.islam-qa.com/ar/ref/149459 |
|
|
|
|
|
#10 |
|
مشرف
تاريخ التسجيل: 2009-05-23
المشاركات: 1,745
|
فتاوي نسائية متعلقة بالوضوء والصلاة
هل يجوز الوضوء مع وجود المكياج على الوجه ؟. الحمد لله يشترط لصحة الوضوء إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة ، من شمع وعجين ومادة لاصقة ونحو ذلك ، حتى يتحقق المراد من غسل أعضاء الوضوء . قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) المائدة/6 . وقد ذكر في "الإنصاف" (1/144) : أن من شروط صحة الوضوء : إزالة ما يمنع وصول الماء إلى العضو . وقال النووي في "المجموع" (1/492) : " إذا كان على بعض أعضائه شمع أو عجين أو حناء وأشباه ذلك فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو لم تصح طهارته سواء أكثر ذلك أم قل . ولو بقي على اليد وغيرها أثر الحناء ولونه ، دون عينه ، أو أثر دهن مائع بحيث يمس الماء بشرة العضو ويجري عليها لكن لا يثبت : صحت طهارته " انتهى . ويُعلم من هذا أن المكياج إذا أزيل قبل الوضوء ، أو بقي لونه فقط ، فإن الوضوء صحيح . وعلى هذا ، فإذا كان المكياج يمنع وصول الماء إلى البشرة فلا يصح الوضوء ، وأما إذا كان مجرد لون أو كان يسيرا بحيث لا يمنع وصول الماء إلى البشرة فإن الوضوء صحيح . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب |
|
|
|
![]() |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|