الحرب تشرد أكثر من 100 ألف في أبين

[عبدالله البلعسي]

الطيران الحربي اليمني يجدد قصف مناطق قبائل أرحب
الحرب تشرد أكثر من 100 ألف في أبين آخر تحديث:الخميس ,15/09/2011


صنعاء - “الخليج”:

1/1






وجه مسؤول يمني نداء لتقديم المساعدات لأكثر من مئة ألف شخص نزحوا من مناطقهم جراء المواجهات بين تنظيم القاعدة وقوات الأمن في جنوب البلاد، واستقر بعضهم في مدارس بمحافظتي عدن ولحج، ما قد يعوق بدء العام الدراسي .



ودعا وزير شؤون مجلسي النواب والشورى أحمد محمد الكحلاني دول مجلس التعاون الخليجي إلى تقديم المساعدات للنازحين القادمين من محافظة أبين إلى محافظتي عدن ولحج المجاورتين .



وقال الوزير، الذي يشغل منصب رئيس الوحدة التنفيذية في إدارة مخيمات النازحين: “أوجه الدعوة لإخواننا في دول الخليج وغيرها لدعم النازحين القادمين من محافظة أبين كونهم يعيشون ظروفاً صعبة للغاية” .



وأوضح الكحلاني أن “حصيلة النازحين من أبين تبلغ 108 آلاف، غالبيتهم موزعة على أكثر من 66 مدرسة في عدن في حين يستأجر الآخرون منازل شعبية أو يقيمون لدى أقاربهم، وما تزال 2800 أسرة في مدارس بمدينة عدن رغم اقتراب موعد بدء العام الدراسي الجديد للطلاب، الأمر الذي يهددها بنزوح جديد .



وتابع: “هناك حلول ممكنة من الجانب الحكومي بالنسبة لإخلاء المدارس تتمثل في نقل النازحين المقيمين في المدارس إلى ملاعب رياضية بالإضافة إلى إقامة مخيمات”، مشيراً إلى أن الحكومة التي تواجه أزمات سياسية واقتصادية لا تستطيع سوى تقديم مساعدات بسيطة بقيمة آلاف الدولارات فقط .



ولم تقدم الدول أية مساعدات إنسانية باستثناء خمس طائرات أرسلتها سلطنة عمان وصل منها أربع طائرات حتى الآن، وفقا للوزير، لكن النازحين المقيمين في المدارس يرفضون فكرة نقلهم إلى أماكن أخرى .



وقال النازح جواد عطروش: “أبلغنا من قبل الجهات الرسمية بأننا سنغادر المدارس وسيتم نقلنا إلى الملاعب الرياضية والمخيمات لكننا سنرفض لأننا سننتقل من وضع سيئ إلى أسوأ”، فيما أكد عصام الربوعي، وهو رب أسرة من سبعة أشخاص يقيمون في غرفة واحدة من مدرسة بلقيس بحي عبدالعزيز في عدن إن “النازحين هنا يرفضون فكرة الخروج، وعندما أبلغتهم الجهات الرسمية كان ردهم بأننا لن نغادر” .



وحول المساعدات المقدمة للنازحين، أوضح الربوعي: “نعيش وضعاً إنسانياً سيئاً فالمساعدات بسيطة جدا لكننا لم نتوقع العيش في النعيم بعد خروجنا من زنجبار” .



من جهته، قال محمود السعيدي، أحد العاملين في منظمة الهلال الأحمر اليمني: “نحن لا نملك أي إمكانيات لتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين، نعمل حاليا على توزيع المساعدات المقدمة من المنظمات الأخرى أو المتبرعين” .



وأضاف قائلاً إن “النازحين يعانون أوضاعاً إنسانية مزرية، قد تتدهور أكثر مع استمرار المعارك في أبين مع اقتراب فصل الشتاء والأمطار .



ورغم إعلان الجيش السبت الماضي استعادة زنجبار، كبرى بلدات محافظة أبين، من أيدي القاعدة، ما تزال المواجهات مستمرة في المدينة التي هجرها سكانها وعددهم تسعون ألفاً عندما سيطر عليها مسلحون تابعون لتنظيم “أنصار الشريعة” المرتبط بالقاعدة .



يذكر أن مجلس الأمن الدولي أعرب مطلع أغسطس/ آب الماضي عن “قلقه الشديد” حيال تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن حيث تستمر الاحتجاجات منذ فبراير/ شباط الماضي ضد الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم منذ 33 عاماً .



من جهة اخرى جدد سلاح الطيران الحربي اليمني يوم أمس قصفه مناطق القبائل بمنطقة أرحب، شمالي العاصمة صنعاء، وهو القصف الذي أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وجرح سبعة آخرين، وفق مصادر محلية تحدثت ل”الخليج” عبر الهاتف . وأوضحت المصادر ذاتها أن أبناء أرحب تصدوا لحملة عسكرية مكونة من عدد من الآليات العسكرية التابعة للحرس الجمهوري، التي يقودها النجل الأكبر للرئيس علي عبدالله صالح، وحاولت التوغل في قرى شعب، والمناطق المجاورة لموقع الصمع، وترافقت مع أعنف قصف جوي نفذته الطائرات الحربية على قرى أرحب، إضافة إلى قصف عنيف بالصواريخ والمدفعية والدبابات من مواقع الفريجة والصمع خشم البكرة والجميمة وجبل الطويل لتغطية تقدم تلك الآليات باتجاه قرى أرحب . وأشارت المصادر ذاتها إلى أن ما لا يقل عن 15 دبابة وآلية تحركت من اللواء 62 فريجة و63 بيت دهرة يرافقها مئات الجنود باتجاه مناطق سلمان وأطراف شراع وكذا أطراف بني جرموز وألبوه من الجهة الشرقية محاولة التوغل والسيطرة على هذه المناطق التي يتمركز فيها أبناء أرحب تحت غطاء كثيف من القصف الجوي والمدفعي على تلك المناطق .



وكانت قرى أرحب المحاذية لموقعي الصمع والفريجة قد تعرضت خلال اليومين الماضيين لأعنف قصف جوي نفذه الطيران الحربي على المنطقة منذ بداية المواجهات بين قوات الحرس الجمهوري ومسلحي القبائل في أرحب قبل نحو 4 أشهر، حيث نفذ الطيران الحربي أكثر من 30 غارة جوية استهدفت قرى شعب ألبوة وألودية وسلمان وسمنة وأطراف شراع وبني جرموز، إضافة إلى قرى بعيدة هي بيت الحنق وبيت جحيلة ومنطقة المشام .



وكانت مصادر عسكرية رسمية قد أكدت أن قوات الحرس الجمهوري تمكنت من الدخول إلى قرية الحنق وزندان في أرحب، مسقط رأس الداعية الإسلامي المعروف الشيخ عبدالمجيد الزنداني وسيطرت على عدد من المواقع التي كانت تقع تحت سيطرة المسلحين هناك، وأنها عثرت على الكثير من الآليات والسلاح الثقيل تقول إن المسلحين حصلوا عليها من أسلحة الفرقة الأولى مدرع التي يتولى قيادتها اللواء علي محسن الأحمر، الذي سبق أن أعلن انشقاقه عن النظام في شهر مارس/ آذار الماضي .
http://www.alkhaleej.ae/portal/f7e98...a616c5772.aspx