سيظل نضال الجنوبيين اعرجاًً ...

[مدفع الجنوب]

سيظل نضال الجنوبيين اعرجاًً ...
بقلم / عزام الحامد - المكلا برس التاريخ: 5/1/2009
من حيث المبدأ , العمل السلمي هو الأسلوب الحضاري المتمدن في معالجة الأمور وطرح القضايا والسعي لنيل الاهداف المرجوة , وهو الأسلوب الذي يقره ويدعمه الرأي العام العالمي لكن ليس بالضروره أن يستجيب له .
غير انّا في الجنوب في مقام آخر , فنحن لا نتعامل مع نظام بالمعنى الحقيقي للكلمة ولكنّا نتعامل مع جهة هي اقرب ما تكون الى (( العصابة )) في ممارساتها واساليب عملها وتعاملها .
كما انّا نتعامل مع زعيم لهذا العصابه اختلط الكذب والغدر والغش في دمه فاصبح لا يتقن غير هذه الادوات للتعامل من الاطراف الاخرى , وبالتالي فهذه العصابة لا تقيم وزناً للعمل السلمي ولا تعترف به وتعتبره ( كلاماً فارغاً ) , ولو لا ان ما يقظ مضعجها ويؤرقها هو علمها الاكيد ان الرأي العام العالمي بدوله ومنظماته يراقب هذا العمل ويتابع مجرياته ويؤخذه على محمل الجد ,لما حرّك شعرة في رأس زعيم هذه العصابه .
هذا العصابة الارهابية لا تؤمن بالحوار ولا تجنح اليه , ولكنها ترضخ لأصوات البنادق وتخضع للعلعة الرصاص , وليس اوضح من استسلامهم لارادة الابطال في صعدة من مثال على ذلك .
هذا هم وهذا نحن وهذا قدرنا الذي قدّر الله لنا .
ليست دعوة للندم على العمل السلمي ولا للرجوع عنه فهو الخيار الاول ,وهو الخيار الذي يكسب القضية زخماً شعبياً , لكنّا قد نحتاج في بعض الاحيان الى ارسال رسائل يفهمها المحتل .
المحيط العربي والعالمي ايضاً يتحدث عن اهمية العمل السلمي وحضاريته لكن استجابته للعمل المسلح اكثر واسرع .
الامم المتحدة ومجلس الامن لا يخلقان وقائع على الارض لكنهما في معظم الاحيان يقرّان الحقائق التي يفرضها الاطراف .
في الجنوب ارى ان نترجم عملنا الى لغات متعددة ولنخاطب العالم بأكثر من لغة ولكل ان يقرأ رسائلنا باللغة التي يفهمها .
قد يقول قائل ان الخيار المسلح ليس أوانه الان , فاقول اني اتفق مع هذا القول 100% , بل واعتقد ان طرح الخيار المسلح دون الاستعداد الجيد له قد يأتي بنتيجة عكسية ليست في مصلحة الجنوب ,((حركة تقرير المصير , حتم )) ابلغ مثال , ولكن بكل تأكيد الوقت الان هو وقت الاستعداد والتهيئة لعمل مسلح , ان لم نذهب اليه فسيجلبونه الينا . اذاً هو وقت الاعداد للأعلان في الوقت المناسب عن ما لا بد منه ولكي يخرج بالكفاءة التي نرجوها من حيث الادارة والهدف والتوقيت والحجم والنوعية .
المواجهه الشاملة بكل تأكيد ليست خياراً معقولاً , اذاً من وجهة نظري المطروح هو عمليات نوعية مخطط لها بدقة من حيث ( الهدف , المكان والتوقيت ) بحيث تكون نتائجه بالغة التأثير لكلا الطرفين , موجعة ومدمرة للمحتل من ناحية , وباعثة للامل ومزيلة لكربة من كرب الجنوبيين .
كيف تتم التهيئة لهذا العمل العظيم ؟؟ :
1-لا بد من توحيد قيادة النضال الجنوبي , ويكون ذلك باحدى طريقتين :
أ – انضوى جميع الهيئآت والمجالس في اطار هيئه او مجلس واحد .
ب- مجالس وهيئآت متعددة في اطار تحالف استراتيجي يحتكم لميثاق شرف وطني ينظم عملها ويضبطه توقع عليه جميع الاطراف .
2-التهيئه الميدانيه والاعداد النفسي للجنوبيين بحتمية هذا الخيار .
3-البحث عن مصادر للتمويل والدعم .
4- شراء الاسلحه والعتاد وتخزينها لوقت الحاجة .
5-انتادب قيادات محنكة وذات خبره مطعمة بقيادات شابة ومخلصة للبدء بتشكيل خلايا لهذا العمل .
6-عدم الاعلان عن اسماء قيادات العمل المسلح( وهذا ما بادر اليه المجلس الوطني في محافظة ابين ) او نشر صورها وعدم تحديد اماكن نشاطهم .
الوقت الان ليس وقت العمليات لكنه بكل تأكيد وقت الاعداد لها , واذا لم نعد العدة ونهيء البيئة فسيضبطنا المحتل فجأة ( بنصف سراويلنا ) .
لماذا العمل المسلح بات ضرورياً ؟؟
1-المرحلة القادمة هي مرحلة التصعيد من قبل المحتل , ومرحلة ( كسر العظم ) بعد ان فشلت جميع مكايده وألاعيبه واصبح يدرك ان ايامه في الجنوب بل وفي الشمال حتى اصبحت معدودة .
2- لا يمكننا ان نظل مستمرين في ( حوار الطرشان ) مع من لا يهتم كثيراً للغة العمل السلمي .
3-معظم الراي العام العالمي والعربي يفكر ويستوعب بعينيه واذنيه , وليس بعقولهم وقلوبهم .
4- الاقتصاص لما يتعرض له قادة وابناء الجنوب .
5-معالجة بعض الامراض والاشخاص الذين لا ينفع في علاجها الا ( الكي ) .
6-تحويل الجنوب من مرتع للبعوض والحشرات الى مقبرة لها .
هل العمل المسلح سيحل محل العمل السلمي ؟؟
بالتأكيد لا , لكن :
1- العمل المسلح سيكون الحامل الامثل للعمل السلمي , وسيكون العمل العسكري يد العمل السلمي التي يبطش بها ولسانه إلا من لا يتقنون الا لغته .
2-العمل المسلح سيكون المرآة التي ستعكس بوضوح حجم المعاناة التي يعاني منها ابناء الجنوب .
3-بالعمل المسلح لن يكون الجنوب ابتراً او معاقا , بل سيكون له قلب وعقل ((وذراع يبطش بها )) بأعدائه .