مهرجان عتق نجح وتعثر!!!

[بائع المسك]

مهرجان عتق نجح وتعثر!!!
تعثر إقامة المهرجان الذي دعا إليه القائد ألحراكي العميد/ ناصر النوبة في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوه يوم الأربعاء 26/1/1011م، ترتب عليه سؤال محوري تعقبه أسئلة عديدة. أما السؤال المحوري فهو:
ــ هل فشل ذلك المهرجان فشلاً ذريعاً أم لم يفشل كلياً ؟
أما الأسئلة المترتبة عن السؤال السابق فهي:
ــ إذا كان ذلك المهرجان فشل حقاً، فما هي أسباب ذلك الفشل ؟ هل ترجع تلك الأسباب إلى عدم إعداد الداعي والمنظم له إعداداً جيداً يتلاءم وظروف المنطقة ومكان المهرجان؟ أم يرجع إلى أسباب تتعلق بإمكانيات الاحتلال وجبروته؟ أم ما هي أسباب الفشل؟
ــ إذا كان ذلك المهرجان لم يفشل ولكنه حقق الهدف والرسالة المرجوين منه، فكيف ذلك؟ وما هما الهدف والرسالة المقصودان منه؟
ــ ما هي المعايير التي حكم بموجبها القائلون بفشل ذلك المهرجان؟ وما هي المعايير التي حكم بموجبها القائلون بنجاحه؟
هذا هو السؤال المحوري الذي يجب الوقوف عنده عند تقييم نتائج مهرجان عتق وهذه الوقفة تقتضي الإجابة عن الأسئلة المترتبة عن هذا السؤال، بشجاعة وحياديه وتغليب لحقائق الواقع على أهواء النفوس والهروب من استحقاقات المرحلة، ولكن هل طرح هذه الأسئلة في ظل الظروف القائمة منطقي، خصوصاً أن أحداث المرحلة السابقة قد كشفت لنا بأنه عقب كل حدث أو فعالية يدعو إليها احد قيادات الحراك أو هيئاته، يبرز في وسائل إعلامنا الجنوبية فريقان رئيسان؛ احدهما منتقد وشامت وساخر من ذلك الحدث أو الفعالية ونتائجها، وثانيهما مهلل ومكبر لنجاحها وما دح لمنظميها وملمع لهم على حساب الحقيقة على الواقع، وبالإضافة إلى هذين الفريقين فريق ثالث غير مشاهد ولا محسوس وجوده لأنه آثر الصمت إزاء لغط الفريقين السابقين غير الواعي الذي لا يسمع في ظله لأي قولٍ آخر، ولعل هذه الحقيقة تجعل من ذلك الصمت حكمة ولكن ذلك ــ حسب تقديري الشخصي ــ ليس مطلقاً، خصوصاً إذا كانت ظروف الحال وحقائق الواقع تشير إلى أن ترك الساحة لذينك الفريقين يعبثا بها لوحدهما، سيفضي إلى أن كل فريق سيدفع الآخر إلى ارتكاب حماقات أو ردات فعل مندفعة تضر بالجميع دون استثناء وتضر بالقضية الجامعة لهم، وعليه، فانطلاقاً من هذا الاحتمال شبه الأكيد فقد وجدت نفسي مضطراً للحديث حول إجابة الأسئلة السابقة بدلاً من الصمت عنها وعلى النحو الآتي:
أولاً: هل فشل مهرجان عتق أم نجح؟
بتقديري الشخصي انه ليس هناك في النضال التحريري والعمل السياسي إجابة واحدة بالسلب أو الإيجاب عند تقييم نتائجهما، ونادراً ما تكون الإجابة احد الفرضين (نعم أو لا) ذلك أنه غالباً ما يصاحب العمل النضالي أو الموقف السياسي نتائج سلبية وأخرى ايجابية، ومن ثم فإن النجاح أو الفشل فيهما يؤسس على غلبة إحدى نتائجهما (السلبية أو الايجابية) على الأخرى، وبالنظر إلى أهداف ونتائج مهرجان عتق المتوخاه من إقامته، سنجد أن تلك النتائج والأهداف تتمثل بعمومها في إعادة زخم الحراك إلى محافظة شبوه وتفعيل نشاطه وتوحيد فعالياتها بعد أن ظلت طيلة الفترة الماضية محصورة في كل مديريه ومنطقته على حدة، وتتمثل تلك النتائج والأهداف بخصوصها في كسر حاجز الاحتلال وطوقه الأمني الشديد الذي وضعه على عاصمة المحافظة عتق وتمكن من خلاله منع فعاليات الحراك فيها، هذه هي أهداف المهرجان ألعامه والخاصة وفقاً لمنطق العقل السليم المبني على حقائق الواقع في محافظة شبوه، وعليه لو نظرنا إلى ما تتحقق من تلك النتائج والأهداف على الواقع سنجد أن معظم إن لم تكن جميع مديريات شبوه وقبائلها لبوا النداء بل وحتى هيئات الحراك الأخرى فمنهم من تمكن من الوصول إلى منطقة التجمع ومنهم من حوصر في مديريته وهم قله، ثم تحرك ابناء شبوه صوب عتق صباح الأربعاء 26/1/2011م ومنهم من دخلها اليوم السابق وتجمع في المكان المحدد لإقامة المهرجان إلا أن بطش وجبرت سلطة الاحتلال حشدت جيشها وأمنها والياتها واستطاعت بكل هذا الجبروت تفريق هذا الحشد داخل عتق والقادم إليها الذي ينتهج النضال السملي لتحقيق أهدافه ولم يعلن بعد الكفاح المسلح....
