ناصر والعطاس .. فضلاً أوقفا خيار الصدام مع شعبنا

[ابو عهد الشعيبي]

مع الأسف الشديد وبدونه يصَر الرئيس علي ناصر محمد وبتعمد واضح إلى إنتهاج سياسات ومواقف تتجاوز مشاعر شعب الجنوب وحراكه السلمي وتضحياته الكبيرة , لا لشيئ سواء لأنه اختار تغليب ما يعتقده من راي مناسبا لنزعاته القومية وتوجهاته الفكرية ومصالحه الشخصية فوق رغبات وتوجهات وقناعات ومصالح الشعب الجنوب باكمله , ومقبولاً أن يكون لرايه كيفما شاء دون أن تمس هذه التوجهات والرغبات الفردية ثوابت وخيارات الشعب , أو محاولات فرضها عليه وبخاصة في وضع الأزمات والضروف الإستثنائية كضروف لحظتنا الحرجة هذه .

لا شيئ على الاطلاق يبرر هذا التوجه المغامر والرئيس ذاته يعلم ويدرك بأنه توجه خاطئ غير مبني على أساس لا سياسي ولا شعبي ولا حتى وطني , ولا يحتاج الناس للحديث بتفاصيل عما هو شأن الرئيس ناصر ومواقفه بعد أن اضحت مكشوفه ومعروفه للقاصي والداني , ولاجل مصلحة الرئيس وحباً فيه لا كرهاً فأني أعتقد بأن من الأفضل له وللرئيس العطاس أن كانا لا يستطيعان مساندة شعبنا في تحقيق تطلعاته فأن عودتهما إلى إلتزام الصمت خيار أنسب لهما كما كانا على ذلك منذو أكثر من عشرين عام بدلاً من إقحام نفسيهما في مواجهة حقيقية مع الحراك الجنوبي والشعب بشكل عام في ظل اوضاع معقده وخطيره ..

أن أستمرار الحديث المتكرر من جانبهما باسم شعب الجنوب وقضية الجنوب وحراك الجنوب دون إحترام رغباته وتطلعاته ومطالبه انما هذا سيدفع قادة الحراك إلى مواجهة هذه السلوكيات والتوجهات والتصدي لها بقوة في كل مكان متاح وبالتالي فأن مخاطر التصادم ستكون وخيمة وسيدفع ثمنها الشعب كعادته , و شيئ من صورتها المخيفة على الارض قد بان إثر محاولة بعض الشخصيات المؤيدة لنتائج لقاء القاهرة قبل ايام باختراق شارع الحراك السلمي لأجل خفض صوته وسقفه في بعض المناطق أخطرها كان ما حدث يوم أمس الاول 21 مايو 2011م في العاصة عدن وكاد ذلك الفعل إن يحدث فتنة وكارثة حقيقية لولا تعقل قيادات الحراك وشبابه ..

باختصار شديد الرئيسين ناصر والعطاس أثبتا بكل وضوح على ضوء مقابلاتهما وتصريحاتهما التلفزيونية والصحفية بانهما وفي أحلك الضروف ليسا مع الشعب الجنوبي بخياراته الواضحة التي رسمها وعمدها بجماجم ودماء ابنائه على الارض وفي المعتقلات منذو ما يقارب من الخمسة الاعوام , وكان الاول دائم الوضوح في مواقفه الداعمة والمساند للوحدة الحربية تحت راية التغيير ولكنه كان بشكل او بآخر إلى قبل اسابيع لا يتبنا مواقف الحراك باسلوبه المتجاوز للحراك كما نراه اليوم , بينما كان الآخر يردد القول دائما .. الحراك صاحب القرار والفصل وهو ممثل الشارع والشعب في الجنوب وهو من يحق له الحديث عن حلول القضية الجنوبية والخ مما ردده , واليوم يطل بأكثر ن حوار بمناسبة وبدون للحديث باسم شعبنا وقضيتنا وحراكنا ويقترح لها الحلول وفق ما يعتقد ويؤمن متجاوزاً الحراك والشعب وأصل القضية ..

انني أنصح الرئيسين علي ناصر والعطاس وأنا ممن يحترمهما كثيراً بتجنب شحن الشارع الجنوبي ضد بعضه وأن يتجنبا سياسة زرع البؤر وإشعال الحرائق في الشارع الجنوبي لانها سياسات عفئ عليها الزمن ولا تخدم إلا الإحتلال وأعداء الجنوب وستضعهما بالضرورة امام مسؤليات تاريخية تجاه الشعب والتاريخ مستقبلاً لما تمثله توجهاتهم الراهنة من مخاطر حقيقة على شعبنا ومستقبله , وإن كان لديهما قناعات شخصية في تبني الفيدرالية كحل لقضية الجنوب فعليهما الذهاب بهذا المشروع إلى طاولات الخليج وطاولات صناعة القرارات والسياسات الدولية وفي مكاتب المؤسسات السياسية في الغرب بدلا من الذهاب به إلى الشارع الذي يفترض ان يتركاه للشعب ونضالاته السلمية ..

وانصحمها ايضا بعدم التمادي في الاستمرار بمحاولة إسقاط بعض قيادات الحراك خفيفة الوزن في سلة الفيدرالية قبل إسقاط علي عبدالله صالح , وقبل أن تتجلئ صورة نهايات ومآلات وضع الأزمة في الشمال التي لم يستطع حتى اللحظة تصور نتائجها أكبر محللي السياسات والازمات والثورات في العالم ..

ليس من الحكمة ابداً التصادم مع خيارات الشعب الجنوبي , وسنحترم كثيراً من يحترم شعبنا ورغباته الوطنية الجسورة وهو ما نرجوه من هؤلاء القادة ومن يتماشئ مع توجهاتهما من اهلنا وزملائنا داخل الوطن وخارجه .. والله من وراء القصد , والحمد لله رب العالمين