الاستحقاقات الراهنة... والمسؤولية التاريخية .

[عبدالله السنمي]

الاستحقاقات الراهنة... والمسؤولية التاريخية .
بقلم / كاتب العدل

الانجازات التي تتحقق اليوم على ساحة الحراك الجنوبي السلمي تباعا ابتداءً من توحيد مكونات الحراك الجنوبي تحت قيادة موحدة ، وخروج الرئيس علي سالم البيض من اسره الاختياري بمسقط ودخوله معترك الحراك الجنوبي ثم تأكيد قيادات الحراك الموحد على شرعيته كرئيس وقائد للحراك الجنوبي ، وقبل ذلك كله كان للشيخ طارق الفضلي موقفا مزلزلا غير من موازين اللعبة بشكل جذري لصالح الحراك الجنوبي السلمي ، كما أن الموقف العظيم للمهندس/ حيدر العطاس في قناة الحرة وإعلانه أن مشاريع الفيدرالية وغيرها اصبحت شيءٌ من الماضي وأن المخرج الوحيد هو إعلان فك الارتباط .
هذا التطورات فرضت معطيات جديدة على الأرض افرزت معها استحقاقات وطنية غاية في الأهمية شكلت في مجملها أدوات أكثر فاعلية في تنظيم وتطوير حركة النضال السلمي في الجنوب بما يحقق الأهداف والطموحات التي يتطلع اليها شعب الجنوب في نيل الحرية والاستقلال كما كان أثر هذه التطورات على الطرف الآخر من الصراع بليغا ، حيث ضاعف من الضغوطات على نظام صنعاء علاوة على ما يعانيه من حالة التخبط والارتباك والافلاس السياسي ، افقده التماسك وعلى امتلاك الثقة تجاه البحث عن مخارج لأزماته التي تكالبت عليه من كل حدب وصوب ، وهذا الأمر بدا واضحا في خطابات الرئيس الهستيرية والمرتبكة ، والمتناقضة ، ما دفعه بلا وعي الى أطلاق العنان لقواته الهمجية لقتل ابناء الجنوب في ردفان والاعتداء على صحيفة الجنوب ( الأيام ) ومحاولة اعتقال ناشرها وقتل حراسها ، تحت مبررات سخيفه ، علاوة على اعتقال ومطاردة الناشطين وقادة الحراك الجنوبي .
أمام هذا المشهد المثالي والرائع الذي توجته انتفاضة ثورة الجنوب الثانية ، وتلاحم مكونات الحراك الجنوبي ، لا بد من استشعار هذه الاستحقاقات الوطنية الجنوبية للمرحلة الراهنة ومباشرة تفعيلها بصورة أكثر تنظيما ، وتبني توجهات فورية نحو مأسسة كافة اشكال العمل النضالي .
وعلى ذلك تبرز أهمية النهوض بالمسؤوليات التاريخية والوطنية من كل الاطراف الجنوبية سواء تلك المنضوية في المكونات الموحدة بالداخل و القوى والشخصيات المستقلة ، كذلك القيادات الوطنية في الخارج ، عليهم جميعا استشعار تحديات المرحلة المقبلة وتحمل المسؤليات الكبيرة والارتقاء بها الى مستوى تلك التحديات والاستحقاقات . ويأتي في مقدمة هذه الاستحقاقات :
1- العمل على تحقيق التفاف متزايد حول هذا الانجاز الوطني الكبير والمكسب التاريخي المتمثل اولا في توحيد قياداتنا النضالية في الداخل . والعمل على استكمال انضمام بقية الفعاليات السياسية تحت قيادة مجلس القيادة الوطنية الموحدة . ثانيا عودة الرئيس الشرعي لدولة الجنوب
2- التواصل والتنسيق المستمر بين قيادات الداخل والخارج ، ضمن عمل ممنهج يعتمد على المشاركة في الرأي من كافة الاطراف .
3- التأكيد بشكل قاطع وواضح أن منطلق حراك الجنوب يهدف الى التحرير ونيل الاستقلال والسيادة الكاملة لدولة الجنوب .
4- تفعيل العمل النضالي وفق أطر لها صفة الاختصاص في كافة المجالات والتحول من اسلوب التلقائية والعشوائية الى اساليب عمل مدروسة ومنظمة ، تعتمد اسلوب التخطيط والتطبيق والتقييم .
5- وضع برامج عمل لكل دوائر الاختصاص السياسية والتنظيمية والاعلامية والمالية ....... الخ
6- ترسيخ روح العمل الوطني الجماعي وتكريس الهوية الوطنية الجنوبية لدى الشباب .وبث روح الحماس ورفع المعنويات
7- الاهتمام باسر الشهداء والجرحى ، وتكريس روح التعاون وتوفير فرص العمل الخيري لمعالجة الجرحى .
8- وضع برامج عمل للمرحلة الراهنة لكل القضايا التي يواجهها الحراك .
هذه الاستحقاقات الوطنية بحاجة الى استشعار المسؤولية التاريخية والوطنية من كافة القيادات الجنوبية ، والمهتمين والناشطين داخل الجنوب وخارجه ، كوحدة واحدة تنهض بمسؤولياتها كاملة ، لتعزيز وغرس انطباعات وقناعات حقيقية لدى ابناء الجنوب بالمصير الواحد والمستقبل الواحد ، مستقبل العزة والكرامة ، مستقبل الوطن الجنوبي كدولة مؤسسات ونظام وقانون ، تسوده التعددية والعدالة والمساواة .
ونثق كل الثقة بمدى جدية من يعنيهم الأمر ... وما النصر إلا من عند الله .