الطابور الخامس والحرب القذرة على القضية الجنوبية

[ارادة الشعب قانون]

الحرب القذرة على القضية الجنوبة

هذه محاولة سريعة لالقاء الضوء على بعض اساليب هذه الحرب . الحرب القذرة Dirty Warfare مصطلح يطلق على اساليب الحرب التى تتخلى عن المبادئ والفيم الانسانية العامة ، ومبادئ الحرب التى تحفظ الحقوق الانسانية . فما يفعله نظام الاحتلال اليمنى من تدمير ، مثلا ، لمدينة زنجبار تدميرا تاما تحت ذريعة محاربة القاعدة ، التى هى صنيعته ، هو نموذج للحرب القذرة . والتفجيرات التى تستهدف المدنيين ، فى العراق مثلا ، لاحراج النظام السياسى نوع من اواع الحرب القذرة . هذا على صعيد العمليات العكسرية . وهناك اشكال للحرب القذرة على الصعيد السياسى ، وغالبا ما تكون مرتبطة بالحرب القذرة على الصعيد العسكرى ، مثل اتهام " الحراك " بالتعاون مع القاعدة ، او الحراك القاعدى ، او تصوير الجنوب انه موطن القاعدة ومنبعها ، وان نيله استقلاله يعنى سيطرة القاعدة ، كل هذه اشكال للحرب السياسة القذرة ، تهدف الى كسب تعاون دولى وفى نفس الوقت تشكل غطاء للحرب العسكرية القذرة . واذا صح ما قيل ان قوى داعمة لثورة التغيير فى ( ج ع ى ) هى وراء مجزرة صنعاء ، فهذا يقدم صورة وشكل من اشكال الحرب القذرة . والنظام لن يتوانى الى النزول الى درك اسفل ، وهكذا دواليك . فهى لولب حلزونى يتجه للاسفل والى الاغراق فى القذارة .
وصفوة القول ، ان العمليات العسكري القذرة ما هى الا تجل وامتداد للحرب السياسية القذرة ... واذا كات الحرب عموما هى ممارسة السياة بوسائل اخرى ، فيمكن القول : ان الحرب القذرة هى ممارسة للسياسة القذرة بوسائل اخرى .
ان ما يتعرض له الشعب الجنوبى اليوم هو حرب قذرة من طرفين ، الطرف الاول هو دولة الاحتلال ، نظاما ومعارضة رسمية وغير رسمية ، والطرف الثانى يتمثل فى طابور خامس من الجنوبييين. ان اول خطوات التصدى لذا الطابور هى الاعتراف بوجوده ، وعدم دس الراس فى الرمال ، والخطوة الثانية هى التوعية العامة لخطر هذا الطابور واسلوبه . وهذا الطابور يتخذ من عدم الوعى ، او عدم اثارة الوعى ، غطاء له .
نعنى بالطاور الخامس : الاشخاص والقوى التى تعمل ضمن الحراك او بين صفوف الشعب الجنوبى ، بهدف شق الصف وبث الروح الانهزامية ، والحيلولة دون توحيد الجبهة الداخلية الجنوبية ، دون ان تعلن عن اهداف واضحة لها - وقد تتبى زورا هدف التحرير – الا هدف هزيمة الشعب الجنوبى بطرقة او باخرى . ويتمثل الطابور الخامس فى الاشخاص او القوى :
- المرتبطة سرا بسلطة الاحتلال .
- المرتبطة سرا بالمعارضة اليمنية الرسمية وغبر الرسمية .
- التى تعمل فق انجدات ومشاريع خاصة بها .
- المرتبطة بقوى خارجية لها شاريع خاصة .
- كل الاقلام المرتزقة التى تكتب للتشويه والتنفير من القضية .
وتتمثل الحرب القذرة فى بعدين اساسيين متكاملين ، وهما :
البعد الاول – لاتهاجم القضية بل هاجم الاشخاص : فمن السهل مهاجمة شخص عوضا عن مهاجمة القضية ، لان ذلك يعنى افتضاح امر هذا الطابور . اى ان الهجوم على الشخص لايستهدف الشخص لشخصه ، بل المقصود من الهجوم الشخصى هو التالى
أ‌- اسقاط او اضعاف الدور الذى يقوم به ذلك الشخص .
ب‌- التنفير من الشخصيات وتشويهها وذلك للتنفير من القضية .
وكل هذا للحيلولة من ان تكسب القضية تعاطفا جماهيريا كبيرا ، واساليبهم فى الهجوم تعتمد على :
- نبش الماضى وتحميله لشخصية او طرف بعينه .
- انتقاص من الشخص ذاته ، اما انتقاص من قدراته ، او شخصيته ، او اخلاقه ..الخ.
البعد الثانى – لاتهجم القضية بل هاجم التيار الذى يحملها :
ويتكثل هذه الهجوم فى التالى :
