ما هو مستقبل العلاقة بين الشمال والحنوب في حالة سقوط النظام اليمني ؟

[ali algahafee]

صالح شائف القيادي
في الحزب الاشتراكي اليمني والمعارض الجنوبي البارز للوسط اليوم: الرئيس اليمني دعم الحوثيين لابتزاز دول الجوار والولايات المتحدة وإيران بريئة من دعم الحوثيين عسكريا
Sat, 05 Mar 2011 , 14:56
حاوره - مصطفى عمارة
- اتهام الرئيس اليمني لأمريكا وإسرائيل بإشعال الثورة في اليمن يدعوا للسخرية لأنهما لا يستطيعان تحريك الملايين في الشارع .
- العلاقة بين الشمال والجنوب سوف تتم مناقشتها بعد سقوط النظام اليمني .
- الرئيس اليمني دعم الحوثيين لابتزاز دول الجوار والولايات المتحدة وإيران بريئة من دعم الحوثيين عسكريا .
شهدت اليمن مؤخرا انتفاضة واسعة للشعب اليمني في شمال اليمن وجنوبه للمطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وأركان نظامه في الوقت الذي تمسك فيه الرئيس اليمني بالبقاء في منصبه حتى انتهاء فترة ولايته عام 2013 ووسط تلك التطورات التي تهدد اليمن بحرب اهلية أدلى صالح شائف القيادي في الحزب الأشتراكي اليمني والقيادي الجنوبي البارز بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره إيذاء تلك التطورات :-


- ما هي رؤيتكم لأسباب تفجر الاحتجاجات في اليمن بشكل واسع ضد الرئيس اليمني على عبدالله صالح؟ وهل اندلاع تلك الاحتجاجات بهذا الشكل هو أنعكاس لما حدث في مصر وتونس ؟
المشهد السياسي العربي وما يجري فيه من احتجاجات هو نتاج تراكم تاريخي طويل في العمل وما حدث حاليا هو قطف ثمار هذه الحركة الجماهيرية التي تمت تحت السطح وللأسف فإن الانظمة العربية تعاملت مع تلك التيارات باستخفاف على الرغم من أن تيار العمق يشكل الغالبية العظمي من الجماهير ورغم ضخامة الاجهزة الامنية والرقابية والإعلامية المضللة التي تمتلكها وإذا أخذنا اليمن على سبيل المثال فإن الاحتجاجات في الجنوب بدات منذ عام 2007 بما يسمى الحراك الجنوبي وكانت المظاهرات الأسبوعية تخرج من أقصى الجنوب إلى أقصاه للمناداة برفع الظلم إلا ان تحولت تلك الشعارات إلى المطالبة بفك الارتباط عن نظام صنعاء واليوم وبعد أن نهض الشمال والذي كنا ننتظر ان ينهض مبطرا ضد النظام فإن المهمة العاجلة الان هي إسقاط النظام وبسقوط النظام سيذهب الاستبداد عن الشمال وسيزول الاحتلال عن الجنوب .


- وما هي رؤيتكم لخطاب الرئيس اليمني والذي قال فيه أن ما حدث هو نتاج مؤامرة إسرائيلية أمريكية ؟
هذا حديث يستحق الشفقة والسخرية فالملايين التي خرجت في الشمال والجنوب لا يمكن أن تكون أدوات لإسرائيل وأمريكا وبالتالي فإن ما قاله الرئيس اليمني لا يمكن أن يصدر عن إنسان عاقل ومحاولة للهروب من مواجهة الحقائق فمنذ 33 عاما والنظام اليمني يمارس الاستبداد والتجهيل ويستولى على ثروات البلد حتى أصبح من الصعب أن نميز بين ما هو للحاكم وما هو للدولة .


- ولكن بماذا تفسرون أندلاع الثورة في عدد من الدول الغربية في وقت واحد ألا يدل هذا على وجود محرك خارجي ؟
هذا غير صحيح فالثورات تصنعها الشعوب والمستفيد من وجود الأنظمة الانظمة المستبدة هو الخارج بل لا أبالغ إن قلت أن إسرائيل وأمريكا اكثر المستفيدين من تلك الأنظمة التي تركت أراضيها وأجوائها مباحة لهما فكم مرة ضربت إسرائيل مواقع عربية في العراق وسوريا وأماكن اخرى من خلال أجواء عربية والذي حدث هو أن احداث تونس حركت الشارع المصري مباشرة ولكنها لم تحرك الإرادة المصرية لان المصريون كانوا جاهزون وكان هناك فارق فقط في التوقيت بين انتفاضة البلدين والشيئ الوحيد الذي يحسب لثورة 25 يناير الخالدة هو أن مصر بحجمها وثقلها وعروبيتها يكون تأثيرها أكبر من أي مكان أخر وبالتالي فإن تلك الثورة تستحق كل تقدير لأنها أعادت الوجه العربي المتألق لمصر كما أن انتصارها هو ضمانة لانتصار الثورة في تونس واليمن وأماكن أخرى وأشير هنا أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد بل سيمتد تأثيره إلى الدول الملكية في البحرين والأردن والمغرب ودول الخليج ما لم تتدارك تلك النظم الأمر وتسارع بالتحول إلى نظام الملكية الدستورية يرضى عنها الشعب ويعاملها بكرامة كما ينبغي .


