حينما يكتب الأستاذ عبده النقيب الاشتراكي "يوقف " ( الحقيقة مُرة )

[عبدالله السنمي]

المشكلة أعزائي أننا نحشر انفسنا في زوايا ضيقة
في وقت نحن فيه تحت وطأة إحتلال خبيث يسعى لخنق القضية الجنوبية ومسحها من الوجود .
القضية اننا لا نحاول الخروج الى فضاءات أرحب .
نستطيع ان نتحرك ونتحاور ونضع الحلول .
ولكن كل حزب ما لديهم فرحون .
كل منهم يحاول جر الآخر الى زاويته هو ، ولا يرضى غير ذلك .
ولم يهتدي أحد منهم الى أن هناك مساحات أخرى ..
فيها من الفسحة ما يتيح لغربلة القضايا الجنوبية كلها
حاضرها ومستقبلها ، ومن ثم وضع دستور للمرحلة او ميثاق شرف مشترك
يكفل توضيح الخطوط العريضة للعملية النضالية والقضية الجنوبية بكل ملامحها .
الحزب الاشتراكي كحزب ، موجود ضمن ما يسمى اللقاء المشترك ورؤيته للوحدة اليمنية واضحة ،،
ولا خلاف على ذلك .
وكلنا متفقون ان هذا الموقف الذي يتبناه الحزب لا يتفق مع طموحات ابناء الجنوب .
لكن ما نراه من البعض وخاصة من تاج وبعض كتابها بين الحين والآخر يخلطون الاوراق
بإثارة الشبهات والشكوك حول بعض قيادات الحراك بأنهم إنما ينفذون تعليمات المشترك وحميد الاحمر .
مع أن هذه القيادات موجودة في كافة فصائل الحراك الجنوبي ،
مجلس الحراك السلمي ، والمجلس الوطني وهيئة النضال ،
ومنهم من اعلن استقالته من الاشتراكي ، وجميعهم حددوا موقفهم الرسمي ضمن برامجهم السياسية ،
ان الاستقلال والتحرير واستعادة دولة الجنوب هو الهدف الاستراتيجي لهيئاتهم .
كما أن الرئيس علي سالم البيض قدم إعتذارا واضحا وصريحا
لابناء الجنوب لما ارتكبه الحزب الاشتراكي من أخطاء بحق الجنوب ،
وأعلن انه لا تربطة أي صفه بالحزب الاشتراكي .
إذا لماذا تاج تحاول إختلاق صراعات ومواقف وهمية
مرة مع بعض قادة الحراك ومرة مع الرئيس ،
وتدرجت في تلك الاختلاقات ابتداءً من السقوف والاهداف
ثم انتقلت الى التسميات والمصطلحات مثل الجنوب العربي ، وتسمية فك الارتباط والاستقلال ،
وسلسلة من الازمات المختلقة ، لا نعلم اين نهايتها !
القضية لا تستدعي كل ذلك الرهاب الفكري من تاج وغيرها ،
هذه التيارات تؤمن جميعها ان مستقبل الجنوب سيكون مختلف
وتدرك وتعي هذه الحقيقة ليس ذلك فحسب ، بل الاهم ،
ان قاطبة الشعب الجنوبي ، لا يمكن ان يسمح بأي حال من الاحوال ان يعود الجنوب الى أوضاع الحكم الشمولي .
الحل هو بالحوار والسعي لتأسيس وايجاد مناخات ملائمة للحوار ،
وما يجري الان من تصعيد وتعبئة وشحن ضد بعضنا البعض
سوف يضر ضررا كبيرا بالحراك ويضعفه ولن يتقدم خطوة واحدة للأمام
ولا أحد يعترف بقضيتنا في ظل هذا التشرذم والتصادم الغير مبرر .
تحكيم العقل وإعمال الفكرة السياسية السليمة التي تنشد المصلحة العليا للجنوب ،
هي المسلك الوحيد للخروج من دوامة هذا العبث .