عبدالفتاح اسماعيل يعود مجدداً للواجهة ( التاريخ يعيد نفسه )

[أبو غريب الصبيحي]

عبدالفتاح اسماعيل يعود مجدداً للواجهة ( التاريخ يعيد نفسه )

من خلال الحراك الجنوبي للدفاع عن (الوحدة)

بقلم / أبو غريب الصبيحي

الفصل الأول

عندما شكلت الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل إبان الكفاح المسلح على الإستعمار البريطاني للجنوب ، تغلغلت عناصر ارتدت لباس القومية العربية قادمة من الجار الشمالي ، فدغدغت العاطفة القومية للجنوبيين العرب الذين كانت تعشعش في قلوبهم الصادقة ، و تجلت بداية هذه المؤامرات بتغيير مسمى الجبهة إلى " لتحرير جنوب اليمن " .
و تتابعت سلسلة المؤامرات شيئاً فشيء من يمننة الجنوب إلى جره إلى فخ الصراعات الأيديولوجية ، بعد إستيراد الأفكار المعلبة من الخارج و فرضها عنوة على أبناء الجنوب .
و الجنوبيين الواقعين تحت سحر ( الزعيم ) أو ( المفكر المنظر) أو ( المناضل المؤسس ) عبد الفتاح إسماعيل ، يهللون و يصفقون يا لروعته ! ، حقاً إنه مذهل ! ، من أين أتى لنا هذا ؟!! ، لم نكن نعلم ما يحاك ، حتى إن الأخير يقولها صراحة لسيده علي عبد الله صالح : أنتم الرؤساء و نحن الوزراء ، و جنوبيينا يصفقون في قمة الكويت يا لروعة منطقه . . .
و لم نعلم نحن أبناء الجنوب ما حيك علينا ، لنفيق من غفوتنا إلا و نحن تحت إحتلال قتل و شرد و أعتقل ما لا يعد و لا يحصى من أبناء شعبنا الجنوبي ، قيادات و مواطنين شباباً و شيوخاً و نساءً و أطفالاً ، و ألتهم اراضي جنوبية بالجملة ، بإختصار دمر ما تبقى من دولة الجنوب التي أنهكها فخ الصراعات الأيديولوجية .
لم يتصور الكثير حينها أنه و برغم العداء الأيديولوجي ، الذي كان بين صالح و إسماعيل إلا إن هناك ما يجمعهم و يجعلهم متفقين ، نعم هناك الجنوب الذي لا يختلف عليه يمانيان .

ما كتب أعلاه رؤوس أقلامٍ لفصلٍ مضى من تاريخ الجنوب كان بطله عبد الفتاح إسماعيل
و تحول ما كان يفترض أن يكون إنتصار 67 الى عام مشؤوم كان السبب في ان يقودنا الى ما نحن عليه اليوم بفضل الإستماع للعناصر الدخيلة و التي كانت تنفذ أجندة و أهداف خاصة لها .

الفصل الثاني

أمتزجت معانات أبناء الجنوب ، و بعد أن أصبحوا ينظرون الى ما يجري في ارضهم من فساد و نهب و تمييز ، تذكروا ما حل بهم من ضياع لكن بعد ماذا ؟!!! بعد وقوع الفأس !!! .
جاء حراك و نضال ابناء الجنوب ، شيئاً شيئاً بدأ يكبر ، و بدأ يستوعب أبناء الجنوب سواء الذين أنخرطوا فيه للدفاع عن الهوية الجنوبية و الوجود الجنوبي ، و الذين وحدت بينهم السنين الماضية من الآلام و الجراح و المعانات ، باحثين عن مستقبل أفضل لأهلهم و أبنائهم مما هم فيه اليوم ، سلاحهم كان الفصل الأول من تاريخهم ، يستخلصون منه دروساً قيمة فيها من العبر و المواعض ما يكفي إلى جانب الإرادة وقوداً لإستمرار الثورة الجنوبية حتى تحقيق الإستقلال الذي ينشدوه و رحيل الإحتلال اليمني من أرضهم .

أقترب زمن تحقيق الهدف المنشود الذي لا يفارق أفق نظرنا ، و تأزم نظام الإحتلال نتيجة عوامل داخلية و خارجية و إقليمية و تساقط حلفائه الأول تلو الآخر ، حتى بدأت مشاور الحوار الوطني و الترويج للفيدرالية ، يقودها حميد الأحمر الذي انكشف و لم يعد مقبولاً فهو لص بن لص كبير و رأس مطلوب في نظام الجمهورية العربية اليمنية .
ليخرج لنا هذه المرة شخصية لطالما كنت من أكثر ممن لا يرتاحون لها ، هذه الشخصية يراد له أن يكون بطل اليوم الذي نهتف له كما كنا نهتف لعبد الفتاح إسماعيل ، كيف لا نهتف له و هو الذي دك نظام صنعاء بكتاباته ، و يكفينا ألم نرى حدة الخلاف بينه و بين رئيس الإحتلال اليمني علي عبد الله صالح إنه الصحفي منير الماوري. .
إذا كان عبدالفتاح إسماعيل هو الذي بدأ مؤامرته منذ تحويل مسار الجبهة القومية لتوظيفها لمصلحته و مصلحة اليمن ، فهاهو اليوم منير الماوري يلعب الدور ذاته في الحراك الجنوبي .
كما كان في السابق في المقدمة جنوبيين يصفقون و يهللون لعظمة هذا الكاتب ، و هو من خلفهم يعمل و يكيد المكائد و ينصب الفخاخ تلو الفخاخ للشعب الجنوبي الباسل ، ليعلن عن مبادرة أو وثيقة الخلاص أو الدفاع عن الوحدة ، و لا نعلم هل الشعب خرج يردد للدفاع عن الوحدة أم للإستقلال و لرحيل هذا الإحتلال الفاشي و عصاباته الإرهابية المتخلفة .
هي بذاتها بداية لمحاولة فاشلة بإذن الله لتحويل الحراك من حراك و نضال شعبي جنوبي لإستعادة دولته إلى حراك للدفاع عن وحدة لم يعرفها الشعب جيداً سوى عام ونصف فقط ( 90 _ 92 ) و بعدها بدأت مؤامرات القتل و التمييز و الإغتيال و شن أبشع عمليات الإبادة و الترويع و النهب و كل ما لا يسع القلم سرده في هذا المقام .
ها هو اليمني منير الماوري ( أو عبدالفتاح إسماعيل الجديد كما يروق لي تسميته ) ( أو منظر الحراك كما أتوقع أن يحلو للبعض تسميته على غرار عبدالفتاح إسماعيل ) يدس فكرة أن الحراك للدفاع عن الوحدة ، و سنسمع غداً في ظل هذه المهازل التي تجرى عن حراكاً جنوبياً ينظره للدفاع عن النظام ، و لا نستبعد أن يصبح للدفاع و تمجيد طاغية صنعاء مجرم الحرب علي عبد الله صالح ، و لن نفيق إلا و قد ادركنا إنه لا يوجد خلاف بينهم فالجنوب يجمعهم ، و من كان يتصور أن عبدالفتاح إسماعيل و علي عبد الله صالح كان متفقين و هناك ما يجمعه ؟!!!