سيناريو الفيل والحصان في تفجير السفارة الأمريكيه

[حلاب الحديد]

إن السيناريو الذي جرى بهِ التفجير أمام السفارة الأمريكيه يضع أكثر من إحتمال عليه , وقبل الخوض في الإحتمال الأبرز والذي تنطبق عليه معظم الفرضيات دعونا نستبق ذلك بكيف تم التخطيط بمثل هكذا خُطّة شبه مُحكمه من إعداد قنّاصه يستبقون التفجير ثم تلغيم سيارتين ولبس حزامات ناسفه والمرور من كل النقاط التي تحيط بالسفارة؟؟ والتي هي عبارة عن قاعدة امريكية من حيث الحراسة المدرّبة على أعلى المستويات و الحماية والتخطيط ، كل ذلك وبلد العم سام التي توازي ميزانيتها العسكرية ثلث ميزانية العالم للتسليح العسكري بعيدةً عن مايحدث , ثم لايسقط امريكي واحد في العمليه .

ولندخل في الإفتراض الأبرز لمسببات مثل هكذا هجوم ، فمع إقتراب الإنتخابات الإمريكية واليمنية ووقوع كلاً من الحزب الحاكم هنا وهناك تحت ضغطٍ شديد ، وحصول مرشح الحزب الجمهوري \"ماكين\" على أدنى نتائجه على الإطلاق أمام الديمقراطي \"أوباما\" , خصوصاً بعد ان قالت كبيرة مستشاريه الإقتصاديين بإن \"ماكين\" غير قادر على إدارة شركة إقتصاديه ، وهو ماجعل الحزب الديمقراطي يستغل هذا الخلل ويشن حملةً شرسه على \"ماكين\" وأنّهُ وبحسب إعتراف مستشارتهُ لايقوى على إدارة شركة ، فكيف سيدير أقوى إقتصاد في العالم في حال فوزه . ومع العلم بان سجل الحزب الجمهوري مليءٌ بالمغامرات والمفاجئات ، وأنّهُ لم ينجح في الفترة الأخيرة إلا وهو يدق على نغمة محاربة الإرهاب التي كادت ان تتلاشئ من الساحة في الآونة الأخيره ، هذا من جانب ، أمّا الجانب اليمني : فالحزب الحاكم فقد الكثير من المصداقية أمام أعضاء حزبه ، ناهيك عن المعارضة والشارع الجنوبي وشمال الشمال .

وكعادة الرئيس اليمني في محاولة توضيف الأحداث لصالحه ، وإستمراره في خلق صراعات داخلية داخلية ليستفيد منها في الأخير ، وإعطائه الضوء الاخضر لإقامة هيئة ماتسمى بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمباركةٍ سعودية إماراتيه ، ولكن مع تحذير الإرياني الأخير الواضح والصريح على قناة الحرّة والتي يبدوا أن الرئيس أخذهُ على محمل الجد فتراجع عن قرار دعم الهيئة ، وذلك ما أغضب الجارة القريبة والتي اراد الرئيس إستدارك الموقف فقام بإرسال إبنه على الجارة القريبة وإرسال رجل الضل علي محسن الاحمر إلى الإمارات ، ليثبت للاحمر ومؤيديه بأنّه مازال هو رئيس البلاد حتى يكبح جماحهُ المتطلع للإنقضاض على السلطة ولإستحلاب الإمارة الخليجية والجارة السعودية بهدف المساعدة في محاربة المد الشيعي - على حد زعمه - ، ولكن مع عودة الإثنين خالين الوفاض ، ومع زيادة الضغوط الدولية في إرسال لجنة تقصي حقائق حرب صعده وضغوط منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الأهلية بالنسبة للجنوب إضطر الرئيس وعلى مضض إطلاق سراح قادة الحراك ، ثم أوعز لزعيم الجهاديين (على حسب تسميتهم له) علي محسن الأحمر بعمل عملته اللازمه ، شرط ألاّ يصل إلى عمق السفارة الأمريكية وأن لايكسر بها رطبا ، وبالطبع بضوءٍ أخضر من جناح الصقور الأمريكي الذي سيستغل هذا الحدث في شن حملة دعائيه لــ \"ماكين\" وإقناع الشعب الأمريكي بأن بعبع الإرهاب مازال قائماً ، ولن يستطيع الوقوف أمامه إلا صقر من الجمهوريين .

كما عزز هذا الإحتمال وبقوةٍ إعلان تنظيم جديد (الجهاد) مسئوليته عن الحادث مع التهديد بإستهداف سفارتي السعودية والإمارات وتصريح النظام لاحقاً بتفكيك عبوّةٍ ناسفة كانت على متن سيّاره تحمل متفجرات واقفه امام السفارة السعودية ، وكذلك إستفادة الرئيس اليمني من مثل هكذا تفجيرات في إستحلاب دول الخليج والإتحاد الأوروبي ونيل رضى أمريكا تحت مسمّى مكافحة الإرهاب ، وتحقيق مطامع داخلية بأن يجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه لتكييف القضية على من يراه الأخطر في الساحة - من حوثيين ومشترك وحتى حراك جنوبي - ، وبالتالي يضمن الدعم الخارجي والإنتصار الداخلي في الإنتخابات التي ستعتبر مفصليّة بالنسبة للمؤتمر وإستفتاء شعبي بالنسبة للجنوب .

http://www.al-teef.com/articles.php?aid=122