أ‌- الهجوم على طرفى الصراع ومساواة الجلاد بالضحية : يتم مهاجمة الاحتلال ، لابعاد التهمة ، وفى نفس الوقت مهاجمة من يدعون الى الاستقلال بانهم سبب مصيبة الجنوب . ان هذا الهجوم ليس للانتصار للقضية الجنوبية وتحرير واستقلال الجنوب ، بل لاضعاف واسقاط الدور الذى يقوم به هذا التيار عبر تشويه . فاذا كان صاحب الهجوم صادقا فى دعواه فعلا ، فلماذا لا يتبنى الاستقلال ويمضى قدما ويجابه الاحتلال ، ويترك هؤلاء الذين ورطوا البلاد وراءه ولا يلتفت لهم . انه لايفعل ذلك مطلقا ، لان له مشروعا اخر .
وهؤلاء يشبهون بعض رموز المعارضة اليمنية الذين يهاجمون سلطتهم ويهاجمون الجنوبيين الذين يرفعون علم الجنوب و يطالبون بتحرير بلادهم.
ب‌- الانتقاص من تيار الاستقلال : بمختلف انواع الانتقاص ، مثل وصف تيار الاستقلال بالثورجية والغوغائية واتهامه بالشمولية والاقصائية . وهذا يشبه العمل ماتقوم به سلطة الاحتلال من اتهام للجنوبيين بالدمويين المجرمين الشموليين اصحاب المجازر . كل هذا من اجل اضعاف التيار الذى يحمل هدف الاستقلال عبر تشويهه وصد الناس عنه .
والمقصود من كل ذلك هو نفس المقصود من البعد الاول ، والفرق بين البعدين هو مساحة الهجوم ، وما الاهداف المتوخاه من البعد الاول الا توطئة للبعد الثانى .
هل مجرد الدعوة للاستقلال تعتبر ثورجية وغوغائية وشموليه ؟ ام ان التيار الذى يحملها هو الثورجى والغوغائى والشمولى ؟ انهم تارة يعتبرون مجرد الدعو للاستقلال ثورجية وغوغائية ، وهى فكرة غير معقولة ولاتدل على حنكة سياسية . وتارة اخرى يعتبرون تيار الاستقلال غوغائى وثورجى يفتقد للحنكة السياسية ..الخ.
كل ذلك من اجل اسقاط دعوة الاستقلال – على الاقل الاستقلال المباشر – للانتصار للبدائل الاخرى . فأين الاعتراف بحق الاخر فى الاختلاف والتعبير والعمل ؟
ان الهدف النهائى يتمثل فى فصل القيادة السياسية عن القاعدة الشعبية من جهة ، واضعاف الدعوة للاستقلال من جهة اخرى .
ج- الحرب الاخلاقية على القضية وتيار الاستقلال : تتمثل الحرب الاخلاقية فى بعض نغمات انطلقت مؤخرا ، اولها غير مباشرة ، ومثالها القول : ان الشعب الجنوبى مع الوحدة ولايمكن ان يكون من يهود التاريخ الذين يدعون للانفصال . وهذا يعنى ان التيار الذى يطالب بالاستقلال ، او بالانفصال على حد تعبيرهم ، فانما هم من يهود التاريخ . والمقصود بهذا الاتهام غير المباشر ليس تيار الاستقلال وحده بل الشعب الجنوبى برمته ، فهو لايريد ان يصدق ان الشعب الجنوبى من يهود التاريخ ، والرسالة : يجب الا تسقطوا فى مزبلة التاريخ وتطالبون بالانفصال . وهذا هجوم اخلاقى واضح ... وفى نفس الوقت فاضح ، لم اتوقع ان اسمعه من جنوبى اطلاقا .
وثانيها مباشر ويتمثل ذلك بشن هجوم اخلاقى بشكل مباشر على تيار الاستقلال او الحراك ، مثال ذلك ، القول : الحراك الجنوبى مناطقى بغيظ ولا اخلاقى لانه يميز بين الناس على اساس شمال وجنوب ، فيما شباب التغيير لا تقوم بهذا التمييز . والمقصود بذلك الهجوم ليس الحراك وحده بل الشعب الجنوبى الذى يردد : بغينا حقنا ما بغيا حد شمالى ( الافضل استبدال كلمة " شمالى " بكلمة " يمانى " ) ، والشمالى هو المحتل .
د- الاسقاط : الاسقاك يعنى ان يتهم شخص ما شحصا اخر بما فيه من نقائص . ولكنه هنا اسقاط واع ، المقصود منه اساسا تشويه الطرف الاخر . وكما ذكرنا اعلاه ان هدف الطابور الخامس هو شق الصف الجنوبى وبث روح الفرقة والانهزامية والحيلولة دون توحيد الجبهة الداخلية بطريقة او باخرى ، فيسقطون نوياهم هذه على الطرف المستهدف تشتيته ويتهمونه هو بشق الصف وشرذمة القوى وتفتيت الحراك ، ...
سوف يكون هاك حديث مستقل عن شرذمة الصف الجنوبى .