ألم يحقق هذا جانباً كبيراً من أهداف ونتائج المهرجان المتوخاه منه؟؟
ألم تتحرك شبوه بجميع مناطقها وقبائلها صوب عتق؟ بلا ، ألم تتحرك عتق وتشهد زخماً حراكياً ومواجهة مع قوات الاحتلال؟ بلا، ألم ترتعد فرائص المحتل ويحشد كل ما أوتي من قوه في مواجهة هذا المهرجان الجماهيري السلمي؟ بلا ، أليس هذا البطش والجبروت والتنكيل والسجن لشباب شبوه ورجالها، سيولد النقمة والحقد ضد هذا المحتل ويخلق القناعة لدى ابناء شبوه لمواجهته والتصدي له؟ بلا بلا، إذن فقد تحققت معظم أهداف هذا المهرجان ألعامه والخاصة حسبما سبق الإشارة إليها، صحيح أن هذه النتائج ليست هي منتهى ما كنا نؤمله وصحيح أن معظم قيادات الحراك لم تستطيع بلوغ عتق حسبما وعدت وتعثر إقامته في عتق بحضورها، ولكن وفقاً للنظر المنطقي السليم، فإن دخول قيادات الحراك عتق ليس هو الهدف الرئيسي من المهرجان، بل هو ما سبق ذكره من أهداف ــ حسب تقديري الشخصي ــ ، ثم أن سلطة الاحتلال استطاعت مرات كثيرة من منع مهرجانات عديدة في الضالع وردفان وأبين وعدن وحضرموت وفي جميع مناطق الجنوب قبل أن تبلغ تلك المهرجانات ما بلغه مهرجان عتق، ومع ذلك بقي الحراك وازداد زخماً وتألقاً يوماً بعد يوم، لكل هذه الحقائق، فإن تقييمي لمهرجان عتق أوجزه في هذه العبارة: ((مهرجان عتق تعثر إقامته في المكان المحدد له إلا انه حقق معظم الأهداف والنتائج المرجوة منه والعبرة بالنتائج لا بالمظاهر)) فهو بذلك اقرب إلى النجاح منه إلى الفشل فيسمى ناجحاً بالغالب من الأمر.
ثانياً: أما السؤال الثاني: كيف نجح وما هي معايير النجاح؟
فأقول بالإضافة إلى ما سبق:
1ــ فإنه بالنسبة لكيفية نجاحه فهو بالنظر إلى بلوغه الأهداف المتوخاه منه ولو في حدها الأدنى، وقد بلغ ذلك كما سبق بيانه ومن يرى أن له أهدافا أخرى فليوردها .
2ــ وبالنسبة للمعايير التي بموجبها تم الحكم بنجاحه، فهي:
أ‌) إن جميع هيئات الحراك حتى اللحظة تتبنى النضال السلمي كخيار استراتيجي بما فيها الهيئة العليا للاستقلال التي يرأسها العميد النوبة الذي دعا لذلك المهرجان، والمهرجان المدعو له هو فعاليه سلميه وقدرة سلطة الاحتلال على إفشال تلك الفعالية السلمية بقوة السلاح بجميع أنواعه، لا يمكن عدّه من قبيل النصر والهزيمة أو الفشل والنجاح..
ب‌)حقائق الواقع الاجتماعي والسياسي والجغرافي في شبوه (صراعات وثارات قبليه، عدد كبير من القيادة السياسية بالسلطة، ارض صحراويه مترامية الأطراف محاصرة بألوية عسكريه، حقول وآبار نفط..الخ) كل هذه الحقائق تجعل ما استطاع بلوغه مهرجان عتق اليوم بالنظر إلى تلك المعوقات الجمة، تجعله انتصاراً وبداية مرحله فاصلة في حراك شبوه . فهذه المعايير باعتقادي الجازم هي التي تفرض الإقرار بنجاح هذا المهرجان ومن يرى خلافها فليطرحه.
ثالثاً: سأجعل هذه الفقرة لسرد بعض الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من خطوة العميد النوبة لتداركها مستقبلاً:
1) إن العمل الجماعي المخطط في إطار مؤسسي منظم، هو أهم عنصر لنجاح فعاليات الحراك على وجه الخصوص وفي انتصار القضية الجنوبية على وجه العموم.
