سقوط الدكتور قباطي امام مشدود اليافعي علىقناه الجزيره

[السّلامي]

أكثر ما أدهشني في عقلية القباطي المنافقة والسفيهة هي حجته للتدليل على حتمية بقاء الوحدة واستحالة الانفصال، فقد تحجج قائلا: "أن الدولة بنت مشروعا بخمسة مليار دولار في بلحاف في شبوة لتصدير الغاز من الحقل المشترك للغاز الكائن بين صافر وشبوة ، ثم تسأل كيف يمكن لدولة الشمال إذا ما تم انفصال الجنوب أن تصدر غازها من صافر " ثم عاود ليتساءل وبطريقة ملتوية ولسان حاله يقول كيف يمكن للشماليين أن يتركوا مشروع بخمسة مليار لتصبح ملكيته للجنوبيين!!!!.

شوفوا حجة هذه العقلية الاستحواذية ، الأنانية، الشوفينية، عقلية اللصوص.....؟ نسى هذا اللص أن أقساط تسديد الخمسة المليار التي بنيت فيها بلحاف ستستقطع من عائدات تصدير الغاز الذي باعوه بأبخس الأثمان ولمدة عشرون عاما. ونسى أن دولته المحتلة للجنوب هي من وقع اتفاقية بيع ثروات الجنوبيين ومن دون علم ولا إرادة من الجنوبيين لكونهم تحت الاحتلال. نسى هذا اللص أننا كجنوبيين لو لم نكن تحت الاحتلال لما قمنا باستخراج ذلك الغاز ولأدخرناه كثروة احتياطية للأجيال الجنوبية التي ستأتي من بعدنا.
أدهشتني عقلية هذا اللص البلطجي لأنه أراد بحجته تلك أن يقول للجنوبيين أن قيمة مشروع بلحاف تستقطع في جزء منها من حقل صافر الشمالي ، وبمعنى آخر أن هذا المشروع بني جزء منه من ثروات الشمال ولذلك فهو مسمار جحا الذي من وجهة نظر القباطي يجعل انفصال الجنوب نوع من المستحيل.

لا أعرف بالضبط مقدار نسبة الغاز الجنوبي والغاز الشمالي المستخرج من الحقل المشترك فأكيد أن النسبة تقاس بمقدار نسبة الأرض الذي يقع تحتها حقل الغاز (كم من تلك الأرض جنوبية وكم منها شمالية) ومع ذلك لنفترض أن النسبة متساوية. في هذه الحالة سيكون نصيب القباطي ودولة الشمال أثنين مليار ونصف من قيمة مشروع بناء ميناء بلحاف. وبالرغم من أن القباطي أستهدف بحجته تلك الإيعاز للجنوبيين بأنهم دفعوا من ثروة الشمال نصف قيمة مشروع بلحاف ومصير تلك 2.5 المليار تؤرق ذهنه وتحرق قلبه إلا أنه ومع ذلك لم يضع في حسبانه أن ذلك المبلغ بسيط ويمكن للجنوبيين أن يخصموه مما سرقته سلطة الاحتلال من ثروات الجنوب النفطية وغيرها خلال العشرون السنة الماضية .

وكما يبدو لي أن القباطي والذي حاول في معظم مقابلته أن يظهر تارة بمظهر المحايد وتارة بمظهر المدافع عن السلطة أراد أن يستخدم منطق الاقتصاد باستحضاره تكلفة مشروع بلحاف ليعزز دفاعه السمج عن الوحدة وليؤكد بأن ذلك الترابط الجيولوجي في حقل الغاز المشترك سيكون صمام الأمان لاستمرار الوحدة.

منطق القباطي مردود عليه فالخمسة المليار قيمة مشروع بلحاف لا تساوي 5% من ثروة الجنوب التي تدعم 80% من موازنة الدولة والتي تذهب في جيوب علي تفلة وأتباعه من اللصوص ومنهم القباطي نفسه ... الذي وهب حياته مسافرا من بلد إلى بلد ومن مؤتمر إلى مؤتمر للتطبيل لأسياده الذين يشترون له ثمن التذاكر والكرافتات وأمواس حلاقة الشنب ليظهر بملامح الدكتور المثقف وفق معاييرهم.

القباطي وأمثاله ممن امتهنوا التهريج والتطبيل لا يستحوا من الكذب على شعب اليمن البائس وعلى المشاهدين لأنهم يحاولون أن يصوروا لنا بأن الحمار أصبح حصانا والنعامة أصبحت اسدآ والضفعة أصبحت حلوى بينما لا ترى أعيينا ولا تسمع آذاننا سوى حمير تنهق ونعام ترتعش من الخوف وضفع مواش ولا غير ذلك.

كانت مداخلات الجنوبيين الصادقة والمؤلمة بمثابة القنابل التي تساقطت على رأس القباطي فأفقدته الصواب وجعلته يرتبك ويستحضر من عقله الباطني ذكريات التوتر الذي حصل بين البلدين في عام 85 والذي أسماه بالحرب على حقل الغاز المشترك ولكنه لم يسأل نفسه السؤال التالي: "إذا كان حقل مشترك للغاز كاد أن يشعل حربا بين الجنوب والشمال في عام 85 ، فماذا تنتظروا من الجنوبيين بعد أن أصبحت كل أرض الجنوب وثرواته تنهب من قبل النظام في الشمال ، ذلك النظام الذي لا يعترف بشراكة الجنوبيين لا في حقل صافر-شبوه ولا على أي شبر من أرض الجنوب؟."

تحية واعتزاز لكل من شارك من الجنوبيين في دحض مغالطات وأكاذيب هذا القباطي البوق المأجور . وحتما سيعود الجنوب لأبنائه المناضلين والنصر قريب بإذن الله وعونه.