![]() |
![]() |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
موقوف
تاريخ التسجيل: 2010-06-11
المشاركات: 2,071
|
![]() كتآب قديم ( الجنوب العربي في سنوآت الشدة ) تأليف/ عبدالله الجآبري .
-------------------------------------------------------------------------------- فهرس الكتآب الأول : بدآية مصرية طريقنآ الجديد بدون قحطآن . الأزمة في الدآخل . عودة الى المآضي . الصورة مظللة .. مضآءة . الوجه الثآني من العملة ذآتهآ . المستقبل لآيدخر لنآ سوى أيام إنتقآم . محآضرة بالعآمية ، ولكنهآ رآئعة ، وخطيرة . أسبآب إنهيآر أثمآر الجنوب العربي . الثورة المضآدة ، أو الملهآة . الكتآب الثآني : ونهآية بريطآنية التحول البريطآني . حديث عن المهآم والظبآط . الخطة المشتركة . تجهيزآت إستعمآرية . اللحم المصبوغ بالعسل ، والمؤآمرة . الرفض الجمآعي للحكم . مظآهرآت تحميهآ الدبآبآت . حمآية الذهب بالحديد . الآمآل المتوآضعة تضيع . حضرموت . حضرموت أيظآ . سقوط عدن . الشكل الأخير للإستقلآل . وحدنآ مع العدو . الجنوب العربي في سنوآت الشدة عبدالله الجآبري كتآب قديم سأكتبه لكم تبآعآ وعلى أجزآء ، عدد صفحآت الكتآب / (206) ، أتمنى يعجبكم وتستفيدوا منه، وأتمنى قرآئته ففيه الكثير الكثير والمشوق ، فعلينآ الإتعآظ وأخذ العبرة ومقآرنته بمآ يحصل اليوم ... هذآ الموضوع ، إهدآء لكل جنوبي عربي ولكل المدآفعين عن الهوية الجنوبية العربية وخصوصآ للأسآتذة / *أسد الشرق الخليفي ، |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
موقوف
تاريخ التسجيل: 2010-06-11
المشاركات: 2,071
|
![]() الكتآب الأول : بدآية مصرية
طريقنآ الجديد بدون قحطآن إن مآ يحدث اليوم في الجنوب العربي : لآ يندرج في قآئمة الأخطآء التي لآ بد لأي نظآم في طور توطيد وجوده .. والتمكين لنفسه في الأرض . من إرتكآبهآ أنه نهج معتمد .. وسيآسة مدروسة .. وخطوآت محسوبة : تؤدي بالتدريج - وكمآ تدل البينآت - إلى تونير الحيآة .. وخلق المشكلآت دآخل الجنوب العربي .. (( والزج )) به في ذآئرة صرآع عآلمي مآحق وإثقآل كوآهلنآ بإلتزآمآت لآ تستطيع إمكآنيآت شعبنآ الصغيرة أن تتحملهآ .. إن جوهر معآرضتنآ لنظآم الحكم الجديد في الجنوب يرتكز اولآ وقبل كل شيء الى حقيقة مسلم بهآ هي في أعتقآدنآ . فوق مستوى الجدل .. نحن نعتقد أن تزع الصفة الإستعمآرية عن الجنوب العربي .. وتحقيق وحدته .. وقيآم سلطة شعبية على أرضه (( بدآية معقولة )) . تخلق الشروط الضرورية لتطوير مصآدر القوة الإقتصآدية .. وتحريك كل قطآعآت الشعب لأغرآض البنآء .. ومجآوزة دآئرة التخلف .. والفقر التي رسمهآ لنآ وفرضهآ علينآ حكم إستعمآري دآم مآئة وثلآثين عآمآ .. ولهذآ فعندمآ نطآلب بعدم توسيع دآئرة أعدآئنآ في العآلم وإعلآن حآجتنآ إلى صدآقة جميع الدول العربـــيـــة بالذآت وعونهآ يجب أن ينظر إلى مآ نطلبه على أنه (( صوآب )) .. ومثل هذآ الموقف - كمآ نظن - قمين بأنه يغري أي حكومة تقوم على أرض الجنوب العربي (( بمزآيآه )) مآ عدآ حكومة (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) . ويبدو أن مفعول مدرسة (( أبو لمعة )) ، أمتد إلى كل مكآن .. فخلق لنآ حتى في الجنوب العربي طآئفة من الرجآل يتملكهم ميل شديد إلى التبجح .. والإعلآن عن مشآريع تتجآوز حدود شجآعتهم الشخصية .. وتتجآوز حدود طآقآت شعوبهم .. إنهم رجآل لهم كل خوآص (( المهرج النآجح )) .. ومآ ينقصهم فقط هو الروح المرحة . إن دولة مستقلة حديثآ كالجنوب العربي بموآردهآ الضئيلة ، لآتملك أن تقدم للعآلم سوى (( التمنيآت الطيبة )) .. ولآ خيآر لهآ في أن تسلك سبيلآ آخر .. ذلك أنهآ إن أرآدت خيرآ لم يعنهآ الدهر عليه .. وإن أرآدت بأحد سوءآ لم تستطع إيجآد أسبآبه .. وإذن فالعقل يقضي على أية سلطة تتولى أمرنآ في الجنوب أن تظهر شيئآ من التوآضع .. والتوآضع ركن من أركآن الحكمة السيآسية والخلقية .. تتوآضع في سيآستهآ الخآرجية بمآ يتنآسب وحقآئق وضعنآ كشعب صغير فقير .. وتتوفر جهودهآ على المشكلآت الكبآر التي خلفهآ لنآ الإستعمآر وترتب أحوآلنآ .. وتنسق موآردنآ . وتستفتح علينآ أبوآبآ للرزق تلبي على الأقل الضرورآت العآجلة لمجتمع تركه الإستعمآر على الحصيرة . ولآ ينطوي مطلب التوآضع هذآ .. على أي مسآس بحقوق السيآدة أو كبريآء الشعب . كمآ أنه لآ يعني الإمتنآع عن الإظطلآع بأية مسؤولية تفرضهآ علينآ شروط السلآمة أو الدفآع عن حقوق الأمة العربية في فلسطين .. أو أي مكآن آخر من الوطن العربي . كمآ أنه لآيعني عدم مسآندتنآ لحق (( تقرير المصير )) بالنسبة لجميع الشعوب .. والوقوف ضد كل إتجآه عدوآني يرمي إلى تخريب الأسس المقدرة للأمن والسلآم في العآلم .. كلآ .. إن مآ نطلبه هو ألآ نبدو في (( الصورة .. أو المضمون )) ، كمآ لو كنآ (( عملآء )) لمعسكر معين من قوى الصرآع في العآلم وبالتآلي نحرض المعسكر الآخر على أن يلتمس أسبآب الكيد لنآ ومخآصمتنآ .. وتحويل أرضنآ ذآتهآ .. وشعبنآ ذآته .. إلى سآحة يحترب فيهآ الروس والأمريكآن .. ونكون نحن مجرد أدوآت هزيلة في أيدي المتحآربين .. كمآ هو الوآقع الفعلي في فيتنآم .. وكوريآ .. وأمريكآ اللآتينية .. بل في كل قآرة .. والفرق هو في جحيم الصرآع .. ومدآه .. وأدوآته . وليس في نوعيته .. وأهدآفه النهآئية .. ومن الخطأ القول بأن الروس والصينيين قوم (( يتعجلون فعل الخير )) . تحت وطأة مشآعر نبيلة .. وشعور حآد كريم .. ونشدآن للمودة محض .. لآيخآلجه عنصر خسآسة أو خبث أو تشوق للسيطرة .. إن هنآك من يحآول إقنآعنآ اليوم في الوطن العربي .. بأن دوآعي عمآلته للشيوعية .. وليدة إعتقآده بأنه وجد في الروس والصينيين (( صديقآ أفضل وانبل للعروبة )) .. غير أن الأحدآث .. أظهرت على مستوى الوطن العربي كله أنه بعد سنوآت من فتح أبوآب العآلم العربي أمآم الصدآقة الوآفدة من موسكو وبكين .. وبعد سنوآت من وضع موآردنآ كلهآ في خدمة جهآز الحزب الشيوعي ضد الغرب في ميآدين .. السيآسة والإقتصآد .. والفكر .. والعسكرة .. وبعد إستظهآر نآدر عجيب لكل ترآث مآركس وانجلز .. ولينين . وبليخانوف وتروسكي ومآوتسي توتنج .. وبعد أن أصبح أرنست شيء جيفآرآ أشهر بمآ لآيقآس من القعقآع .. بل من ابن الوليد في محيطنآ العربي .. وبعد أن طآردنآ النفوذ الغربي إلى طوروس في الشرق .. والنيل الأزرق في الغرب .. وطنجة في الشمآل .. وسقطرة في الجنوب بعد هذآ الجهد الجبآر .. أكتشفنآ أن الصدآقة الروسية والصينية .. لم تجعلنآ أفضل حآلآ .. أو أصعب منآلآ .. بل أسوأ .. إذ وضعت العرب في مواجهة بعضهم البعض .. وأدخلتهم فعليآ في صرآع مع أنفسهم .. وأستنفد الكثير من طآقآتهم .. وأستهلك الجم من قوآهم . وأفسح المجآل وآسعآ للكثير من المشآعر الضآرة أن تأخذ سبيلهآ إلى الضمآئر والقلوب وخلق من دوآعي الفرقة والإنقسآم مآ نحتآج جيل من الجهد للتغلب عليه وقتل أسبآبه وإسترجآع روح التعآون والثقة . لقد جآهدنآ ضد أمريكآ والغرب ولمصلحة السوفييت والصين - ويجب أن نعترف - جهآدآ كلفنآ الكثير من الأصدقآء .. وجشمنآ الكثير من العنآء . وأجبرنآ على أن نخوض في دمآء بعضنآ البعض بضرآوة تحسدنآ عليهآ الكلآب . وكآن ثمن هذآ كله كمآ هو معلوم .. ومفهوم عدة مئآت من الدبآبآت تركهآ الجيش المصري لإسرآئيل في سينآء .. وترك معهآ سينآء المبآركة . ولآزلت أثمآن الدبآبآت ديونآ يستوفيهآ الروس من قطن مصر ودم شعبهآ .. وهآ نحن نفيق من حميآ (( الصدآقة )) على كآرثة مروعة هي إمتدآد اليهود في الأرض العربية إلى أبوآب القآهرة .. ودمشق .. مرورآ بثآلث البقآع الطآهرة في العآلم ( القدس الشريف ) .. ومآ حوآه وجآوره من أرض عربية في فلسطين .. وسوريآ .. وكل مآ فعلته لنآ الصدآقة هو إستخلآص قرآر هزيل من مجلس الأمن يثبت لنآ حقآ نظريآ في هذه الأرض .. دون أن يضعنآ على الطريق السوي لإسترجآعهآ .. والحآل أن نكبة ( حزيرآن ) بكل طوآيآهآ .. وملآبسآتهآ . وردود أفعآلهآ بالتتآبع أعلنت بشكل جلي (( إفلآس اليسآر العربي )) .. في كآفة الميآدين وأهمهآ .. وهي ثلآثة .. أ _ الإنجآزآت الدآخلية . ب _ السيآسة الخآرجية . ج _ القوة العسكرية . والأيآم نفسهآ .. التجربة نفسهآ .. الوقآئع نفسهآ .. وليس نحن بل هي التي كشفت إفلآس اليسآر العربي في الحقول الثلآثة .. إقتصآد منهآر .. وشعوب جآئعة .. تتسلى بالأغآني والنكت .. وتتهلى بالوعود .. ومتعتهآ الوحيدة هي التفرج على موآكب الجنود .. وأرتآل الدبآبآت .. وهيآ كل الصوآريخ الوهمية . في الإحتفآلآت والإستعرآضآت الدورية التي ينظمهآ (( اليسآريون )) بمهآرة وإتقآن يغبطهمآ عليهمآ مدرآء المسآرح .. سيآحة خآرجية خرقآء ، خلقت لنآ من الأعدآء بمقدآر مآ خلقت لإسرآئيل الأصدآقآء فضلآ عن التعبئة الوجدآنية المستمرة للجمآهير العربية بسوء حكومآتهآ (( المعتدلة )) والتحريض المستمر على العنف والإغتيآلآت .. وتعريض المجتمعآت العربية للتوتر المتصل الذي يعوق .. الثبآت والإستقرآر .. والبنآء .. قوة عسكرية تصلح فقط للإستعرآضآت .. وليس للنظآل بدليل أنهآ لم تثبت حتى بضعة أيآم .. أو سآعآت أمآم أذل أمة في العآلم وأصغرهآ .. إننآ نتكلم عن الجنوب العربي و لم نرد فقط الإسآءة إلى أحد أو هدآية النآس إلى جديد لآ يعلموه عن حآلنآ في الوطن العربي بعد نكبة ( حزيرآن ) المؤلمة .. المريرة .. ضرورة السيآق وحدهآ قضت بأن نورد أجمآليآ ربمآ ينفع الحكم الجديد في الجنوب العربي .. وهو سينفع شعب الجنوب نفسه وذلك .. أكيد .. أكيد .. إن الحكومة الصآلحة في المنظور العآدي تقآس عآدة بالمحسوس الملموس من إنجآزآتهآ .. وليس بمآ تسبغه على نفسهآ عبر أجهزتهآ من الوجآهة .. والقوة .. والحكمة . فلآيحآولن قحطآن أن (( يعدنآ بالقمر )) .. ويدنينآ من (( الثريآ )) بالأوهآم .. والخيآلآت .. وشعبنآ بعد لم يأمن على نفسه ولم توفر له حكومة الإستقلآل الطمأنينة .. والثقة على الحآل والمآل .. وهو أصغر المكآسب التي توفرهآ في العآدة حكومآت الإستقلآل للشعوب المستقلة . وإستنآدآ إلى هذه الحيثيآت وكل مآ يترتب عليهآ نحن نعآرض الحكومة الجديدة في الجنوب العربي . ليس عن (( عمآلة )) أو رغبة في السلطة .. ولسنآ متسولين .. ولآ مرتزقة .. نحن أفضل من أن نقود شرآ لشعبنآ .. وأكرم من أن ندآهن سلطة قآئمة على أرضه لآتقدم على حبهآ إيآه .. وحرصهآ على مصآلحه .. وتقديرهآ لمسؤلية الحكم والقيآدة .. عن تقدير للمسؤولية عميق ووعي بآلغ ودقيق .. لآ نؤيد هذه الحكومة القآئمة في الجنوب العربي .. لأنهآ بدأت تدور بنآ في نفس المسآر الكريه الذي لآ زآل الوطن العربي يئن من أثآره الضآرة .. الحكومة القآئمة في الجنوب العربي (( يسآريه )) .. أو هي هي بتعبيرنآ (( عميل وقح للشيوعية العآلمية )) .. واليسآر بالنسبة للأمة العربية ، كلهآ أنتهى .. لقد وصلنآ إلى آخر الأنشودة . وآن لنآ كجمآهير .. أن نحآسب أن نفكر .. أن نزن كل حآدثة ونرآجع كل حديث .. بعد أن أقتصر دورنآ طوآل هذه السنوآت على التصفيق والهتآف .. وتأليف الأغآني الحمآسية .. التي تنآسب مزآج القيآدة الرخيص .. لآيجوز قط .. وليس من المسؤلية في شيء أن نسمح لقحطآن أن يزج بنآ في تيه جديد .. نكتشف بعد كذآ من السنوآت أضرآره ..وأخطآره ونحتآج إلى كذآ من السنوآت في تفآدي هذه الأخطآر وملآشآة الأضرآر . لنبدأ مسيرة جديدة الوقت لآيسمح لنآ بتكرير ( المأسأة ) في الجنوب العربي ونقل .. وتصدير مضآعفآتهآ إلى جزيرتنآ العملآقة .. وشوآهد فسآدهآ مآثلة لأعيننآ في أكثر من قطر عربي .. لآ .. لآ .. هذآ كثير .. وأكثر مآ نستطيع السمآح به .. أو السكوت عليه .. إن (( الثورية الشيوعية )) الإرهآبية التي قآمت طوآل السنوآت المآضية بتمزيق المجتمع العربي .. ولوثت طبآعه .. وأفسدت سريرته وأضعفت صلته بالله .. ونحت في سيآستهآ الخآرجية منحى جر عليه العدآوآت .. والتجويع ومن ثم الهزآئم المرة .. هذه (( الثورية الشيوعية )) هي التي تحآول اليوم أن تجعل من أرض الجنوب العربي رآفدآ يعين (( الثوريآت )) التي فرضت في الأرض العربية .. وجعلت منآ .. ومن شعوبنآ .. وجيوشنآ أضحوكة الضآحكين في العآلم . ووآجبنآ ألآ نسمح بشيء من هذآ القبيل أن يحدث في الجنوب العربي أو في أي مكآن آخر من جزيرة العرب الأم . لأننآ من هذه الجزيرة بالذآت نريد أن ننطلق لإسترجآع الأرض السليبة .. ورد الإعتبآر الذي أضآعه فلآسفة الهزآئم .. من هنآ نريد أن ننطلق تحت رآية ( محمد ) لنستعيد مآفقدنآه تحت رآية ( لينين ومآو ) ولن يكون هذآ الإنطلآق ممكنآ وفينآ من ( يخجل ) من ذكر الله ( وينكسف ) من ذكر محمد .. لقذ تأخر قحطآن عن موعده فقد تعآطينآ من قبل ( الوصفة ) التي يحببهآ اليوم الينا فلم تجد نفعآ .. لقد مللنآ لحد القرف الإغترآف من الكتب الشيوعية المترجمة .. وأنفعلنآ بمآ فيهآ لحد الموت .. وأقنعنآ من هو أثقل من قحطآن وزنآ بالترديد العقيم للشعآرآت السقيمة .. فلم نجن من ورآء ذلك إلآ الهزيمة المنكرة .. والندم العميق على دمآء أخوتنآ العرب التي سفحت في الشوآرع في غمرة الإنفعآل الأهوج .. والتحقيق المندفع لأحلآم دجآلونآ الكبآر . والآن علينآ أن نجرب (( الرجعية )) أذآ كآنت تعني الرجوع إلى الله .. وإستلهآم الرشد من مآضي العرب وتآريخهم الحآفل المجيد .. علينآ أن نستدل على طريق لله أستدل به سآبقونآ فأنتصروا . علينآ أن نستنير بكتآب لله بين يدينآ .. فهذآ الكتآب وحده لآغير سيفجر منآبع القوة في الوجود العربي .. وسيصنع غد العرب المشرق العظيم .. علينآ أن نتعرف من جديد على الأمة العربية .. ونتحسس عقيدة الشعب المسلم المؤمن بالله .. ونختبر إتجآهآت الرأي فيه .. ونجدد صلتنآ به .. ونربيه تربية نضآلية ترتفع به إلى مستوى المحنة التي صنعهآ له وزجه فيهآ (( العملآء الوقحون )) .. وفي سيآستنآ الخآرجية علينآ أن نتعلم كيف نعمل لأنفسنآ .. ونزيد من ثقة الشعوب فينآ .. ونلتزم جآدة تكون مدعآة لإحترآمنآ في الوجود الدولي كله .. وقحطآن(1) بكل مآيمثله . ليس دليلنآ على هذآ الطريق الجديد ( طريق الله ) .. إنه تركة ورثنآهآ من عصر مآقبل ( 5 حزيرآن ) .. وعلى كل عربي أن يتخلص من حصته في التركة المرذولة ( من بقآيآ الهزيمة ) .. ــــــــــــــــ (1) المعنى هنآ تنظيم الجبهة القومية الحآكمة في الجنوب العربي وقد كآن قحطآن على رأسهآ في ذلك الوقت الذي تغير ولم يتغير المسآر الضآل للتنظيم . وإذن فهذآ الفصل لآزآل يؤدي وظيفته كآملة . |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
موقوف
تاريخ التسجيل: 2010-06-11
المشاركات: 2,071
|
![]() الأزمة في الدآخل
- 1 - ... والسيآسة الخآرجية ليست في الوآقع كل مآ نختلف عليه مع (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) رغم أن من العسير الفصل في أحوآل دولة اليوم . بين الوجهة العقآئدية للدولة .. وبين سيآستهآ الخآرجية .. إنه إختلآف بين عقيدة .. وعقيدة .. وكل الأمور بعد ذلك تأخذ نفس المسآرآت التي تتفرع عن (( الإختلآف الجذري )) إلى تفصيلآت هآمشية .. إنه إختلآف بين (( الإسلآم كدين مشتمل على حدود تصور كآملة شآملة للحيآة .. والأحيآء .. وكخطة ومنهآج يرقى بهمآ الإنسآن .. ويفلح ويتحرر من العبودية إلآ الله .. وبين العقيدة المآركسية )) تطرح نفسهآ (( بالعنف الثوري )) .. وبالإرهآب المنظم كبديل للإسلآم في مجتمع مسلم . هذآ هو جوهر الإختلآف .. ونقطة إنطلآقه .. وهو يتصآعد من هنآ .. ويتفرع في مسآرآت متعددة . ذلك أن السيآسة عمليآ ونظريآ أدآة من اأدوآت التعبير عن عقيدة الدولة .. وبالتآلي فإنهآ - أي السيآسة الخآرجية - تعتبر من أهم (( الوسآئط النآقلة )) للعقيدة .. والحآملة لتأثيرآتهآ .. وملآمحهآ إلى العآلم . وإذآ كآنت (( المآركسية )) هي (( العقيدة )) مثلآ .. فأن خدمة (( الفضآئل والمثل العليآ المآركسية )) .. تصبح في المقآم الأول .. من سلوك (( الدولة )) في الخآرج .. وعلآقآتهآ بالمجتمع الذي تحكمه في الدآخل .. ولهذآ فلآ يجب أن يكون مدعآة للدهشة والإستغرآب أن يكون شعب كوريآ .. أقرب وأحب إلى دولة الجبهة القومية من شعب الأردن .. مثلآ .. ومآوتسي تونغ .. أقرب إلى قلوبهم . من الملك فيصل .. ذلك حكم العقيدة .. فالضد لآ يحب ضده .. وصحيح أن هذآ ليس رأينآ نحن شعب الجنوب العربي .. ولكنه رأي ولآة الأمر فينآ .. وهذآ بالذآت مآ يفقدهم حق الطآعة علينآ .. ومآ يخلع عنآ موجبآت البيعة التي لم تتم .. ولم يطلبوهآ هم قط .. بل أخضعونآ بالدم .. والحديد .. ولآ يزآلون يفعلون ..! إن حكآم الجنوب العربي لآ ينآقضون أنفسهم قط عندمآ يجآهرون بأن العآجل والملح في نظرهم هو تصفية (( الإمبريآلية والرجعية العربية )) .. وليس كمآ نريد نحن (( تصفية الفقر والتخلف في الجنوب العربي .. ووضع قوآعد سليمة لمجتمع مسلم مزدهر . يستطيع عندمآ يصل ألى مرحلة معينة من رقيه أن يكون مؤثرآ وفعآلآ بشكل أكبر .. وبصورة أدق .. في النشآط الإنسآني كله .. )) - 2 - إن الشيوعيين في الجنوب العربي .. بحكم خروجهم عن الإسلآم - وهم يجتهدون في الإعلآن عن هذآ الإتجآه وتأكيده - وإستبدآله بالعقيدة (( المآركسية )) .. يستجيبون طوعآ وبإندفآع للعمل مع أخوتهم في المعتقد .. ويقتربون منهم بمقدآر مآ يبتعدون عن سوآهم .. كمآ أنهم يزدآدون تصلبآ وعنتآ في محآربة كل إتجآه آخر على أرض الجنوب العربي .. طآوين الإتجآهآت العربية المسلمة هنآك تحت مفهوم وآحد هو (( الرجعية العميلة )) .. وهم يعلمون حق العلم بأن المنآضل العربي المسلم لآ يمكن أن يكون عميلآ لأحد .. لأنه بطبعه .. وبحكم تكوينه الخلقي يحآرب (( ليكون الدين كله لله )) .. ولتتحقق للعرب وحدتهم .. وترفع عزيزة رآيتهم .. وهو مآ لآ يتفق عليه أية دولة إستعمآرية أو شيوعية .. بدليل أن بريطآنيآ أستمرت تحآرب رآبطة الجنوب العربي إلى السآعآت الأخيرة من وجودهآ في الجنوب .. ومن ثم سلمت الرآية لمن هي وآثقة بأنه سيتآبع هذه الحرب بقسوة أشد .. وبثبآت أكبر ... لمآذآ ؟ لأن بريطآنيآ تعلم أنه لو قآمت دولة في الجنوب العربي متفآهمة مع السعودية . فإنهمآ ستشكلآن مجتمعتين قوة ضآربة .. تحول بين كل الطآمعين في جزيرة العرب والوصول إلى مآ يريدون .. من سيطرة ومغآنم لآ يجهل أمرهآ أحد . وبمآ أن (( سيآسة التوآزن )) تقتضي تمكين إختلآفآت من إفترآس طآقآت أبنآء الجزيرة العربية .. وإعآقة وحدتهم .. والتأثير بالضرورة على الدور القيآدي الذي أخذت السعودية تلعبه في السيآسة العربية و الإسلآمية وخلق روح التضآمن الإسلآمي في المهد .. فأن من الضروري خلق دولة شيوعية في الجنوب تنآطح ولو سيآسيآ ودعويآ الدولة الإسلآمية في الشمآل .. وفي النهآية إجبآرهآ على صرف جآنب من جهدهآ لإتقآء الشر .. والوقآية من الفتنة .. (( لئلآ يضع المسلمون في الجزيرة السيف على أعنآقهم فلآ يرفعه الله أبدآ )) .. - 3 - لقد رفضت رآبطة الجنوب العربي أن تقوم بنفس الدور الذي قآمت به (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. مقآبل إستلآم السلطة من بريطآنيآ .. وأصرت على ضرورة قيآم مؤسسآت ديموقرآطية ينتخبهآ الشعب - طبقآ لتوصيآت الأمم المتحدة - تنبثق عنهآ حكومة مركزية لعموم الجنوب تتولى الحكم . وأعتبرت الرآبطة أن هذآ هو السبيل الوحيد الذي يؤمن السلآمة .. والإستقرآر لدولة الإستقلآل .. ويجنب الشعب التطآحن الذي ذآق مرآرته بعد ذلك . ذلك أن الرآبطة لم ترد قط أن تكون (( جهآز الإكرآه )) الذي يحكم الجنوب العربي .. حتى وإن كآن هذآ الإكرآه إلى الخير .. ومآ كنآ نظن أن أحدآ آخر سيهرع إلى التهآلك على العرض البريطآني .. وسيوآفق على رفع رآيته على الدبآبآت البريطآنية التي دمرت الشيخ عثمآن .. وأقتحمت الصعيد وحــبــآن . لقد كنآ نظن بالأخرين مآ نظن بأنفسنآ من (( الولآء )) لشعب الجنوب العربي .. والرغبة المتجردة في عزته وكرآمته .. وحقن دمآئه .. غير أن الشيوعيين حتى وإن كآنوا عــربــآ لآ تعوقهم الوسآوس الخلقية أثنآء الصعود إلى السلطة .. كمآ لآ يعوزهم إختلآق (( الذرآئع والمسوغآت )) التي تبيح لهم إهرآق الدمآء .. وتنظيم حملآت التصفية .. في المجتمعآت التي يصلون اليهآ بالإرهآب .. والتآمر على مرآكز القوة .. والتأثير فيهآ . إن إستعذآب القتل .. وتغذبة الضغآئن .. والمثآبرة على تنميتهآ والحث المستمر على حتمية التنآقضآت في المجتمع الوآحد .. والدعوة إلى تصفية هذه التنآقضآت بالعنف الثوري ..! هذه الأمور تنفرد بهآ (( المآركسية )) دون كآفة المعتقدآت الشآذة التي عرفتهآ الإنسآنية طوآل أربعة ألآف عآم .. وهي الحقبة الزمنية التي يمكن متآبعة وقآئعهآ في كتب التآريخ .. وعلم الحضآرة . كمآ أن الحقد شيء لآ تعرفه العقآئد السمحآء .. ولكنه - أي الحقد - من أهم العوآمل المحركة في صلب (( المآركسية )) : وربمآ كآن هذآ يعود إلى المعآنآة المرة التي كآبدهآ كآرل مآركس والحرمآن المتصل الذي زآمله في المتحف البريطآني بعد نفيه من ألمآنيآ .. وإبتعآده عن المجآل الذي كآن يستطيع أن يحقق فيه نجآحآ سويآ .. يحمله على الرضى والقنآعة .. ويجعله أكثر تفآؤلآ ..! وربمآ كآن أصله (( اليهودي )) له علآقة بهذآ الضغن العجيب الذي يستشعره نحو الإنسآنية .. إذ من المعلوم أن اليهود ذآقوا إمتهآنآ وإظطهآد لآ مثيل لهمآ على أيدي المسيحيين الاتقيآء في العصور الوسطى .. ولم تتحسن النظرة إليهم في المآئتي سنة الأخيرة .. عندمآ أشتد الإتجآه إلى (( المسآوآة )) في أوربآ .. وضعف سلطآن الدين المسيحي في النفوس .. وأتجهت الأفكآر وجهة (( علمآنية )) .. ولليهود بلآ جدآل دور عظيم في إحدآث هذآ التحول الذي جآء لمصلحتهم .. وأنتهى بإنتصآره عصر إمتهآنهم وإحتقآرهم - بإستثنآء الردة المضآدة لهم - التي حدثت في عهد (( الرآيخ الألمآني الثآلث )) . وربمآ أن الأمرين معآ .. أصل مآركس اليهودي .. وظروف حيآته الشخصية صنعت منه ذلك المتنبي الأخرق المعآدي لله .. وللإنسآنية . ومهمآ يكن من أمر فإن آثآر هذه الديآنة العجيبة تنتقل إلى تآبعيه بشكل أشد وطأة .. وأكثر وحشية .. وهي تنفذ بجسآرة في مجتمعآت لآ يجرؤ عليهآ حتى الغزآة ، دعك من أن يرعآهآ وآحد أو عدة أحآد من أبنآء هذه المجتمعات ..! - 4 - وإني وقد تضلعت من (( المآركسية )) بمقدآر مآ تضلع به أتبآعهآ .. وعرفت من أشكآل تطبيقآتهآ في العآلم بمقدآر مآيعرف أنبه رجآلهآ .. لأعلم الآن مآ يتوجب على شعب الجنوب العربي أن يعآنيه من آلآم .. وتونر .. وإرهآق .. وقلق .. ليس في إحتمآل دعآتهآ .. والسكوت عنهم وهم يركبون ظهره .. وإنمآ مآ يعآنيه من حثه بكآفة الوسآئل - قلت كآفة الوسآئل - على الهتآف بصوت مسموع .. ونبرة وآضحة لقيآدة التغيير الثوري .. المأسآة أن كل موآطن في دولة الثورة المآركسية يصبح مطآلبآ بإكتسآب فضآئلهآ فورآ .. في أفعآله .. وأقوآله .. وحفظ شعآرآتهآ .. وترديدهآ في الشآرع .. في المقهى .. في البيت .. وهو مطآلب كذلك بنبذ قيمه وموآريثه .. ومعتقده القديم .. والإسهام في الحملة ضده .. وبمآ أن المرء لآ يغير عآدآته .. وقيمه الملكية والخلقية والدينية بين عشية وضحآهآ .. فأن الآف النآس في الجنوب العربي سيتعرضون .. للإضطهآد .. والحرمآن .. والتصفية المريرة .. تحت ذرآئع معآدآة الثورة .. أو العمل ضدهآ .. أو عدم التجآوب معهآ .. إلخ .. وهؤلآء .. أو جلهم ليسوا أعدآء نشطين .. بل ليسوا أعدآء بتآتآ إنهم فقط يريدون أن يتركوا وشأنهم تجنبآ للمشكلآت وضنآ بأنفسهم على المتآعب .. ولكن دولة الثورة (( المآركسية )) لآ تترك أحدآ .. وشأنه .. فذلك تسآهل .. لآ يستحقه الأعدآء حتى ولو كآنوا أعدآء من الخآملين .. لآ ضرر منهم .. ولآ نفع فيهم . يقول فلآسفتهم .. (( القيآم بثورة إشترآكية يعني بإيجآز تغيير العلآقآت الإجتمآعية الموجودة .. وخلق علآقآت إجتمآعية ثورية )) . (( المكلآ )) جريدة الشرآرة العدد الخآمس تآريخ 22-2-1968 م . وبمآ أن هذآ التغيير - وخصوصآ في المجتمع المسلم - لن يحدث إلآ بحرب منظمة ضد فكرة الإسلآم ذآتهآ .. بإعتبآرهآ المسئولة عن خلق العلآقآت الإجتمآعية القديمة .. وبتقنين إتجآه الأفكآر لمصلحة التغيير الثوري .. فأن الضرورة ستقتضي اللجوء إلى مقآدير متزآيدة من العنف لإحدآث هذآ التغيير في العلآقآت الإجتمآعية .. وجعلهآ في المستوى المطلوب الذي يستطيع التجآوب مع (( المآركسية )) .. والتشكل حسب مقتضيآتهآ .. - 5 - إن شعب الجنوب العربي يتعرض اليوم لإمتحآن عسير .. إمتحآن دينه .. إمتحآن في أخلآقه .. إمتحآن في قيمه وموآريثه .. وتقآليده .. وشيمه .. إمتحآن في صبره .. وشجآعته . ومستقبله كله رهن بنتآئج هذآ الإمتحآن . فأن خرج منه ظآفرآ وأستطآع أن يهب عن بكرة أبيه كما هو المأمول . وأجتث هذا النبت الكريه الذي تغذيه (( المآركسية )) الشيوعية وتطلب له النمو على أرضه العربية المسلمة .. فقد تستوي على الجودي قريبآ ويقال بعدآ للقوم الكآفرين . وإن تمكنت جذور هذآ الشر في رحآب .. الإستسلآم والإستكآنة .. والذل .. (( فأمر الله بلغ تشقى به الأشقياء )) . وإني لأظنهآ الحرب (( يبلغ من ضخآمتهآ أن المنتصر فيهآ يخر مغشيآ عليه فوق جثمآن ضحيته )) .. |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
موقوف
تاريخ التسجيل: 2010-06-11
المشاركات: 2,071
|
![]() عودة إلى الماضي
- 1 - في الجولة الحاسمة مع الشيوعيين في الجنوب العربي .. سنحتاج إلى التنوير الثابت الوئيد لجماهير الشعب .. بنفس المقدار الذي سنحتاج فيه إلى (( الرصاص )) لدحر السلطة الإرهابية الظالمة التي خانت قضية الشعب .. ولوثت انتصاره المجيد .. وبثت في النفوس الخوف .. والقلق حيث يجب أن تسود الطمأنينة .. وتعم البهجة والإغتباط .. وقد تم حتى الآن تفنيد المسار الضار الذي تسلكه حكومة الجبهة القومية في سياستها الخارجية .. كما تم كذلك تفنيد الكيفية التي يتم بها تثبيت (( الماركسية )) كبديل (( للإسلام )) في الجنوب العربي ضمن خطوات مقررة مدروسة تنفذ .. وتعلن بجسارة نادرة وتصميم عنيد .. وعلينا الآن أن نتناول المسألة الأهم .. أو القضية الأكثر جذرية .. ذلك أن معارضتنا للحكومة القائمة في الجنوب العربي ( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ) تقوم أساسا على إعتبارها حكومة غير شرعية .. وقد سبق لنا أن أجملنا - في غير هذه الصفحة - الأسباب التي تحملنا على الإعتقاد بأن دواعي النضال في الجنوب العربي لا زالت قائمة .. وان خروج الإستعمار قتل بعض هذه الأسباب .. ولكنه أحيى غيرها .. بسبب الظروف (( التآمرية )) التي صاحبت إعلآن الإستقلال إذ لم يصر قط الرجوع إلى الشعب .. إن ما حدث بالظبط هو (( عملية تبادل للمراكز من فوق )) بحيث حل الإئتلاف القوميين والشيوعيين .. والمتمثل في (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) . محل الوجود البريطاني .. ووجدنا أنفسنا كشعب خارج هذا الإتفاق . تمامآ .. بل وأصبحنا في الواقع الفعلي من ضحاياه .. وهذا يعني أن الأهداف التي قاتلنا من أجلها لم تتحقق . وإذن ففي حسابنا العودة إلى القتال .. لنفس الأسباب التي أجبرنا في الماضي على إشهار السلاح .. وإحتمآل الإضطهاد في سبيل الوصول إليها . وضمن ما يجب أن نظفر به في نهاية صراعنا مع الشيوعيين والقوميين (( حكومة شرعية )) يجري إختيارها من قبل الشعب .. ممثلة تمثيلا كاملا لكافة قطاعاته .. ولن يصار إلى تحقيق هذه الغاية الكريمة .. إلا بعد إسقاط الحكومة الغير شرعية القائمة .. بنفس الأساليب التي وصلت إلى الحكم .. (( بالقتال )) .. ولا أحتاج إلى التدليل - رغم سعة مجال الإستدلال - على أن القوميين والشيوعيين يثابرون على التأكيد بأن ما أكسبهم الحق في الحكم هو أنهم قاتلوا فأنتصروا (( أكتسبنا الشرعية بالقتال )) كما يردد المسؤولون بينهم .. هذا الإدعاء بشكل يؤذي الكرامة .. وفي خيلاء (( بونابرتيه )) فاحشة .. فمن هذا الذي قاتلته الجبهة القومية .؟ وكيف أنتصرت ؟ ومتى شكلت ؟ ولأي غرض كان هذا التشكيل ؟ وفي ظل أي شروط ؟ وهل هي بالفعل تمتاز ببعض أو كل شروط الحكومة الشرعية ؟ . هذا يقضي بفتح بعض ملفات قضية الجنوب العربي .. والعودة بها إلى عام 1964 .. ( إذ تشكلت الجبهة القومية في اكتوبر من نفس العام ) .. والجواب على هذه الأسئلة يتطلب كذلك مراجعة بعض الوقائع . ومعرفة مقدار الحق في دعوى (( الشيوعيين )) هذا إذا كان فيها من الحق أي مقدار .. - 2 - ( أ ) في عام 1964. أصبحت قضية خروج بريطانيا من الجنوب العربي مسألة مقررة .. فقد أعلنت بريطانيا في ذلك الوقت أنها ستمنح الجنوب إستقلاله في موعد أقصاه عام 1968 .. وأعلنت كذلك أنها بسبيل تخفيف إلتزاماتها الدفاعية شرقي السويس .. وأن ذلك قد يعني - أو هو سيعني بالفعل - تصفية قاعدتها العسكرية في عدن .. ( ب ) - في الفترة نفسها بدأت بريطانيا تجري سلسلة من الإتصالات مع القوى الوطنية والجماعات الحاكمة لمعرفة ( النسبة ) التي سيجري تطبيقها من قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالجنوب العربي والصادرة في ديسمبر 1963 . وكان يوجد إختلاف .. أو إختلافات شتى حول هذه القرارات .. بين الرابطة التي أستخلصتها من الأمم المتحدة ، وبين حكام الجنوب العربي .. وكان موقف هؤلاء الحكام في البداية هو رفض هذه القرارات كلها .. ثم دعتهم بريطانيا - أي أمرتهم - إلى النظر في إمكان تطبيق بعض محتوياتها .. فكان أن قبلوا بعد إتصالات عديدة بالتطبيق الجزئي لبعض هذه القرارات .. وكانت الرابطة وجماعات وطنية صغيرة كالمؤتمر العمالي والعناصر المستقلة في حكومة عدن .. وحزب الشعب الإشتراكي ( الاصنج ) .. في جانب التطبيق الكلي لهذه القرارات .. والتدخل الأممي المباشر في التنفيذ لضمان حد أدنى من النزهة .. وعدم تزييف الإنتخابات حين يحل وقتها .. وكان مجرى الأمور بوجه عام يبين أن إستقلال الجنوب العربي أصبح قضية مؤكدة في نفس الموعد المعلن .. وكانت الإختلافات التفصيلية عرضة للتسوية .. وكانت هناك جهود بالفعل تبذل لتصفيتها .. وكانت الظروف .. عربيا ودوليا مواتية لأن ينال الجنوب إستقلاله بنسبة من المتاعب أقل .. وبتكاليف أبسط .. وكانت بريطانيا قد شعرت من وقت طويل أن بقاءها في الجنوب يكلفها من الجهد والمال أكثر مما يغل عليها من الفوائد . ( ج ) - عندما شعرت الجمهورية العربية اليمنية المتحدة أن هناك تطورات ملموسة في الجنوب العربي .. وأن الإنجليز أصبحوا أقل تصميما على البقاء .. بل أعلنوا موعد خروجهم بالفعل .. وكانت لديها قوات عسكرية ضخمة في اليمن .. ولها في الجنوب ( الرصيد الأدبي المناسب ) رأت أن تستفيد من هذا التطور لمصلحتها .. وأن تعد ترتيبات مسبقة تمكنها من أن تخلف بنفوذها ووجودها إن أمكن .. والنفوذ والوجود البريطاني الراحل .. ولن يكون هذا ممكنا ومقبولا إلا إذا بدت في الصورة كما لو كانت هي التي أجبرت الإنجليز على الخروج .. وهكذا نظمت زيارة للرئيس جمال عبدالناصر لتفقد القوات المصرية في اليمن .. وحل بعض الصغائر التي تنشب دائما بين العسكريين المصريين والجمهوريين اليمنيين .. ومن ثم - وهذا هو الأهم - تقديم الجرعة الكبرى لشعب الجنوب من العلاج المصري للشفاء من المرض الإنجليزي ( !! ) . وكانت هذه الجرعة ( خطاب ناري ملتهب ) ألقاه الرئيس جمال عبدالناصر في تعز ندد في بالإستعمار البريطاني .. وأعلن أنه سيجبره على الرحيل ( إن على الإستعمار أن يحمل عصاه ويرحل ) . وكانت هناك أعداد كبيرة من الاجئين الجنوبيين في تعز شردهم الإستعمار .. والقصف الجوي .. ومعظمهم من أبناء العوالق .. وربيز .. وباكازم .. والمصعبي .. والمجعلي .. والقطيبي . ويافع وقد صفق هؤلاء كثيرا لخطاب عبدالناصر وبعضهم قد مضت عليهم سنوات كثار في اليمن . وأمرضه التسكع والبطالة .. والبعد عن الأطلال .. ( د ) - بعيد هذا الخطاب متصلا تحركت ( القيادة المصرية في تعز ) ومكتب الأمن ( المخابرات ) وأجرت إتصالاتها مع كافة أبناء الجنوب .. وأرسلت الرسل إلى الداخل وقرعت أبواق النذير في كل مكان .. وبدأت في عملية بناء ( جهاز الكفاح ضد الإستعمار ) على كافة المستويات . إتصالات مع اللاجئين في القاهرة .. معسكرات تدريب في اليمن .. تنظيم شبكات العنف في الداخل .. إعتمادات وافرة ومرتبات ثابتة وسخية لأكثر من عشرة آلاف ( مناضل ! ) سيجري إعدادهم وتدريبهم .. قنابل .. ألغام .. أسلاك تفجير .. مسدسات .. بازوكا .. بلا نسيت .. هاون .. مورتر .. رشاشات بنادق . محاضرات توعية في ( قصر صالة ) .. جهاز مخابرات فعال .. وضباط ذوو إختصاص في حرب العصابات يجري حشدهم في تعز .. دعاية واسعة وشاملة ومركزة تقوم بتهيئة الوجدان العام في الجنوب ( للعمل المسلح ! ) . ( هـ ) - في ذلك الوقت كانت حركة القوميين العرب شيئآ غير مألوفآ أو معروفآ في الجنوب العربي .. وكان عبدالله باذيب - زعيم الحزب الشيوعي - يعمل محررا في جريدة الأيام بـ ( 600 ) شلن إلى جانب قيامه بتصريف شؤون الحزب والإشراف على إعداد جيل ( ماركسي صالح ! ) عن طريق بعث المزيد من الطلبة إلى موسكو وبراغ .. وبودابست .. وبوخارست .. وبكين .. وكان قحطان الشعبي آنذاك وزير ! لشؤون ما يسمى الجنوب اليمني المحتل في حكومة القسم الجمهوري من اليمن .. وكان مرتب سيف الضالعي في خزينة عدن لا يعادل قيمة أربع وجبات عشاء متوسطة في بار ومطعم ( الفروج الذهبي ) أو ( أرابيان نايس ) المكان الذي يتوق إلى إرتياده .. ويفعل .. وكانت ( الطبخة المصرية ) ألذ من أن يكون بالمستطاع رفضها حتى ولو قضت بإختصار سكان الجنوب العربي إلى النصف .. فقوة الدعاية المصرية ستلد أبطالا في وقت وجيز والبطولة على هذه الشاكلة رأس مال يجوز إستثماره في الحصول على الكثير من المتع وخصوصا في القاهرة ( قلب العروبة النابض ) . ( و ) - وللإنصاف - يجب أن نقول بأن الجمهورية العربية المتحدة لم تدخر وسعا في لملمة كل الأحزاب في ( جبهة واحدة ) برئاسة قحطان .. الرابطة رفضت مشروع الجبهة الواحدة لأسباب تراها جذرية .. مثل تأكيد يمنية المنطقة .. وتوقيت الثورة المسلحة في وقت أصبح فيه خروج الإنجليز قضية مقررة .. ووضع ( الجبهة الواحدة ) تحت الإشراف المباشر للمخابرات المصرية .. وعدم ترك شيء من حرية العمل في الداخل .. والحركة عربيا ودوليا في الخارج .. وإشتراط معاداة السعودية وقطع الصلة نهائيا بها .. وكان هذا شيء يتنافى مع الكرامة الا يملك أبناء الجنوب العربي سوى مرتباتهم .. وبنادقهم .. والمظهر الشكلي في قضية هي جوهرها .. قضية أرضهم ووطنهم ( قضيتهم ) . ورفض ( الاصنج ) التعاون بإسم الحركة العمالية في عدن بدعوى أن مصلحة العمال في السلام . وليس في الحرب ( الخبز والسلام شعار كلاسيكي للماركسية ) . ولم يبق على المسرح في الواقع غير حركة القوميين العرب ( فيصل عبداللطيف . وعبدالفتاح إسماعيل . وأنور خالد .. ونور الدين قاسم .. وعلي السلامي .. وطه مقبل .. وسيف الضالعي .. وحيدر السقاف .. وعبدالملك إسماعيل .. ومحمد صالح عولقي .. وعبدالباري قاسم .. ومحمد البيشي ) وقحطان الوزير اليمني .. والشيوعيين ( باذيب وباخبيرة .. وباسنيد والسلفى ) وآخرون يجمعهم على كل حال ( مقيل واحد ) في ( الزعفران ) (( للقات )) .. وتتبع أخبار الصراع بين (( الحرفية )) بكين (( والتحريفية )) موسكو .. وهؤلاء جميعا لا يمثلون شيئا في الجنوب العربي .. ولا يجدون حتى من يصغي لهم دعك من أن يلفتوا الأنظار .. ويجتذبوا الإنتباه .. خارج محيطهم الصغير .. ولكن سنرى بعد قليل أن الموارد الهائلة التي أنفقت على تكوينهم .. والأضواء التي سلطت عليهم جعلت ( المحاق بدرا ) خلال هنيهة لا تزيد عن عام .. ( ز ) - ولم يكن الجنوب العربي يخلو خلال السنوات الخمس عشرة الماضية من إنتفاضة تقوم هنا .. وحركة مسلحة تقوم هناك .. ولكن الإستعمار البريطاني يسارع إلى خنقها فورا بوسائل بطش حاسمة .. فسرعان ما تنطفئ الشعلة .. ويذوب موردها المحدود .. وكونت معظم القبائل والجماعات التي أظطرت إلى إشهار السلاح لمقاومة الإرهاب البريطاني خلال هذه السنوات أجنحة رابطية ضمن تشكيل الحزب .. وما يدعوها إلى التوقف والجمود هو نضوب الموارد .. ورفض الدول العربية دعمها .. وبين الرافضين لهذا الدعم أو التشجيع على الثورة في الجنوب الجمهورية العربية المتحدة التي أكتفت بإيواء كل هارب .. إلى هناك والإنتفاع منه في إصدار البيانات ضد أي حكومة عربية تضطر إلى الإختلاف معها .. وفي ذلك الوقت من عام 1964 ( يوليو ) كانت العلاقات قد بلغت حدا عظيما من التدهور بين أمير الضالع شعفل بن علي وقبائل ردفان التي تطالب بالإنفصال عن ولاية الضالع .. وتشكيل ولاية منفصلة على غرار ( المفلحي و العلوي ) ضمن إتحاد الجنوب العربي .. وأثناء الأزمة بين أمير الضالع وقبائل ردفان .. انحاز الإنجليز إلى جانب الأمير في الإبقاء على ردفان والضالع ولاية واحدة وتم إعتقال بعض المشايخ من ( دعاة الإنفصال .. ) وبدأ القتال الفعلي بين الطرفين قبل تشكيل الجبهة القومية بعدة أشهر .. بل قبل وصول الرئيس جمال عبدالناصر إلى اليمن لتقديم أول جرعة من العلاج المصري المضاد للمرض الإنجليزي .. ( ح ) - وفي 14 أكتوبر من عام 1964 - آخر العام - أعلن عن تشكيل (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل )) .. ووضعت إذاعة تعز تحت الإشراف الفعلي لما سمي آنذاك الثورة المسلحة في الجنوب .. وأعلنت الجبهة القومية .. أنها مفجرة ثورة ردفان ( !؟ ) وأن هذه الثورة في الواقع ( شرارة ) في الثورة المسلحة العامة التي تنبأت بأنها ستشمل ( الجنوب اليمني المحتل ) في وقت قريب . وتدفقت الأسلحة سرا وجهرا على الجنوب .. العربي .. وبدأت الأموال تصرف ( في شكل مرتب ثابت لكل عامل .. ومتعاون .. وغاض النظر .. وبائع أسرار .. ومقدم معلومات .. وبدأت شبكات العنف تقام .. وتعمل .. ورسائل التهديد والمنشورات توزع على نطاق واسع معلنة (( أن ثورة مسلحة عامة قد بدأت )) وان الموت سيكون من نصيب كل يعترض طريقها .. (( وأن الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل مفجرة ثورة ردفان ( كذا ) هي الممثلة الوحيدة لشعب الجنوب )) . ولم يكن الأمر بحاجة إلى منشورات سرية .. فهناك من ( صنعاء .. وتعز .. والقاهرة ) دعوة واضحة إلى الثورة .. وتحريض متصل على العنف .. وتعبئة كاسحة للجماهير .. وتركيز جبار على أن الأحوال في الجنوب العربي بلغت مفرطة من السوء لا تعالجه إلا ( الثورة ) .. وأن الأحزاب السياسية .. والسلاطين .. ليسوا أكثر من عملاء .. للإنجليز وأنه سيصار إلى تصفيتهم معه .. وأن الشعب قد أختار ( الجبهة القومية ) لتقوده عبر ما دعته هذه الإذاعات الكفاح المسلح إلى النصر .. ( ط ) - وأسابيع فقط شكلت الفاصل الزمني بين هذه الحملة الإعلامية الواسعة .. ونزول المنشورات بواسطة رجال ملثمين إلى الشوارع .. وبين تعاقب الإنفجارات في أحياء عدن وشورعها .. وإذاعة ( صنعاء وتعز والقاهرة ) للبلاغات العسكرية التي تتضمن إحصاءات مفصلة بالخسائر التي يصاب بها ( العدو ) في آلياته .. ورجاله .. والخونة الذين تنفذ فيهم أحكام الإعدام .. والقنبلة التي أنفجرت في الحي الفلاني فقتلت كذا جندي بريطاني .. وجرحت كذا جندي آخر ( بجروح خطيرة ) ودمرت كذا سيارة عسكرية .. وفي حين بدأت سحابة من القلق تخيم على الناس في عدن من جراء الإنفجارات اليلية والإغتيالات .. فإن السلطات البريطانية لم تظهر انزعاجا يدل على أنها تتعرض للأذى بالفعل .. فالضربات إما تطيش .. والضربات إما أنها لا تستهدف الوجود البريطاني نفسه .. هكذا بدأت الأمور في الجنوب العربي .. عام 1964 .. فما الذي آلت إليه ..؟ |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
موقوف
تاريخ التسجيل: 2010-06-11
المشاركات: 2,071
|
![]() الصورة مظللة .. مضاءة
ما الذي استهدفته المخابرات المصرية من (( تصدير الثورة المسلحة )) إلى الجنوب العربي ؟؟ حسنآ .. ان الثورة ضد الإستعمار هي رد الفعل الإنعكاسي من البلد المحتل .. هي صيغة التعبير الحاسمة عن آمال شعب معين في بلوغ حريته .. وإستقلاله .. ومن العسير على المرء أن يقول بإن إشهار السلاح ضد الإستعمار عمل رديء .. وان الثورة على الغاصب الأجنبي سلوك غير حميد : ووجود هذه القاعدة سهل المهمة كثيرا أمام خطة المخابرات المصرية .. وجعلها تبدو في المنظار العام كما لو كانت مبادرة (( أخوية )) من دولة عربية كبرى تجاه أشقاء لها يرزحون تحت نير الحكم الإستعماري .. وإظطلاع بمسئولية (( قومية )) في تمكين قطر عربي من الإفصاح عن نفسه بتحرير بلاده .. وتطهيرها وتوصيل أبنائها إلى سدة الحكم في وطنهم .. ومن ثم الشروع في تحسين حياتهم .. وترقية وجودهم .. اقتصاديا .. وسياسيا وعسكريا . هل هذا هو (( الدافع )) الحق لتصدير الثورة المسلحة إلى الجنوب العربي ؟ حسنا .. لقد وصلت أول دفعة من القوات العسكرية للجمهورية العربية المتحدة إلى اليمن ( جوا ) يوم 9 اكتوبر عام 1962 .. ومضت عليها بعد ذلك ( 25 ) شهرا في اليمن دون أن تحرك ساكنا .. أو تسكن متحركا في الجنوب رغم الإغراء .. والشفاعات .. والإلتماسات .. التي كانت تقدم إلى المخابرات من قبل ذلك الوقت .. والقائلة (( بنضوج )) دواعي الثورة في الجنوب .. وتوفر مناخها .. وتكامل شروطها الموضوعية . وإفتقارها فقط إلى اليد التي تربت أكتاف الثوار .. وتبارك نهوضهم .. وتقدم لهم العون . وبكلمة واحدة .. كانت أجهزة المخابرات المصرية ( ترفض ) أن تشجع الثورة المسلحة في الجنوب العربي .. عندما كانت أسبابها قائمة .. ودواعيها همم الموتى من الأجداث .. عقب حرب السويس في السنوات ( 56 و 57 و 58 و 59 و 60 و 61 و 62 ) .. وعلل الرفض ( ظاهريا ) أن مصر تواجه من المتاعب الإقتصادية .. والضغط السياسي ما يحول بينها وتوسيع التزاماتها علاوة على الإلتزامات القائمة في الكونغو .. وأنجولا .. ومن قبل الجزائر .. فضلا عن أنها لا تريد الدخول في صدام من الحليف الوفي الإمام أحمد بن يحيى امام اليمن .. وعضو إتحاد الدول الدول العربية المؤلف من ( سوريا .. ومصر .. واليمن ) .. وكانت رابطة الجنوب العربي هي التي تتزعم الدعوة إلى حمل السلاح ضد الإستعمار .. - بل كانت تحمله - تحارب هذه السنوات .. خلال فترات متقطعة .. ولم تكن الرابطة موضع حفاوة من الإمام .. والداعي الخفي للإمتناع عن دعم الثورة في الجنوب هو أن المخابرات المصرية تعتقد أن ( القيصر أبعد من أن يسار إلى عنده ) وتعتقد أن الجنوب العربي أبعد من أن يكون بالمستطاع التأثير على مجرى الأحداث فيه (( بالثورة )) أو (( بالسياسة )) . - وعندما أصبح الوجود المصري حقيقة قائمة بعد بضعة عشرات من الأميال من عدن .. أكثر من هذا عندما أصبح إستقلال الجنوب العربي ( قضية عالمية ) وأضحت بريطانيا أقل مقدره على تبرير بقاءها فيه .. ومن ثم قضت بإعلان إستقلاله في موعد أقصاه عام 1968 .. وأنحصرت الخلافات في (( شكل )) هذا الإستقلال .. ولمن يسلم .. وكيف يتم التسليم .. وكانت الأمم المتحدة قد أعتبرت نفسها مسئولة عن تظيم إنتقال السيادة لشعب الجنوب العربي عبر إنتخابات حرة .. وتسليم السلطة لحكومة ممثلة تمثيلا كاملا .. عند هذا الحد أدركت المخابرات المصرية أن الوقت ملائم تماما لتصدير (( السلعة الثورية إلى سوق الجنوب العربي )) ! وتحت ستار كثيف من الدعاية والتبشير بالمعجزات التي ستصنعها الثورة .. وتصعيد الإتجاه القائل بأن الإستعمار يجب أن يلقى مصرعه على أيدينا .. وعلينا أن نأخذ إستقلالنا بقوة السلاح .. لا أن نصفح أيدينا أيدينا لإستلامه .. أنجبت المخابرات المصرية في تعز (( مولودها الأول )) - إن أن هناك مولود ثان - (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. وكما يقول المثل (( الديك الفصيح يخرج من البيضة يصيح )) فقد أعلنت الجبهة القومية من يومها الأول أنها الممثل الوحيد لشعب الجنوب العربي .. وأن لا حق لأحد في أن يقدم رجلا ويؤخر أخرى بخصوص الجنوب العربي .. لأن هذا الأمر من شأن الجبهة القومية وحدها .. - 4 - ومضت الثورة المسلحة في الجنوب العربي .. قليل من العمل .. وكثر من الكلام .. وكان هدف المخابرات المصرية في الواقع . هو إستغلال تأثيرها الدعائي الساحق _ أنذاك طبعا _ في تعبئة الرأي العام في الجنوب خلف جماعة (( مأجورة )) .. تقوم بخلقها على عجل وتجبر بريطانيا في النهاية التفاوض معها .. وبريطانيا لايهمها بعد أن تنهي مسئوليتها الدولية عن الجنوب العربي .. وتصفي وجودها السياسي والعسكري فيه .. لايهمها من يحكم .. ولا بأي أسلوب يصل إلى الحكم .. المهم أن يكون هذا الحاكم الجديد ( لين العريكة ) فلا يلزمها بالكثير مما هي ملزمة به قانونيا من عون مالي وإقتصادي للجنوب بحكم أدامة إستعمارها له ( 129 ) عاما .. بالموارد المالية الضخمة .. والعون العسكري .. والحشد الدعائي الذي وضعته المخابرات المصرية تحت تصرف الجبهة القومية .. كان ممكنا وعمليا أن تجعل هذه المخابرات من ( الليمونة الحامضة شرابا حلوا ) . . . . إن ما تم بناؤه في عام 1964 على يد ( المخابرات المصرية ) في تعز ليس حزبا سياسيا عاديا يشق طريقه في صفوف الجماهير ( بالحق الطيب وحده ) .. لقد أستطاعت المخابرات في ثلاثة أشهر أن تبني ( جهازا للحرب ) يستطيع ( تأديب الجماهير .. لا كسب ولائها .. ومقارعة المؤسسات الحكومية والحزبية في الجنوب العربي .. وتصفية المعارضة ( بالسلاح ) .. فضلا عن إشغال أعداد متزايدة من الجيش البريطاني وإجبارها على الخروج إلى الشوارع لتزيد من حجم الضغط على الشعب .. ولتمتص النقمة القائمة ضد الإرهاب .. وتحولها إلى نقمة على الوجود الإستعماري نفسه .. ومثل هذه التحسبات كانت موضوعة في إعتبار جهاز التخطيط المصري ( لتصدير الثورة ) .. ولذلك فهمها كان نوع التضحيات التي يتوجب على المواطن العادي أن يتحملها والضغط النفسي المفروض عليه .. فإن من العسير على هذا المواطن أن يقول بأن الثورة غير ضرورية .. حتى ولو كان يعتقد ذلك .. وإلى هذا فقد كان من الواضح أن ( الثورة المصدرة ) أداة لتدمير الأساس الإقتصادي الهزيل في البلاد .. ونشر الذعر في صفوف أصحاب الأموال .. وحملهم على النجاة بها إلى الخارج .. وتلقائيا .. فإن البطالة هي المولود الشرعي للإنكماش في حركة التجارة .. وتشغيل المال .. وقد حدثت هذه الأمور مجتمعة .. كذلك أدت ( الثورة المصدرة ) إلى توزيع (( الولاءات )) وتعميق الإختلاف .. وتجذيره .. وفي النهاية أدت إلى ( الإحتكام بالسيف ) بين أفراد الشعب الواحد لحسم الإختلافات كلها . ونصرة حزب واحد ضد جميع الأحزاب .. وهذا لن يتم إلا في دورة زمنية واحدة تعقبها دورة نهوض جديد .. يتطلب الدخول في صراع جديد .. وهذا ما آلت إليه الأمور بعد ذاك .. - 5 - في المرحلة الأولى من ( تصدير الثورة ) إلى الجنوب العربي أرتفعت أصوات تعلن بنبرة واضحة . أن هذه الثورة ليست عملا تحريريا .. إنها أداة تخريب .. ةقيل يومذاك أن المخابرات المصرية تحاول أن تجعل من الجبهة القومية (( رداء كهنوتيا )) تدخل به الجنوب .. تماما كما جعلت من ( السلال ) رداء كهنوتيا لدخول اليمن .. وأن أسوأ ما في هذا الموقف هو أن قوى عديدة في العالم ستجد نفسها مجبرة على أن تمد يدها إلى الجنوب المتخلف الفقير . لئلا تنفرد به المخابرات المصرية وتتخذ منه نقطة وثوب إلى مكان آخر من جزيرة العرب تصدير (( الماركسية والقنابل والمسدسات )) .. تماما كما أتخذ من اليمن ميناء لشحن الألغام والمتفجرات إلى المملكة العربية السعودية .. وما كنا نحن .. ولا كان شعبنا تواقا لأن يصبح ( رصيف ترانزيت ) تصدر منه (( الماركسية )) ,, ولم نكن نؤمن بأن علينا الإنضمام إلى جبهة ( الكفاح ضد الإمبريالية والرجعية ) .. فهذا على كل حال ليس شأننا .. وجهدنا على هذا الصعيد .. لن يغني عن المجاهدين في حثالة عصفور .. ذلك ما قيل في مطلع عام 1965 م .. ( و المولود المصري لأم جنوبية ) يقذف ( أخواله أهل الجنوب بالقنابل والمسدسات ) بدلا من الطوب والحجارة .. لحملهم على قبول وصايته قسرا . كان جواب الجبهة القومية على هذه الأصوات قوائم متتابعة بالذين سينفذ فيهم حكم الإعدام وكللهم مسلمون عرب .. بينهم الشاعر .. والأديب .. والصحافي .. والنقابي .. والوزير .. والفنان .. والمذيع .. والضابط .. والموظف .. وبدأت فعلا عشرات الأرواح تجندل في الشوارع .. وبدأ ( سوط المخابرات المصرية ) ينال من جلودنا . ويجتث أرواحنا . تحمله هذه المرة ( زمرة سفيهة من شعبنا ) نيابة عن أنور القاضي وعبدالمحسن كامل مرتجى .. كان الناس يقتلون في الشوارع لمجرد أنهم أرتأوا في مستقبل بلادهم رأيا .. ورغم إقتحام ضمائر الخلق في الجنوب العربي بقوة السلاح .. ومحاسبة الأفراد على مجرد نواياهم .. ورغم أن أجهزة المخابرات المصرية شجعت في صحافتها .. وإذاعتها من القاهرة و تعز .. وصنعاء .. على قتل .. وسحل كل الجماعات الوطنية المناهضة للجبهة القومية .. فقد بقيت قوة وطنية ترفع لواء الأهداف العادلة لشعب الجنوب .. وتهدي إلى السبل المؤدية إليها إلى اليوم .. غير أن الإرهاب بدل وحول .. في نفسيات الناس . وحمل الكثيرين نشدانا للسلامة على إغماض أعينهم على القذى وعلى ركوب صعاب من الأمور ما كان لهم أن يركبوها .. وبين هؤلاء الضحايا الرجل المسكين عبدالقوي مكاوي .. الذي قامر بكل شيء .. وفي النهاية دخلت فكرته ( الحراج ) فبيعت بأرخص ثمن .. وجاء وقت من الأوقات من عام 1965 . كانت فيه معارضة الجبهة القومية تعني الوقوف ضد المخابرات المصرية .. وكان معنى هذا أن المرء سيفقد رأسه .. ولما كان الكثير من الناس يرغبون في الإحتفاظ برؤوسهم فوق أكتافهم .. فإنهم لاذوا بالصمت .. وشلت الحياة العامة شللا تاما .. وعجزت الناس عن الإفضاء بما يجول في خواطرها حتى إلى بعضهم البعض خشية أن تنال منهم ( الرشاشات والمسدسات المصرية ) .. ويكون مسك الختام في حياتهم إذاعة مقتضبة من صوت العرب .. أو صنعاء .. أو تعز .. أو بواسطة منشور يوزع في الشوارع .. بأن الفدائيين نفذوا حكم الإعدام في الخائن العميل .. فلان ابن فلان الفلاني .. ورغم كل شيء فإن التصفية أستمرت والإغتيالات أضحت شيئا مألوفا تماما .. ومضت أشهر عام 1965 .. تأكل بعضها البعض وتطوي نعها الكثير من أرواح العرب في عدن .. وتفسك فيها دماءهم في الشوارع .. وكان الحركيون والشيوعيون يعتقدون أنهم يمتطون جهاز المخابرات المصرية للوصول إلى أهدافهم . وكانت هذه المخابرات تعتقد أنها تمتطي هؤلاء للوصول إلى أهدافها . وم لبث كل فريق أن أكتشف طوايا نفس الأخر .. وكانت الفرقة ومحاولة قتل المولود بمولود جديد ( جبهة التحرير اليمني المحتل .. ) فكيف كان ذلك ؟ |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
موقوف
تاريخ التسجيل: 2010-06-11
المشاركات: 2,071
|
![]() الوجه الثاني من العملة ذاتها كانت حفلة رائعة تلك التي أقيمت بفندق ( الأخوان ) في تعز في الأسبوع الثاني من شهر مارس عام 1966 م .. ومن الحق أنها لم تكن عامرة بما يكفي من الظهور والنحور العارية .. وهو الأمر الذي يجعل الشيطان يعيش على مقربة منها .. ولكن هذا لايعني أن رائحة الفضيلة كانت تتصاعد ليلتذاك إلى عنان السماء .. ففي أجواء التآمر على مصائر الشعوب يجد الشيطان من يمثله دائما وقد كان الشيطان ممثلا تمثيلا كاملا ليلتئذ . كانت النجوم الذهبية تتألق على أكتاف الضباط بشكل بهيج .. وكان أبناء الجنوب العربي يتجولون في (( قاعة العشاء )) برشاشاتهم .. ويتمنطقون بمسدساتهم التشيكية .. ويزينون خواصرهم بقنابل يدوية علقت بصورة جذابة في أحزمة الخراطيش .. من حلقات تأمينها المعدنية . وكانت الحفلة عادية لولا بعض الوجوه الغريبة فيها .. وكان أبرز هذه الوجوه .. وأكثرها غرابة على التحقيق السيد عبدالله الأصنج الذي كان إلى وقت قريب من طائفة (( المنبوذين )) الذين يجبرون البراهمة على تكسير أقداحهم .! ومع ذلك فإن هناك حالات يكون من الحتمي فيها أن تتعايش (( الجن مع الثوم )) وتتعود رائحته دون أن تلوذ بالفرار وماحدث ليلتئذ هو ضرب من هذا القبيل .. من التعايش بين (( الجن و الثوم )) ، وان كان علماء (( السيمياء )) يؤكدون أن ذلك مستحيل ..! وبرز من إحدى الغرف الجانبية في الفندق ضابط مصري كبير .. وكانت النجوم .. وشارات التقدير التي ينوء بها كاهلة قمينة بأن توحي لغير عارفيه بأنه أثر من بقايا جيش بونابرت .. وسرعان ما هدأت الضجة فلا تسمع إلا همسا .. وصوبت الأعين ، وألتوت الأعناق بإتجاه الضابط الكبير هذا .. وكان واضحا أنه تعود (( جو )) السلطة بحيث لم يعر اهتماما كبيرا للناس الذين وقفوا عن بكرة أبيهم .. وهذا يعني أنهم لن يعودوا للجلوس ثانية إلا بتصريح منه .. وبنظرة إستعلاء لم يبذل أي جهد لتخفيفها .. بلهجة الواثق من نفسه إلى حد كبير تحدث الضابط إلى (( ضيوفه )) وهم كذلك منذ ( 14 اكتوبر 1964 ) .. فقال : (( دلوقتي حتسمعوا خبر يهم شعب الجنوب اليمني المحتل البطل .. حدش عنده راديو .. أفتحوا الراديو )) . وأمتدت الأيادي تلقائيا تبحث عن راديو كما لو كان علبة ثقاب .. ومن أقصى (( القاعة )) جلجل صوت المذيع معلنا مولد (( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. في بيان رنان من راديو تعز .. ونص البيان على أنه رغبة - لا أدري من أبداها - في توحيد الطلائع المناضلة لشعب الجنوب اليمني المحتل .. فقد تم دمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في تنظيم (( ثوري )) جديد (( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. وكالعادة فقط تضمن البيان التأكيدات بأن هذه الجبهة التي ولدت قبل قليل هي الممثل الشرعي الوحيد لشعب الجنوب اليمني المحتل .. وأن حكم الإعدام سيكون نصيب كل من يعترض سبيلها .. أو يعارض شرعية تمثيلها (( للشعب .. كل الشعب )) ! وقد وقع البيان عن المنظمة عبدالله عبدالمجيد الاصنج وعن القومية علي ناصر السلامي .. وفي نفس الوقت كان عبدالقوي مكاوي لجأ إلى القاهرة بعد أن أقاله المندوب السامي البريطاني في عدن .. لأنه رفض مع حكومته أن يستنكر إغتيال السير تشارلس رئيس المجلس التشريعي في عدن اليالغ من العمر 78 عاما . أذيع البيان (( الدمج )) هذا على الحاضرين في قاعة العشاء بفندق الأخوان في تعز .. وهم وجوه القوم من (( النافعين والمنتفعين على السواء )) ... وما كاد المذيع يختتم البيان بدعوات النصر .. وتأكيدات الهزيمة (( للإستعمار والعملاء )) حتى