2) إن الدعاية الإعلامية التي تسبق أي خطوه ميدانيه لها نتائج سلبيه أكثر بكثير من نتائجها الايجابية، ذلك أن عنصر السرية والمباغتة المقرونين بالإعداد والتخطيط الجيد هما أساس نجاح خطوات العمل التحرري، فالإعلان بان العميد النوبة قرر اقتحام عتق يوم 26/1/2011م مع أني لم أجد لفظ اقتحام في كلمته التي قيل بأنه أعلن فيها ذلك، يعد خطئاً فادحا من ناقل الخبر، ذلك أن لفظ اقتحام يتعارض من نهج النضال السلمي المعلن عنه، لأنه يوحي بالدخول عنوة وبالقوة وهذا ما تداولته وسائل الإعلام غير الجنوبية، وهذا ما فهمه الشارع والمتابع الجنوبي، فكيف اقتحام مدينة مطوقه عسكرياً في ظل نضال سلمي؟؟ لذلك كان طبيعا أن تعثر ذلك المهرجان يكون له صدٍ عكسياً، فمن ادخل لفظ اقتحام على عنوان الخبر عند نقله لم يكن موفقاً، فلننتبه لذلك مستقبلاً .
3) اصطياد الأخطاء وتتبعها بين قيادات الحراك ومنتسبيه ووسائل الإعلام الجنوبية لا يخدم القضية بتاتاً بل يسيء إليها ويثير الشقاق والأحقاد بين الجنوبيين .
4) أي قيادي أو ناشط أو إعلامي حراكي يظن أن إحراق احد قيادات الحراك أو تهميشه، يخدم مصلحته أو مصلحة الحراك، فمخطئ بل خاطئاً، ويلزمه تغيير هذا الاعتقاد الفاسد لأنه لا يصب إلا في خانة تدمير الحراك، فحذار ثم حذار من الاستغلال السيئ لقضية تعثر مهرجان عتق لمحاولة تصفية حسابات أو مماحكات مع العميد النوبة أو من شارك في ذلك المهرجان فالعميد كان ومازال قائداً حراكياً لا يمكن تجاوزه أو حتى التفكير في التقليل من دوره وتهميشه.. ونفس الحال بالنسبة للشيخ الفضلي من خلال استغلال ردة فعله المنفعلة بشأن إحراق الأعلام والصور، فمع كل اختلافنا معه في ذلك ، إلا انه يبقى القائد الحراكي الذي أعطى للحراك زخماً غير مسبوقٍ وقدم للقضية الجنوبية كل ما يملك، فحذار يا بني قومي من محاولة إحراق كروت بعضنا فهذا منزلق خطير لمن لديه سمع وبصر وإخلاص لهذا الوطن.
5) موعد الفضلي في 11فبراير، قريب، واكبر خطأ سترتكبه قيادة الحراك لو تركت الفضلي وحيداً في ذلك اليوم أو علمت على إفشال فعاليته، فلن يفشل الفضلي بل سيفشل ويتشتت الحراك ونعيد إنتاج التكتلات الفئوية والحزبية والمناطقية من جديد فهل من متعض.
6) لو نعيد الذاكرة قليلاً منذ بداية انطلاق الحراك وحتى الآن، سنجد ــ دون تحديد اسماء ــ أن كل قيادي بالحراك قد هدد وتوعد ورعد في مناسبات عديدة بعملٍ يزلزل الأرض من تحت أقدام المحتل تجعله يلملم (شماطيره) أغراضه ــ إن تمكن في ذلك ــ ويرحل عن الجنوب أو منطقة معينه بين عشية وضحاها، ولكن تلك الوعود انتهت وأشرقت شمس نهارها وإذا بالدنيا عوافي والخطبة الخطبة والجمعة الجمعة وارض الجنوب جميعها محتلة، فهل آن للجميع أن يدرك أن القضية الجنوبية اكبر من الأفراد والمناطق وان الجنوب لن يتحرر بفرد أو مجموعه أفراد أو حتى قبيلة أو منطقه، وإنما سيتحرر بإرادة وتكاتف ووحدة جميع ابنائه وهيئاته وقيادات حراكه.. هل آن لجميع أن يعي هذه الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها وحصول ذلك يعني التردي المهالك والتخبط في المسالك الوعرة التي قد يصعب بعد الولوج فيها الخروج من سراديبها وأنفاقها المظلمة، هل من مدرك؟؟ هل من متعظ؟؟ هل من ذي لب صحيح وقلب سليم يتأمل وينظر؟؟ هل من مخلص (بكسر اللام )، ومخلص (بفتح اللام) يسمع ؟؟ هل من يوصل كلامي هذا لباعوم والنوبه والفضلي والشنفره وبامعلم وباوحدين وباحشوان والخبجي والشيخ النقيب والغريب وبن غالب وفاروق حمزه وحقيس وبنان وباعوظه وحويدر وهادي وسعيد سعدان وأمين صالح ومحمد علي شائف والدكتور عبدالحميد شكري ويحيى سعيد والناخبي والسعدي والداعري والوالي والعيسائي وشلال وجبران وقاسم عسكر والشيبه وووووو كبراءنا بالخارج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخبروهم بأننا تعبنا وهم في غيهم يعمهون، والله المستعان على ما يصفون ويعملون ويقترفون بحقنا من ذنوب... هل آن الأوان لترك العناد والرجوع إلى الحق؟؟؟؟ الأيام ستجيب عن الجميع عما قريب
تقبلوا فائق تقديري واحرامي.