ثقافة الانحطاط وتهمة الاختلاط ( بقلم\المحامي يحي غالب الشعيبي

[عبدالله البلعسي]

ثقافة الانحطاط وتهمة الاختلاط

سقوط مدوي لعلي عبدالله صالح في معركته الخاسرة والتي كانت الضربة القاضية بمهاجمة النساء والنيل من سمعتهن والتشكيك بنضالهن بساحات التغيير ومخاطبة العقلية القبلية المغلقة ,كانت هدف بمرمى صالح المفتوح ,مهزلة ليست قديمة بل حديثة ومتواصلة كانت أخر حلقاتها في حضرموت بالمكلا بتاريخ 14يناير2011م عندما خرجت مسيرة حاشدة غاضبة لماجدات المكلا للتضامن مع الشهيدة الجنوبية التي دهسها طقم الأمن المركزي ,تم نشر خبر في موقع الأمن القومي (نبا نيوز)بان هناك اختلاط لشباب بين مسيرة نساء المكلا وقام بتلفيق الخبر محاولة لاستثارة مشاعر ابنا حضرموت ,ثقافة الانحطاط لنظام الاحتلال ورأسه القيادي اليوم ظهرت بأوضح صورها للعالم وبصراحة استطاع شباب ثورة إسقاط النظام في صنعا وتعز وغيرها من المحافظات الشمالية التقاط هذه الفضيحة واستغلالها استغلال سياسي ايجابي لمصلحة الثورة واتساع رقعة مشاركة المرأة في الثورة التي استفزت مشاعرها وكرامتها بعد ان أهدرت حياتها ومستقبلها في نفق مظلم طيلة ثلاثة عقود ,

ما أطلقة صالح الهائج في جمعة السقوط بهذا اليوم الفضيل ليس جديدا على ثقافة الاحتلال ونظامه السياسي في استخدام النساء وتجريح مشاعرهن والنكاية بهن ,الكل استمع إلى صالح قبل عدة اشهر وهو يهاجم قادة الجنوب بالخارج ويذكر نسائهم في خطاب استفزازي ,والموضوع متواصل منذ احتلال الجنوب في نشر هذه الثقافة خصوصا في حضرموت عندما استفز وكيل نيابة الأمن والبحث نساء من المكلا وشتمهن وقذفهن بالألفاظ لاترضي الله ولا رسوله , مرورا بالمدعو محمد صالح طريق مدير امن عدن السابق وأهانته لأسرة باشراحيل المناضلة ووالدتهم المرحومة المجاهدة سعيدة الشيبة جرجرة ,كثير هي التعديات الهمجية التي مارسها نظام الاحتلال خصوصا في الجنوب فالجميع يتذكر مقتل (مهندسة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات)الشهيدة إيمان سليمان بطريقة وحشية في منزلها منتصف الليل في التواهي من قبل احد منتسبي المخابرات الشمالية والاعتداء عليها الى منزلها وخنقها والتعزير والتمثيل بجثتها ,وكيف استطاعت منظومة صالح العسكرية إخراج القاتل من السجن وحبل المشنقة وكنت حينها المحامي المتطوع للدفاع عن الشهيدة إيمان ولا مجال لشرح التهديدات التي تعرضت لها عندما رفضت الانسحاب حتى استصدرت حكم الإعدام ضد القاتل,ثقافة الانحطاط كانت ضمن الحملة الإعلامية الشعواء التي شنها نظام صالح ضد شعب الجنوب تحضيرا لحرب 1994م وبث الشائعات المغرضة عن الإباحية والاختلاط في الجنوب والجميع يعلم ماهي الألفاظ والعبارات التي تم استخدامها ضد نساء الجنوب والعائلات طيلة حرب الاحتلال وما قبلها وما بعدها,

ما أطلقة صالح من ساحة السبعين الجمعة الماضية منصة إعلان الحرب على الجنوب المنطلقة من تلك الساحة تعتبر سذاجة وخرف وهذيان سياسي,لآن تحريم الاختلاط وفق مذهب صالح يلقى استهجانه في الجنوب أكثر من الشمال ,حيث إن الجامعات والمدارس في عدن والمرافق العمالية والحياة المدنية المتوارثة منذ قرن في الجنوب هي المستهدفة من خطاب الانحطاط الأخلاقي لصالح لكن استطاع ثوار ساحات التغيير في صنعا وتعز وغيرها استغلال خطاب صالح لنفي الاختلاط واستغلال هذه الفضيحة السياسية في معركتهم ضد صالح ,بينما في الجنوب التفكير النظيف والنقي غير الملوث لايفهم (الاختلاط) من خلال مذهب المجرم صالح الحيواني الوحشي ولم تكن جديدة هذه اللغة السمجة السخيفة وانما يستحضر الجنوبيين ثقافة الحرب التحريضية وفتاوى التكفير الجهادية ضد شعب الجنوب ,

الفارق ان ابنا الجنوب لم يحاولوا استغلال الاتهامات والاسائة للنساء والاعتداءات الهمجية سياسيا لمحاولة تحريض النساء وذلك لسبب الوعي الثقافي لدى النساء في الجنوب الكفيل باستيعابهن ممارسات الاحتلال وثقافته القذرة ,

رغم اننا حاولنا حشد الطاقات وفق المتاح سياسيا حينها عبر صحيفة الأيام الغراء في التضامن مع والدتهم الفاضلة لاستنهاض المجتمع في ظروف القهر والبطش والقبضة الحديدية كانت الأيام متنفس الكلمة وإيصال رسالة الجنوب ,وأتذكر الوعي المتدني لبعض الإخوان الجنوبيين كانوا يتندروا ويضحكوا مستغربين من كتاباتنا وتعاطفنا مع أسرة باشرا حيل ووالدتهم سعيدة الشيبة المغفور لها بأذن الله , لكن كان الوعي الجنوبي المتقدم الناضج يجد مساحة حضوره بشخصية الشهيد عمر الجاوي رحمه الله في طليعة المتظاهرين في عدن يحمل عصاه والدكتور ابوبكر السقاف وغيرهم من صفوة المجتمع الجنوبي متضامنين مع أسرة باشرا حيل وكانوا يعوا أنهم يتضامنوا مع الجنوب كشعب وارض وهوية ولكنهم كانا يبحثون عن عنوان لهذه المظاهرات ,كانت سعيدة الشيبة جرجرة عنوان لتحريك الوعي وفي نفس الوقت كان البعض كما قلت يسخر ويقول لنا تتضامنوا مع الحاجة سعيدة من شان يطلعوا لكم مقالات بصحيفة الأيام وتناسوا ان هذه المقالات كانت لأجل الجنوب وذهب الكتاب والصحفيين بالأيام الى السجون بسبب هذه المقالات ليس الى أماكن الرفاهية وأن كتاباتنا عن والدة هشام وتمام باشرا حيل كان لاستنهاض الروح والقيم والدفاع عن هوية وتاريخ وارض وعرض وكرامة,استحضر هذه الأمور لكي يصحى البعض من سباته العميق و الذين كانوا سبب تأخيرنا بوعيهم المتأخر ,اليوم لاداعي للتأخير والاستفادة من أخطاء الماضي .والاستفادة من تجربة ثورة الشمال الحديثة والتقاطهم جريمة صالح ضد النساء وتحريك الشارع هناك واستنهاض ملايين النساء في تعز وصنعا خلال ثلاثة ايام فقط.

بقلم\المحامي يحي غالب الشعيبي