في ذكرى 13 من يناير هل نجح الخطاب الرسمي بنقل أرثها إلى الأحفاد ؟ [ قصة واقعية ]

[عبدالعزيز ألحدي]

كجيل من الشباب الجنوبي وجدنا أنفسنا في واقعا بئيسا كئيب مسلوبي الإرادة منتهكي الكرامة في وطناً سليب لم يشهده جيلا جنوبيا من قبل .

ذهبنا لنبحث ونفتش عن تلك الأسباب التي أوردتنا المهالك ورمت بنا بلا رحمة في أحضان الوصاية الزيدية وأعوانها .

كانت الخلافات والتباينات التي سادة المجتمع الجنوبي والتي أدركت أيضا تلك الأصابع الخارجية كيف تغذيها وتستغلها لمصالحها من أهم الأسباب .

وحين شعر شعبنا بحاجتة الماسة للخروج من هذا المأزق أدرك جيدا بأن البداية تكون من سد تلك الأبواب التي تأتي منها رياح الفرقة كي يستريح فنبراء مجموعة من المناضلين ليأسسوا مبداء التصالح والتسامح ليكون قاعدة صلبة للأنطلاق نحو الحرية والكرامة وميثاق شرف لكل جنوبي يرفض الظلم والضم والوصاية وكان للشباب دورا هاما ورئيسيا في بلورته وإخراجه إلى النور وتنمية الوعي الجماهيري بأهميته .



كان الجميع يدرك بأن تلك الخطوة ستغيض أهل الوصاية والمقتادون على الجراح الجنوبية النازفة وكنا نتوقع بأنها ستكون هناك أساليب خفية وذكية لمحاولة أفشالة وعرقلته ويجب التنبه لها والحذر منها .



ولكن صدم الجميع حد الفاجعة حين شاهدوا ذلك الخطاب الرسمي في أبين والذي تلى مباشرة إعلان فعاليات التصالح والتسامح الجنوبية وصدم الجميع من ذلك الأسلوب الفاضح والعلني في نبش القبور الجنوبية لتلتهم المزيد من الأبناء والأحفاد والإصرار على بقاء تلك الجراح نازفة والتهجم الشديد على ذلك المبداء الأخلاقي (( التصالح والتسامح )) ومن أسسه .



ومنذو ذلك اليوم وسلطة صنعاء لم تألو جهدا في هذا الإتجاه مكرسة كل ما تملك من مال وإعلام وعملاء على أرض الواقع وندوات وغيرها من الأساليب الغير أخلاقية المتنافية مع كل قيم الفضيلة كي تهزم الجنوبيين ومبدأهم التصالحي ولكي ينقل ذلك الأرث لتلك الحقبة من جيلا إلى جيل كي يستمر بقائنا تحت وصايتهم ووصاية أحفادهم من بعدهم ويتم توريثنا كما تورث قطعان المعز متخذين من مبداء (فرق تسد ) قاعدة استراتيجية للتعامل مع شعبنا .



جمعني الأيمان بعدالة قضيتنا الجنوبية والنضال من أجلها بالكثير من الشباب الجنوبي من مختلف المحافظات الجنوبية في بعض الميادين والساحات الألكترونية المخصصة للنقاشات كنت أُسر حين أرى ذلك الوعي يتجذر في النفوس حول كل تلك المخطاطات التي يحيكها مصاصوا الدماء .



كان من بين أؤلائك الشباب شابا من أبناء (( الزمرة )) من أبين من أبناء العواذل وكونني من أبناء (( الطغمة )) كأحد أبناء يافع كما يحلوا لهم توصيفنا كي لا نخرج من ذلك الأرث المهلك تجذرت العلاقة بيننا ونحن نتصدى لكل تلك الممارسات الناقلة لعدوى العداوة والبغضاء إلى صفوفنا منطلقين من مباداء عقيدتنا الأسلامية التي تُحرم وتجرم كل ذلك ومن إدراكنا العميق بأن مصلحتنا الدينية والدنيوية ومصلحة أبنائنا تُحتم علينا القيام بذلك وجوبا .

كنت في الفترة الماضية في عدن لضروف مرضية لأحد أفراد الأسرة , أتصل علي (( أبن الزمرة )) وحين عرف بالأمر أصر بأنه سيحول لي مبلغا من المال ولكني أعتذرت له لعدم حاجتي وبعد إلحاح تم إقناعه ولكنه أصر ثانية على أن آخذ منزله الفاضي في عدن وسيارته لأقضي بها حاجياتي وبعد جهد أقنعته بعدم حاجتي لهما أقفل السماعة بعد وداع حينها أنتابتني مشاعر رهيبة كادت عيني تدمع .

فأبن (الزمرة ) هذا لا يعرف عن أبن ( الطغمة ) إلا إسمه الأول ورقم تلفونه وحتى صورته لم يراها قط ومع ذلك يعرض عليه وبإصرار أن يأخذ منزله وسيارته والمبلغ الذي يحتاج من المال حقا أنه الأخاء الصادق والمصير الواحد .



بعدها أقفلت التفكير بشكر سلطة صنعاء فقد نجحت فعلا في توحيد صفوفنا ضد ظلمها !!



لم تعد ذكرى الثالث عشر من يناير تمر علينا ثقيلة كالجبال كما كان في السابق فقد تحولت بعزيمة الشرفاء إلى نقطة إشعاع ونورا في هذا السواد الحالك .

سلامي ـ ـ