الرئيس "صالح" يرسل موفدين إلى البيض وقيادات الخارج

[الجحجاح]

كشفت مصادر سياسية في صنعاء أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تواصل أخيرا مع القيادات اليمنية المعارضة خارج البلاد، لتسوية الخلافات معها، وأنه قدم مبادرة بهذا الخصوص.

وأكدت مصادر مقربة من الحكم والمعارضة، لموقع "العرب اليوم" أن عضو مجلس الرئاسة في الحكومة الانتقالية لدولة الوحدة (بين العامين 90- 93) ومستشار الرئيس، سالم صالح محمد، كان الأسبوع الماضي في سوريا للتحاور مع الرئيس الأسبق لليمن الجنوبي قبل الوحدة علي ناصر محمد.

وأوضحت المصادر نفسها أن الرئيس علي ناصر محمد ورئيس أول حكومة لدولة الوحدة المهندس حيدر أبو بكر العطاس والقيادي الاشتراكي محمد علي أحمد سافروا مطلع الأسبوع الجاري إلى العاصمة البريطانية، لندن، لالتقاء النائب السابق للرئيس اليمني، علي سالم البيض، وقيادات الحزب الاشتراكي المقيمة في لندن، للتشاور بشأن مبادرة الرئيس صالح، والتي ما تزال طي الكتمان والخروج بموقف موحد منها.

وتوقعت المصادر حصول انفراج سياسي غير متوقع في اليمن بحلول آخر الأسبوع المقبل، أو بداية الأسبوع الذي يليه، وبما يساهم في إغلاق ملف المعارضة الناشطة من خارج اليمن.

وقال المصدر أن هذه الخطوات التي يسارع الرئيس صالح باتخاذها، لمعالجة الأزمة السياسية في البلاد، تمثل انعكاساً ايجابياً لما حدث ويحدث من تطورات لم تكن متوقعة في كل من تونس ومصر، ورغبته في استباق الأحداث والحيلولة دون تفجر الأوضاع في البلاد.

وأشارت المصادر إلى أن الخطوات التي بدأ الرئيس صالح باتخاذها أخيراً، كمبادرات لإصلاح الأوضاع في البلاد، بدءاً بإيقاف التعديلات الدستورية التي أثارت جدلاً واسعاً والانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة في ابريل/نيسان المقبل، والعودة للحوار مع أطراف المعارضة، والسعي لإغلاق ملف معارضة الخارج، ما كان لها أن تتم لو أنه استشار قيادات حزبه، مؤكدة في هذا الصدد أن صالح تجاهل أخيراً قيادات حزبية وسياسية كبيرة كانت صاحبة قرار فاعل، لشعوره بأن هذه القيادات كان السبب في تصعيد الأزمة السياسية في البلاد، وبالتالي تأليب الشارع السياسي عليه شخصياً.

يأتي هذا في الوقت الذي أجلت فيه أحزاب "اللقاء المشترك" المعارض مؤتمراً صحافياً كان مقرراً عقده الأربعاء، لإعلان الموقف الرسمي لأحزاب المعارضة من المبادرة التي طرحها الرئيس اليمني، وقالت مصادر مقربة من أحزاب المعارضة، أن التأجيل سببه سفر أمناء عامين لعدد من الأحزاب المنضوية في التكتل خارج البلاد لإجراء المزيد من التشاور مع معارضة الخارج.

وأكدت المصادر أن أمين عام الحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان سافر إلى لندن، وأمين عام التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي إلى تركيا، وأمين عام التنظيم الوحدوي الناصري سلطان العتواني إلى بيروت، للقاء بقيادات المعارضة ومناقشة المستجدات على الساحة الوطنية للخروج بموقف موحد حيال المبادرة الرئاسية ومباشرة الحوار مع جميع الأطراف لحل الأزمة المتفاقمة في البلاد.