ساد الوجوم .. وبدأت عملية تسلل من القاعة .. ما لبثت أن تحولت إلى تحرك جماعي .. فلم يكن أحد يعلم شيئا عن هذا الدمج .. سوى ثلاثة أشخاص هم (( المسئول الأول )) عن المخابرات المصرية في تعز .. وعبدالله الاصنج والسلامي .. والحضور في القاعة كغيرهم في الشارع لم يسمعوا البيان إلا من الراديو ! وكانت قيادة الجبهة القومية مبعثرة في تعز .. والقاهرة .. وهناك شبكات العنف العسكرية السرية داخل الجنوب بقياداتها .. وهي أيضا لا تعلم شيئا عن الدمج .. وكذلك زملاء الاصنج في منظمة التحرير محمد بن عيدروس ومقبل باعزب ... وآخرون .. وهؤلاء أيضا لا يعلمون .. ! والواقع .. لم تكن المخابرات المصرية بحاجة إلى طلب الموافقة على خطواتها هذه من أحد .. اولئك أحياء .. ولكنهم يتنفسون (( صناعيا )) .. وأي شكوى أو تذمر .. أو تقطيبة ملامح ! .. ستؤدي إلى إغلاق (( أنبوبة الأوكسجين )) وسيموت الجميع تلقائيا .. ومن بقي حيا بعد ذلك فسيعالج أمره بحملة دعائية لمدة أسبوع .. وسيموت موتا معنويا محققا .. فأن بقي قادرا على الحركة فهناك أكثر من فدائي مستعد للمرابطة تحت باب منزله حيثما كان في الجنوب وسيرديه قتيلا .. كان ديجول إذا ضاق ذرعا باللجاج داخل الجمعية الوطنية يحتد ويعلن (( عندما أطلب شيئا .. فذلك يعني أنني آمر به )) .. وهذا بالضبط ما تفعله المخابرات المصرية .. ومع ذلك فنحن شعب لا تنقصه الشجاعة .. فقد أصدر قحطان الشعبي بيانا من القاهرة أعلن فيه عدم شرعية الدمج .. ولكن البيان سحب من وكالات الانباء قبل أن تبرق به .. ومن الصحف قبل أن تنشره .. والنسخة الوحيدة التي تسربت منه وصلت إلى عدن ووزعت في منشور سري .. وألقيت في الشوارع بكميات وافرة .. وكان الشيوعيون في عدن أكثر جرأة .. فقد صدرت صحيفتهم في اليوم الثاني تهاجم الاصنج شخصيا .. مؤكدة أن (( لا دمج )) ولا تعاون مع الاصنج .. ولم تغفر المخابرات المصرية هذا للشيوعيين . فأحرقت صحيفتهم بعد هنيهة .. وأعادات قحطان من الحدود الليبية بعد أن فر هاربا .. وظل تحت الإقامة الجبرية في القاهرة حتى عام 1967 م . وتلاشى الإنفجار (( الرجعي !! )) ضد الخطوة التقدمية التي تحققت ! .. وبدأت أسماء جديدة تتألق في أفق الثورة المسلحة .. فقد أعلن عن تعيين المكاوي أمينا عاما لجبهة التحرير .. وعبدالله الاصنج رئيسا لمكتبها السياسي .. وتم سريعا تعيين ( 20 ) شخصا كهيئة قيادة الجبهة بينهم علي السلامي وطه مقبل .. ومحمد باسندوه .. وأحمد الفضلي وجعبل بن حسين العوذلي .. وعبدالله علي عبيد .. وناصر السقاف .. وبقيت بعض الأسماء سرية لأنها ستتولى تنظيم (( الشغل )) في الداخل .. والإشراف عليه .. وتفاصيل كثيرة مذهلة ولكن ما الفائدة من الرد الآلي .. فالمهم فقط شواهد وأمثلة على الكيفية التي عولجت بها الثورة المسلحة في الجنوب توصلا إلى النتائج التي أدت إليها .. وما ذكر هنا بعض هذه الشواهد .. نموذج منها .. - 2 - يا خلق الله .. ما أبدع دقة المخابرات المصرية في العمل .. وأروع الأساليب الفنية التي تنفذ بها ما تريد دون أن يكرثها إنسان .. أو يؤنبها ضمير .. أو يلفتها صوت حق في الأرض أو في السماء .. لقد أقتنعت بأن الجبهة القومية أضحت تثق بنفسها .. وتطالب بأن تباح لها حرية التحرك في العالم .. وتتصل بالكثيرين ممن يعطفون عليها في موسكو وبكين وأماكن أخرى .. وهذا أكثر بكثير مما تستطيع المخابرات السماح به .. إنها أشد غيرة على العاملين معها من نساء (( الطوارق )) اللواتي لا يسمحن لرجالهن بالسفور حتى أمامهن !! والواقع أن بعض قادة الجبهة القومية .. وبينهم قحطان الشعبي وهو رجل عصبي المزاج .. سريع الإستجابة للإستفزاز أظهروا ( أخيرا ) شيئا من الضيق بالحصار المحكم المفروض على تحركاتهم السياسية .. وبعد أن أمست ( الآن .. أل .. أف ) ذائعة الصيت .. حتى في الصين إذ أطلقت عليها صحيفة الشعب هذا الإسم المختصر .. بإعتبارها إحدى التنظيمات الثورية التي تكيل ( للإمبريالية ) ضربات مميتة في الطرف الجنوبي من جزيرة العرب .. وهذا عزز الإعتقاد القائم عند المخابرات من قبل بأن حركة القوميين العرب والشيوعيين يحملون هوية ناصرية مزيفة ليبنوا أنفسهم في الجنوب العربي .. والمخابرات تطلب خضوعا أكيدا .. وطاعة عمياء .. وإذا أكتشفت أن قحطان أكثر بؤسا من أن يواصل الإنحناء - كما يقول ديجول - سددت للشيوعيين والحركيين ضربة جعلت من لم ينكفيء منهم على وجهه من الألم .. يستلقي على ظهره من الدهشة .. ها قد أصبحت الأمور الان في متناول الاصنج .. وقد أوتي هذا الرجل طبعا ثعلبا مراوغا .. وكون أنه رجل بلا مبادئ .. يسهل عليه الحركة .. ويعطيه حرية أوسع في التكيف .. وإتخاذ القرارات المناسبة .. الملائمة .. دون أن يتعرض ما يحرص عليه للأذى .. لأنه في الواقع لا يحرص على شيء سوى أن (( يبني نفسه )) .. إنه رجل واقعي لا تعني الشعارات لديه أكثر من وسائل .. وإذا لم تفلح وسيلة معينة في الوصول إلى غاية فيصبح من الطبيعي إستبدال الوسيلة .. بأخرى للوصول إلى الغاية نفسها .. وهذا مفتاح شخصية الاصنج إلى جانب طباع خاصة يعتبرها (( عمر بن عامر وعلي بن علي )) .. طباع لايرضي الله ولا رسوله وأما قحطان فرجل ميـــــال للزهو صدى للحالة التي يكون فيها .. تبطره النعمة .. وتذله الحاجة .. (( وبمقاييس )) المخابرات المصرية .. كان قحطان في عام 1966 .. أكثر من أن يكون بمقدور المخلوق أن يطيقه .. فقد أسكرته الأمجاد وكان مغمورا .. وأبطرته النعمة وكان مدقعا .. وكان من الواجب ( بمقاييس المخابرات المصرية طبعا ) أن يوضع منه ما شمخ .. ! وتظافرت عوامل شتى لتصعيد الاصنج والمكاوي .. وهبوط قحطان وفيصل .. وقد كان .. وفي التاريخ أمثلة على البطر الفاحش أبرزها إطلاقا حمار عبدالله بن المقفع الذي عاش مهزولا من الجوع في أرض مجدبة حتى قيض الله له ثعلبا رق لحاله فهداه إلى مرعى به غدير .. فيه من الرزق ما يسر الأعين .. وما يلذ المعدة .. واللسان .. من (( العضرس )) الأخضر إلى (( الرقماء )) .. (( والمطك )) .. ولكن الثعلب حذره من (( النهيق )) . لأن الأرض التي يقع فيها المرعى مسبعة .. فأبلغه حمار ابن المقفع .. وقد كان جائعا انه لن ينهق مــا بقي حيا .. المهم القوت أن يجده . ومكث راتعا في المرعى عدة أيام حتى أسترد عافيته .. وظهر أمره .. وتاق إلى طبعه الذي فطر عليه .. فقال لصاحبه وقد برح به الشوق إلى النهيق .. - إني أصلحك الله أيها الثعلب راغب في النهيق .. ولا أظني إلا فاعل .. فقال الثعلب مأخوذا ! - أو ما تذكر ما صرنا إليه من أن الأرض مسبعة وصوتك مجلبة لها من أقصى الأرض .. قال : - لا صبر لي على الصمت .. وسأنهق وليفعل الله ما يشـاء .. قال أنتظرني هنيهة حتى أختفي .. وطب نفسا بما عن لك .. وما أراك إلا مأكولا .. ! ونهق حمار ابن المقفع .. فتوافدت عليه السباع من أطراف الغابة المحيطة بالمرعى .. وما غابت شمسه إلا عظاما ! وفي دنيا الحيوان أشباه ونظائر مما يقع في دنيانا نحن البشر .. وهذه واحدة منها .. فتأملوها جيدا . - 3 - المفروظ أن ما تم هو عملية دمج للجبهتين ( التحرير و القومية ) . وأن الجبهتين أصبحتا جبهة واحدة وحسب .. ولكن هذا واقعيا لم يحدث .. لقد أستهدفت المخابرات تصفية ( الزعامة السياسية ) للجبهة القومية المتمثلة في الحركيين .. والشيوعيين .. وبناء زعامة جديدة للجبهة نفسها .. (( والناصرية )) عموما قد تسمح لحزب معين .. بشروط معينة أن يكون واجهة لنفوذها في بلد معين .. ولكنها لا تسمح له بأن يشاركها هذا النفوذ .. أو أن يبني لنفسه نفوذا مستقلا .. فهنا يتحول الأمر إلى إحتمالات منافسة يجب الإنتباه لها .. ومراقبتها .. غير أن الربيب وقد أتقن وسائل المربي .. عرف في ساعات الشدة - كيف يعيش - .. وأضطرت (( المخابرات المصرية )) . بعد أن فشل أسلوب (( الدمج )) .. أن تلجأ إلى أسلوب التجويع .. ومن التجويع أخيرا إلى الصراع المسلح المكشوف بين الجبهتين .. وقد أعطيت الكلمة للرصاص .. وتحولت الثورة المسلحة ضد الإستعمار إلى جهاز للتحرش بالمواطن العادي .. وعملية إقتحام سافرة للخلق والضمير . التعديل الأخير تم بواسطة نور ; 2011-05-13 الساعة 05:02 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
موقوف
تاريخ التسجيل: 2010-06-11
المشاركات: 2,071
|
