هذا مانراه في المجلس الانتقالي ..... و نصيحة لصقور بروكسل

[عبدالسلام بن عاطف جابر]

هذا ما نراه في المجلس الانتقالي

قرأت بيان إعلان المجلس الانتقالي و الذي كان من أعضاءه شخصيات جنوبية كانت محسوبة على الثورة الجنوبية السلمية في الأعوام الماضية , و قرأت ردود الأفعال من قبل المتحمسين الجنوبيين , و الذين يعتقدون أن العطاس و من معه تلاعبوا بالقضية الجنوبية , و جعلوها مطيةً ركبوها للوصول إلى أهداف شخصية , و أتفهم رأي الشباب المتحمس و الذين يرون في القضية الجنوبية و خيارها الوحيد فك الارتباط قدسية وطنية لا يمكن التنازل عنها.

و أتفَّهم مبررات فريق الرئيس العطاس الذين يرون أن خيار فك الارتباط ليس الخيار منقطع الدلالة منقطع الثبوت و له طريق واحد حددها الشعب الجنوبي و ممنوع العبور عبر طريق آخر . و يرون كذلك أن فك الارتباط ليس خيار الشعب الجنوبي الوحيد و لكنه ضمن خيارات و هذا ما نص عليه لقاء بروكسل بكافة صقوره و على رأسهم الرئيس البيض , فقد أقرَّ لقاء بروكسل أن خيار الاستقلال و الفدرالية و الوحدة كلها موضوعة للشعب الجنوبي و هو من يقرر مصيره .

إذاً لم يعد أمام محبي الرئيس البيض و شركاءه ما يعطيهم الحق لانتقاد الرئيس العطاس و شركاءه و قيادتهم السياسية المتمثلة بالرئيس البيض مع تعدد الخيارات .

و من وجهة نظري الشخصية : أن الشعب الجنوبي هو صاحب الحق الوحيد في تقرير مصيره , و من خلال استطلاعي لوجهة النظر الجنوبية الغالبة , فالشعب الجنوبي مع فك الارتباط و استعادة دولته جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على حدودها المعترف بها دولياً و لن يكون الشعب الجنوبي مع أي مشاريع انهزامية منقوصة الحق . و فك الارتباط هو الخيار الأكبر و الأمثل عند الشعب الجنوبي وهو مقدم على الخيارين الآخرين إذا كانا موجودين أصلاً.

و في نفس الوقت ليس لأي طرف حق الوصاية على الشعب الجنوبي بقبول أو رفض الخيارات , و مهمة كل من في الساحة السياسية هي ترويجية تنويرية ليس إلاَّ . و يستطيع الناصح المخلص أن ينبه بطريقة عقلانية إلى أن الأزمة في اليمن تعطي الجنوبيين الفرصة لوضع النقاط على حروفها و ليس على حروف أخرى لا تمت لها بصلة , و ليس لكل الشخصيات الجنوبية ممن لا يحملون مشاريع و خطط في هذه الأزمة إلاَّ حق النصح فقط و ليس لهم حق صرف بطاقات الوطنية و أوسمة الشرف .

و من غير العقل أن نعيب و نعترض و نخون الرئيس العطاس و من معه لما قاموا به من خطوة إلى الأمام في خطتهم التي وضعوها في مؤتمر القاهرة كخطة إستراتيجية لمدة تتجاوز الخمس سنوات تبدأ بالقبول بالفدرالية كيفما كانت و تنتهي بحق الاستفتاء للشعب الجنوبي ( فدرالية – فك ارتباط) .

و كما كانت عادات العرب بل عادات العالم أن تواجه الكلمة بالكلمة البديلة و الحجة بالحجة و الكتاب بالكتاب و الخطة بالخطة و المشروع بالمشروع فعلى فريق الرئيس البيض مواجهة المشروع بمشروع على الأرض. و هنا نضع عدة أسأله قد تفيد من نحسبهم قادة من رؤساء سابقين و سياسيين جدد كالتالي : -

لماذا شاب الغموض مخرجات بروكسل (الرئيس البيض) في الوقت الذي كانت مخرجات القاهرة (الرئيس العطاس) واضحة و جلية ؟؟؟
أين مشروعكم و خططتكم يا صقور بروكسل مقارنةً بخطط و مشاريع الرئيس العطاس و من معه ؟؟؟
هل لديكم مشروع عملي على الأرض أم أنكم ستصدرون بيان شجب و تنديد ؟؟؟
الرئيس العطاس شكَّل المجلس الأهلي في عدن برئاسة السيد مصطفى العيدروس , فلماذا مزقتم قوى الحراك الداعي لفك الارتباط في عدن و لم تستطيعوا خلق بديل قيادي للمحافظة حتى الآن ؟؟؟
الرئيس العطاس و شركاءه استطاعوا عقد مؤتمر وطني في القاهرة و استطاعوا إدارة الحوار قبل و خلال و بعد المؤتمر بينما فريق الرئيس البيض (رجال بروكسل) كما يقول الأخوة في مصر غرقوا بشبر ميه , فشلوا في إدارة الحوار قبل و خلال و بعد اللقاء ألتشاوري و حتى الآن , السؤال لماذا لم تعلن اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر الوطني و التي أقرت في لقاء بروكسل ؟؟؟

ختاماً علينا قبول الآخر كيفما كان لا كيفما نريد و في حالة العجز عن تقديم البديل فعلينا الترحيب بمن يعمل على الأرض و على أمثالي ممن انتحبوا صارخين إن يستمروا فيما هم فيه , و قد قلتها و أكررها إن الفشل الذي أوصلنا إليه صقور الشخصيات الجنوبية في الخارج و الداخل , سوف يوصلون الشعب الجنوبي إلى القبول بنصف الحق و ربع الكرامة و كما يقال (خذ المعروض ولا تعارض)

و نصيحة أقدمها للرئيس البيض و بن فريد و من معهم لا تستنكروا ولا تنددوا ولا تشجبوا ولا تخوِّنوا و تقبلوا الرأي الآخر و واجهوا المشروع على الأرض بمشروع على الأرض , و عليكم بعدن فإنها لكم وجاء و عليكم بعدن فإنها حق الفيتو و عليكم بعدن فإنها ساحة الحسم و عليكم بعدن فإنها أم المدائن و عليكم بعدن فإنها الجنوب و ليست صنعاء . و استعينوا بالكفاءات و الخبراء من الجنوبيين و لو كان يهودي ولا تكتفوا بعقولكم فعقولكم قد تصلبت و لم يعد لديكم جديد و تزودوا فإن خير الزاد التقوى .


عبدالسلام بن عاطف جابر
16 يوليو 2011