يا ابناء الجنوب/ ان لم نتحرك الأن فتباً لنا جميع...

[المصرب]

إذا لم يتحرك هؤلاء .. فلا بارك الله في أي دولةٍ نقودها !

صرخة مكبوت ..

إن ما حدث ويحدث اليوم من استباحة للأموال العامة في مناطق الجنوب وجعل القرى والمدن المأهولة بالسكان ساحات اقتتال وتصفية حسابات ، وما جرى من تهجير لمئات العائلات قسراً وخشية على حياتها ، لهو جريمة إنسانية وأخلاقية بشعة ناهيك عن الدماء التي تُسفك هنا وهناك ..

نتحدث اليوم عن جماعات لم تأتنا من جزر القمر ولم تنزل بالبرشوت من سفوح زحل أو من وديان المريخ ..نتحدث عن عصابات ( جنوبية الهوية ) .. جعلتنا طعماً لتصفية حسابات ( شمالية سياسية ) ومنبراً لهلاري كلينتون لتشن حربها على الإرهاب ( المزعوم ) كنوع من إحياء للنظام الفاشل الفاسد ، والإستفادة من الفوضى وتجارة السلاح الدولية ..

أنا شخصياً لا ألوم الأطماع الغربية إن فرحت بموتنا وتشتتنا في جعار وزنجبار ولحج .. ولا ألوم حتى أحذية النظام القذرة التي تدوس بنتانتها أراضينا الكريمة ولا أي أداة حقيرة استُخدمتنا كورقة سياسية أكان من جهة الفرقة الأولى المدرعة أو غير المدرعة .. ألمي وعتبي على هؤلاء :

إن لم يتحرك ..قادة الحراك الجنوبي ورواده ..

فلن يكون لهم حظٌّ من احترام الجنوبيين اليوم ، وهم بخسوا حتى الصوت والكلمة لتستنكر هؤلاء الجماعات وبعبارات صريحة ، فها هم اليوم يتكلابون على لحج وغدا عدن وربما ردفان والضالع في القريب ..

عجبي من حراكنا وهو يبعد مسافة كيلومترات من لحج ومنشغلٌ في الحبيلين وردفان أن لا يعبأ بمثل هذا التخريب المتعمد ، ما هي الإستفادة من هكذا وضع وكأننا في الجنوب من جنس الأنعام والعياذ بالله .. لا نستطيع حماية ممتلكاتنا ولا نعرف إلى أين تذهب ..

بالله عليكم ..كيف ستقيمون دولتكم في ظل هذا التقصير ! .. يجب أن يتم تشكيل لجان طارئة لهذه المهازل والتي حولت الجنوب إلى ملجأ كبير للفارين من هنا وهناك ..

أليس منكم رجلٌ رشيد !

إن لم يتحرك القادة والسياسيون من أي اتجاه ..هذا وطنكم ينهب فمتى تكسروا الجليد !

كنتم أمواتاً من قبل ..ربما .. ألا تحرككم صرخات الأطفال اللاجئين ، ألا تهز مشاعركم دوي الراجمات .. وعلى مَن؟ ..على حثالة أو شباب مغرر بهم أوردونا المهالك بتصرفاٍ رعناء ..لا تمت للدين ولا للعرف الإنساني بأية صلة ..( قاتلهم الله أنّى يؤفكون ) .. فمتى تتحرك يا هذا ..متى تعود لجادة الصواب .. الدولة وقد ولّت ..والمصالح وقد انتهكت ، وأنت تلوك قاتك الرخيص ، وتستجدي بعض متاع الدنيا الزائل ..

هبوا لنجدة أراضينا وأراضيكم وأناسنا أجمع .. بأية وسيلة كانت .. اجتمعوا مع الجميع ..لا إقصاء لأحد .. الكل في خندقٍ واحد ..والمستهدفون ..أنا وأنت وجميعنا ..أفلا تحركتم الآن ..والآن فقط!

إن لم يتحرك ..مشائخ يافع وأبين وشبوة والضالع ولحج .. فمن يتحرك!

سيقول البعض ، لم يكن للمشائخ دورٌ في الرخاء ولو كنجدة شخص مظلوم من جاره ..فكيف بحرب تُضرب وتُصوّب الصواريخ بها .. الضعف الحاصل بالأمس نتيجة مؤسفة ..ولكن لا نريد الدور القيادي والتصدي اليوم ، نريد استنكارات معلنة وتبرءة من هؤلاء إن انتموا لقبائلهم وهم مخربون ، نريد وقفة حازمة مع كل شخص فوضوي يعلم أصحابه به ..هؤلاء لا يشرفوا الجنوب شاء من شاء وأبى من أبى .. فليست سرقة البنوك بمنجز عظيم .. ولا تحويل المنازل لثكنات عسكرية ودروع بطولة تُذكر ..

إن كان في وقت مُلح لإعادة هيبتكم كمشيخة على قبائلكم( في شرق الجنوب أو في غربه ) فهي اليوم ..فالقضية أكبر من انتصار العر بكثير ..فمحافظات سقطت بيدمن ؟ لا ندري! .. وهاهم يحاولون جر لحج وعدن لنفس خندق المواجهة .. فما أنتم صانعون !

إن لم نتحرك ( نحن ) ..فتباً لنا ما حيينا !

من يفرح بما يحصل اليوم من تخريب لأراضي الجنوب وتهجير لأهله واستهداف سكّانه بالأسلحة الثقيلة وسطوٍ مسلح على البنوك وغيره لا يعدو كونه أحد اثنين لا ثالث لهما ..إمّا خائنٌ عميل .. فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .. وإمّا جاهلٌ جهلاً مركبا .. نسأل الله أن يشفيه قبل أن تحل عليه اللعنات من الأرامل والثكالى ..

الوضع جد خطير .. ويجب علينا قبل أن نشكل اللجنة الفلانية وغيرها ..إنكار المنكر بقلوبنا ..ثم إنكاره بألسنتنا .. ثم السعي لتغييره بأيدنا ..

لقد دحر الأبطال في العر لواءً كاملاً بعدته وعتاده ..أعجزنا أن ندحر مجموعة عبثية تريد أن تجعلنا هدفاً لقصف المدافع وتحريك الجيوش ضدنا لقتلنا ... ما هذا الهوان

العلاج الناجع ..

ليست الحراسات بالحل الأمثل لمثل أولئك ... المطلوب إستئصالهم عن بكرة أبيهم إستئصالاً شافياً .. ولا أقصد الإستصال ب ( القتل ) ولكن يجب إلزاهم بشروط وقوانين إن اخترقوها فالعواقب تصل للقتل وربما أشنع ..

يجب أن نتحرك بشكل جدي على الأرض بالواقع .. ويجب أن نفعّل دورنا بشكل محسوس .قبل فوات الفوت ..

الله الله في بلادنا وأهلنا ..أيها الساسة وأيها الشعب وأيها الأحرار في كل مكان .. إمّا أن يلعننا التاريخ أو يقدرنا الأجيال الحالية والقادة مدى الدهر وأبد الزمان

معين الكلدي

15 / 6 / 2011