حتى تستمر المسيرة , لابد من لفتة كريمة وأيادي بيضاء لأسر الشهداء والجرحى

[الجاهم]

كم هو عظيم أن يجود الإنسان بأغلى ما يملك فداءاً لهذا الوطن , ونصرة للقضية الجنوبية , وكم هو رائع ومشرف ومفخرة للإجيال القادمة أن تقرأ ما سطره هولاء العظماء الأبطال الشباب منهم والرجال والشيب , لهم ولأسرهم وقبائلهم ووطنهم , إن النضال لأجل إحقاق والحق , وإبطال الباطل , من القربات التي يتقرب بها المناضلون المجاهدون لشرف ومرتبة لم يصل إليها إلا من خالط حب الفداء بشاشة قلبه , ودغدغ الإخلاص خلجات نفسه, وإن الأجمل وملاك أمر كل ذلك هو التضحية بالنفس , وتقديمها رخيصة لهذا العمل الجبار , فتسمو وتعلو وتعانق العلياء في الدنيا والآخرة , حتى تغدو أغلى وازكى وأرفع وأسمى من كل الحضوض , وتصبح مضرب مثل لعلو الهمة , وصدق العمل وحسن النية.
ومن كانت هذه سمياهم فهنيئاً لهم ذلك الجزاء الأوفى , والمقام الأسمى , والنزل الأزكى, لإنهم حينما قدموا أنفسهم رخيصة فداءاً لتربة هذا الوطن الغالي , والقضية العادلة , لم يثنهم فراق الأحبة من الأطفال الرضع , والشيوب الركع , لم يثنهم يتم أولادهم , ولأ ثكالة نساءهم , ولا حزن ووجد آباءهم وامهاتهم , لم يثنهم جاع أطفالهم أم شبعوا , فرحت أمهاتهم وآباءهم أم حزنوا , أشتاق لهم المحبون والأقربون أم تمنوا لقاءهم .
أقدموا على كل هذه الأعمال الجليلة , والقربات السامية , والتضحيات الجسيمة , لأجل هذا الوطن , لأجل أن يعش الأجيال من بعدهم حياة حرة كريمة , ولأجل أن تستعاد الكرامة والهوية , ولأجل يهنىء النشىء بتعليم وتربية وعناية , لأجل أن يتعاون الناس جميعاً لبناء هذا الوطن , فيكونوا يداً واحدة في البناء والعمران , يداً واحدة في التعاون في كل مناحي الحياة.
إن من قدم نفسه فداءاً لهذا الوطن , قد وادع الأهل والأحباب إلى غير رجعة إلى هذه الدنيا , ليواسيهم , ويمسح دموع الأحباب , ويقضي حوائجهم , ويفرح أطفاله ويونس أهله , ويرحم شايبه , بل وادعهم وداع الرحيل الأخير ,,,, وأستودع هولاء الأحباب والأهل كلهم في عنق وذمة كل جنوبي فقير كان أم غني , وداعهم الوداع الأخير عندما خرج من بيته حاملاً روحه على جنبيه إلى غير رجعة , وأستأمن كل جنوبي على هولاء الأطفال اليتامى , والنساء الثكالى , والشيوب العجزة .......
فيا لها من أمانة عظيمة ويا لها من وداعة عزيزة على قلوبنا جميعاً , فوجب أن يقدموا على أولادنا إن لم يساووهم , وجب أن نفرحهم كما احزنهم فقد آباءهم الذي هو من أجلنا جميعاً , وجب أن نقضي حوائجهم , ونأخذ بأيديهم , ونكون السند لهم بعد ان غاب السند , ونكون العون بعد إن غاب العون , ونكون المدد بعد ان غاب المدد .
فمن هنا وعلى هذا المنبر الحر أهيب بكل الشرفاء والمناضلين أن يلتفتوا إلى أسر الشهداء والجرحى والمعوزين , وأن يقدموا واجبهم تجاه هولاء الثلة الشريفة الزكية , من أبناءهم , ونساءهم , ورجالهم. واجب وفرض وليس منّة وفضل فقد قدم هولاء أرواحهم رخيصة لكم ولمن بعدكم , فهل تقدموا ما بأيدكم عرفاناً ورداً للجميل لهولاء النبلاء الأكارم.
فليتخيل كل منّا هولاء وأسرهم كيف حالهم من الحزن والأسى والحاجة , ؟ ولينظر ما بيده ماذا يساوي ؟؟ فإن أدخلت الفرحة وسديت مسد اآباءهم , -ولا أظن أتن احد يسد مسدهم وإن قدم كنوز الأرض- فأنت قد قمت ببعض الجميل ,و إن بخلت وشحيت فعز نفسك بموت قلبك , وأقرأ على نفسك السلام.

والسلام عليكم احبتي