- وهل تتوقع سقوط نظام على عبدالله صالح قريبا على الرغم من أدوات القوة التي يملكها أم أنه سيصمد ؟
القوة وحدها ليست كافية لحماية الانظمة والدليل على ذلك ما حدث في إيران حيث كان الجيش الإيراني هو رابع جيش على مستوى العالم إبان حكم الشاه ورغم ذلك هرب شاه إيران ولم يجد أحد يستقبله سوى مصر ومن هذا المنطلق فإن نظام على عبدالله صالح لن يستطيع ان يمد أجله رغم الاوراق التي يحاول اللعب بها ومنها:-
1- القوى العسكرية .
2- التخويف من أنفصال الجنوب او تقسيمه إلى أكثر من دولة .
3- التهديد بانفصال الشمال بين الزيدية في صعدة وبقية القوى الأخرى .
4- التهديد بأن تتحول الفتنة إلى حروب طائفية بين الشوافع والزيود لاستنهاض أهل المذهب الزيدي للوقوف بجواره باعتباره زيديا وأعتقد انه لن يستطيع استخدام القوة المسلحة لأن القبائل اليمنية مسلحة والخيار الوحيد المتاح هو ترك السلطة بناء على طلب الجماهير او ينتظر الرحيل .


- وما هو مستقبل العلاقة بين الشمال والحنوب في حالة سقوط النظام اليمني ؟
بعد سقوط النظام اليمني فغن الشمال سوف يتحرر من الاستبداد وسيزول الاحتلال من الجنوب وعندئذ سوف تتم مناقشة العلاقة بين الشمال والجنوب بعيدا عن أي ضغوط .

- وما هو مستقبل العلاقة بين النظام اليمني والولايات المتحدة في ظل انتقادات على عبدالله الصالح للولايات المتحدة في خطابه الاخير ؟
لعلاقة بين النظام اليمني والولايات المتحدة سوف تستمر فالانتقادات التي وجهها الرئيس اليمني للولايات المتحدة كان متفق عليها بين البلدين حتى يقنع الناس بأنه ضد الولايات المتحدة بينما من الناحية العملية يمارس شيئ أخر فاليمنيون قتلوا في الكثير من المناطق بالطيران الأمريكي والمخابرات الأمريكية تتحرك بحرية تامة على أرض اليمن وفي مياهها وأجوائها وهو يحاول التهديد بخطر تنظيم القاعدة رغم أن الأرهابيون ينطلقون من داخل اليمن إلى خارجها بمساعدة النظام لأبتزاز أمريكا ودول الجوار حتى يمد أمد حكمه .


- ولكنه دائما يردد أنه سوف يترد الحكم عام 2013 ولن يورث الحكم لأبنه فلماذا الثورة إذا ؟
لقد فات أوان هذا الكلام ففي عام 2005 قال انه لن يرشح نفسه ثم أخرج الموظفين وطلبة المدارس والجامعات للمطالبة ببقاء الرئيس فهذه مسرحية هزلية لا تليق بحاكم مثله .


- وما هي أسباب فشل الحوار بين المعارضة والنظام خلال السنوات الماضية ؟
الحوار بين النظام اليمني وأحزاب اللقاء المشترك التي تمثل الشمال لم تحقق أية نتيجة على مدى خمس سنوات وكلما تم الاتفاق على نقاط ينقلب عليها النظام اليمني أما في الجنوب فالرئيس اليمني لا يعترف بالقضية الجنوبية ويعتبرها زوبعة في فنجان رغم خروج الملايين أسبوعيا للتظاهر ضد النظام إلا انه أبدى استعداده للتحاور أخيرا بعد أن تم محاصرة القصر الجمهوري ولكن الوقت جاء متأخرا ورغم كل هذا فلا يزال يناور ويتغطرس ويحاول إدخال العنصر الديني في اللعبة السياسية .


- وما هي أسباب فشل النظام في إغماد تمرد الحوثيين على الرغم من التوصل إلى عدة اتفاقات ؟
الحركة الحوثية في صعدة نشأت بترتيب وتمويل على عبدالله صالح فهو الذي دعم حسين الحوثي الذي استشهد وكان عضو في اللجنة الدائمة ومجلس النواب نيابة عن المؤتمر من أجل محاربة السلفية ولكن الامور خرجت عن سيطرته واستغل الرئيس اليمني الحرب ضد الحوثيين لابتزاز دول الجوار بدعوى أن الحوثيين يريدون استعادة الأمامة رغم أنهم لم يطرحوا ذلك وحصل من قطر على مبلغ 500مليون دولار لقبول وساطتها لانهاء القتال وبمجرد حصوله على الأموال نشبت الحرب مرة أخرى والوسيط القطري يعرف ذلك تماما بل وصل الامر إلى دعم الحوثيين بالسلاح الثقيل لمحاربة السعودية .


- وما هو طبيعة الدور الإيراني في هذه الحرب ؟
لا نعتقد أن لإيران يد مباشرة في دعم الحوثيين لأن طبيعة صعدة الجغرافية تحول دون وصول أي دعم لهم وكما قلت أن ذلك نوع من أبتزاز دول الخليج والولايات المتحدة والدليل أن علاقته بإيران ظلت طيبة .


- وكيف ترى سيناريو المستقبل ؟
أتصور أن هناك سيناريوهات متعددة يمكن ان يواجهها اليمن :-
1- إذا استسلم النظام اليمني ورحل طواعية فإن اليمن سوف يستقر وسيستطيع اليمنيون أن يحلوا مشاكلهم بالتفكير الهادئ والعقلاني .
2- إذا تمترس النظام خلف مصالحه الذاتيه واستخدم الفتنة المذهبية لاشعال الحرائق في أكثر من مكان فإن الامور ستكون أكثر تعقيدا ونخشى أن تطول عملية الحسم فيما يتعلق بالتحول السياسي والديمقراطي الذي ينشده الجميع .