تقلبات مسؤول جنوبي سابق تجعله مثار سخرية وتندر

[مقهى الدروازه]

ندوة "شفيلد" التي حضرها عدد من السياسيين الجنوبيين بينهم رئيس الوزراء الجنوبي السابق "حيدر أبوبكر العطاس (وسط الصورة) يوم الخميس 19 أغسطس آب 2010 تحت علم دولة الجنوب ومشروع فك ارتباط
عدن (عنا) - هوت أسهم رئيس الوزراء اليمني الجنوبي الأسبق "حيدر أبوبكر العطاس" بعد تصريحات أخيرة له بثت في مقابلة متلفزة على قناة "العربية" الإخبارية الأربعاء الماضي قال فيها أنه يمثل صدى لشريحة واسعة من ساحات التغيير ومن الحراك الجنوبي وأنه يسعى لدولة اتحادية تحفظ اليمن موحداً بإقليمين.


تقلبات مسؤول جنوبي سابق تجعله مثار سخرية وتندر

الجمعة / 8 أبريل نيسان 2011

وكان العطاس قد أدلى بتصريحات متلفزة العام الماضي دعا فيها الرئيسين الشمالي علي عبدالله صالح والجنوبي علي سالم البيض إلى الذهاب إلى الجامعة العربية وفك الارتباط, لكنه عاد عقبها لإصدار بيانات ثنائية أو رباعية مشتركة مع مسئولين جنوبيين سابقين تحدثوا فيها عن التغيير في إطار اليمن الموحد الأمر الذي أوضح مدى التخبط الذي يعاني منه الرجل تحت ستار "السياسة فن الممكن".

وفي أغسطس/آب من العام الماضي أثارت تحركات جدلاً واسعاً في الأوساط الجنوبية المعارضة في الخارج, وتحديداً في بريطانيا التي وصلها مع آخرين وأقام فيها عدداً من اللقاءات الشخصية مع رموز من المعارضة الجنوبية, وانتهت الزيارة بإقامة ندوة مفتوحة يوم الخميس 19 أغسطس آب في مدينة "شفيلد" التي تعد أحد أهم معاقل النشاط الجنوبي المعارض في بريطانيا والخارج عموماً.

وحينها استعرض العطاس في الندوة المراحل التي مرت بها دولة الجنوب السابقة وحتى قيام الوحدة, ثم تطرق إلى ماجرى عقب الوحدة وحرب العام 1994م.

وفيما يتعلق بالحراك أشار العطاس في محاضرته إلى "المعوقات" التي تقف أمام الحراك الجنوبي ومتطلبات المرحلة مؤكداً ضرورة التعجيل بوحدة الإطار السياسي للحراك, وتكوين رؤية موحدة, مشيراً إلى مشروعين مقدمين هما: "مشروع البرنامج السياسي للحراك الجنوبي الشعبي السلمي ومشروع الهيكل التنظيمي للحراك الجنوبي الشعبي السلمي".

وأكد المشروعان على "فك الارتباط" كهدف للحراك الجنوبي بالرغم من تحاشي المشروعين للإسهاب في توصيف الوضع الحالي بالاحتلال وابتعادهما تماماً عن لفظ "الاستقلال" وهو ما يشكل نقاط اختلاف مع برامج الحراك الجنوبي في الداخل وما يرفعه "علي سالم البيض" من شعارات وفي معيته أطراف وفصائل النشاط الجنوبي المعارض في الخارج.

ويومها قال عبده النقيب القيادي البارز في حزب "تاج" وسكرتير دائرة الإعلام فيه من خلال مقال نشره موقع الحزب على شبكة الإنترنت بعد أربعة أيام من لقاء "شفيلد" الذي قاطعه حزب تاج: "كنت من أشد المتحمسين والمراهنين على دولة السيد حيدر العطاس لما كنا نسمع عنه بأنه يتمتع بصفات قيادية كرجل دولة وذلك يعود للخبرات الطويلة التي اكتسبها من تواجده في الوزارات التي تعاقبت على حكم الجنوب فقد كان معتدل في موقفه ومتزن في رأيه لكنه لم يكن اليوم كذلك عندما وضع على المحك فبالنار تختبر المعادن".

