يــوم النكـــبة .. فــــــي ذاكـــرة الايــــــــــام .

[ابو صالح الحضرمي]

يــوم النكـــبة .. فــــــي ذاكـــرة الايــــــــــام .

تصادف اليوم الخميس 07/07/2011 م الذكرى ال 17 لسقوط عدن عاصمة الجنوب بأيدي جيش الاحتلال اليمني, الذي شن حرباً شعواء على الجنوب في صيف 94 م في اواخر شهر ابريل , بعد فشل الوحدة بين البلدين التي تم الاعلان عنها في 22/05/1990م والتي تمت بطريقة سلمية بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية والتي انقلب فيها علي عبدالله صالح وحكومته على شريكه الجنوبي واقصى كل قيادات دولة الجنوب وعمل بجهد على تصفية الكوادر الجنوبية , وتحويل الحلم الذي طالما داعب مشاعر الشعب الجنوبي الى كابوس مفزع لازالوا يعيشوه حتى اليوم .
مارس نظام الاحتلال اليمني كل انواع العنف والظلم والترهيب مع ابناء شعب الجنوب الابي , حيث عمل على تحويل المدن الى ثكنات عسكرية وتم تسريح معظم قيادات وكوادر دولة الجنوب وتسريح الجيش وكذا التقاعد القسري للكثير منهم .
اطلق الرئيس اليمني يد ابناء دولته وشعبه اطلق يدهم في كل اراضي الجنوب باعتبارها ارض مستباحة على اساس قاعة الفيد التي تعتبر قانون يسير عليه نظام الحكم القبلي في العربية اليمنية , حيث تم مصادرة اراضي واملاك دولة الجنوب وتم اقتطاع مساحات شاسعة لشيوخ القبائل وكبار قادة الجيش واعوانه ومليشاته حتى اصبح المواطن الجنوبي لا يجد قطعة ارض ليبني له بيتا ً بل كان الاولوية في صرف وبيع الاراضي لمواطني دولة العربية اليمنية على حساب دولة الجنوب التي تحولت الى مزرعة للنظام وازلامه .
القائمة تطول بالانتهاكات التي تمت في دولة الجنوب بحق الارض والوطن والمواطن , والتي افرزت الكره والبغض لدى الجنوبيون للوحدة التي حولت حياتهم الى جحيم وضيقت عليهم معايشهم واصبحوا يعاملوا معاملة الخدم ومعاملة مواطنين من الدرجة العاشرة , حيث ان الجنوبي لا يستطيع ان يتقدم لوظيفه او أي خدمة الا عبر وساطات ورشاوي لكبار المسؤولين والذين استأثروا بكل خيرات الجنوب لشعبه على حساب شعب الجنوب .
سادت الرشوة والقات المجتمع الجنوبي بعد سيطرة الاحتلال اليمني على الجنوب وفرض الوحدة بالقوة .. حيث كانت هذه العادات دخيلة على مجتمعنا الجنوبي .. كما تم فرض الحكم العرفي والاعراف القبيلة وسلب روح الدولة المدنية والحضارية في الجنوب . وعمل على احياء الثارات والنعرات القبلية والعنصرية والتي حصدت ارواح الاف المواطنين الجنوبيين العزل في شبوة وابين وكثير من محافظات الجنوب المحتل .
استبيحت ارض الجنوب وظلم اهله وصودرت حقوقهم بفتوى ظالمة حيث افتى مشايخهم بكفر اهل الجنوب وانه يجوز قتلهم لخروجهم عن جماعة المسلمين !! .
لقد تناسوا ان شعب الجنوب وخاصة الحضارم لهم السبق في نشر الاسلام في كل ربوع المعمورة والتاريخ يشهد بذلك ولكنه الحقد الدفين على ابناء الجنوب والسعي لطمس هويتهم وابتلاع ارضهم .
نادى سياسيين كبار من الجنوب على راسهم الزعيم المعتقل حسن احمد باعوم - فك الله اسره – ومعه الكثير من شرفاء الجنوب طالبوا بمعالجة اثار حرب صيف 94 م والغاء الفتوى الدينية بحق شعب الجنوب والغاء الاحكام الصادرة بحق قيادة دولة الجنوب والاعتذار لشعب الجنوب وتعويضهم عن ما لحق بهم جراء الحرب الغاشمة , الا ان سلطات الاحتلال ابت الا ان يكون الجنوب فرعا اعيد الى الاصل وان ارض الجنوب ارض يمنية وان شعب الجنوب ما هم الا صومال وهنود .. !!
عجباً هل اصبح اهل الجنوب والذين هم اصل العروبة ومنبع نسل قحطان هم هنود وصومال .. هكذا هم يروننا في اعينهم فهم لا يهتموا الا بالأرض والثروة ولا تعنيهم حياة او موت شعب بأكمله , وبهذا الاسلوب قضوا على كل جميل في دولة الجنوب وعاثوا فيها فسادا .
لم ييأس الشعب الجنوبي من استعادة حقه المنهوب , وبعد فشل كل الوسائل لإصلاح ومعالجة اثار الحرب , انبثقت جمعية المتقاعدين العسكريين والعاطلين عن العمل للمطالبة بالحقوق للجنوبيين ولكنها اصطدمت للمرة الثانية برفض من سلطات الاحتلال.
توجت مساعي الجنوبيون بإعلان التصالح والتسامح في عام 2006 م والتي تلاها في العام 2007 اعلان الثورة الجنوبية السلمية متمثلة بالحراك السلمي الجنوبي الذي نهض من ركام الظلم والمأساة ولينفض عن كاهل شعب الجنوب سنين الالم والظلم والاضطهاد وصدح صوته مجلجلا ً .. نريد استعادة دولتنا المحتلة والاستقلال التام والناجز ولا شيء غيره .
واستمرت مسيرة الحراك الجنوبي وقاومت وبصدور عارية جحافل جيش الاحتلال الذي لم يتورع في استخدام كل الاساليب الوحشية من اجل القضاء على صوت هادر يطالب بارضه ودولته , ولكنه فشل ولم يستطع ايقاف زحف المارد الجنوبي رغم الدمار والذي احدثه المحتل بمعظم مدن وقرى الجنوب لكبح جماح حراكه المبارك.
وبرغم صعوبة المرحلة الا ان الحراك الجنوبي كسر حاجز الخوف واعاد الامل للشعب الجنوبي باستعادة ارضه ودولته وكرامته التي داسها الاحتلال اليمني على مدى 17 عاما من الاحتلال والبطش .
وها هو شعب الجنوب الابي يسطر اروع الملاحم البطولية من اجل الحرية والكرامة والاستقلال وانهم ماضون على درب الشهداء الذي سقطوا حتى استعادة دولة الجنوب الابية وعاصمتها عدن وانهم لقريب بأذن الله .

بقلم / أبو صالح الحضرمي.