“حرب الفتاوى” تشعل صراعاً في منابر المساجد
آخر تحديث:الخميس ,29/09/2011
صنعاء - “الخليج”:
تحولت بيانات وفتاوى العلماء إلى نوع من السجال بين رجال الدين الموالين للنظام اليمني والموالين للثورة الشبابية، لتشهد المراحل الأخيرة من ماراثون الأزمة السياسية المتصاعدة في البلاد دخول العلماء ورجال الدين في خط الصراع المحتدم على السلطة .
وبادرت جمعية علماء اليمن، التي يرأسها القاضي محمد إسماعيل الحجي، المعروف بكونه أحد أبرز رجال الدين الموالين للرئيس علي عبدالله صالح، إلى إصدار بيان تضمن فتوى شرعية بعدم جواز شق عصا الطاعة والخروج عن ولي الأمر واعتبار الإحجام عن تلبية الدعوات المتكررة من الحزب الحاكم للجلوس على طاولة حوار كوسيلة لفرض التهدئة والبحث عن مخارج توافقية وآمنة للأزمة السياسية القائمة والمستحكمة افتعالاً للفتنة وإذكاء لجذوة الصراع والشقاق .
بالمقابل سارعت هيئة علماء اليمن، التي انشقت مؤخراً عن جمعية علماء اليمن ويرأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني، أبرز رجال الدين المناوئين للنظام، إلى إصدار بيان مماثل عقب ساعات فقط من التئام اجتماع استثنائي لجمعة علماء اليمن الموالية للنظام، تضمن فتوى مغايرة تقضي ب”عدم جواز طاعة ولي الأمر إذا ما ترتب على طاعته معصية للخالق” . ودعا بيان هيئة علماء اليمن “جميع الضباط والجنود المنخرطين في الوحدات العسكرية والأمنية التابعة لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، التي يقودها النجل الأكبر للرئيس صالح وابن شقيقه، إلى رفض الأوامر التي تستبيح دماء اليمنيين عملاً بالحديث الشريف “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق” .
وعزز ذلك تعدد الجهات المسيطرة والمشرفة على إدارة هذه المساجد، والمنحصرة تحديداً في وزارة الأوقاف والإرشاد وحزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض، الأمر الذي أسهم في تكريس مفردات الأزمة السياسية القائمة وإعادة إنتاجها في هيئة خطاب ديني تتفاوت مضامينه بين التشديد على إلزامية طاعة ولي الأمر وعدم جواز شق عصا الطاعة، والدعوة إلى ممارسة أعظم أنواع الجهاد المتمثل في الجهر بكلمة الحق في وجه الحاكم الجائر واعتبار مناصرة وتأييد الثورة القائمة على النظام كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
|
2011-09-29, 01:00 PM
المواضيع المتشابهه
العرض المتطور