وعقب اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام اليمني في فبراير/شباط الماضي أسقط العطاس مطالبه في فك الارتباط وتخلى عن مشروعيه اللذين نافح عنهما أنصاره خلال الأشهر الماضية في محاولة بدت أنها لإسقاط زعامة علي سالم البيض أو تقويض سيطرته على فصائل الحراك في الداخل والخارج فقط دون سعيها لإسقاط ما يصفه الحراك الجنوبي بالاحتلال اليمني (الشمالي).

وردد العطاس في تصريحات متكررة خلال الشهرين الماضيين وبالتزامن مع احتجاجات الشمال مطلبه في الحفاظ على يمن موحد, لكن حديثه الأخير على قناة العربية عن تمثيله لشريحة واسعة من ساحات التغيير ومن الحراك الجنوبي أطاح به إلى مكانة متدنية وردد محتجون شباب في تظاهرة للحراك الجنوبي بعدن يوم أمس هزت أحياء كريتر العتيقة هتافات ترفض حديث "العطاس" وتطالب بدولة مستقلة.

وتحولت مواقف العطاس إلى مثار نقاش تحول إلى سخرية في دواوين ومجالس الحراك الجنوبي بمدينة عدن اتهم العطاس خلالها بالتلون والتقلب حسب اتجاه الرياح.

وسخر ناشطون شباب على شبكة الانترنت من مواقف العطاس الأخيرة وكتب ناشط على صفحة "فيسبوك" تلقى رواجاً: "العطاس يقدم لمشاهديه حلقة جديدة من برنامج ما يطلبه المتظاهرون", وكتب آخر "الحراك الفدرالي أحدث صيحات العطاس, سارعوا قبل نفاذ الكمية".

وبالإضافة إلى الرفض الجنوبي لموقف العطاس اختفى أي تأييد له في الشمال الذي انبرى ناشطوه وزعماؤه خلال الأسابيع الماضية في تصريحات متتالية للتأكيد على انتهاء القضية الجنوبية بخروج احتجاجات الشمال وسقوط النظام اليمني.

وفي تغطياتها الخبرية قامت قناة سهيل الفضائية التابعة لرجل الأعمال "حميد الأحمر" الذي ارتبط معه العطاس بعلاقات سياسية متينة خلال الأعوام الماضية من عمر الحراك الجنوبي بالتحامل على ناشطي الحراك الجنوبي ووصفتهم ببلاطجة النظام اليمني حين قاموا بتسيير تظاهراتهم المطالبة باستقلال الجنوب في مدينة عدن والتي تأتي امتداداً للتظاهرات التي انطلقت من ذات المدينة في السابع من يوليو/تموز 2007 وفجرت الحراك الشعبي حين لم تكن رياح التغيير قد هبت على صنعاء من جهة المغرب ورفض أهلها رياح الحرية من جهة الجنوب.

ولايبدو أن لدى العطاس الذي يريد إسقاط ورقة الحراك الجنوبي أي أوراق ضغط أخرى قد يستعملها عقب إسقاط النظام اليمني في ظل بوادر يظهرها سعي محموم لحزب الإصلاح الإسلامي بالسيطرة على مقاليد الأمور ستجعله لاحقاً يصف استمرار تظاهرات الحراك الجنوبي بأنها "بقايا النظام المقبور" انطلاقاً من توصيفه لها الآن بأن القائمين عليها هم "من بلاطجة النظام" وتأكيد ضمني لهذه التوصيفات من العطاس بعد زعمه أنه يمثل شريحة واسعة من الحراك الجنوبي وأن الجنوبيين وحدويون.

http://siyasapress.net/news_item.asp...2405&ID_P=1234