هل سنراجع انفسنا ونتجاوز يناير الاسود

[نزار السنيدي]

هل سنراجع انفسنا ونتجاوز يناير الاسود

المتتبع للحاله الجنوبيه وما اصابها من تشظي واضح ومن انقسامات تجزء المقسم وحاله من الرفض لكل شي ولكل شي بالتاكيد سيصاب بالاحباط, يتسائل المرء لما هذا؟ البحث في ركام التراكمات وسط اطلال العاملين في السياسه والمهتمون بها , سيجد بما يدع مجالا لشك انهم مثقلون حتى التخمه غاطسون حتى النخاع باختلافات تراكميه كبيره مكونيين مناعه من الرفض النفسي والعضوي لتجاوزها رغم ادراكهم جميعا لاهميت ذلك سوى على المستوى الفردي الشخصي اوعلى المستوى العام للقضيه الجنوبيه باشملها , ومع الايام وانعكسات لمايدور على الساحه والتجاذيات السياسيه يزداد هذا الحاجز سمكا وغلاضه وتزداد معه صعوبه كسره او فتح ثقره فيه


التعمق في الحاله الجنوبيه ودراستها دراسه مستفيضه , ستضفي بالضروره الى استنتاج مفاده ان هناك مشكله اسمها بالتحديد 13/يناير , رغم اهميه التاريخ المنظور بعد الاستقلال وحتى قبله للمكون الجنوبي وتفاعلاته, لكن ستظل يناير هي الفيصل وهي القشه التي قصمت ظهر البعير , وما يدور الان من حلفات مفرقه من النقاشات , والتربص الفكري والسياسي لمكونات الفعل السياسي الجنوبي , تطل 13/يناير بانعكساتها كصوره خلفيه لايمكن اخطائها بالعين المجرده


كلامنا او اكتشافنا لن يغير شيئا في المشهد, لكننا ان فهمنا ذلك او بالاصح النخب السياسه الجنوبيه , وراجعت مواقفها ووضعت بالاعتبار حتى مصالحها السياسيه الشخصيه قبل حتى مصلحه الجنوب ستدرك حتما اهميه التصالح الحقيقي,النابع من الادراك الواعي لشراكه السياسيه التي ستؤدي بالنهايه الى نتائج باهره للجميع


قد يعارضني كثيرون في طرحي, لكني هنا انطلقت من عدت مشاهد كبيره , منها ان اعدا الامس وان غيروا بعض تحالفتهم الجنوبيه , تصدرهم للمشهد السياسي كاسما كبيره لها تاثيرها على التاريخ الجنوبي الحديث, اعطى اشارات غير ممنهجه ومقصوده الى تلك الاحداث واعادت استحضارها انطلاقا من مبدى ان ابطالها ومشاهديها وضحاياها لا يزالون على قيد الحياه , فاذن هذه عمليه ذات بعد نفسي بحت وولدت عدم ثقه او بتعبير ادق توجس كذلك الذي نقراءه في الاساطير بين القاتل والمقتول بين الدئن والمدين رغم ادراكي بكميه التسامح الموجوده بالقلوب والاستعداد عند ابنا الجنوب لتصالح الحقيقي لكن الاشارات التي تاتي من الاعلى هي عكسيه تماما ولن تكون ترجمتها عمليا الا على هذا النحو.


المشهد السياسي اليوم وتداعيات القضيه الجنوبيه فرض علينا الكثير من الحقائق المره, وهي انقسام الشارع الجنوبي قليل العد والعده نسبتا الى المشهد الديمغرافي الشمالي, وعدم التناسب, الى عدت اقسام وفقا لمعايير ليست بعيده عن احداث يناير ايضا, حيث ان هناك جزء من الجنوبيين مع النظام ويدورون في فلكه ويجملون وجهه القبيح ويمنحونه يوميا صكوك مجانيه من الشرعييه الشكليه الذي يريدها, وهناك جزء صامت غير فاعل ,مشاكل الجنوب الماضيه ولقمه عيشه جعلت منه لا يابه لما يدور حوله ومستعد لتاقلم لاي وضع جديد, وجزء مايسمى حراكي يريد اعادت براميل الجنوب, ولو اختلفوا بين استغلاليين وفيدراليين, فهم بيت القصيد الان اذا ما تخلوا عن شخصنت القضيه وتبسيطها , سيكنو الحامل السياسي للقضيه الجنوبيه وان اختلفنا حولهم