سيناريو سياسة تجهيل وتهميش الكوادر

[غسان عليب]

عندما ننظر الى واقع التعليم في بلادنا نرى العجائب :تأتي الى طالب في الصف التاسع وأحيانا في الثانوية العامةلايجيد القراءة والكتابة بالشكل المطلوب..وعندما تسأله عن أي معلومة يفترض من البديهة ان يكون عارفا بها فتجده لايعرف.. ثقافته صفر من الشمال؟!..وعندما نبحث عن اسباب هذا الجهل نجد ان الطالب ليس له ذنب وانما هي سياسة تجهيلية من الجهات المختصة فنرى ان المناهج الدراسية تتغير كل عام او عامين وطريقة اعداد هذه المناهج معقدة جدا ولايخرج الطالب باي حصيلة منها..اذن من المسئول أليس الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم؟بلا ولكن ماذا يهمهم وأبناء المسؤولين والوزراء ومدراء عموم التعليم كل هؤلاء اولادهم يدرسون في مدارس خاصة..كيف نتطلع من مدير التربية في المحافظة او المديرية ان يهتم ويرفع مستوى التعليم في المحافظة او المديرية واولاده يدرسون في مدارس خاصة..اما واقع التعليم الجامعي فحدث ولاحرج..الوساطة والمحسوبية وانا من طرف المسؤول الفلاني ..وامتحانات قبول للشرعية فقط..وانعدام النقابات الطلابية ولكن في بعض الجامعات ..ورسوم النفقة الخاصة الباهضة ايضا في بعض الجامعات..والمنح الدراسية لمن لايستحقونها والوظائف والتعيينات ايضا لمن يوالون السلطة والحزب الحاكم..ابناء الوزراء يدرسون في احسن المدارس الخاصة ثم يبتعثون الى الخارج للدراسات العليا بغض النظر عن مستواهم ثم يعودون لاستلام اعلى الوظائف هذا بالاضافة الى استثماراتهم الداخلية والخارجية..وعامة الشعب من كان محظوظا يدرس في جامعة حكومية ويتنقل اثناء دراسته في العزب ويعاني شحة المصاريف ويكون محظوظا ان لم ينقطع عن الدراسة وبعد ان يتخرج تراه امام مكاتب الخدمة المدنية اخذا مكانه في طابور طويل للاستحقاق الوظيفي الذي يكون استحقاقه قصيرا وميسرا مع من يدفع القروش او له ظهرا في السلطة..ونرى ذلك المسكين الذي لايملك قيمة الوظيفة يفترش الكراتين امام الخدمة المدنية ويقوم بشطب بعض الوجبات اليومية من الطعام..نراه وقد وزع نسخ من ملفه في دهاليز وأروقة مكاتب الخدمة المدنية ومكاتب التوظيف والشركات ولكن دون جدوى رغم الكفاءات واعلى المعدلات..أليست هذه سياسات تجهيل لعامة الشعب وتهميش لكوادرها..