من دمـــر الفـــكر الجنوبــي ؟؟؟

[*الغريب*]

من دمـــر الفـــكر الجنوبــي ؟؟؟

سؤال يهم كل ابناء الجنوب وبمعنى آخر من غيب الفكر الجنوبي لم يكن الفكر الجنوبي غائب فقط بل غابت معه الهوية الجنوبية ثم لحقها غياب الوطن الجنوبي فأصبح كل شيء ضائع في الجنوب بداية بالفكر او بالميراث او بالعقل الجنوبي ونهاية بضياع الهوية ثم الوطن .

بالآمس كل وكالات الانباء تناقلت خبر تسليم جائزة نوبل لتوكل كرمان فحرك عندي المشاعر ووضع امامي هذا السؤال اين ذهب الفكر الجنوبي و انا ادرك تماما ان من اطلق مشاعل الحراك السلمي الجنوبي هو احمد بن فريد و رفاق له على الدرب ولكن كما قال العرب جمل يعصر و جمل يأكل العصار .

وضعت امامي كثير من الاسئلة ومن المقارنات بين الفكر الشمالي و الفكر الجنوبي فمن هو الاجدر بنضوج الفكر و الافكار انا شخصيا ومن خلال متابعتي لمفكرين ومثقفين الشمال لم اعترف الا بالبردوني فقط لأنه الفكر الوحيد في الشمال الذي يستنبط الاستنباط من اعماق الفكر و لم اجد شخصية تقارن البردوني في الشمال او في الجنوب ولكن قد يكون المحضار قريب منه .

نعود للإجابة عن هذا السؤال ؟؟؟

س/ من غيب الفكر الجنوبي ؟؟؟

مر الجنوب بمرحلتين تاريخية او تقدر تقول 3 مراحل

المرحلة الاولى : اثناء الاستعمار البريطاني او حكم السلاطين .
المرحلة الثانية : مرحلة الحزب الاشتراكي .
المرحلة الثالثة : هي مرحلة ما يسمى بالاكذوبة اليمنية او بمعنى آخر ( الفتة اليمنية ) .

نقول كان سلاطين ومشائخ الجنوب يحرصون على دراسة ابنائهم سواء في القاهرة او في السودان او في بريطانيا وكان العصر الذهبي للفكر الجنوبي فخرج وقتة كثير من المفكرين الجنوبيين وهم عبارة عن اسر كاملة و ليس اشخاص فقط منها ابناء العمودي و ابناء السقاف وابناء باشراحيل و ابناء باذيب و كثير من المفكرين الذي لا تجمعهم ذاكرتي في الوقت الحاضر منهم لقمان في عدن ومنهم فيصل عبداللطيف ومنهم عبدالهادي الحميري وهي كوكبة كبيرة من ابناء الجنوب و لكن بعد خروج بريطانيا هاجر العقل و الفكر الجنوبي و اصبح مطارد من عصابات فتاح و الشرجبي فمن تمكنوا منه قتلوة ومن لم يقدروا عليه هرب و ضاع فكره في المهجر و شاركت قيادة التاريخ في طمس الفكر الجنوبي و العقل الجنوبي لم يهتم فتاح ورفاقه القادمين من صقاع و ادغال الحجرية و الحوبان بالعقل و الفكر الجنوبي بل ظلوا يطاردونة اينما كان و استبدلوا كل مواقع الفكر و الصحافة و الاعلام في الجنوب بمفكرين من تعز و ضواحيها فسيطر المستوطنيين احفاد فتاح على الفكر في عدن سواء على مستوى الجامعات او المراكز الاعلامية و تمكنوا من الهينمة على نشر ثقافتهم تماما تحت مظلة الحزب الاشتراكي و تغييب الفكر الجنوبي فبعد ان مهد فتاح ورفاقه لطمس الفكر و الميراث الجنوبي اتى صالح في مطلع التسعينات ليكمل ما ابقاه فتاح من طمسه للفكر الجنوبي و يكمل صالح المشوار في طمس الفكر الجنوبي و تجهيلة مرة اخرى و لكن نجد من العجب العجاب من القيادات الجنوبية المدعوة بالتاريخية عليها من الله ما تستحق هي من شاركت في تدمير و ضياع الفكر الجنوبي ومن هنا لازال الفكر الجنوبي ضال و تائه في الارض ولم يستقر في موطنة وهذه هي بعض الاسباب التي ادت الى طمس و تدمير الفكر الجنوبي ولكن نقول صبرآ يا ابناء الجنوب إن العصر اليوم هو عصر الفكر و عصر العلم و المعلومة و ليس عصر القوة و العنجهية فشل علي صالح في فرض الوحدة على ابناء الجنوب بالقوة وما زادتهم الا حماسا لاستعادة الجنوب هوية و فكر ووطن فلن يفلح سلام بنت كرمان مع القضية الجنوبية لأن ارادة الجنوب و ابنائه قد تجاوزت خدائع طاهش الحوبان ومكر آل سنحان فعلى بنت كرمان ان ترفع السلام و تعترف بالقضية الجنوبية اليوم قبل الغد و لا تجحدها و تنكرها كما انكرها نظام صالح ومن على ركبه وتأخذه الكبرياء فالجنوب فكر وهوية ووطن اصبح مطموس بين يدي هل بن علوان ومن هنا كلمة اخيرة ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ولكن يقبضه بموت العلماء ) او كما قال المصطفى فلا يوجد في اليمن علماء ربانيين غير علماء المصالح فقط .

هذا ودمتم بخير

الغريب