![]() المستقبل لا يدخر لنا سوى أيام إنتقام كانت توقعات المخابرات المصرية مبنية على معادلات خاطئة مؤدها .. أنه طالما كان التظيم العسكري (( للجبهة القومية )) يتسلم مخصصاته وتجهيزاته .. وأوامره من المخابرات رأسا .. فإنه لن يحاول إثارة الغبار .. وإفتعال المشاكل بسبب التخلي عن القيادة السياسية للشيوعيين والقوميين .. أو إجبارها على الإندماج مع الاصنج وجماعته الحساب هو : أن قواعد القوميين ستلتحق بالتحرير رأسا .. وستتابع عملها على نفس الغرار .. توصلا إلى نفس الهدف الذي رسمته المخابرات المصرية وكرست كل وسائل مصر الإعلامية والدعائية والمالية لتحقيقه .. والنتيجة هي : رفض التحرير .. وإجبار المخابرات المصرية على بناء ( جهاز حرب ) جديد بعد أن خرج عن طاعتها جهاز الحرب السابق .. وسيطر عليه الشيوعيون والقوميون العرب وهم - كما هو معلوم - شيوعيون على ( طريقتهم الخاصة ! .. ) وكان الشيوعيون والقوميون قد وطدوا أنفسهم منذ البداية على أساس الإستفادة فقط من ( الإنتساب الزائف ) (( إلى (( الناصرية )) ريثما يمكنوا لأنفسهم في الجنوب العربي .. وعلى هذا فقد كان من الواضح أن دعم المخابرات المصرية لهم لن يستمر طويلا .. - وهي قد شعرت - أن الشيوعيين والقوميين يرون في تأييد عبدالناصر شيئا نافعا مرحليا .. وهكذا عندما أعلنت المخابرات المصرية قرار إدكاج الجبهة القومية ومنظمة الاصنج في تنظيم جديد بإسم جبهة التحرير سارع الشيوعيون إلى إحباط عملية الدمج .. وبدأت عملية عزل لقواعد الجبهة القومية .. لئلا تمتد إليها حمى الإندماج .. و وزعت المنشورات التي تتحدث عن إنتهازية الاصنج .. و أنه بالإنتساب إلى العمل المسلح (( إنما أراد سرقة المكاسب الثورية التي تحققت بالدماء والتضحيات .. والتي قدمتها الجبهة القومية قائدة النظال المسلح ! )) وكانت المشكلة الملحة عي كيف يمكن توفير البديل للمساعدات المصرية التي حولت الآن لبناء جهاز التحرير .. ولكن هذه المشكلة وجدت في حلا في النهاية .. وقررت الجبهة القومية أن تشكل قواعدها في الجنوب فرقا مسلحة للسطو على البنوك .. وسرقة حوانيت المجوهرات .. وفرض الاتاوت على التجار .. وبعد سلسلة من الحملات الفدائية الموفقة على البنوك والمؤسسات التجارية .. امكن تغطية الأجور والمرتبات الثابتة ( لجهاز الكفاح المتفرغ ) .. وأصصبحت هذه العمليات قاعدة ثابتة .. واصلت الجبهة القومية التصاعد بها إلى أن تسلمت السلطة في الجنوب العربي .. وقد لجأت إليها مرات عديدة حتى بعد أن أصبحت ( الجهاز الحاكم ) . وإذا كانت الكوابح والروادع الأخلاقية ضعيفة .. فإن إجبار رجل ما .. على إفراغ غلة دكانه في حقيبة رجل آخر بدون مناقشة .. وتحت تهديد السلاح هي عملية لذيذة .. ونادرة .. ومدعاة لإشعار بطلها بشيء من الأهمية .. ! وأنه لم يخلق عبثا ! .. والمشكلة الأخرى في (( السلاح )) .. وهي ليست مشكلة .. ففي الجنوب العربي واليمن الكثير .. الكثير جدا من السلاح .. إذا وجد المال .. فأن بمقدور المرء أن يجهز (( كتيبة كاملة )) من مستودعات واحد فقط مشايخ جبل صبر .. أو من دكان واحد في عتق ( مدينة العوالق ) . إن باعة (( اللحوح )) في سوق تعز يتسلحون برشاشات ( روتوف ) الفعالة جدا في حرب الشوارع لكبر حجم مخزن الذخيرة فيها .. ( 73 ) طلقة ولايزيد وزنه عن سبعة أرطال وهذه حسنة واحدة من حسنات المخابرات المصرية .. والمصانع الشيوعية .. إذ أغدقت علينا السلاح الحديث ما يكفي لإختصار عددنا إلى النصف .. وخشية أن نفتقر إلى الحماس الضروري لإستعماله ضد بعضنا البعض فإنه يجري تحريضنا وتنشيط هممنا على تجربته .. وقد فعلنا في هذا الصدد ما يفوق جهد المجتهد .. - 3 - ودخلت (( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) دائرة الضوء بدون صعوبة .. وتحركت نفس الأجهزة التي تحركت عام 1964 لتبني القوميين والشيوعيين .. تحركت لتبني عام 1966 (( جبهة التحرير )) .. تحركت بنفس الحماس .. ونفس المقدرة .. ونفس الكفاءة .. ونفس الجرأة على الحق والتاريخ .. ولم يقل الناس شيئا ..وإن وجد الناقد الحصيف .. لم يجد المستمع النابه .. فقد كانت حدود الرؤية عند شعبنا قصيرة جدا . وكان مستوى الظن بمصر جيدا .. غير أن ماعرفناه في الجنوب العربي كان وجها زائفا لمصر .. نشر ظله على الوطن العربي طوال عشر سنوات محرضا على الفتنة .. داعيا الى التخريب .. ناهشآ في جسم كل مجتمع .. ممزقا لوحدة كل جماعة وكما يقول المثل الحضرمي (( المقتول لا يسمع قرحة البندق )) كنا نضع السيف على أعناقنا وفي ضننا أن مايحدث هو غير ذلك .. إن القانون ليس مسئولا عن جهل الجاهل .. ولا فقر الفقير .. كان يجب أن نكون شعبا رجلا .. فلا نسمح لأحد أن يجعلنا أداة لتحقيق أهداف غير أهدافنا .. وخدمة سياسة غير مستوحاة من واقع شعبنا .. ولكن لم يكن .. وعذرنا .. أن الأساليب التي جوبهنا بها .. كانت أدق من حدود وعينا .. كان الإغراء .. بالمال .. بالسلاح .. بألقاب البطولة .. والفداء .. وأسوأ من ذلك حسن الظن عن البعض .. وقابلية بعضنا الاخر للعمالة .. كل هذه الأمور مجتمعة .. تألبت لتصنع ( مأساة الجنوب العربي ) التي عشناها خمس سنوات دامية .. ولا زالت تنشر ظلها الأسود في شكل حكومة قائمة في الجنوب .. ولا أدري .. كم يتعين أن نتحمل من تضحيات للوصول ( بالمأساة ) إلى فصل الختام .. - 4 - إني أروي هنا الوقائع المجردة .. ولا شك أن بعضها أقل إمتاعا للقاريء .. وبعض هذه الوقائع سيكون موضع مراجعة كبيرة .. ونقاش كثير .. ومع إني على ثقة من (( صحة مصادري )) .. بإعتباري واحد ممن عاشوا هذه الأحداث .. وكنت في جميع (( سنوات الشدة )) على مقربة منها .. وكنت أنا نفسي هدفا للرصاص تارة .. وللوعيد أخرى .. (( وللخطف ثالثة )) .. والهجوم الدعائي رابعة .. هذا بعد أن تعذرت وسائل (( تأليف القلوب )) .. رغم هذا كله .. فإن هناك من سيعتقد بأن هذه الأمور أكثر هولا من أن تكون قد حدثت بالفعل .. ولكني بحاجة إلى التأكيد .. أن (( المخابرات المصرية )) كانت تبني الزعامة المعصومة في الوطن العربي وتنشر ظلها في الجزيرة .. وكان البعض يظن أن ما بني هو حصن منيع لعزتنا .. لا قلعة رهيبة مظلمة لإستعبادنا .. كنا عناصر .. ومواد خام .. لصناعة الإنتصارات .. وتقدير فاعلية التجاري .. ومعرفة صدى الشعارات . كانوا يحتقروننا .. في أعماقهم .. ويرون فينا مجرد (( عملاء )) .. فين حين توهمنا (( أهجزتهم )) بأننا (( أبطال نشق طريقنا إلى المستقبل بالدم .. ونعبد طريقنا بالمذابح .. )) وأما في ضمائرهم .. في تحسباتهم .. فلسنا سوى (( آنية فارغة تجري تعبئتها بالثقافة .. وتحريكها في الإتجاه الذي يحقق أغراض قوى إجتماعية معينة )) .. هكذا يقول صلاح نصر المدير العام للمخابرات المصرية في كتابه الشهير (( الحرب النفسية : معركة الكلمة والمعتقد )) . والمعتقد أن يجب علينا - أو هذا ما يحتمه السياق - أن نروي طابع التطورات التي جرت في الجنوب العربي منذ عام 1964 .. ولكن هذا العام بالذات كان بداية فقداننا كشعب السيطرة على قضيتنا .. و وقوع هذه القضية بصراحه تحت النفوذ المباشر للمخابرات المصرية بإعتبارها الوصي على الأهداف العربية في (( الإشتراكية والحرية و الوحدة )) .. في هذا العام .. تبلور الموقف بين الوجود البريطاني يقف على صعيد .. بكل مايمثله .. والمخابرات المصرية على صعيد آخر .. وكنا نحن تحت أجنحة الفريقين .. جماعة تزداد إرتماءا في أحضان برياطنيا وتتشبث بها .. وأخرى .. تعمل وفقا لتعليمات المخابرات المصرية .. وبتخطيط منها .. و لم يكن في الصورة بالطبع أي شيء مما تفكر فيه .. أو نتطلع إليه كـشعب .. كنا هدف الصراع .. ومادته .. ولم يكن هذا الصراع يحقق أهدافنا .. وهو لم يحققها بالفعل .. فحتى الآن لازلنا نعتقد أن المستقبل لايدخر لنا سوى أيام الإنتقام .. ولذلك .. فمن يكتب عن الجنوب العربي في (( سنوات الشدة )) من عام 1964 حتى عام 1968 .. لا يستطيع قطعا أن يتجاهل الدور الرائد للمخابرات المصرية .. ذلك أن كل (( الجبهات )) التي عملت في هذه الفترة .. لم تكن سوى (( الواجهة السياسية )) لعمل عسكري كان يستهدف (( تدمير )) الجنوب العربي لا (( تحريره )) .. إن المجتمع المتماسك لا يستطيع أن يقع بسهولة تحت تأثيلا التيارات المذهبية الوافدة عليه .. إن تماسكه دليل مقدرته على الدفاع عن نفسه متسلحا بقيمة وإجماع أفراده على الصمود .. وإذن فلا بد من عملية (( تقويض )) للتماسك .. وتخريب للإجماع .. وتشتيت (( للولاء )) وتمزيق (( الوحدة والرأي والإتجاه )) . لا بد من عملية إنهاك للبنية الإجتماعية ذاتها .. لتضعف قدرتها على المقاومة .. وكان (( الإنهاك )) الذي تعرضنا له أولا على يد الإستعمار البريطاني .. وله طابعه المخدر الخاص .. ثم الإنهاك العنيف على يد المخابرات المصرية .. بإنشاء جبهة بعد أخرى .. لتبدأ صراع متصل .. وتقطيع مدمر لتطورنا السلمي .. كان هذا كله .. مدعاة لوقوعنا في أحضان (( الماركسية )) .. وإبقاء جذوة الصراع حية متوقدة في تربة بلادنا .. حتى في دولة الإستقلال .. وإذن نحن لا نريد الإساءة ولكنا لا نستطيع كذلك تزييف التاريخ . |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أبناء الجنوب أكثر عطش لهوية الجنوب العربي لماذا ؟؟؟ | كازمي حمر عين | المنتدى السياسي | 4 | 2009-09-18 11:45 AM |
إن الإنفصال .. هو أسلم الحلول وأصدقها لكيان وهوية وتاريخ وثقافة شعب الجنوب العربي | الكاش | المنتدى السياسي | 3 | 2009-09-18 02:42 AM |
شارك معنا ببرقيه تهنئيه للرئيس بيوم مولده | الشعبي | المنتدى السياسي | 21 | 2009-03-23 12:04 PM |
شارك معنا حفظ كتاب الله بهذه الطريقة | طارق على | المنتدى الاسلامي | 5 | 2008-06-22 10:02 PM |
|