لا لحرية الراي والتعبير ..ابو عهد الشعيبي (موضوع اكثرمن رائع)

[مناف الهتاري]

كعادتهم الملتفون على ثورة شعب الجنوب والساعون لإفشالها وإجهاضها , الباحثون على ما يشبع رغباتهم الخاصة , المغامرون خلف سراب الاطماع والمصالح, يتلونون كالحرباء وفق المهام والظروف والمناخ , يتبادلون الادوار في حمل معاول الهدم من كل إتجاه , وكل طرف فيهم يمهد للآخر ما يناسب من تفاصيل لإتمام مهمته, لم ولن يتوانون لحظة في خوض كل الطرق وإتباع كل الاساليب لأجل حرف ثورة شعب الجنوب عن مسارها ولتفريق صفوفها واستهداف قادتها المخلصين وإراكهم ولإختراق فكرها الثوري الحر لتدجينه , فيما مضى حاولوا وفشلوا , ولان من هؤلاء الملتفون جنوبيون فان شعارهم ( لونهم ) المرحلي الراهن هو الراي والراي الاخر وحرية التعبير والحوار وهو السبيل الآمن كما يضنون للنيل من هذه الثورة ووأدها كما يعتقدون بعد أن جربوا وسائل وأساليب كثيرة لم تجدي , وقد لاحظنا هذا التوجه للمطالبة بافساح المجال للراي والتعبير وهو يتبلور ويتمدد ويكسب اعلاميا بعض الاقلام والمجندين كل يوم منذو لقاء القاهرة وما تبعته من هالة اعلامية للرئيس حيدر العطاس على منابر عدد من الفضائيات , ومع الاسف اضحى البعض منا ( المنتمين لثورة الإستقلال ) أضحى يتحسس دواخله ويدبش أفكاره ورأتيه ليتأقلم مع ما يطرح هؤلاء، بل ويتقبل تذوق عصير الفيدرالية بالشرب وريحتها بالإستنشاق , ومع أن الحراك الجنوبي يؤمن بالحوار لحل الخلافات وتجاوزها وكلنا يؤمن إلا إن حوار الفناء مع حملت الفدرلية يبدو باهة الفاعلية قليل الحيلة , صعب المنال , ليس لأن الثوار يرفضونه لما دون الإستقلال وأداه يرون فيها سكين ذبح لثورتهم بل ولأن المفدرلين ايضا مع سبق الإصرار والترصد مصرون على فرض رؤيتهم بدونه !على شعبنا بكل ما لديهم من وسائل وامكانات , كما يريد من يوجههم ويسندهم من خارج الجنوب ورغما عن أنف الثورة والثوار .....

ارجعوا يا ابناء الجنوب الى قبل اشهر , وتحديداً إلى ما ( قبل تفجر الثورات العربية ) قلَبوا في إرشيف الحراك السلمي , وأستفهموا تفاصيل أحداثه بوقفات تأملية ( تذكروا 6 مارس 2008م صباحا في الضالع وعصرا في زنجبار حينما طردنا نواة مشروع الفدرلة من ميادين ثورة التحرير ) , أنظروا في كل إنجازات الحراك الجنوبي الشعبي السلمي وأسألوا أنفسكم : من الذي كان حينها يجرئ على الحديث عن ثورتنا وقضيتنا باسم الفيدرالية كحل ؟ لا احد ! لماذا ؟! لان حاملي هذا الوباء كانوا يدركون ان هذه المشاريع الوحدوية مرفوضة عند شعب الجنوب حينما كان الحراك الجنوبي قوي المد والتاثير وفارض البساط على ساحة الجنوب وكنا جميعا على كلمة واحدة وصوت واحد في كل مكان , ولكن ثورة شباب الشمال الفاشلة ساعدت المفدرلين على الخروج من زوايا الظِل وأتاحت لهم الفرصة للحركة والترويج لمشاريعهم الخاصة بين أوساطنا وفي التفاصل وجدوا ما وجدوه , وهاهم كما نقرأ ونرى ونسمع قد تكاثروا وغداً سيصبحون عقبة كبيرة كأداء تجاه مسيرة ثورتنا التحررية , سيكونون كذلك إذا لم نتصدى لهم اليوم بكل ما نملك ..

واليوم باسم حرية الراي يسوقون أفكار ووجهات نظرهم لغير الاستقلال ولإنتقاص سقف الثورة وعلينا إن لا ندع مجال لمرددي كلمة الفيدرالية بين صفوفنا ومجالسنا حتى لا نمكنهم من إيصالها الى رؤسنا باسم ثورتنا وقضيتنا فهدفهم الاولي والحالي هو كيف نتاقلم مع نغمتها كمصطلح حتى نتقبلها كمادة للحوار ومن ثم كيف نصغي لمن يحملها كمشروع ونمكنه بأسم الحوار والراي بتمرير ما يريد على واقعنا وبين صفوف ثورتنا ليصل إلى ما يصبوا إليه وهو فرضها علينا وعلى قضيتنا كخيار على الارض بدعم قوى الإحتلال المختلفة , وبذلك يتم القضاء على خيارات ورغباة إرادة شعبنا ..

ان الفيدرالية وباء لا بد من استئصاله من بيئتنا الثورية , ومشروع لا بد من إزالته من قائمة اهداف ومبادئ الثورة الجنوبية , ولكي لا يستفحل هذا الداء , وحتى لا يلقى إلى القائمة سبيل كمشروع فان على الشرفاء وهم كُثر الانتباه ثم الإنتباه من خلال العمل على توعية الناس وتعريفهم بمخاطر الفيدرالية كما بينها ( استاذ القانون الدولي المحامي محمد علي السقاف ) وبكل حزم وحسم بلا مداهنة ولا تملص يجب التصدي لهذا المشروع وحملته , وفي وجوههم اينما حلوا يجب ان نقول لهم من غير المقبول لدينا نهائيا رايكم وتعبيركم ولن نتقبله اذا لم يكن من اجل الاستقلال والحرية وطرد الاحتلال ..

ومن يعمل على ترويج هذا الوباء بين اوساطنا يمتلك اساليب مراوغة ومرنة ( متأثر بمنهج الاخوان المسلمين ) ولن يستسلم او يتخلى أي منهم عن مهمتة بسهولة وهذا ما يجب إدراكه , وعندهم اعتقاد انه مع الايام ومع ضعف عمل وتاثير قادة ثورتنا الاستقلاليين في الداخل والخارج مضاف لذلك فرضيات الظروف القهرية وإشتداد وطئة المعاناة والفقر وكل أصناف المعاناة , أعتقادهم أنهم سيصلون وسيحققون ما يريدون وسيتقبل شعبنا ما قد يفرض عليه ..

يا شرفاء الثورة انتبهو لهؤلاء بل وارفضوهم اليوم وغدارفضا قطعيا قبل ان يقع فأسهم على رؤسنا ,وقولوا لهم اينما ثقفتموهم ,قولوا لهم أتركونا وشعبنا وثورتنا فليس لكم ولرايكم الهدام دخل في قضية استقلال الجنوب المحتل ولا طريق الى عقولنا , ولا مليون لحرية الراي والتعبير على طريقتكم ايها المتخاذلون , بينوا لهم هذا اليوم بالكلمة والحوار حتى لا يسوقونا وقضيتنا إلى جحر الحمار , أصانكم الله