برغم القهر برغم الإرهاب ما أروع أن تكون جنوبياً حد الإذهال : بقلم/ ابوعامر اليافعي

[@نسل الهلالي@]

برغم القهر برغم الإرهاب ما أروع أن تكون جنوبياً حد الإذهال

أنْ نموت واقفين رافعي الرأس.. خيرٌ لنا مِنْ أنْ نموت راكعين
جيفارا

الثورة الجنوبية ثورة مذهلة لا تقارنها أي ثورة ولا يوجد لأي شعب من الشعوب ذلك النفس الثوري العظيم الذي يمتلكه الشعب الجنوبي .
لا نقول ذلك لأننا جنوبيون ولا لأننا في هذه الثورة ولا لأي شيء غير الإنصاف .
إنها الحقيقة التي نفتخر بها وسنظل نفتخر بها طالما وهنالك جنوبي على ظهر الأرض .
الثورة لها أناس في أعماقهم ثورة وفي نفوسهم ثورة
والتمرد على الباطل أصيل في الأفئدة .
اجمعوا كتب التاريخ والتراث وهاتوا كتب السير والتراجم وابحثوا في القواميس والمعاجم وأحصوا المخطوطات والمعارف
قديما ووسيطا وحديثا واتوا بثورة تشبه ثورتنا بإباء يشابه إبائنا.
لم يجتمع العالم على الصمت باتجاه شيء كما اجمع علينا
لايوجد تجاهل إعلامي عالمي باتجاه قضية كالتجاهل على قضيتنا
لاتوجد ثورة أو منظمة أو حركة ليس لها علاقة بدول أخرى إلا قضيتنا .
لم نتسول ثورتنا احدً لم نشحت الغضب الثوري فينا احداً ولن نتسول أبداً غضبتنا أو تمردنا على الباطل .
لم نتلقى قرشا ابيضا أو احمرا من أي كان برغم معاناتنا وحاجتنا .
خمس سنوات والتجاهل كاملاً
خمس سنوات والتعتيم شاملاً
خمس سنوات والصمت مخيما
خمس سنوات ونظام الاحتلال يملئ الدنيا زعيقاً ونعيقا باطلا
خمس سنوات يملئ الدنيا تزييفا وتحويرا
كذباً وتبريرا
بهتاناً وزورا
لا الجزيرة معنا وليس لنا سهيلا وعقمت كل القنوات العربية أن تولد خبرا جنوبيا
كل قنوات العالم وصحفها وإذاعاتها تهتف الوحدة أو الموت
ولأول مرة الصهيونية العالمية والدول الاستعمارية الوحدة لديها حرصا لا ينتهي
في الجنوب العربي سقطت نظرية المؤامرة
وتعطلت أهداف الاستعمار بتجزئة البلدان العربية
وانقلبت الآيات وتبدلت الغايات
العالم كله أضحى وحدة يمنية وحريص اشد الحرص على الوحدة
فسبحان الله .. سبحان الله .. سبحان الله
أين أعداء الأمة العربية ؟
أين الاستعمار ومشاريع حلم التقسيم ؟
وماذا يعني حرص نتنياهو على الوحدة ولماذا بوش مع الوحدة ؟ إن هذا هو اخطر سؤال يمكن أن يُطرح
وفي ثنايا الإجابة إجابات صادمة للعقل العربي
ما المخيف في ثورة الشعب الجنوبي؟ ولماذا الخوف وهي ثورة سلمية؟
ولكن مع ذلك وسؤال نطرحه لكل العالم الصامت والمتخاذل والبائع والمشتري .
هل يمكن لشعب أن يثور خمس سنوات وما يزال في عنفوانه أن يصبر
لا مال ولا إعلام ولا مساندة ولا عون ولا دعم ولا حتى تعاطف
برغم العنف والإرهاب برغم البطش والاستكبار
هل اهتم الجنوبيون بكل ذلك التعتيم والصمت المريب
هل اكترث الجنوبيون لهذا العداء ؟
ما سر هذه القوة وهذه الإرادة في هذا الشعب؟
إن أطول ثورة سلمية في التاريخ كانت الثورة الفلسطينية في ثلاثينات القرن الماضي واستمرت اقل من سنة
هكذا سجل التاريخ مزهوا بهذه الثورة فكيف سيتبختر إذاً بثورة الجنوب العربي؟
ماذا يوجد في عراة الصدور وحفاة الأقدام ورافعي المآزر من قوة؟
ماذا يوجد وراء الأجسام النحيلة والرؤوس المشعثة والوجوه السمراء من إرادة ؟
من أين أتت الصلابة والكبرياء والأنفة لهذا الشعب؟
قتلونا وسجنونا وجرحونا وحاصرونا ودمروا قرانا ومدنا
ارهبونا وجوعونا وقطعوا عنا الاتصالات والتواصل
هددونا وانذرونا وتوعدونا .. وزارونا فجرا
شردونا في أصقاع الأرض وآذونا ونحن في الشتات
وإذا نحن جحيماً وسعر
وإذا نحن جنوباً من صخر
وإذا نحن حديداً لا يفل
وإذا نحن فولاذاً من جبل
أتى الربيع العربي ثم رحل وحل صيفا ساخنا برائحة البارود وستتعرى أوراقه في الخريف القادم ثم يموت في شتاء العرب .
وما بال الجنوب العربي ثائر حار ودفىء وفي وظل وظليل
ما باله راسخا كالأوتاد صامداً في الأرض شامخاً في السماء
صيفاً وشتاءاً وربيعاً وخريفا ؟